عدد من الأعمال التي حازت الجوائز والإشادة النقدية لسينمائيين مخضرمين وواعدين في دورة المهرجان السادسة.
يُعقد المهرجان من 13 إلى 20 أكتوبر.

 

 

يسر مهرجان الجونة السينمائي الكشف حزمة أولى من الأفلام المنتظرة التي اختيرت إلى الآن للمشاركة في دورته السادسة، هذه المجموعة تسلّط من جهة الضوء على صنّاع الأفلام الدوليين المرموقين، ومن جهة ثانية تقدّم تشكيلة فريدة من الأعمال الأولى لسينمائيين واعدين ينتمون إلى أجزاء مختلفة من العالم.

انتشال التميمي يكشف عن الدوافع وراء اختيار هذه الأفلام 


عن الدوافع خلف اختيار أفلام هذه الدورة، قال انتشال التميمي، مدير المهرجان: "كانت عملية الاختيار رحلة من الاستكشاف والتبصّر، كالعادة نسعى إلى أفلام تتناغم مع الأصالة، وتتحدّى القوالب السردية النمطية، وتنشأ حوارًا بين الثقافات، كلّ فيلم اختارناه هو شهادة على نظرة صاحبه المتميزة، ويجسّد جوهر التزام المهرجان بالإبداع والتنوع والاحتفاء بفنّ السينما”.

ماريان خوري


أما ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، فأضافت: "أعرف مهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاقته، رغم أنني انضممتُ إليه حديثًا، لطالما سعى المهرجان ليصبح منصّة تحتفي بجميع أطياف السينما، وعبر هذه التشكيلة من الأفلام، لا نشيد فحسب بالأعمال المتقنة لصنّاع الأفلام المخضرمين، بل ننتصر أيضًا للأصوات التي تجسّد مستقبل صناعتنا، تعدنا اختيارات هذا العام برحلة سينمائية ترضي محبي السينما المحترفين والشغوفين باستكشاف آفاق جديدة". 

 


 

ما الأفلام التي سيتم عرضها في مهرجان الجونة؟ 


من الأفلام المهمّة التي سيعرضها المهرجان "تشريح سقوط" للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، الفائز بـ "السعفة الذهبية" في مهرجان كانّ الأخير، بالإضافة إلى الوثائقي "على قارب الأدامان" للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير، الحائز على جائزة "الدبّ الذهبي" في مهرجان برلين هذا العام، وأيضًا “درب غريب” للمخرج البرازيلي غوتو بارنتيه الذي حصد 4 جوائز هامة في دورة 2023 من مهرجان ترايبيكا السينمائي، الأفلام المختارة إلى الآن الآتية:


ما هي تفاصيل فيلم "تشريح سقوط"؟ 


هو فيلم روائي طويل تدور أحداثه حول "ساندرا هولر" كاتبة ألمانية تعيش مع زوجها "صامويل" صامويل تييس وابنهما "دانيال "ميلو ماشادو غرانير المصاب بعمى جزئي، في بيت جبلي واقع في جبال الألب الفرنسية. عندما يموت صامويل في ظروف غامضة، يصعب على التحقيقات تحديد ما إذا كانت وفاته انتحارًا أم حادث مفتعل، 
نال الفيلم "السعفة الذهبية" في مهرجان كانّ السينمائي 2023.

ما هي تفاصيل فيلم "كرورا"؟ 

 


من خلال عيني طفلها، تعود باتبرو (إيلدا باتبرو كراهو) بالزمن إلى نحو ثلاثة عقود، إلى تاريخ أجدادها الأصليين، في قلب الغابات البرازيلية. يروي الفيلم قصّة شعب الكراهو، وأفراده من السكّان الأصليين للبرازيل، عانى هؤلاء من الاضطهاد المتواصل، إلا إنهم، تابعوا مسيرتهم النضالية وابتكار أساليب مقاومة جديدة، عبر التمسّك بطقوس أجدادهم وحبّهم للطبيعة. 


حصل الفيلم على جائزة المجموعة في مسابقة "نظرة ما" داخل مهرجان كانّ السينمائي 2023.


"إيكو" دوكودراما طويل
 

في قرية إيل إيكو المكسيكية، يعتني الأطفال بالماعز وبكبار السن في عائلاتهم. وفيما تصارع التربة ضد الجفاف والصقيع، يتعلّم الأطفال التكيف مع مفهوم الموت والمرض وأيضًا الحب بالصمت والكلمات. 


