تحت أشعة شمس الأقصر الحارقة، تجلس صابرة أحمد مصطفى، 65 عاما، فوق عيدان الذرة، ممسكة بآلة حادة لاستخراج كوز الذرة من كل عود وتخليصه من الغلاف حتى تظهر حبات الذرة الصفراء اللامعة، تلك هي مهمتها التي تستيقظ من أجلها يوميا، حتى تحصل على أجر يعينها على تربية أبنائها.

تكافح من أجل أبنائها وإعانة زوجها

«صابرة» تلك السيدة التي اتخذت من اسمها صفة لها، فتصبر على مشقات الحياة وأعبائها، غير مكترثة سوى بإعانة زوجها على تربية أبنائهما الخمسة، الذين حصل البعض منهم على مؤهلات دراسية عليا، بينما تواصل عملها في جد واجتهاد حتى تصل بهم إلى بر الأمان على حد قولها.

العزيق وكسر القصب مهنتها

وتضيف خلال حديثها لـ«الوطن»: ولدت في خمسينيات القرن الماضي، فلا أعرف تاريخا محددا لمولدي، عملت مع والدي في الزراعة بالأقصر ثم تزوجت وواصلت رحلتي مع زوجي في العمل، خاصة بعدما أصيب في بصره ما أثر ذلك على عمله، إذ تحملت المسؤولية بشكل شبه كامل، فعملت في الزراعة والأعمال الشاقة فيها، مثل العزيق وكسر القصب، وتقشير الشامي، وحصاد القمح ودريسه وغيرها من الأعمال الزراعية الرجالية.

صابرة: لم ألتفت إلى الانتقادات بشأن عملي الذكوري

وتابعت: تعرضت لانتقادات واسعة خصوصا ونحن في جنوب الصعيد، إذ ما زال ينظر إلى عمل المرأة في الأعمال الرجالية بشيء من التحفظ، لكن لم ألتفت إلى كلامهم، وواصلت عملي للإنفاق على أبنائي حتى أكرمني الله، وشاهدت ثمرة تعبي وشقائي عندما حصل نجلي الأوسط على بكالوريوس في كلية التجارة، بينما حصل باقي أبنائي على شهادات دراسة من المعاهد المتوسطة والدبلومات الفنية، واستطعت تزويج ثلاثة منهم، وأدعو الله أن يعينني على تزويج آخر اثنين أيضا.

الستر والصحة آمالي

واستطردت: كنت أعيش في منزل من الطوب اللبن، وكان شديد التهالك، لكن بفضل الله أولا ثم عملي واجتهادي، استطعت أن أعيد بناءه بالمسلح وشيدت طابقين، فأنا الآن لا أتمنى من الله سوى الصحة والعافية والستر، وسأظل في جدي واجتهادي إلى أن ألقى الله وقد أديت رسالتي وواجبي على أكمل وجه.




















المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأقصر المزارعين القصب صابرين

إقرأ أيضاً:

3 نصائح للرجال من أجل صحة أفضل

أميرة خالد

جمع منتدى صحي للرجال نظمته مؤسسة “كوبر هيلث كير” الصحية في مقاطعة كيب ماي الأمريكية نحو 70 رجلًا وعددًا من النساء، للمشاركة في جلسة حوارية مع فريق من الأطباء ومدرب رياضي، بهدف استكشاف سبل تعزيز صحة الرجال من خلال الحوار والتعليم والتجارب الشخصية.

بحسب تقرير نشره موقع Philly Voice، سلط المنتدى الضوء على 3 رسائل أساسية يعتبرها الخبراء ضرورية لتحفيز سلوك صحي بين الرجال، وهي: زيارة الطبيب للوقاية، والتفكير في من تحب، والإيمان بأنه لم يفت الأوان بعد لبدء حياة صحية.

الوقاية خير من العلاج

كان من النقاط المتكررة خلال النقاشات ضرورة خضوع الرجال لفحوصات دورية وعدم انتظار ظهور الأعراض.

وأشار الأطباء إلى أن العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل ارتفاع وضغط الدم والسكري والسمنة، قد تتطور بصمت، ويمكن للزيارات الدورية للطبيب أن تكشف عن هذه الحالات في وقت مبكر وتحسن النتائج بشكل كبير.

وحذر الطبيب خوان أندينو من أن تجاهل هذه المشكلات الصحية يؤدي إلى تأخر العلاج وتدهور الحالة على المدى البعيد.

ويرى خبراء في جامعة كاليفورنيا أن تردد الرجال في طلب الرعاية الطبية يعود إلى وصم ثقافي قديم وشعور بعدم الارتياح عند مناقشة قضايا صحية خاصة.

