جهوزية عالية لمواجهة ترامب.. اليمن ينتقل إلى مرحلة جديدة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
تتجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو طريق منحدر ومغامرة غير محسوبة النتائج في التعامل مع أصحاب القرار في اليمن.
ترفع واشنطن عصا “الإرهاب” في وجه “أنصار الله”، فترد القوات المسلحة اليمنية سريعاً بإسقاط طائرة أمريكية من نوع (MQ9) في خطوة لها الكثير من الرسائل والدلالات المهمة.
ويقول وزير الخارجية الأمريكي روبيو في بيان نشره الاثنين 3 مارس 2025م متباهياً: “تنفذ وزارة الخارجية أحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس دونالد ترامب عند توليه منصبه، ويسعدني أن أعلن عن تصنيف الوزارة لأنصار الله، المشار إليهم عادة باسم الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية”.
ويحاول روبيو إعطاء تبرير لهذا القرار، مدعياً أن “الحوثيين” شنوا مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وكذلك أفراد الخدمة الأمريكية المدافعين عن حرية الملاحة، كما تجنب “الحوثيون” استهداف السفن التي تحمل العلم الصيني. حسب روبيو.
بطبيعة الحال، يعرف الجميع أن قرار أمريكا سياسي، أكثر من كونه استراتيجي، وهو ينطلق من محاولة أمريكية لـ”تأديب” اليمنيين، الذين أذاقوا أمريكا ويلات الهزائم في البحر الأحمر خلال معركة “طوفان الأقصى”، وتمكنت القوات المسلحة اليمنية من هزيمة تحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته أمريكا مع عدة دول، في عملية إسناد تاريخية لا مثيل لها نصرة للمظلومين في قطاع غزة الذين تعرضوا على مدى 15 شهراً لحرب إبادة جماعية صهيونية برعاية أمريكية غربية أدت إلى تدمير القطاع، وتحويله إلى أطلال، إضافة إلى ما خلّفته الحرب من كوارث إنسانية لا يمكن نسيانها بسهولة.
ولتفنيد مزاعم روبيو، نؤكد أن اليمن وخلال تعرضه لعدوان أمريكي سعودي على مدى 10 سنوات مضت، لم يلجأ إلى أي أسلوب عسكري للتأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مع أنه كان يعاني من الحصار الخانق، ومع ذلك صبر، وهو يشاهد السفن والقطع البحرية السعودية والأمريكية والإسرائيلية تعبر مضيق باب المندب إلى وجهات متعددة، وهذا يعني أن المزاعم التي ساقتها السعودية وأمريكا منذ عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 بأن “أنصار الله” يهددون الملاحة البحرية في البحر الأحمر عارية تماماً من الصحة.
مرحلة جديدة من المواجهة
الآن، تنتقل اليمن إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع دونالد ترامب، وهي في وضعية مريحة جداً، أكثر من أي وقت مضى، وتمتلك من العزيمة والإرادة، والتنظيم، والإعداد، ما يجعلها قادرة على مواجهة الأخطار المحدقة باليمن.
ووفق المؤشرات، فإن أمريكا قد أوصدت كل الأبواب للتعامل مع صنعاء، وما إدراج قيادات بارزة ضمن لائحة الإرهاب، من بينها رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، إلا دليلا على أن واشنطن قد أشعلت فتيل الحرب، وهي تستعد لإطلاق الرصاصة الأولى، وهي تستند على عملاء ومرتزقة يطربون فرحاً لتفجير الوضع، حتى وإن تساقطت حمم النار على رؤوسهم، وهنا نفهم تحرك بعض المجاميع المسلحة لمليشيا حزب الإصلاح بمحاولة الاختراق في مأرب، وتحقيق إنجاز على الأرض بالتوازي مع الإعلان الأمريكي عن بدء سريان عقوبة الإرهاب على أنصار الله.