فاز "إيل إيكو" بجائزة أفضل فيلم وثائقي وأفضل مخرج في قسم "إنكاونتر" في مهرجان برلين 2023.


ما هي تفاصيل فيلم "مايو ديسمبر"؟ 


بعد مرور عشرين عامًا على قصّة حبّ غرايسي (جوليان مور) وزوجها جو (الذي يصغرها بـ23 عامًا) التي شغلت صحف الفضائح في البلاد، تأتي إليزابيث بيري (ناتالي بورتمان) وهي نجمة هوليوودية، لقضاء بعض الوقت مع العائلة بهدف التقرّب من غرايسي التي ستؤدي دورها في فيلم، وهو ما ينتج عنه وقوع الأسرة تحت الكثير من الضغوطات.
عُرض الفيلم في مسابقة مهرجان كانّ 2023.


"ليلة غامضة، إلى اللقاء هنا، في أي مكان"


مليلة، مدينة مغربية تحت السيادة الإسبانية، تقع على الحدود البرية التي تفصل إفريقيا عن أوروبا، ويتّجه إليها المهاجرون من آسيا وبلاد المغرب وإفريقيا. بقعة جغرافية يمكن أن نرى فيها سياسات الهجرة الأوروبية ومخاطرها وعواقبها، وحصل الفيلم على تنويه خاص في مهرجان لوكارنو 2023 حيث عُرض في المسابقة الدولية.  

                                                                                   
"على قارب أدامان" 


دار رعاية لكبار السن تطل على نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية. تفتح الدار أبوابها أمام كبار السن الذين يعانون من أمراض عقلية، وتقدّم لهم الرعاية المطلوبة حتى لا يفقدوا العلاقة بالحاضر، كما تساعدهم في رفع روحهم المعنوية. تنتشر على متن القارب أجواء رقيقة ومرحة من الحرية، وهي مشبّعة بهالة من الدفء والتعاطف والفضول، وفاز الفيلم بجائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي 2023.


"برج بلا ظلال" 


جيو وينتونغ (سين بايكينغ)، ناقد طعام كهل، يجوب على المطاعم المحلية في مدينة بكين الحيوية برفقة زميلته المصوّرة أويانغ الأصغر منه سنًا. جيو مُطلّق ولديه ابنة في السادسة، علاقته سيئة بوالده منذ عدة عقود. يبحث جيو عن منظور جديد للحياة، بينما يعيد النظر في فشله كأب وابن وحبيب. 


شارك الفيلم في مهرجان برلين 2023، كما حصد في مهرجان بكين السينمائي الدولي جائزة أفضل مساهمة فنية، وجائزة أفضل ممثّل (سين بايكينغ)، وجائزة أفضل ممثّل مساعد (تيان جوانغ جوانغ)، وأفضل سيناريو (جانغ لو)، وأفضل تصوير سينمائي (بياو سونغري).
 

"درب غريب" 


مخرج شاب يعود إلى بلدته محاولًا إحياء العلاقة مع والده، في ظلّ تسارع تفشّي وباء كورونا في أنحاء البرازيل. لكن علاقتهما تصبح أشد تعقيدًا بسبب حدوث ظاهرة شديدة الغرابة عندما يقترب أحدهما من الآخر.


حصد الفيلم أربع جوائز في مهرجان ترايبيكا السينمائي: "أفضل فيلم روائي طويل دولي"، "أفضل تمثيل" (كارلوس فرانسيسكو)، "أفضل سيناريو"، "أفضل تصوير سينمائي" (لينغا أكاسيو).  
 

"شباب (ربيع)" 


صُوِّرت أحداث الفيلم على مدار ست سنوات، ويدور على العمل الشاق للخياطين والخياطات داخل مصانع الملابس في الصين. رغم الوتيرة الهادئة للأحداث، تلتقط كاميرا المخرج وانغ بينغ وضمات من الأمل،شارك الفيلم في مسابقة مهرجان كانّ السينمائي 2023. 