ولا يقتصر هذا النمط على الولايات المتحدة فقط، فقد رصدت مؤسسة “نوفيلد هيلث” في المملكة المتحدة عوائق مشابهة، مثل ضيق الوقت، والاعتقاد بأن الحالة ستتحسن من تلقاء نفسها، والقلق من الفحوص المحرجة.

ويؤكد متخصصون أن مثل هذه المواقف تؤدي إلى تفاقم مشكلات يمكن تفاديها، وتضيع فرصة الاكتشاف المبكر.

صحتك لا تخصك وحدك

تم التأكيد في المنتدى علي رسالة أخرى هي أن قرارات الرجل الصحية لا تؤثر عليه وحده، فالأشخاص المحبون في حياته، من شريكة أو أطفال أو أحفاد أو أصدقاء، يتأثرون مباشرة بحالته الصحية.

ويتجاهل الرجل صحته أحيانا، لكن إدراكه لتبعات ذلك على من حوله يمكن أن يكون دافعًا قويًا للتغيير، وتدعم الأبحاث هذا التوجه، فالجمعية الأمريكية لعلم النفس تشير إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية ترفع احتمال البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 50%.

وتؤكد مؤسسة “كابيتال إنتغريتيف هيلث” أن العلاقات الصحية تسهم في اتباع نظام غذائي متوازن، والمداومة على ، والابتعاد عن التدخين، وتري أن الدعم الاجتماعي يعزز المناعة ويحسن الصحة النفسية، مما يعزز الفكرة بأن العناية بالصحة ليست فقط لأجل النفس، بل هي شكل من أشكال العناية بالمحيطين.

لم يفت الأوان بعد
ولاقت الرسالة الأخيرة، صدى خاصًا لدى الحضور، وهي أن التقدم في السن لا يشكل عائقًا أمام تحسين الصحة، ورغم انتشار الفكرة الخاطئة بأن التدهور الصحي مع التقدم في العمر أمر لا مفر منه، تؤكد الأبحاث الطبية أن تغييرات نمط الحياة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا في أي مرحلة عمرية.

وتشير تقارير من مؤسسة “جونز هوبكنز ميديسن” إلى أن البالغين الذين تبنوا عادات صحية، مثل اتباع حمية متوسطية، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، تمكنوا من خفض خطر الوفاة بنسبة 80%.

وأكدت المؤسسة أن الفروق بين وظائف الدماغ لدى شاب في الثامنة عشرة وشخص يبلغ المئة ليست كبيرة كما يُعتقد.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Circulation التابعة لجمعية القلب الأمريكية، أن ممارسة الرياضة بانتظام لمدة عامين لدى البالغين في منتصف العمر تساعد على عكس التلف القلبي الناتج عن قلة الحركة، وتحسن وظائف القلب واللياقة العامة.

دعوة للتغيير
وتشير الرسائل المستخلصة من المنتدى إلى أن الصحة التزام مدى الحياة، وأن حتى أبسط الخطوات، مثل تحديد موعد للفحص، أو المشي بانتظام، أو تحسين ، يمكن أن تؤدي إلى فوائد كبيرة.

وتوفر الإرشادات المبنية على الأدلة، مع زيادة الوعي، والتركيز على صحة الفرد والمجتمع، يستطيع الرجال اتخاذ خطوات ملموسة نحو حياة أطول وأكثر صحة.

وبحسب الخبراء، فإن الخطوة الأولى تبدأ بإدراك أن طريق العافية مفتوح أمام الجميع، في أي عمر، ولأي سبب.

مقالات مشابهة

  • فضل الله: الحكومة مدعوة لاتخاذ اجراء عملي لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
  • مديرية أمن الإسكندرية تشن حملة أمنية مكبرة على النباشين
  • المعمل والأدوية واختصاصي التغذية والصحة النفسية.. صحة الخرطوم تطلق حملة علاجية كبرى
  • القدس.. حَيثُ يُختبَرُ الرجال ويسقُطُ الجبناء!
  • مؤثرة سعودية تواجه انتقادات حادة بسبب سلوكيات أبنائها.. وهكذا دافعت
  • امرأة تحذر الرجال من 4 أنواع من النساء.. فيديو
  • هل الزواج له علاقة بالخرف لدى الرجال؟.. دراسة تجيب
  • 3 نصائح للرجال من أجل صحة أفضل
  • استشاري صحة نفسية: اضطرابات الساعة البيولوجية تؤثر على المناعة والصحة العقلية
  • وفد من القوات عرض مع وزير الزراعة شؤون القطاع