ستالين بعد وفاته.. من التمجيد إلى الإدانة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
خلال حياته، كان جوزيف ستالين يُنظر إليه في الاتحاد السوفيتي على أنه القائد الأعظم الذي قاد البلاد إلى النصر في الحرب العالمية الثانية وحوّلها إلى قوة صناعية عظمى.
ساهمت الدعاية السوفيتية في بناء صورة شبه مقدسة له، حيث ظهرت صوره في كل مكان، من المصانع إلى المدارس وحتى المنازل، كان يتم تصويره كرجل حكيم، لا يخطئ، وصاحب رؤية إستراتيجية تنقذ البلاد من أعدائها الداخليين والخارجيين.
لعب الإعلام دورًا رئيسيًا في تمجيده، حيث مُنعت أي انتقادات لسياساته، وتم ترويج فكرة أن الاتحاد السوفيتي لم يكن ليحقق إنجازاته الاقتصادية والعسكرية إلا بفضل قيادته القوية.
لكن خلف هذه الصورة البطولية، كان ستالين يحكم البلاد بقبضة حديدية، مستخدمًا القمع السياسي والإعدامات الجماعية، حيث أعدم أو نفي ملايين الأشخاص خلال “التطهير العظيم” في الثلاثينيات. ومع ذلك، فإن كثيرين من المواطنين السوفييت، خصوصًا في فترة الحرب، رأوه كقائد قوي يحمي وطنهم من الأعداء.
نكشف المستور: خطاب خروشوف السريبعد وفاة ستالين في 5 مارس 1953، بدأ قادة الحزب الشيوعي في مراجعة إرثه، لكن الضربة الكبرى لصورته جاءت في عام 1956 عندما ألقى نيكيتا خروشوف، خليفته في قيادة الحزب، خطابًا سريًا خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، كشف فيه جرائم ستالين لأول مرة أمام أعضاء الحزب.
وصف خروشوف كيف أن ستالين أساء استخدام السلطة، ونفذ حملات قمع ضد رفاقه في الحزب، وتسبب في قتل ونفي ملايين الأبرياء. كان هذا الخطاب بمثابة صدمة لكثير من السوفييت الذين لم يكونوا على دراية كاملة بحجم القمع الذي مارسه ستالين. أدى هذا الخطاب إلى بدء عملية “إزالة الستالينية”، حيث تمت إزالة تماثيله من بعض الأماكن، وأعيد تأهيل بعض ضحاياه سياسيًا، كما تم تخفيف قبضة الدولة الأمنية على المواطنين مقارنةً بفترة حكمه. لكن رغم ذلك، لم يتم إدانة ستالين بشكل كامل، وظل جزء من إرثه العسكري والصناعي حاضرًا في العقلية السوفيتية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، انقسمت الآراء حول ستالين بشكل كبير. في فترة التسعينيات، مع انتشار الديمقراطية والرأسمالية في روسيا، تم التركيز أكثر على جرائمه، وأصبحت الكتب والأفلام التي تسلط الضوء على ممارساته القمعية متاحة للجمهور.
لكن مع صعود فلاديمير بوتين إلى السلطة في أوائل الألفية الجديدة، بدأ نوع من إعادة تأهيل صورة ستالين، حيث ركزت الحكومة الروسية على إنجازاته في الحرب العالمية الثانية والتنمية الصناعية، بينما تم التقليل من أهمية جرائمه ضد الإنسانية. اليوم، تُظهر استطلاعات الرأي أن جزءًا كبيرًا من الروس لا يزالون ينظرون إلى ستالين بإيجابية، خاصة بين الأجيال الأكبر سنًا، بينما ترى الأجيال الشابة أنه كان ديكتاتورًا قاسيًا. وهكذا، فإن إرث ستالين لا يزال موضع جدل حتى اليوم، حيث يراه البعض رمزًا لعظمة الاتحاد السوفيتي، بينما يراه آخرون تجسيدًا للقمع والوحشية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين المزيد الاتحاد السوفیتی
إقرأ أيضاً:
بعد وفاته.. معالي المستشار تركي آل الشيخ يحقّق أمنية سليمان عيد
متابعة بتجــرد: كشف معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، عن الأمنية الأخيرة للفنان الراحل سليمان عيد، والتي تمثلت في رغبته بالمشاركة في مسرحية ضمن موسم الرياض المقبل إلى جانب النجم كريم عبد العزيز. ولفت إلى أن هذه الأمنية لم تتحقق بسبب وفاته المفاجئة، مشيراً إلى أنه قرر تكريم ذكراه عبر إتاحة الفرصة لنجله عبد الرحمن ليكون جزءاً من العمل المسرحي المنتظر.
مشاركة لافتة خلال سنواته الأخيرة
وكتب تركي آل الشيخ عبر حسابه: “الله يرحم الفنان الطيب سليمان عيد، بلغني أخوي عدنان كيال أن سليمان، الله يرحمه، شارك وأسعد الجمهور في أكثر من 10 مسرحيات خلال 6 سنوات بالمملكة، وكان يتمنى الظهور في الموسم المقبل مع النجم كريم عبد العزيز، لكن القدر لم يمهله.”
وأضاف: “لذلك وجّهت شركة صلة والأخ عدنان باعتباره مشاركاً ضمن الموسم والمسرحية القادمة، وطلبت أيضاً الاستفادة من ابنه عبده الذي يعمل في الإنتاج خلف الكواليس، وفاءً للفنان الراحل.”
وفاة مفاجئة صدمت الوسط الفني
وقد توفي الفنان الكوميدي المصري سليمان عيد فجر يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 64 عاماً بعد أزمة صحية مفاجئة تعرض لها داخل منزله، نقل على إثرها إلى المستشفى، إلا أن محاولات إنقاذه لم تنجح.
مسيرة حافلة بالضحك والاحترام
وُلد سليمان عيد في 17 أكتوبر 1961 بحي الكيت كات بمحافظة الجيزة، وتخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل. بدأ مشواره الفني في ثمانينيات القرن الماضي، واشتهر بتقديم الأدوار الكوميدية التي تركت بصمة واضحة في قلوب الجمهور، من خلال مشاركاته في عشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي أغنت الساحة الفنية المصرية.
main 2025-04-24Bitajarod