في إطار اختيارات مهرجان الجونة السينمائي هذا العام، يسرّنا الإعلان عن مجموعة فريدة من الأعمال الأولى والثانية، تلك الأفلام التقطت جوهر المواهب الواعدة التي تأتي من مناطق مختلفة من العالم، واستطاعت أن تبهر الجميع في جولاتها على المهرجانات حيث حصلت على الثناء ونالت الجوائز. من بين الجواهر التي قدّمها سينمائيون واعدون، وقع اختيارنا على الأفلام الآتية: 
 

"لا شيء أخسره" 


تعيش سيلفي (فيرجيني إيفيرا) برفقة ابنيها سفيان وجان جاك، ويشكّل الثلاثي عائلة مترابطة. ذات يوم، خلال غياب سيلفي عن البيت، يتعرض سفيان لإصابة، ممّا يدفع الخدمات الاجتماعية لانتزاع الطفل من حضانة أمّه وإيداعه في دار رعاية، شارك الفيلم في قسم "نظرة ما" داخل مهرجان كانّ 2023.

 


"أن نحلم ونموت" 


بعد مرور سنوات عدة، يلتئم شمل ثلاثة أصدقاء هم في منتصف أعمارهم. ينطلق الثلاثي في رحلة من التعبير عن المشاعر المخبأة، إلا إن إجازتهم معًا تأخذ منعطفًا غير متوقع عندما تبدأ لمحات من حيواتهم السابقة في الظهور، نال الفيلم جائزتين في مهرجان لوكارنو السينمائي، وهما "النمر الذهبي" وجائزة أفضل عمل أول.


تفاصيل فيلم "بورتريه عائلي" 


تبوء محاولة إحدى العائلات لالتقاط صورة جماعية بالفشل، فيتحول الأمر إلى حالة تشبه الحلم عندما تختفي الأم، فتبدأ ابنتها في رحلة حثيثة للعثور عليها، شارك الفيلم في مهرجان لوكارنو ضمن مسابقة صنّاع أفلام الحاضر.  


"و أمكنني الغرق بسبات" 


أولزي (باتسوج أورتسايخ)، مراهق فقير يسعى للفوز في مسابقة علمية تؤهله للحصول على منحة، في هذه الأثناء، تعثر والدته على عمل في الريف، فتتركه برفقة أشقائه الصغار في مواجهة البرد القارس. شارك الفيلم في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كانّ السينمائي 2023. 


“بلاد ضائعة” 


صربيا 1996. خلال التظاهرات ضد سلوبودان ميلوسيفيتش، يمر ستيفان (يوفان غينيتش) ابن الـ15 عامًا بالثورة الأعنف في حياته، إذ سيتوجب عليه مواجهة والدته الحبيبة (ياسنا ديوريسيتش) التي تشارك النظام الفاسد الذي يثور ضده هو وأصدقاؤه، شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في قسم "أسبوع النقّاد" في مهرجان كانّ السينمائي حيث فاز بجائزة لوي روديرير. 


"عدواني"  


يستكشف الفيلم قصّة جورجي جورجيا، صبية في الثانية عشرة من عمرها، تعيش بمفردها في شقّتها في لندن، وفجأةً، يعود إلى حياتها والدها الغائب، فيقلبها رأسًا على عقب. يؤدي دور والدها هاريس ديكنسون الذي شارك في "مثلّت الحزن" الحائز على "السعفة الذهبية" في مهرجان كانّ 2022،وحصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان سندانس.

 

"ستيبنه"  


تدور الأحداث في الطبيعة الشتوية الأوكرانية، حيث القرى الضائعة، والشعور المتصاعد بالعزلة المنتشر بين الناس في عالم ما بعد الاتحاد السوفياتي. إنها قصة أناتولي (أولكساندر ماكسياكوف)، رجل عائد إلى بلدته ليعتني بوالدته المحتضرة، فاز الفيلم بجائزة أفضل مخرجة في المسابقة الدولية لمهرجان لوكارنو 2023.


"طوطم" 


سول (نايما سنتيس)، طفلة في السابعة، تقضي يومها في منزل جدها، وتساعد أفراد عائلتها في الإعداد لحفلة عيد ميلاد مفاجئة لوالدها. خلال ساعات اليوم، تفرض الفوضى سيطرتها مدمرةً روابط عائلة، وهو ما يساعد سول على استيعاب مفهوم التخلّي، نال الفيلم الجائزة الكنسية في مهرجان برلين 2023، جائزة “الطائر الناري الذهبي” لسينما الشباب في مهرجان هونغ كونغ، وجائزة أفضل مخرج وأفضل موسيقى في مهرجان بكين السينمائي. 