أول الرسائل النارية
فضّلت صنعاء الرد على العربدة الأمريكية بالنار، مؤكدة جهوزيتها العالية لأي مواجهة مرتقبة مع الأمريكيين، ووثقت عدسات الكاميرا الطائرة الأمريكية المسيرة (MQ9) وهي تتهاوى وتسقط في محافظة الحديدة غربي اليمن، لتؤكد أن اليمن لن يسمح بأي اختراق لسيادته سواء أكانت في البحر أو البر أو الجو.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان لها الثلاثاء، أن الطائرة كانت تنتهك الأجواء اليمنية وتقوم بمهام عدائية، مؤكدة أن هذه الطائرة هي الخامسة عشرة التي يتم إسقاطها خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي تخوضها القوات اليمنية دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان.
وشددت القوات المسلحة على استمرارها في مهامها الدفاعية للتصدي لأي عدوان على اليمن، مؤكدة جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي تطورات في البحرين الأحمر والعربي.
وإذا كانت واشنطن تزعم بأن اليمن يستهدف طائراتها وسفنها وبوارجها، فإن السؤال الذي يجب أن تبحث له عن إجابة هو: ما الذي جاء بهذه الطائرات والسفن إلى اليمن، ومن الذي أعطاها الإذن بانتهاك أجوائه والمياه الإقليمية، فإذا كان الأمريكي قد اعتاد على العربدة في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، فإن الوضع الآن قد تغير، والقيادة الثورية والعسكرية والسياسية تعتبر انتهاك السيادة اليمنية خطاً أحمر، وهو أمر مرفوض كما أكده وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي قبل أيام.
ونعود لنذكر بما قاله السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب سابق له عندما قال: “في أيام فترة [ترامب] في المرحلة السابقة، في فترة رئاسته لأمريكا، واجهنا العدوان الأمريكي، وشركاء أمريكا الذين اعتدوا على بلدنا، بإمكاناتهم، بأنواع سلاحهم، بمؤامراتهم، بمخططاتهم، ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه الآن بكثير، وأصعب مما نحن فيه الآن بكثير، وضعيتنا اليوم وهي كلها بالاعتماد على الله، والرهان عليه، والتوكل عليه، لن نعجب لا بكثرة، ولا بنوعٍ من الإمكانيات أصبح بأيدينا، كل ذلك فاعليته مع التأييد الإلهي، مع المعونة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مع الرعاية الإلهية”.
يدرك ترامب وكل الأمريكيين أن هزيمة اليمن غير واردة، ولديه تجربة سابقة في التعامل مع اليمنيين، فهو لم يحقق أي إنجاز يذكر، وإذا كان السعوديون يستبشرون خيراً لوعوده تجاه اليمن، فعليهم أن يتذكروا ما حدث لأرامكو، وبقيق وخريص، في عهد ترامب، وأن يستعدوا لسيناريوهات أكثر سوءاً في أي مغامرة مرتقبة.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر القوات المسلحة أنصار الله
إقرأ أيضاً:
بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
عقب فوزه بنتاٸج الإنتخابات وقبل أن يٶدی اليمين رٸيساً لأمريكا، أطلق الرٸيس دونالد ترامب تهديده أن يفتح (أبواب الجحيم) علی منطقة الشرق الأوسط مالم تُطلِق حماس سراح الأسریٰ الإسراٸيلين لديها !!
