«لغة المستقبل» لدعم الاقتصاد.. تدريس اللغة الصينية في المدارس المتوسطة بالسعودية
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قررت المملكة العربية السعودية، منذ أغسطس الماضى، إدخال تعليم اللغة المندرينية، اللغة الأكثر انتشاراً فى الصين، فى ست مناطق من المملكة. سيتم تدريسها كلغة أجنبية ثانية بعد اللغة الإنجليزية اعتبارًا من السنة الأولى من المدرسة المتوسطة، وسيتم توسيعها تدريجيًا إلى المدرسة الثانوية.
بينما كانت خريطة الصين مثبتة على الحائط خلفه، يتعلم التلميذ ياسر الشعلان (١٤ عاما) أسماء المهن من كتاب مدرسى باللغة المندرينية، والتى تدرس الآن فى المدارس العامة السعودية، فى أحدث علامة على تعميق العلاقات بين الرياض وبكين.
فى مدرستهم الواقعة شمال الرياض، يتلقى ياسر الشعلان وزملاؤه ثلاثة دروس أسبوعية فى اللغة الصينية، ويدرسونها معلمهم الصينى المسلم "ما شعيب". يوضح التلميذ الذى يرتدى سترة رمادية وشالاً أحمر، وهو زيه المدرسي: "أنا أعرف اللغة العربية والإنجليزية والصينية، وهذا أمر مفيد للغاية لمستقبلي". وأضاف "فى البداية كان الأمر صعباً، لكنه الآن أصبح سهلاً وممتعاً".
اللغة الصينية هى واحدة من اللغات الأكثر انتشارا فى العالم، إذ يتحدث بها أكثر من مليار شخص. وعلى عكس اللغة الإنجليزية، فهى اللغة الأم للغالبية العظمى من الذين يتحدثونها.
بعد زيارة إلى الصين فى عام ٢٠١٩، أعلن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان عن خطة لإدخال اللغة الصينية فى جميع أنحاء النظام التعليمى السعودي.. ومنذ ذلك الحين، افتتحت عدة جامعات سعودية برامج باللغة الصينية، وفى عام ٢٠٢٣، افتتحت جامعة الأمير سلطان بالرياض أول فرع لمعهد كونفوشيوس فى البلاد.
لغة صعبة
وفى هذه الأثناء، فى المملكة العربية السعودية، يعترف المعلم الصينى بأن اللغة الصينية هى واحدة من أصعب اللغات، مما دفعه إلى اعتماد الأساليب الحديثة. أستخدم لوحة رقمية وإيماءات وألعاب تفاعلية لتحفيز الطلاب. ويضيف أننا نركز فى البداية على الاستماع والتحدث والقراءة، ثم ننتقل إلى الكتابة، وهى أحد التحديات الرئيسية. وعلى الرغم من أن تدريس اللغة الصينية إلزامي، إلا أن الدرجات لن تدرج فى المعدل الإجمالى للطلاب. وتُدرّس اللغة الصينية فى خمس فصول فى المؤسسة، أو ١٥ ساعة من الدروس فى الأسبوع.
يقول مدير المدرسة سطام العتيبى "إن اللغة الصينية هى لغة المستقبل للتواصل الاقتصادي. إن العالم يعتمد على الصين فى العديد من الصناعات". ويعمل آلاف الصينيين فى السعودية، وخاصة فى الرياض، حيث يعرض المطار لافتات ثلاثية اللغات، العربية والإنجليزية والمندرينية. وتعمل الرياض على تنويع تحالفاتها من خلال تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا.
تعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام فى العالم، وتستحوذ بكين على ما يقرب من ربع صادراتها. وتعد الصين، المنافس الرئيسى لواشنطن، الشريك التجارى الأكبر للبلاد، حيث يتجاوز حجم التجارة ١٠٠ مليار دولار فى عام ٢٠٢٣، وفقًا لمسؤولين سعوديين. حتى أن الصين أشرفت على المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، الخصمين الرئيسيين فى المنطقة، فى عام ٢٠٢٣.
أصبحت العلاقة مع الصين واحدة من أهم العلاقات بالنسبة للمملكة العربية السعودية، بحسب تحليل عمر كريم، الخبير فى جامعة برمنجهام. وبما أن الصين هى أكبر سوق للطاقة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وأن اقتصاد المملكة لا يزال يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، فإن هذه العلاقة مرتبطة بشكل مباشر بالأمن الاقتصادى السعودي، كما يوضح الخبير. وبحسب عمر كريم فإن تعليم اللغة الصينية للأطفال هو جزء من الديناميكيات المتغيرة للنظام العالمي، حيث رسخت الصين نفسها كقوة اقتصادية .
لتسهيل المزيد من التعاون والاستثمار الصيني، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى قوة عاملة ومواطنين ناطقين باللغة الصينية. وفى السنوات الأخيرة، زار الرئيس الصينى شى جين بينج ورئيس الوزراء لى تشيانج الرياض. وفى يونيو ٢٠٢٣، أسفر المؤتمر الاقتصادى العربى الصينى عن توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار. ولتجسيد هذا التعاون، وصل بالفعل مئات المعلمين الصينيين إلى المملكة، التى تخطط لإرسال معلمين إلى الصين للتدريب على تدريس اللغة المندرينية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السعودية الصين المملکة العربیة السعودیة اللغة الصینیة فى عام
إقرأ أيضاً:
برنامج ثقافيّ متكامل لـ«أبوظبي للغة العربية» في «أفينيون» المسرحي الدولي»
أبوظبي (الاتحاد)
يشارك مركز أبوظبي للغة العربية في الدورة الـ79 من مهرجان «أفينيون» المسرحي الدولي، ببرنامج ثقافيّ متكامل يتطرق إلى جماليات لغة الضاد، وألق الأدب والشعر والموروث الثقافي والفنّي العربي، وذلك خلال الفترة من 5 إلى 26 يوليو 2025، في المدينة الواقعة جنوب شرق فرنسا.