"همسات النار والماء"  


شيفا، فنّان تجهيز صوتي من كلكتا، يزور أكبر منطقة لاستخراج الفحم في شرق الهند. يكافح للعثور على عملاء محتملين في عمله، فتتفاقم مشاكله وتتشابك حياته مع تلك التي في المناجم.
شارك الفيلم في مسابقة صنّاع أفلام الحاضر في مهرجان لوكارنو 2023.
 

"سماء بلاستيكية" 


2123 أمام شح الموارد، ما عاد الجنس البشري يستطيع العيش إلا من خلال المقايضة: في سن الـ50، يتحول كلّ مواطن تدريجًا إلى شجرة. عندما يكتشف ستيفان أن زوجته نورا قد وقّعت على التبرع بجسدها، ينطلق في مهمة لإنقاذها، شارك الفيلم في مهرجان برلين 2023، ومهرجان أنسي لسينما التحريك، كما نال تنويهًا خاصًا في مهرجان زغرب الدولي لأفلام التحريك.


هذه المجموعة المتميزة من الأفلام تعكس الإمكانات الديناميكية للمواهب الجديدة. نتطلّع لموعدنا السينمائي السنوي في شهر أكتوبر، لنسمح لأنفسنا بالانغماس في كوكب من القصص الأسرة صحبة عشّاق السينما من كافة أنحاء العالم. سنكرم الماضي ونستمتع بالحاضر، ونشعل شرارة المستقبل.

 

نبذة عن مهرجان الجونة السينمائي


أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة أفلام متنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل بين الثقافات من خلال الفن السابع، وربط صناع الأفلام من المنطقة العربية بنظرائهم الدوليين تعزيزًا لروح التعاون وتشجيعًا للتبادل الثقافي. إضافة إلى هذا كله، يلتزم المهرجان باكتشاف المواهب السينمائية الجديدة بهدف تطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية التي تتكون من منطلق الجونة السينمائي، وجسر الجونة السينمائي اللذين يتيحان فرص التعلم والمشاركة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مهرجان الجونة السينمائي مهرجان الجونة السینمائی الفیلم فی مسابقة فی مهرجان کان السینمائی 2023 تفاصیل فیلم جائزة أفضل من الأفلام الفیلم على من خلال ة التی

إقرأ أيضاً:

هيرست: بإمكان إسرائيل حظر كل الأفلام.. الصوت الفلسطيني لن يُخمد

نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا لرئيس تحريره الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، تحدث فيه عن تأثير الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام الغربي فيما يتعلق بالرواية حول حرب الإبادة في قطاع غزة.

وقال هيرست بعد حذف هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فيلما بعنوان " "غزة: كيف تنجو في محور الحرب"، إنه "بإمكان إسرائيل أن تحظر كل الأفلام التي تريد. لا يمكن للصوت الفلسطيني أن يُخمد".

وتابع أنه "في وسط تراجع هائل في الدعم العالمي، ينتاب إسرائيل وأنصارها حالة من الهلع، فراحوا يعملون على مدار الساعة لإخفاء الدليل على جرائمها".

وتاليا الترجمة الكاملة للمقال:
في كل الضجة التي أثيرت حول وثائقي البي بي سي بعنوان "ٌغزة: كيف تنجو في ساحة حرب" لم تُكتب كلمة واحدة حول ما الذي يقوله لنا هذا الفيلم حول الطريقة التي ينجو بها الفلسطينيون من حرب ظلت تدور رحاها لسنة ونصف.

لا يبدو أن أياً من الأصوات التالية سُمعت في خضم النزاع الذي نشب حول عرض هذا الفيلم.

امرأة تهرب وهي تحمل في يدها قارورة ماء فارغة، بعد صدور أمر إسرائيلي آخر بالإجلاء، تصيح بأعلى صوتها دون أن توجه كلامها إلى أحد بعينه: "لعنكم الله جميعاً. الله يلعنك يا [قائد حماس يحيى] السنوار.

غلام يقول للكاميرا بصوت متجهم: "رأينا الناس أمواتاً أمام أعيننا. أحدهم أمعاؤه تتدلى من بطنه. هل نحن في مكان آمن؟"

زكريا، ولد في الحادية عشرة من عمره يحصل على قوت يومه من العمل في غسيل سيارات الإسعاف في مستشفى الأقصى، يشرح كيف يعمل جنباً إلى جنب مع الإعلاميين والأطباء والمسعفين قائلاً: "أحب أن أعمل متطوعاً. أود أن أتطوع في إحدى وحدات الإسعاف."

