صدى البلد:
2025-03-06@06:45:29 GMT

ستالين بعد وفاته.. من التمجيد إلى الإدانة

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

خلال حياته، كان جوزيف ستالين يُنظر إليه في الاتحاد السوفيتي على أنه القائد الأعظم الذي قاد البلاد إلى النصر في الحرب العالمية الثانية وحوّلها إلى قوة صناعية عظمى. 

ساهمت الدعاية السوفيتية في بناء صورة شبه مقدسة له، حيث ظهرت صوره في كل مكان، من المصانع إلى المدارس وحتى المنازل، كان يتم تصويره كرجل حكيم، لا يخطئ، وصاحب رؤية إستراتيجية تنقذ البلاد من أعدائها الداخليين والخارجيين.

 
لعب الإعلام دورًا رئيسيًا في تمجيده، حيث مُنعت أي انتقادات لسياساته، وتم ترويج فكرة أن الاتحاد السوفيتي لم يكن ليحقق إنجازاته الاقتصادية والعسكرية إلا بفضل قيادته القوية. 

لكن خلف هذه الصورة البطولية، كان ستالين يحكم البلاد بقبضة حديدية، مستخدمًا القمع السياسي والإعدامات الجماعية، حيث أعدم أو نفي ملايين الأشخاص خلال “التطهير العظيم” في الثلاثينيات. ومع ذلك، فإن كثيرين من المواطنين السوفييت، خصوصًا في فترة الحرب، رأوه كقائد قوي يحمي وطنهم من الأعداء.

نكشف المستور: خطاب خروشوف السري

بعد وفاة ستالين في 5 مارس 1953، بدأ قادة الحزب الشيوعي في مراجعة إرثه، لكن الضربة الكبرى لصورته جاءت في عام 1956 عندما ألقى نيكيتا خروشوف، خليفته في قيادة الحزب، خطابًا سريًا خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، كشف فيه جرائم ستالين لأول مرة أمام أعضاء الحزب. 
وصف خروشوف كيف أن ستالين أساء استخدام السلطة، ونفذ حملات قمع ضد رفاقه في الحزب، وتسبب في قتل ونفي ملايين الأبرياء. كان هذا الخطاب بمثابة صدمة لكثير من السوفييت الذين لم يكونوا على دراية كاملة بحجم القمع الذي مارسه ستالين. أدى هذا الخطاب إلى بدء عملية “إزالة الستالينية”، حيث تمت إزالة تماثيله من بعض الأماكن، وأعيد تأهيل بعض ضحاياه سياسيًا، كما تم تخفيف قبضة الدولة الأمنية على المواطنين مقارنةً بفترة حكمه. لكن رغم ذلك، لم يتم إدانة ستالين بشكل كامل، وظل جزء من إرثه العسكري والصناعي حاضرًا في العقلية السوفيتية.

كيف ينظر الروس اليوم إلى ستالين؟

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، انقسمت الآراء حول ستالين بشكل كبير. في فترة التسعينيات، مع انتشار الديمقراطية والرأسمالية في روسيا، تم التركيز أكثر على جرائمه، وأصبحت الكتب والأفلام التي تسلط الضوء على ممارساته القمعية متاحة للجمهور.

 لكن مع صعود فلاديمير بوتين إلى السلطة في أوائل الألفية الجديدة، بدأ نوع من إعادة تأهيل صورة ستالين، حيث ركزت الحكومة الروسية على إنجازاته في الحرب العالمية الثانية والتنمية الصناعية، بينما تم التقليل من أهمية جرائمه ضد الإنسانية. اليوم، تُظهر استطلاعات الرأي أن جزءًا كبيرًا من الروس لا يزالون ينظرون إلى ستالين بإيجابية، خاصة بين الأجيال الأكبر سنًا، بينما ترى الأجيال الشابة أنه كان ديكتاتورًا قاسيًا. وهكذا، فإن إرث ستالين لا يزال موضع جدل حتى اليوم، حيث يراه البعض رمزًا لعظمة الاتحاد السوفيتي، بينما يراه آخرون تجسيدًا للقمع والوحشية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلاديمير بوتين الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين المزيد الاتحاد السوفیتی

إقرأ أيضاً:

من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟

كتب معروف الداعوق في" اللواء": لا يكاد يمر يوم منذ انتهاء اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الثامن عشر من الشهر الماضي، حتى تقدم الطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية على تنفيذ عمليات اغتيال كوادر ومسؤولين بالحزب، او تقصف مواقع ومستودعات اسلحة في أكثر من منطقة لبنانية تعود له، كما تتذرع بذلك إسرائيل، من دون أن يتمكن أحد من وقف هذه الاستهدافات، التي اصبحت بمثابة حرب استنزاف إسرائيلية منظمة متواصلة، ضد الحزب، وباتت تستلزم البحث عن طريقة ما، لمواجهة هذه الحرب ووضع حد له.

ليس في الافق، ما يؤشر إلى امكانية وقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية هذه ضد حزب الله، لان الحزب يبدو أنه غير قادر للرد على عمليات الاغتيال والغارات التي يتعرض لها، او أنه لا يرغب القيام بالرد لاعتبارات تتعلق بوضعية الحزب عموما، بعد حرب المشاغلة. بينما يتولى كبار المسؤولين في الدولة، انتهاج الخيار الديبلوماسي، مع الدول المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. 

 ولكن بالرغم من كل الجهود والاتصالات التي تبذلها الدولة اللبنانية حتى الان، مع المجتمع الدولي، لم تسفر عن وقف هذه الاستهدافات الإسرائيلية، بحجة ان الحزب مايزال يقوم بنشاطات عسكرية وبناء قوته العسكرية، وتسليح مواقعه، ولم يلتزم بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والقرار الدولي رقم ١٧٠١، الذي وافق عليه، ما يوجب على إسرائيل الرد على خروقات الحزب وضربها بلا تردد.

إزاء هذا الواقع المتردي، واستمرار الغارات الجويّة الإسرائيلية ضد مواقع الحزب وعناصره في لبنان، يبقى الخيار الوحيد المتاح هو تجاوب حزب الله مع متطلبات تنفيذ اتفاق وقف اطلاق والقرار الدولي رقم ١٧٠١، وتسليم مواقعه وسلاحه غير الشرعي، الى الدولة اللبنانية بلا تردد، ودون إعطاء تفسيرات غُبْ الطلب لاتفاق وقف النار، بأنه لا يسري تنفيذه شمال الليطاني، خلافا للواقع،وهو خيار يُسقط جميع حجج وادعاءات إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لتبرير حربها على الحزب، ولانه لا يبدو ان هناك خيارا آخر، متاح لوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله حتى الان.    
 

مقالات مشابهة

  • من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
  • 29 مايو.. أولى جلسات الاستئناف على حكم حبس قا.تل عريس البراجيل
  • ستالين والحرب العالمية الثانية .. قائد غير مجرى التاريخ
  • جعجع عرض مع أتابيكيان للتطورات
  • سقوط طفل من الطابق الرابع ينهي حياته في جرجا
  • حزب الاتحاد: الرئيس السيسي جدد ثوابت مصر في رفض التهجير أمام القمة العربية
  • افتتاح بطولة النخبة للميني فوتبول اليوم
  • استقالة وكيل وزارة المالية عن الحزب الديمقراطي ريباز حملان
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)