مظلومية فلسطين .. صهاينة العرب والغرب خصماً وحكماً
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
في كل المواجهات مع الاستعمار والاستعباد في فلسطين وغيرها، الأنظمة والزعامات العربية لا تستطيع أن تتخذ قراراتها بل إنها تعول على الآخرين فيما يجب أن تقوم به، لذلك فكل خطاباتها ومناشداتها إما للمجتمع الدولي أو لليهود والنصارى، جاعلة إياهم خصما وحكما، ولا تخرج قراراتهم الجماعية والفردية عن ذلك، يناشدونهم بالتدخل للضغط على العدو الإسرائيلي ووقف الجرائم التي يرتكبها والدخول في المفاوضات .
رئيس السلطة الفلسطينية (عباس) في أوج الإجرام الصهيوني المسلّط على رفح قال (نأمل أن تتوقف إسرائيل عن هذا العمل ونناشد –كررها ثلاث مرات- أمريكا بالإيعاز أو بالطلب من إسرائيل بأن تتوقف عن عملية رفح) وهذا هو أكبر احتجاج صرح به مسؤول عربي، أما الآخرون فقد باركوا العملية قولا وعملا.
بعض عقلاء ومفكري الغرب تخلصوا من جريمة الصمت وغادروا مربع الخوف من تهمة معاداة السامية التي اغتالوا بها كل المعارضين لليهود أمثال “روجيه جارودي” الذي غيّر اسمه إلى “رجاء جارودي” بعد إسلامه وفضح الدعاية اليهودية في كتابه “الأساطير المؤسسة للسياسة اليهودية “، ومنهم الكاتبة الفرنسية (فيفان فورستيه) في كتابها “جريمة الغرب” الذي تناولت فيه كيف حوّل الإجرام الغربي ضد اليهود إلى تعاون بينهما من خلال عدة أسئلة :
من أحرق من الأوروبيون؟ أم عرب فلسطين أحرقوا يهود أوروبا؟ وهم من ارتكبوا المحرقة؟ مَنْ جوع مَنْ؟ عرب فلسطين جوعوا اليهود أم نحن الأوروبيون من قام بذلك؟ من أقام المقابر الجماعية، الأوروبيون هم من قاموا بذلك وهم من قاموا باحتلال أرض فلسطين وتهجير سكانها واحتلوها بالقوة والإرهاب ومنحوها لليهود، (صنعنا مأساة الشعب الفلسطيني؛ غسلنا عارنا بدماء الفلسطينيين وتركنا اليهود يتفننون في قتل وذبح وهدم بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم والاستيلاء على أرضهم واحتلال بلدهم أمام أعيننا وجعلنا من المظلومين إرهابيين وقتلة)، اليهود أيضا ليسوا بريئين من دماء النصارى، بل وصل إجرامهم إلى محاولتهم قتل المسيح عيسى ووصفه بما لا يليق ووصف السيدة العذراء أيضا؛ وفي كتاب “سدحادرون” اعترفوا بقتلهم لمائتي ألف نصراني في روما بالإضافة إلى كل نصارى قبرص عام 214م.
لقد تم التأسيس لاحتلال فلسطين على أنها أرض الميعاد بسبب وجود جينات يهودية تربطهم بفلسطين وذلك غير صحيح بل إن ما يربطهم بها هو المشروع الاستعماري لا غير، فالدكتور الشهيد/جمال حمدان- عالم الانثربولوجيا المصري قدم دراسته عن الصلة الجنسية والجينية بين يهود اليوم ويهود التوراة وأثبت أنها (مفقودة تماما من الناحية العملية ؛فيهود اليوم أوروبيون سلاف أو آريون أكثر منهم ساميون)، وهو ذات الاستنتاج الذي توصل اليه عالم الانثربولوجيا البريطاني “جيمس فنتون” في دراسته عن يهود إسرائيل بأن 95% منهم ليسوا من بني إسرائيل التوراة، وانما هم اجانب متحولون مختلطون في جملته اختلاطا يبعدهم عن أي أصول إسرائيلية فلسطينية قديمة .
الدكتور جمال حمدان تم اغتياله في شقته في مصر بسبب دراسته، لكن إذا ثبت ذلك فليس هناك مجال للاستناد إلى النصوص الدينية المحرفة التي يتعلقون بها، لكن كل التعلق هو من خلال القوة الاستعمارية والإجرام الذي جمع شتات القتلة والمجرمين وسلمهم فلسطين ليمارسوا فيها أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية حتى يتمكنوا من الاستيلاء عليها وتهجير أهلها .