سيقدّم المركز، بالتعاون مع معهد العالم العربي، الشريك الاستراتيجي، برنامجاً ثقافياً شاملاً يعكس تنوع الفنون العربية، ويمنح الجمهور الفرنسي، والأوروبي، والعالمي، فرصة لاكتشاف روائع الأدب، والشعر، والموسيقى العربية، ولا سيما أن مشاركة المركز تأتي في إطار احتفاء المهرجان باللغة العربية ضيف شرف، في تقليد سنوي ينتهجه المهرجان للاحتفاء بلغةٍ تسهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي.
واختار المهرجان هذا العام الاحتفاء باللغة العربية تقديراً لمكانتها الرفيعة بوصفها لغة للثقافة والفن والإبداع، وتسليط الضوء على إرثها الأدبي والفني العريق، ودورها في تشكيل المشهد الثقافي العالمي.
ضمن برنامج مشاركته، ينظم المركز في 14 يوليو المقبل أمسية استثنائية على مسرح "كور سان جوزيف"، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم، تشهد إصدار كتاب يتناول سيرتها الفنية أعده المركز، ما يتيح للحضور التعرف على إرثها الثقافي، والفنّي، وتأثيرها العابر للأجيال. كما سينظم أمسية شعرية في 15 يوليو المقبل، بمشاركة نخبة من الشعراء العرب، مع إضاءة خاصة على المواهب الإماراتية، تجسيداً للحراك الأدبي النشط في المنطقة.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «مشاركة المركز في مهرجان أفينيون المسرحي الدولي، ستفتح المجال أمام الجمهور الفرنسي والأوروبي للتعرّف على جماليات اللغة العربية، والاطلاع عن قرب على ملامح مميزة من موروثها الأدبي، والفكري، والفنيّ، مما يثري حالة التواصل الثقافي بين الشعوب».
وأشار إلى أن مهرجان أفينيون نجح في أن يحجز لنفسه مكانة مرموقة منذ انطلاقه حين جعل الفنون لغة حوار بين الثقافات.
وأضاف: «أسعدني وصفُ مدير المهرجان للغة العربية، ضيف شرف دورة هذا العام، بأنها: لغة النور والحوار والمعرفة. إنه وصف دقيق يدل على معرفة حقيقية بقيمة اللغة العربية وثقافتها وفنونها، وهو ما يتفق مع جهود مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى التعريف بمكانة، وجماليات اللغة العربية، وتعزيز حضورها عبر الإبداعات الأدبية والفنيّة بوصفها أفضل لغة حوار وأجمل جسور اتصال بين الثقافات».
وأشاد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية بالجهود النوعية التي يقوم بها معهد العالم العربي في باريس، الشريك الاستراتيجي للمركز، وقال: «إن المعهد يقوم بدور شديد الأهمية والتميز، انطلاقاً من وعي حقيقي بالمكانة المرموقة للغة العربية باعتبارها لغة حضارة عظيمة تصنّف كخامس أكثر اللغات استخداماً في العالم، والثانية في فرنسا.
وأضاف: «من العظيم أن يكون على رأس هذا المعهد رجل يعرف قدر اللغة العربية، نتشارك معه الرؤى والأفكار نفسها، وهو السيد جاك لانغ الذي يقود مساعي جادة من أجل استعادة اللغة العربية، التي كانت إحدى لغات فرنسا لأكثر من 5 قرون، لمكانتها المهمة في التعليم العام، وهو نفسه صاحب الكتاب المهم «اللغة العربية كنز فرنسا»، الذي يسرد فيه تاريخ اللغة العربية وإسهاماتها وعطاءاتها اللامحدودة لمسيرة الحضارة الإنسانية».
من جانبه، أعرب السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس عن تقديره للدور المهم الذي يضطلع به مركز أبوظبي للغة العربية، ورئيسه الدكتور علي بن تميم، في دعم حضور اللغة العربية وتعزيز تواصلها في مسيرة المثاقفة وحوار الحضارات.
وقال: «نتشارك مع مركز أبوظبي للغة العربية الرؤية، والإيمان بأن اللغة العربية، بكل ما تحمله من عمق وجمال، هي جسر بين الشعوب، وينبوع للإبداع لا يزال يلهم العالم».
وأشار إلى أن الشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية أثْرت جهود إعادة اللغة العربية إلى مكانتها المستحقة في التعليم والإعلام والمجال العام، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الثقافة الأوروبية والحضارة الإنسانية.
وأشاد السيد جاك لانغ بالبرنامج المميز الذي يشارك به مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، في مهرجان أفينيون المسرحي الدولي 2025.
وأضاف: «تشكل دورة هذا العام من المهرجان نقطة تحول في مهمتنا المشتركة للاحتفاء بغنى اللغة العربية وإبداعها وعالميتها. وبفضل الدعم الثابت من مركز أبوظبي للغة العربية، اتخذ الحضور العربي في المهرجان بُعدًا غير مسبوق، بحضور جمع مميز من الفنانين والمفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي في جو يتسم بالحوار والتألق الثقافي».
يذكر أن فعاليات المعهد والمركز سوف تعرض في اثنين من أهم مواقع مهرجان أفينيون المسرحي الدولي: مسرح "كور سان جوزيف"، وساحة الشرف بقصر البابوات، تأكيداً لأهمية الثقافة العربية وحرصاً على إبرازها في قلب الحدث العالمي، والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور.