(إسرائيل) العزف على أوتار الأقليات العرقية
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
بدأت “إسرائيل” بالعزف على أنغام الصراع (السني _الشيعي)، ثم تعمدت تشجيع انفصال (غزة) عن (الضفة) ثم منعت (الضفة) من التواصل مع (غزة).. عززت الخلافات داخل لبنان وتبنت مع بعض الأطراف اللبنانية مهمة (شيطنة حزب الله) والحركة الوطنية اللبنانية التي تبنت مشروع مقاومة الكيان والانتصار للحق العربي الفلسطيني.
بدأت مبكرا في تبني ورقة (أكراد العراق) وعملت على تعزيز قدراتهم في مواجهة السلطة المركزية في بغداد وكانت حاضنة (للبرزاني الجد) ثم (الأبن) وأخير (الحفيد) .. أوجدت لها (مكاتب استخبارية في أربيل) منذ ثمانينيات القرن الماضي..
أخيراً وبعد أن عملت على احتضان (الجولاني) وعصابته الإرهابية وقدمت له كل أشكال الدعم اللوجستي خلال حربه ضد الدولة السورية، هاهي اليوم تنقلب عليه وتقدم نفسها محامية عن (دروز سوريا) ومواطني المحافظات الجنوبية العربية السورية على أمل أن تعيد تجربة (سعد حداد- وانطوان لحد) في جنوب سوريا ليكونوا حماة لها كما كان (حداد- ولحد) حماة لها في جنوب لبنان..!
استغلت ورقة الأكراد في تركيا كلما استدعت الحاجة لذلك، وفعلت كذلك مع أكراد العراق وأكراد إيران، وتعملها اليوم مع أكراد سوريا..!
وقفت مع إنفصاليي جنوب السودان وشاركت في اغتيال الزعيم السوداني الجنوبي (جون جرنج) حين رفض الانفصال وطالب بحكم ذاتي تحت راية الدولة السودانية، فتم التخلص منه ولم تكن (إسرائيل) بعيدة عن جريمة اغتياله، وهي كذلك ليست بعيدة عما يجري اليوم في السودان..!
دعمت رموز الإسلام الجهادي في أفغانستان ومصر والعراق وسوريا وفي أكثر من بلد، دعمت بصورة مباشرة وغير مباشرة خلايا الإرهاب الجهادي فقط لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في دول العالم ولتؤكد أنها في فلسطين ضحية للإرهاب الإسلامي الذي تمثله المقاومة ممثلة بحركتي (حماس والجهاد) وكذلك (حزب الله)، وهي من تصنف (أنصار الله) في اليمن بأنهم (جماعة إرهابية) وكل من يتضامن مع الحق العربي الفلسطيني بنظر هذا الكيان هو إرهابي بما في ذلك إيران، مرورا بدولة جنوب أفريقيا، وصولا إلى دول أمريكا الجنوبية المناصرة للحق العربي الفلسطيني..!
لكن المثير في مواقفها الوقحة هو ما يتصل بالحالة السورية، فقد كانت (إسرائيل) أحد أبرز الأطراف الداعمة للجماعات المسلحة التي حاربت الدولة السورية وكلنا شاهدنا وتابعنا كيف كان جرحى هذه الجماعات ينقلوا إلى المشافي الصهيونية لتلقي العلاج فيها وشاهدنا (نتنياهو) يزور أولئك الجرحى ونقلت هذه المشاهد الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، وبعد سقوط النظام يبدو أن (الجولاني) تردد في المجاهرة بعلاقته مع الكيان ولم يرد الجميل( لنتنياهو) بالسرعة المطلوبة وكما كان يتمنى الأخير فانقلب عليه وراح يطرح نفسه كحامي حمى ( الطائفة الدرزية) وقد يعلن غداً استعداده لحماية (الطائفة العلوية) وبقية الطوائف التي تواجه عربدة عصابة الجولاني..!