مسعف يضع سماعات على رأس كوسيلة لعزل نفسه عن الجحيم الذي يتأجج من حوله، يقول متأملاً: "أحتاج لغسل هذا القميص. الأطفال أنقياء وأبرياء. رؤيتهم وهم جرحى من أصعب الأمور التي يشهدها المرء. السماعات هي أهم شيء على الإطلاق. إنها تساعدني على الهرب من الحرب، وبؤس المستشفى، والتفجيرات، والموتى، والجرحى".

رفع محمد طاهر، جراح العظام والأعصاب من لندن، ذراعاً بترها من ولد عمره عشر سنين، وقال: "انظر إلى ما يفعله الإسرائيليون بالأطفال في غزة. هذا ما وصل إليه الحال. لا حول ولا قوة إلا بالله."
ولكن هذا، بالطبع، هو الغرض من إلغاء وثائقي كهذا ينال سمعة إسرائيل.

ولا يقتصر الأمر على إلغاء الوثائقي، بل وأي وسيلة يتمكن الفلسطينيون من خلالها من التعبير عن الوحشية غير العادية التي يعانونها على أيدي أمة تأسس وجودها على التظلم – على كونهم ضحايا قرون من معاداة السامية الأوروبية، وضحايا المحرقة، وضحايا الهجوم الذي شنته حماس يوم السابع من أكتوبر 2023.


جماعة البي بي سي
تركز الغضب مثل شعاع الليزر على عبد الله اليازوري، راوي الفيلم الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وذلك أنه في نظر آلة الدعاية الإسرائيلية ارتكب ثلاث خطايا كبرى: أما الأولى والأهم فهي أنه مازال على قيد الحياة. أكثر من 14،500 طفل لم يبقوا على قيد الحياة.

أما خطيئته الثانية فهو أن يتحدث الإنجليزية بطلاقة، مما يكسبه صدقية لدى الجمهور الغربي. هذا أمر يحتكره أنصار إسرائيل، ولابد من إبقائه كذلك.

خطيئة عبد الله الثالثة هي أنه موضوعي وغير سياسي. فهو الذي يبلغ البيانات التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي بعد كل مذبحة يرتكبها جنوده ضد المدنيين.

العبارة الوحيدة التي ينطق بها عبد الله ولا تكاد تجد أحداً خارج غزة يختلف معها هي: "هل خطر ببالك ما الذي ينبغي أن تفعله إذا ما تعرض عالمك للتدمير؟"

الإنقاذ، ووضع حد لكابوس ظهور أصوات ذات مصداقية من غزة ضمن برامج ساعات الذروة في تلفزيون البي بي سي، جاء من خلال معلومة تفيد بأن والد عبد الله كان يشغل منصب نائب وزير الزراعة في الحكومة التي تديرها حماس.

تداعت البي بي سي كما لو كانت علبة من الورق.

والد الغلام، واسمه أيمن اليازوري، تكنوقراط، ومع ذلك تم الترويج على نطاق واسع من قبل المعلقين والمنصات الإخبارية في بريطانيا بأنه مسؤول كبير في حماس، أو زعيم في الإرهاب.

ولكن، وكما كشف عن ذلك موقع ميدل إيست آي الشهر الماضي، لليازوري خلفية علمية وليس خلفية سياسية. كان قد عمل من قبل في وزارة التعليم الإماراتية – والتي لا تحب ولا توظف أي شخص يرتبط من قريب أو بعيد بالإخوان المسلمين. واليازوري حاصل على الدكتوراه من جامعة بريطانية.

لو تشكلت أي حكومة في غزة بعد هذه الحرب، فإنها سوف تدار من قبل تكنوقراط من مثل اليازوري.

بالنسبة للجيش الإسرائيل، كل من يعمل في غزة – سواء كان تكنوقراط أو أستاذ جامعي، أو مسعف، أو صحفي، أو موزع إغاثة – فهو هدف. لقد تعمد جنوده قتل أصحاب هذه المهن. والأدلة التي تثبت ذلك وفيرة.

ولكن بالنسبة للمجتمع الدولي، والذي يتضمن بريطانيا، يعتبر التكنوقراط من مثل اليازوري الحل الوحيد لحكم غزة ما بعد الحرب. لا البي بي سي ولا القناة الرابعة، لو كانوا صادقين في التزامهم بمواثيق الخدمة العامة، يجوز لهم اعتماد الدعاية والأخبار الكاذبة التي تبثها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في ضبط سياستهم التحريرية.


