الدكتورة هبة رؤوف عزت: العنصرية تتعمق عالميا والدولة التقليدية لم تعد موجودة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
ووفقا لما قالته عزت -خلال حلقة 2025/3/5 من بودكاست نظر– فإن الدولة بمفهومها القديم لم تعد موجودة كما كانت قبل عقود بسبب وجود الاقتصاد العابر لها الذي تمارسه الشركات المتعددة الجنسيات.
ولم يعد مفهوم الدولة القومية موجودا بالشكل المتعارف عليه تقليديا في العلوم السياسية بسبب التحول الكبير لعمل الشركات المتعددة الجنسيات التي تدير اقتصادا عالميا عابرا للدول، كما تقول عزت.
ومن خلال هذه التحولات، ظلت الدولة محتفظة بوجهها القوي الظاهر لكنها فقدت العديد من مقوماتها التي لم تعد قائمة عمليا في مواجهة التغيرات التي طرأت على الاقتصاد والتكنولوجيا وحتى التدخل العسكري لدول كبرى في قضايا إقليمية هي ليست طرفا فيها.
تداخل المرتزقة مع الدولةوعلى سبيل المثال، فإن المجموعات المسلحة الخاصة (المرتزقة) أصبحت تعمل عمل الدولة في كثير من الأزمات والمناطق أو داخل الدولة نفسها بشكل غير مفهوم -برأي عزت- كما أن الحدود أصبحت بينها وبين الدولة غير واضحة.
وحتى إعادة بناء المدن بطريقة معينة أضحت ظاهرة تعزز الفوارق الطبقية التي تتأصل بسبب تقدم دول وجماعات إلى الأمام وتراجع دول ومجموعات أخرى إلى الوراء، وفق المفكرة السياسية التي ترى أن ثمة فصلا عنصريا مكانيا في الدولة.
إعلانويتمثل هذا الفصل -برأي عزت- بأن "الفقراء أصبحوا يعيشون في مكان والأغنياء في مكان آخر، بينما كانوا يعيشون في حيز واحد على مرّ مراحل تاريخية سابقة مع وجود سادة وعبيد".
وقد تحدث بعض المفكرين -كما تقول المفكرة السياسية- عن وقت ستصبح فيه مجموعات من الناس عبارة عن مجموعات عديمة الفائدة يجب التخلص منها بالحروب والأوبئة كما قال يوفال هاراري "لأنهم أصبحوا عبئا على الاقتصادات العابرة".
تداعيات الثوراتورغم فشل الثورات في تحقيق أهدافها الكبرى، فإنها أحدثت تغييرات كبيرة داخل المجتمعات، وفي مقدمتها الدور الذي تلعبه الجيوش في اقتصاد الدولة بطريقة لا يمكن الإمساك بحدودها أو شكلها، وفق تعبير عزت.
لذلك، ترى المتحدثة أن الوضع الذي تعيشه الدولة "يجعل من الصعب جدا معرفة ما الذي ستصل إليه بعد فترة محددة في ظل تعزيز السلطوية والاستبداد السياسي والاقتصادي والعسكري والتكنولوجي وتشديد القيود والرقابة".
ويمكن ملاحظة هذه التعقيدات غير المفهومة -برأي عزت- في العلاقات المتناقضة بين الدول التي تخوض خلافات سياسية طاحنة لكنها في الوقت نفسه توقع اتفاقات اقتصادية وتجري تدريبات عسكرية مشتركة.
وترى عزت أنه من الضروري جدا معرفة أن العلم "يتخلّف عن الواقع بعقود لأن الظواهر السياسية والاجتماعية تظهر وتتطور بينما النظرة العلمية لها تكون ثابتة في نقطة البدايات ولا تجاري هذا التطور إلا بعد تجلّيه في شكل نتائج على الأرض".
ومع ذلك، فإن السياسة لم تمت حتى الآن رغم محاولات فتلها -كما تقول عزت- لكنها انسحبت خصوصا في ظل رفض الحكومات أي حديث عن الحرية أو الحقوق بسبب الحروب الاقتصادية والعسكرية التي لا تتوقف.
ومن هذا المنطلق، فإن الانسحاب من عالم السياسة ليس مطلوبا -كما تقول عزت- لكن المطلوب هو "أن تعمل التيارات السياسية المختلفة على إعادة التموضع الفكري ونقد التجربة ومعالجة نقص البحث الأكاديمي للظواهر السياسية".
إعلان 5/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان کما تقول
إقرأ أيضاً:
ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
من أغرب أنواع الاختزال التحليلي الذي لا يصمد لثواني من الفحص قول بعض أهل اليسار أن الداعمين للدولة، وبالضرورة جيشها، هم صفوة حضرية غرضهم هو حماية إمتيازاتهم الإقتصادية التاريخية. هذا التبسيط مصاب بعمي الشعب الطوعي لانه يتعمد ألا يري عشرات الملايين من البسطاء من كل القبائل والمناطق يقفون مع الجيش – ومن معه من غاضبون وملوك إشتباك ومجموعات مني وجبريل ومتطوعين – لعدة أسباب منها بربرية الجنجويد غير المسبوقة التي استباحت دمهم وعرضهم ومالهم وأذلتهم وشردتهم. هذا الاختزال اليساري يعني أن معظم داعمي الدولة ضد الميلشيا هم من أثرياء المدن أو الريف ولكن هذا كلام لا تسنده الحقيقة التي يعرفها كل سوداني.
ولا أدري ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم أو كيف يفسر إستشهادها أصحاب الاختزال الطبقي. المهم، جاءت قناة الجزيرة بخبر وفيديو لقاء المواطن حماد مع البرهان، وهذا حماد لا أعرف عنه شيئا سوي أنه من الدندر. سؤالي لاصحاب التحليل الطبقي هو هل يملك السيد حماد إمتيازات طبقية متوارثة تدفعه للوقوف مع الدولة لحماية هذه إمتيازات أم أنه مواطن بسيط لا يحب أن تنتهك حرماته؟ أم أن الحق في سلامة الجسد والمال من الاستباحة صار إمتيازا غير مشروعا في كتاب اليسار يدان من يطلبه بتهمة الأنانية الطبقية؟
** بدون التورط في شرعنة انفلات اللغة ولا التبرير له ولا لأي كائن، لا أملك من سطحية ونفاق التأدب البرجوازي ما يكفي لإدانة السيد حماد. أوفر غضبي لما فعل الجنجويد باهل منطقته واترك إدانة غضب الضحية لآخرين.
معتصم اقرع معتصم اقرع