أمريكا.. قبلة الضلال ومشنقة الأمم!
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
غيداء شمسان
لكل من يتشبث بوهم الصداقة الأمريكية، وَيعلّق آماله على وعد من واشنطن، وَيحلم بدعم من البيت الأبيض، أقدم هذه الوقفة المتأملة، لنستقرئ معًا سجلات التاريخ، وَنتدبر في أحوال الأمم التي وثقت بهذه الدولة، فلم تجنِ إلا الخسائر، وَلم تحصد إلا الندامة.
إن مقولة الرئيس الباكستاني الراحل، محمد ضياء الحق، ليست مُجَـرّد عبارة عابرة، وَإنما هي خُلاصة تجربة مُرة، وَحكمة مستقاة من واقع معاش، يؤكّـد أن “أمريكا ليس لها صاحب، ومن يتعامل معها كمن يتعامل مع بائع الفحم؛ لن ينالَه إلا سواد الوجه واليدَين”.
هذا التشبيه البليغ، يصور بدقة طبيعة العلاقة مع أمريكا، فهي كبائع الفحم، يغريك بدفئه الظاهر، وَيغذي فيك الأمل بالخير القادم، لكنك سرعان ما تكتشف أنك لم تجن إلا السواد، سواد الوجه بالذل وَالمهانة، وَسواد اليدين بالخسران وَالندامة.
إن التاريخ يا سادة، ليس مُجَـرّد قصص تروى، وَأحداث تسرد، بل هو مرآة تعكس الحقائق، وَميزان يزن الأمور، وَدليل يرشد التائهين. فلنقرأ التاريخ بعيون متفتحة، وَعقول متنورة، وَقلوب واعية، لنستخلص العبر، وَنتعلم الدروس، وَنتجنب الأخطاء.
ألم نر كيف خذلت أمريكا حلفاءها في كُـلّ مكان؟ ألم نر كيف تركتهم يواجهون مصيرهم المظلم، وحدهم؟ ألم نر كيف تآمرت عليهم، وَدبرت لهم المكائد، وَسلمتهم لأعدائهم؟
هذه فيتنام، التي تركتها أمريكا تواجه وحدها ويلات الحرب، وَمآسي الدمار، وَأهوال القتل، وهذا العراق، الذي غزته أمريكا بحجج واهية، وَدمّـرت مدنه، وَقتلت أبناءه، وَنهبت ثرواته، ثم تركته غارقا في الفوضى وَالاقتتال، وهذه أفغانستان، التي احتلتها أمريكا لسنوات طويلة، وَعاثت فيها فسادًا، وَأشعلت فِتَنًا، ثم انسحبت منها بخزي وَعار، وَتركتها تئن تحت وطأة الفقر وَالتخلف.
وأوكرانيا، كيف عاثت فيها الفساد، وهذه فلسطين، التي تدعم أمريكا احتلالها، وَتغطي على جرائم الصهاينة، وَتمنحهم الدعم السخي، ليستمروا في قتل الأبرياء، وَتهجير السكان، وَتدنيس المقدسات.
إن القائمة طويلة، وَمؤلمة، وَمخزية، تكشف زيف الشعارات الأمريكية، وَتظهر الوجه الحقيقي لسياساتها، القائمة على الخداع وَالمكر، وَالانتهازية وَالتآمر.
فإلى متى نستمر في تصديق الأكاذيب؟ وإلى متى نردّد الشعارات الجوفاء؟ وإلى متى نعلق آمالنا على قوة غاشمة، لا تهتم إلا بمصالحها الخَاصَّة؟
ألم يأن الأوان لأن نستيقظ من سباتنا، وَنتخلص من أوهامنا، وَنعتمد على قدراتنا الذاتية، وَنوحد صفوفنا، وَنبني مستقبلنا بأيدينا؟ ألم يحن الوقت لأن ندرك أن العزة وَالكرامة، وَالنصر وَالتمكين، لا تأتي من الخارج، وَإنما تنبع من الداخل، من قلوب مؤمنة، وَعقول متنورة، وَأيد متواضعة؟
إن رسالتي واضحة، وَصريحة، وَمخلصة: أيتها الأُمَّــة العربية والإسلامية، كفوا عن التعامل مع بائع الفحم، فَــإنَّه لن يعطيكم إلا السواد. وَابحثوا عن النور في داخلكم، فهو وحده القادر على أن يضيء طريقكم، وَيحقّق آمالكم، وَيحرّر أوطانكم.