زعم سخيف
لا تعتبر أي من المؤسستين الإعلاميتين المذكورتين جميع الفلسطينيين في غزة مذنبين وينبغي أن يبادوا، وإن كان ذلك هو الرأي السائد داخل إسرائيل. ينبغي أن تكون المؤسستان قادرتين على التمييز بين موظف حكومة وعضو في حماس، وكذلك من هو بالفعل عضو في الجناح العسكري، كتائب القسام، المنظمة التي تحظرها بريطانيا وبلدان أخرى باعتبارها جماعة إرهابية.

قامت القناة الرابعة أيضاً بإجراء مقابلة مع عبد الله.

جاء في بيان صادر عن القناة هذا الشهر ما يلي: " في صيف عام 2024 تنامى إلى علم فريق مراسلي الشؤون الخارجية المتمرس في القناة الرابعة أن والده يشغل منصباً تكنوقراطياً في حكومة حماس واتخذوا قراراً بعدم ظهوره على شاشة القناة مرة أخرى."

وأضاف البيان: "بمجرد أن تنامى ذلك مؤخراً إلى علم فريق كبار المسؤولين في القناة الرابعة، تم اتخاذ إجراء بتوفير سياق إضافي إلى النسخة المحفوظة في الإنترنيت للتقارير الذي ظهر فيها عبد الله."
وبهذا يتم التعامل مع عبد الله ومع والده كما لو كانا رائحة كريهة. ولكن لم يصدر عن أي منهما ما هو خطأ.

كما لا يوجد ما يثبت أن حماس تدخلت بأي شكل من الأشكال للتأثير على وثائقي البي بي سي، والذي كتب نصه في لندن. لو أن حماس كان لها أي علاقة به لربما لم يظهر فيه المقطع التالي: "لقد قتلوا أطفالنا، وقتلوا نساءنا، بينما [السنوار] مختبئ تحت الأرض."

لا نعرف ما هي آراء الأب حول حركة حماس. ولكن دعونا نفترض أنه يدعم أهدافها. هل يعني ذلك تلقائياً أن ابنه غير مؤهل للظهور في برنامج الغاية منه هي تقديم الرواية الفلسطينية، وخاصة أن الرواية الإسرائيلية يتم التعبير عنها يومياً بشكل كامل ومتكرر؟

من الحقائق المعروفة جيداً في المجتمع الفلسطيني أن الأبناء لا يتبعون بشكل تلقائي المعتقدات السياسية لآبائهم، ومن الشائع أن تجد الأبناء في فتح والآباء في حماس.

شقيق الزعيم الفتحاوي جبريل رجوب، واسمه نايف رجوب، من رموز حماس، وابن الزعيم الحمساوي البارز حسن يوسف، واسمه مصعب يوسف، يُحتفى به من قبل الإسرائيليين لانقلابه على الحركة، وكثيراً ما يقتبسون أقواله بحرية.

ولذلك من السخافة أن يزعم أحد أن الابن يحمل أوزار والده.


معايير مختلفة
من واجب البي بي سي والقناة الرابعة تحري الحياد في جميع ما يصدر عنهما من مادة تحريرية. وهذا يعني تطبيق نفس المعايير التحريرية على الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولكنهما لا يفعلان ذلك.

في الذكرى السنوية الأولي لهجوم حماس يوم السابع من أكتوبر، عرضت البي بي سي برنامجاً وثائقياً حول شهادات الناجين من مهرجان نوفا للموسيقى. كان الوثائقي، وعنوانه "لسوف نرقص ثانية" يدمي قلب من يشاهده.

ولكن لم يكن أحد ليجرؤ على التشكيك بصدقية الشهادات التي قدموها من خلال الإشارة إلى ما فعلته عائلاتهم أو فعله آباؤهم. ولم يُسأل أي من الشهود الذكور، وهم في سن الخدمة العسكرية، عما فعلوه كجنود.

بدلاً من ذلك، قيل ما يلي: "ما يقرب من 3500 مشارك ذهبوا إلى مهرجان نوفا الموسيقي، والمعروف باسم يونيفيرسو باراليلو، قتل من بينهم 364 بينما أخذ منهم 44 رهائن."