ثمَّ سارت المفاوضات فی جولتها الأولیٰ بشروط حماس، ومضت إلیٰ غاياتها رغم عراقيل نتنياهو وتزمته، ولكن بقيت عبارة ترامب (فتح أبواب الجحيم) حاضرةً علی لسان قادة إسراٸيل فكررها نتنياهو، أكثر من مرة وكذلك فعل وزير دفاعه كاتس ووزير ماليته سموتريش وغيرهم من قادة الإحتلال الصهيونی لينشأ السٶال، هل مفاتيح أبواب الجحيم بيد ترامب وأصدقاٸه الصهاينة؟؟
ونحن بالقطع نعلم يقيناً بأن كل ما يظنونه جحيماً قد فتحوا أبوابه علی الشعب الفلسطينی منذ قيام الكيان الصهيونی فی أرض فلسطين المغتصبة، ولم يصلوا إلی مبتغاهم فی تهجير أصحاب الأرض والحق عن أرضهم وديارهم لأن ذلك لم يكن وارداً أبداً فی مخيلة الفلسطينيين مهما إشتدَّ عليهم البطش والقهر والعسف، ولم تُجدِ الإغراءات معهم نفعاً، ولم يزحزحهم كل الإبتزاز الرخيص قيد أنملة عن موقفهم الثابت رغم الخذلان المبين من أغلب الإخوة العرب، ولم يجزعوا من سلسة الإغتيالات التی طالت كبار قادتهم، ولم تروعهم أنهار الدماء التی سالت من الشهداء أطفالاً وشيوخاً ونساء فضلاً عن الشباب المقاومين، وبالتالی لم يأبهوا للتهديد الأجوف بفتح أبواب الجحيم!! وهم قد خبروا كل انواع القصف والتدمير والقتل وهدم المنازل ونسفها وتجريف شجر الزيتون والإعتقالات والإغتيالات، والتجويع، فعن أی جحيم يتحدثون؟
ونحن فی بلادنا، لم يكن ليجول بخاطر أشدَّ المتشاٸمين مِنَّا أن تقع مثل هذه الحرب التی تدور فی ربوع بلادنا من أقصاها إلیٰ أقصاها، حتَّیٰ بعد تهديد المجرم النَّهاب حميدتی كبير مليشيا آل دقلو، بأن عماراتنا ستسكنها الكدايس وأن علی الناس أن يعملوا حسابهم!!
– وها هی الحرب قد وقعت بأمر الله لحكمةٍ يعلمها هو وحده لا شريك له. لِّیَقۡضِیَ اللهُ أَمۡراً كَانَ مَفۡعُولاً لِیَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَیَحۡیَىٰ مَنۡ حَیَّ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِیعٌ عَلِیمٌ، والحمد لله ولم ينل الباغی ثمرة بَغْيِهِ،إذ لم تكن عماراتنا من نصيب (الكدايس) بين قوسين (عُربان الشتات) كما هددنا، بل صارت للأوباش فخاً كبيراً من ماركة أم زريدو، حيث يفتك جيشنا بكل متمرد فی أی بقعة من بقاع بلادنا، بلا إستثناء، لكی تدور الدواٸر علی الباغی، أينما كان وحيثما حلَّ، ولا يبتعد تهديد ترامب المتغطرس عن تهديد حميدتی الغبی فكلاهما مغرور بقوته وجبروته وماله، وكلاهما ينسی أن الله هو الجبار ذو القوة المتين وهو القاهر فوق عباده وبيده وحده سبحانه ملكوت السمٰوات والأرض ومابينهما.
وكما يتحدث الناس عادةً عن اليوم التالی،فإن كل مواطن فی بلادنا يعرف ما ينظره فی اليوم التالی بعد نهاية (حرب الكرامة) فليس من الكرامة أن نجرِّب المُجرَّب، وليس من الكرامة أن نصفح عن المجرمين أو أن نصافح المتعاونين معهم، أو أن نعود للمشاكسات الحزبية التی ذقنا ثمارها المُرَّة، وليس من الكرامة أن نتناسی تضحيات جيشنا ولا دماء شهداٸنا، ولا أن نتجاهل مواقف الدول الصديقة والشقيقة التی ساندتنا فی المحافل الدولية أو آوت اللاجٸين والنازحين من سعير الحرب، ولن نفتح أبواب الجحيم علی الدول التی دعمت التمرد لأننا نعلم إن مفاتيح الجحيم ليست بيدنا لكننا لن ننسیٰ ولن نغفر لهم ولدينا ما نبادلهم به من أذیٰ، وهم -قبل غيرهم – يدركون مغبة كسب عداوة دولة مثل بلادنا وشعب مثل شعبنا.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء
إنضم لقناة النيلين على واتساب