هذه العربدة الوقحة والسافرة تشكل إهانة للنظام العربي الرسمي ولكل النخب والفعاليات العربية الصامته تجاه هذه الممارسات القذرة، مع تقديرنا لأبناء (الطائفة الدرزية) الذين انتفضوا في سوريا ولبنان رافضين هذه الوقاحة الصهيونية والوصاية غير المرحب بها، فيما لا موقف عربي رسمي ولا موقف رسمي من حكومة (الجولاني) التي تنسب كل التجاوزات لما تسميه (فلول النظام السابق) وتسوق لها هذا التبرير بعض الفضائيات الناطقة بالعربية للأسف..!
ومن غير المستبعد أن تكون الجماعة الحاكمة لسوريا اليوم وهي تمارس سياسة الانتقام والحقد من بقية الطوائف الاجتماعية السورية، تكون بهذا الفعل تسهل مهمة العدو في تحقيق أهدافه وتدفع بعض الطوائف السورية قهرا وقسرا وعنوة إلى الارتماء باحضان العدو طلبا للحماية على ضوء المجازر اليومية التي ترتكبها عصابة الجولاني بحق الأقليات العربية في سوريا..
إن ما تمارسه (إسرائيل) اليوم من عربدة يشكل خطرا على الوجود العربي برمته ولن تقتصر مخاطره على الأطراف المستهدفة، بل سيطال الخطر كل الوجود العربي إن لم يجد هذا الكيان ما يردعه من قبل النظام العربي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إضرام النار بعلم الاحتلال في السويداء السورية بعد رفعه من قبل مجهولين (شاهد)
أفادت وسائل إعلام سورية، الثلاثاء، بإضرام مواطنين النار في علم دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد رفعه على سارية دوار العنقود في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي قيام مجهولين برفع علم دولة الاحتلال على الدوار الواقع شمالي مدينة السويداء، المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
رفع علم إسرائيل من قبل مجهولين على دوار العنقود في السويداء pic.twitter.com/RsLsWQbU9u — مُضَر | Modar (@ivarmm) March 3, 2025
وبحسب منصة "السويداء 24"، فإن عددا من المواطنين تجمعوا عقب انتشار صور تظهر العلم الإسرائيلي مرفوعا على السارية وأضرموا النار بالعلم عقب إنزاله وسط سماع أصوات إطلاق النار في المحيط.
وتداول ناشطون سوريون لحظات اشتعال النيران في علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تعبر عن رفض مساعي الاحتلال لإثارة النزعات الانقسامية في البلد الذي يحاول استعادة عافيته عبد سنوات من الحرب.
حرق علم الاحتلال الإسرائيلي على يد أحرار السويداء بعد رفعه بلحظات من قبل أحد العملاء على دوار في المدينة#السويداء pic.twitter.com/qhg2XyOWFA — Omar Alhariri (@omar_alharir) March 3, 2025
يأتي ذلك بعد ساعات من شن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على مدينة طرطوس الساحلية غربي سوريا، دون تسجيل خسائر بشرية، حسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف "موقعا عسكريا" يضم مستودعا للأسلحة في منطقة القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية غربي سوريا. وتنحدر عائلة الأسد من منطقة القرداحة.
وقال جيش الاحتلال في بيان، إنه "أغار في منطقة القرداحة في سوريا على موقع عسكري تم استخدامه لتخزين وسائل قتالية تابعة للنظام السوري المخلوع".
والأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نطالب بجعل منطقة جنوب دمشق منزوعة السلاح (..) لن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار فيها، كما أننا لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.
وردا على نتنياهو، شهدت محافظات جنوب سوريا مظاهرات عارمة رفضا لدعوات التقسيم أو الانفصال، وتأكيدا على رفض مساعي الاحتلال الإسرائيلي فرض نفوذه في المنطقة السورية.
ورفع المشاركون لافتات، كتب بعضها بالعبرية، مثل لا للفيدرالية، إضافة إلى رفضهم توغلات الاحتلال، وأخرى تطالب بالانسحاب من الجولان السوري المحتل.