يمانيون:
2025-03-06@04:32:41 GMT

الإحسان في رمضان.. دروسٌ من القرآن

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

الإحسان في رمضان.. دروسٌ من القرآن

فتحي الذاري

رمضان المبارك شهر العبادة والخير، وفرصة عظيمة للمسلمين لتعزيز أخلاقهم وتطوير روح العطاء والكرم.

من أبرز مظاهر هذا الشهر الفضيل هو الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وهو ما أكّـد عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ يقول: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” حديث يؤكّـد أهميّة العمل الخيري في هذا الشهر ويحفز المسلمين على تقديم العون والمساعدة لمن يحتاج إليها.

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قُدوة في الإحسان والعطاء، حَيثُ كان ينفق مما لديه رغم ما كان يعانيه من ضيق، إذ كان يدعو الصحابة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين ويحثهم على تقديم الصدقات في كُـلّ وقت، وخَاصَّة في رمضان.

قصة سيدنا موسى عليه السلام

عاش سيدنا موسى عليه السلام بين بني “إسرائيل” الذين عانوا من الظلم والفقر. قصته تؤكّـد أبعاد الإحسان والعطاء، حَيثُ كان يرشدهم إلى الاعتماد على الله والتكافل الاجتماعي. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَقَدْ أرسلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَإِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (47) ” (الأعراف: 104). وفي هذه الآية تحث على الإيمان وتعزيز القيم الإنسانية.

قصة سيدنا عيسى عليه السلام:

سيدنا عيسى عليه السلام كان يُعرف برحمته ومحبته للفقراء والمحتاجين. لقد كان ينشر قيم العطاء والإحسان بين الناس. قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسرائيل إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أحمد” (الصف: 6). هذا يؤكّـد روح التراحم بين المجتمعات وتعزيز قيمة المساواة.

آيات قرآنية تدعو للإحسان إلى الفقراء:

قال عز وجل “وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (البلد: 16) وهذه الآية تمثل دعوة مباشرة لمساعدة الفقراء والمحتاجين وقال عز وجل “إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ” (التوبة: 60).

تعكس هذه الآية أن الصدقات وضع قانوني يساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية.

وقال عز وجل “وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأنفسكُمْ” (البقرة: 272) تدل على أن الإنفاق في سبيل الله يعود بالنفع على المنفق في الدنيا والآخرة.

إن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين لتجديد علاقتهم مع الله من خلال العبادة والإحسان إلى الآخرين. يذكرنا قصص الأنبياء وآيات القرآن الكريم بأهميّة العطاء والكرم. يجب على كُـلّ مسلم أن يسعى لتحقيق هذه القيم في حياته اليومية، وخَاصَّة في هذا الشهر المبارك، من خلال تقديم الصدقات والمساعدة للفقراء والمحتاجين، فيكون بذلك قد أَدَّى رسالته الإنسانية وحقّق القيم العليا التي دُعِيَ لتحقيقها وهي تعتبر أهميّة تعزيز قيم الإحسان والعطاء في مجتمعنا، وأن يكون شهر رمضان دافعًا لنا جميعًا لتقديم ما نستطيع لمساعدة المحتاجين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: علیه السلام

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: رمضان.. شهر التقوى والفضيلة

نتطلع إلى ما يجري خلال أيام شهر رمضان الكريم؛ فنجد تغيّرات حميدة في العديد من السلوكيات لدى الكثير؛ فنرى استعدادات معنوية ومادية تلوح ملامحها في أجواء تشكّل روحانيات رمضانية؛ فتسمع القرآن والتواشيح والأدعية التي تطرب القلوب وتشنف الآذان وتسقي الوجدان من فيض نغم شجن التلاوات المتنوعة لكبار القرّاء والمنشدين. كما تُعقد جلسات الذكر والوعظ التي يتجدّد من خلالها الإيمان وتزداد شعلته.

في شهر الطيبات والتسابق تجاه أعمال البر، حثّنا القرآن الكريم على تدبّر الآيات ووعي ما يوجَّه إلينا من تعاليم تهدينا إلى الصراط المستقيم، وفي التنزيل العزيز قال الله – تعالى –:
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: 185).