استخدام كلمة "قتل" صياغة مبررة بالكامل لوصف ما جرى يوم السابع من أكتوبر لمدنيين عزل كانوا يحضرون مهرجاناً موسيقياً، ولكن الوثائقي الذي عن غزة يقول فقط إن أكثر من 46،800 فلسطيني ماتوا في غزة.

وهكذا يتم تطبيق معايير تحريرية مختلفة تماماً، ناهيك عن أن وثائقي "غزة: كيف تنجو في ساحة حرب" لم يبق سوى أربعة أيام على الهواء ثم سُحب.

دعونا نكون واضحين إزاء هذا الذي يجري.

يستحيل أن تكون إسرائيل قد تمكنت من شن حرب تضمنت بشكل منتظم ومفتوح وجريء ارتكاب جرائم حرب – مثل منعها حالياً دخول المساعدات الإغاثية، وقطعها للكهرباء والماء عن غزة بهدف إجبار حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن – بدون التزام وسائل الإعلام الرئيسية بالصمت.

تشتري إسرائيل هذا الصمت من خلال ما لم تزل منذ عقود تقدمه من رعاية وامتيازات لأعداد كبيرة من المحررين، رجاء أن ينتهي المطاف بواحد أو اثنين من هؤلاء في مواقع مهمة داخل غرف التحكم بالمحتوى. وهي تفعل نفس الشيء مع جميع النجوم السياسية الصاعدة في كل واحد من الأحزاب السياسية الكبرى.

ولا تتورع عن ممارسة التخويف والترهيب معهم كلما تمكن الصوت الفلسطيني من اختراق الحجب التي تفرضها.

في الحالات النادرة التي يحدث فيها ذلك، فإن الصوت الفلسطيني لا يقل فصاحة واتزاناً وصلاحاً عن صوت أي شعب مضطهد عبر التاريخ.


"ليس لدينا أرض أخرى"
لقد كتبت تقارير من مسافر يطا، تلك القرى الواقعة جنوب تلال الخليل في الضفة الغربية المحتلة، والتي أعلنها الجيش الإسرائيلي ميداناً للرماية، مثلها مثل مناطق أخرى كثيرة، عندما لم يحظ خبر الطرد الجماعي المستمر للفلسطينيين بانتباه العالم.

بعد أن تدمر الجرافات بيوتهم، يلجأ سكان القرى في مسافر يطا إلى الكهوف يتخذونها سكناً.
تطلب جذب الاهتمام بما يجري لهذه القرى فيلماً وثائقياً بعنوان "لا أرض سواها" من إنتاج فريق يتضمن المخرج الفلسطيني باسل أدرى والصحفي الإسرائيلي يوفال آبراهام. فاز فيلمهم بجائزة في مهرجان برلين للأفلام ثم مؤخراً فاز بأوسكار.

استغرق إخراج هذا الوثائقي إلى النور سنين، وهو فيلم يوثق شهادات على التصميم السلمي والهادئ لما يقرب من ألف فلسطيني (نصفهم من الأطفال) في ثمان قرى على البقاء في قراهم. بدأ العمل في الفيلم في عام 2019.

تقف النساء في مواجهة الجنود. ويجلس الأطفال التلاميذ في فصلهم الدراسي عندما تهجم جرافات الجيش على كوخهم، فتجبرهم على القفز من الشبابيك للنجاة بأنفسهم.

تسأل امرأة فلسطينية جندياً إسرائيلياً ألا يشعر بالخزي وهو يهدم بيتها، فيرد عليها قائلاً: "هذا هو القانون. ولماذا أشعر بالخزي."

تُسأل قروية أخرى لماذا لا تغادر، فتجيب: "ليس لنا أرض أخرى."

تم تسجيل الفيلم قبل هجوم حماس في أكتوبر 2023. كل العنف الذي يظهر فيه هو عنف تمارسه الدولة الإسرائيلية. لا يوجد لدى الفلسطينيين في جنوب تلال الخليل سوى الكلمات وحقهم الأخلاقي في أن يبقوا على أرضهم لمواجهة التمدد المستمر للدولة الإسرائيلية داخل الضفة الغربية المحتلة.


إخفاق الدعاية
ما تفعله إسرائيل ينتهك جميع القوانين الدولية.

ومع ذلك، حينما فاز هذا الفيلم بإحدى الجوائز الكبرى في مهرجان برلين، أثار عاصفة سياسية في ألمانيا.