على غير المعتاد أراد المذيع البريطاني المتصهين وأشهر إعلامي بريطاني هناك أن يدين الناشط الأمريكي “دان بليزيريان” بمعاداة السامية كتهمة جاهزة لإسكات صوته، لكنه ألجمه الحُجة –الساميون الحقيقيون هم الفلسطينيون لا اليهود ولو أجرى تحليل الحمض النووي لمن سلمت لهم فلسطين سيثبت أنهم يهود اشكناز من أوروبا الشرقية وليس لديهم حمض نووي عبراني تاريخي” وهو ما جعل إسرائيل تمنع وتجرّم أجراء التحليل فيها.
“دان” أثبت تناقض الإجرام الإعلامي في حق المسلمين وانحيازه للصهاينة (تستطيع أن تقول ما تشاء ضد مليار ونصف من المسلمين وتصفهم بالإرهاب وتسيء إلى مقدساتهم لكنك لا تستطيع أن تتحدث بالحقائق ضد اليهود)، من يتحدث عنهم يتعرض للقتل أو العزل حتى ولو أمضى عمره في خدمتهم سواء في أوروبا أو أمريكا أو في الوطن العربي بتهمة معاداة السامية .
اليهود يدّعون أنهم شعب الله المختار ويعاملون الآخرين كما لو أنهم حيوانات وفق تعاليم تلمودهم (إذا لم تكن يهوديا فأنت لست إنسانا)؛ ما يتحدث عنه “دان” جاء كثمرة لطوفان الأقصى الذي عرى إجرام اليهود وفضحهم على الملأ برغم التعتيم الإجرامي الإعلامي الذي تكالبت فيه قوى الهيمنة والصهيونية العالمية من أجل ذلك.
“دان” لديه واحد وثلاثون مليون متابع، لكنه معارض لليهود ولولا ذلك لما تمت المخاطرة بالحديث معه خاصة أنه يؤكد أن اليهود قاموا بقتل المسيحيين بشكل جماعي؛ ويدرسون أن يسوع يحترق في الجحيم وأن مريم العذراء عاهرة؛ ولديهم نظامان للعدالة ومن المقبول لديهم في دينهم سرقة غير اليهود؛ واغتصاب السجناء الفلسطينيين بشكل جماعي ولذلك فالتمويلات التي يحصلون عليها من أمريكا هي لتمويل جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
العلو والاستكبار اليهودي والاستعماري بلغ اليوم أوج قوته وسطوته ولذلك يريد أن يثبت للعالم أجمع أنه قادر على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وإخراجه منها من أجل التكفير عن خطاياه في حق شركائه في الإجرام، لكن على حساب الأمتين العربية والإسلامية التي باتت مسلوبة الإرادة والقرار؛ وكما يقال في جيش الثعالب الذي يقوده أسد أنه ينتصر على جيش الأسود الذي يقوده ثعلب، ما بالك إذا كان هؤلاء مجموعة من الثعالب سلمها الاستعمار والاستعباد مقاليد السلطة والحكم على حين غفلة من الشعوب .
القرآن الكريم يحثنا على العمل وعدم التواكل وينهانا عن اليأس والقنوط قال الله تعالى ((واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم ))، وفي سيرة المصطفى وجدنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يحث المؤمنين على الاعتماد على الله والخوف منه مهما واجهوا من الأعداء؛ بخلاف ذلك سلوك الخانعين والعملاء والخونة الذين يخافون من المجرمين أكثر من خوفهم من الله، يخافون من اليهود والنصارى والهندوس وكل الأعداء؛ ويعولون على الآخرين أن يقوموا بدورهم بدلا عنهم من أجل استرداد حقوقهم المسلوبة وأرضهم المغتصبة وثرواتهم المنهوبة؛ ويصل الأمر إلى حد التعاون مع الإجرام والمجرمين ضد المقاومة التي هي أمل الشعوب في الخلاص من الإجرام والإرهاب العالمي.
حاربوا شعوبهم ووصفوها بأحط الأوصاف ومكنوا للإجرام والاستعباد والاستعمار في كل شؤونهم وتحولوا من حماة إلى جلادين وسجانين وسخّروا إمكانيات بلدانهم لتطبيق ما يمليه عليهم الطغاة والمجرمون؛ وفي فورة الحماس وعدوا شعوب الأمتين العربية والإسلامية بأنهم قادرون على هزيمة الأعداء واسترجاع ما سُلب منها وإذا بهم يسلبون شعوبهم الأمن والاستقرار لصالح الإجرام والمجرمين .
فلسطين لم ولن يحررها من يعوّل على الآخرين القيام بدوره، وأن من يحررها هم المؤمنون والرجال الصادقون، وفي الإنجيل عبارة تكتب بماء الذهب “إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه” أما في القرآن الكريم فيقول الله تعالى: ((الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .
د.حسن محمد صالح
الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م