عَظُم هذا الشهر بتنزّل القرآن الكريم، الدستور المنظِّم للحياة بمكتمل أركانها؛ فلم يترك شاردة ولا واردة إلّا وتجد لها أصلًا وحكمًا في كتاب الله – عز وجل – لذا فقراءة القرآن وتدبّر ما به من أحكام تنير لنا الطريق ولا تدع مجالًا للغيّ أو التشرذم؛ فقد أتى بالتكليفات وشفعها بالرخص؛ فخالق الخلق أدرى وأعلم بخلجات الصدور وما تكنّه الأفئدة. وعلينا أن نزكّي النفس ونطهّرها من خلال الانغماس في الطاعات والبعد عن كل ما من شأنه أن يضعف العزيمة وينال من الإرادة تجاه الأعمال الصالحات في تلك الأيام الطيبة التي تمضي سريعًا.

رمضان فرصة سانحة كي نخرج من بيئة ممتلئة بزخم المادة ونتّصل بعبق نفحاته التي تكمن في العديد من السلوكيات الحميدة؛ حيث إن العطاء من المداخل التي تسهم في خلق مناخ إيجابي تبحر الروح من خلاله في التدبّر؛ فترى أن هجران ما يعيق الطاعات بات أمرًا ميسورًا؛ فقد أصبح سياج الحماية قائمًا على فلسفة التقبّل التي تبدو جلية فيما ننهله من مواعظ وتذكرة وما نسمعه من قصص ملهمة تخرج من ألسن صادقة وقلوب عامرة بذكر الرحمن الرحيم.

شهر التقوى والفضيلة تتكاثر فيه أسباب الخير، وتتّسع فيه شراكات الطاعات وفضائل الأعمال وصور البر، وتلك من المعينات التي تغرس في النفوس والوجدان قيمًا نبيلة، مجتمعةً كانت أم مرتبطة بالعقيدة. وهذا يجعل الإنسان لا يتهاون في أداء الفرائض، ولا يتكاسل عن أفعال الخير، ولا يتراجع عن طريق نور الهداية، بل يجتهد قدر استطاعته ويتلمّس عبر ذلك رضا الله – تعالى – ويطلب راجيًا عفوه وغفرانه بكلمات رقراقة. كما كان يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعَفَافَ، وَالغِنَى». رواه مسلم.

نحتاج من الحين إلى الآخر لأوقات نختلي بها؛ لتأخذ الروح قسطًا من الراحة؛ حيث تشتاق للذكر وتلاوة القرآن بغية التدبّر في معانيه، والغور في سياق تراكيبه البديعة، واستلهام الموعظة والعِبرة في متلون قصصه؛ فتزداد تقوى الإنسان منا، وتلك – والله – غاية عظيمة تصبّ في فلسفة الاستخلاف على الأرض. فقد قال الله – تعالى – في محكم التنزيل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56).
ولا ننسى أن من مفردات العبادة يتمخّض الإعمار بالعمل والجد والاجتهاد؛ فالارتباط وثيق دون ريب.

في أيام شهر التقوى والفضيلة نتخلّص من هموم الحياة وحساباتها الضيقة، ونتطلّع إلى رب السماوات والأرض، ونحاول تصفية نفوسنا من شهوات ورغبات امتلكت الوجدان، وصار البحث عنها واللهث وراءها في هرم الأولويات؛ لذا لا نتقاعس عن كل فعل وعمل مكوّنه البر ومفاده نفع الناس؛ فما أجمل استدامة العطاء.

وفي هذا الإطار نختم كلامنا بحديث رواه ابن عمر – رضي الله عنهما –:
أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟
فقال:
«أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهُمْ للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ – عزَّ وجلَّ – سرورٌ يُدْخِلُه على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِيَ مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ أعتَكِفَ في هذا المسجدِ شهرًا. ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عورتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غيظَهُ ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضاهُ ملأَ اللهُ قلبَهُ رجاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ، أثْبَتَ اللهُ قدمَهُ يومَ تزولُ الأقدامِ».
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • ملتقى (رمضانيات نسائية) بالجامع الأزهر يناقش فضل قراءة القرآن في شهر رمضان
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: رمضان.. شهر التقوى والفضيلة
  • فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه
  • «تلاوة القرآن».. أفضل الذكر في رمضان
  • نصائح لختم القرآن في رمضان
  • دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه
  • موعد السحور وأذان الفجر رابع أيام رمضان.. تعرف عليه
  • وأحسنوا
  • الإصلاح الإداري كمدخل لإنقاذ الاقتصاد .. دروس من قصة يوسف عليه السلام