بررت وزيرة الدولة للثقافة في ألمانيا، كلوديا روث، تصفيقها لمخرجي الفيلم حينما تسلما الجائزة بالقول إنها كانت تصفق للإسرائيلي فقط، وليس للفلسطيني. سرعان ما تحول موقفها العنصري ذلك باعترافها إلى كارثة في العلاقات العامة.

أنهى أبراهام خطاب تسلمه للجائزة بالدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإلى "حل سياسي لإنهاء الاحتلال" – فقط لا غير.

وصف عمدة برلين كاي فيغنر الخطابات التي ألقيت في ختام مهرجان برلين بأنها "مغرقة في النسبية لدرجة لا تحتمل". وأضاف في حسابه عبر منصة إكس: "إن المسؤولية الكاملة عن المعاناة الشديدة في إسرائيل وفي قطاع غزة تتحملها حماس."

طالب موفد من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كلوديا روث بالاستقالة، بينما اقترح سياسي من الحزب الديمقراطي الحر بأنه ينبغي ألا يتلقى مهرجان الأفلام تمويلاً من الدولة بعد اليوم.

انتقد مدير المهرجان المنتهية ولايته، الإيطالي كارلو تشاتريان، المؤسسة السياسية الألمانية متهماً إياها باستخدام خطاب معاداة السامية سلاحاً من أجل تحقيق مكاسب سياسية. كما واجه مهرجان برلين لهذا العام دعوات بالمقاطعة بسبب صمته إزاء غزة وبسبب الطريقة التي تعامل بها مع ردود الفعل المناهضة لفيلم "لا أرض سواها".

الخبر السار هو أن الدعاية الإسرائيلية لم تعد تجدي نفعاً. فالرأي العام في جميع البلدان الغربية التي تمارس وسائل إعلامها ومهرجاناتها هذه الرقابة يتحول سريعاً ضد إسرائيل ولصالح الفلسطينيين.

يبدو هذا التوجه أكثر حدة في الولايات المتحدة حيث يتعاطف 59 بالمائة من الديمقراطيين مع الشعب الفلسطيني – ما يمثل ارتفاعاً قدره 16 نقطة عن السنة الماضية – بينما يتعاطف 21 بالمائة مع إسرائيل، ما يمثل انخفاضاً قدره 14 نقطة. في الولايات المتحدة ككل، ارتفعت النسبة المئوية للأمريكيين الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين ست نقاط عما كانت عليه في العام الماضي لتصل إلى 33 بالمائة، بينما وصل الدعم الذي تحظى به إسرائيل إلى أدنى معدلاته خلال 24 سنة. 46 بالمائة فقط من الأمريكيين الذين استطلعت آراؤهم قالوا إنهم يتعاطفون مع إسرائيل.

إن التبدل في الدعم الشعبي غير مسبوق في كل العقود التي شهدها هذا الصراع. لا عجب إذن أن تصاب إسرائيل وجيشها وداعموها بالهلع. إنهم في الجانب الخطأ من التاريخ.

عندما ينتهي هذا الصراع في آخر المطاف ويكون للفلسطينيين دولتهم التي يستحقونها عن جدارة، سوف ينظر إلى هذه الحقبة الزمنية باعتبارها أحلك ساعات إسرائيل ووسائل الإعلام الغربية الليبرالية.
أين كنتم وماذا كنتم تفعلون عندما كانت غزة والضفة الغربية المحتلة تتعرض للسحق وتُحول إلى رماد. هذا ما سوف يسأله أبناء الجيل القادم لآبائهم. سوف يكون مثيراً للاهتمام أن نسمع الإجابة.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • مستشار مالي يكشف مجموعة من النصائح الهامة لرواد الأعمال.. فيديو
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • قدرات مميزة.. «غوغل» تطلق أحد أفضل نماذج «الذكاء الاصطناعي» بالعالم
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • ترتبط بتشجيعه أستون فيلا… الأمير ويليام يكشف عن الخرافات التي يؤمن بها
  • ختام مهرجان «كند العين للشطرنج»
  • أنشيلوتي يكشف سبب تسديد روديغر الركلة الأخيرة
  • هيرست: بإمكان إسرائيل حظر كل الأفلام.. الصوت الفلسطيني لن يُخمد
  • مهرجان ليالي العرفان يشهد حركة شرائية ملحوظة
  • مختص يكشف أفضل بطاقة صرف تحاسب في أي مكان بالعالم.. فيديو