وختامًا، فلنتذكر دائمًا، أنّ أمريكا ليست إلا قبلة للضلال، وَمشنقة للأمم، وَسجنٌ للأحرار.
فلنعتصم بالله، وَلنعتمد على أنفسنا، وَلنوحد صفوفنا، وَلنبنِ مستقبلَنا بأيدينا، فبذلك فقط نستحقُّ الحياة، وَنحقّق العزة، وَننصر الحق، وَنعيد للأُمَّـة مجدها الغابر.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الوجه الخفي لبرامج المقالب.. كيف تؤثر على صحة الأطفال النفسية؟
أوجدت برامج المقالب لنفسها مكانة ثابتة على جدول الخريطة البرامجية الترفيهية لشهر رمضان على مدار السنوات الماضية، بل بات الجمهور ينتظرها من موسم لآخر، رغبة في الضحك والتنفيس عن أنفسهم من مشاق اليوم.
غير أن هذه البرامج باتت تشمل سلوكيات غير محمودة، يُحذر منها الخبراء التربويين ومتخصصي علم النفس والاجتماع، لمخاطرها على صحة الأطفال والمراهقين على وجه التحديد.
في هذا الشأن، يقول الدكتور المصري جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب، في حديث خاص لـ "24"، إن برامج المقالب خلال السنوات الأخيرة باتت تحمل سلوكيات مرفوضة مثل التنمر والإهانة واحتقار الضيف والإذلال منه تحت مسمى "المقلب".
ويرى فرويز، أن تأثير هذه البرامج على الأطفال مباشر، لاسيما أنها في الحقيقة تخضع لتصوير وتقطيع ومونتاج واعتذارات واتفاقيات وغيرها من الأمور التي تجعلها في النهاية لا تُحدث مشكلات بين مقدمها وضيوفه، حيث ينتهي الخلاف بمجرد انتهاء الحلقة، بعكس الواقع.
فيفي عبده تهدد حسن عسيري بالضرب.. ما القصة؟ - موقع 24شهدت أولى حلقات البرنامج الرمضاني "بروود كاست"، الذي يقدمه الفنان السعودي حسن عسيري عبر قناة "MBC مصر"، مواجهة حادة بينه وبين الفنانة المصرية فيفي عبده، التي انفعلت بشدة عليه وهددته بالضرب بعد سلسلة من الأسئلة الاستفزازية.هذا فضلاً عن أن برامج المقالب، تشهد مؤخراً اهتمام بالمادة على حساب الجمهور وصحته النفسية والعقلية أو احترام تقاليد المُجتمع، مشيراً إلى أن صُناعها يعملون على زيادة جرعات الإساءة للضيف بهدف انتشارها على منصات التواصل على نطاق واسع، دون مراعاة المعايير الأخلاقية أو المُجتمعية.
ويوضح الطبيب النفسي، أن الطفل "وليد التقليد"، وهو ما يجعله يُقلد ما يراه مباشرة، ويسعى لتطبيقه على أصدقائه وزملائه في المدرسة والشارع ويقوم بالسخرية منهم، ما يُخلف أزمات كبيرة بين الأطفال وأسرهم ويهدد تماسك المُجتمع.
تنمربجانب ما تحمله هذه البرامج من سلوكيات مرفوضة مثل التنمر وإهانة الغير، فإنها تعمل على تدمير الثقافة المُجتمعية، وهي أشبه بحملة مُمنهجة تؤثر على المُجتمع، ما يتطلب مراقبتها ووضع ضوابط صارمة لها.
ويقارن فرويز، بين برامج المقالب في مصر والوطن العربي ومثيلتها في أوروبا وأمريكا، لافتاً إلى أن هذه البرامج في البيئات الغربية تقدم الغرض منها وهو الترفيه ولكن دون تجريح أو إساءة للغير، كونها تراعي المعايير الخاصة بالمُجتمع.
يُشار إلى أن موسم رمضان يحتوي على مجموعة من برامج المقالب المتنوعة، يأتي في مقدمتها برنامج "رامز إيلون مصر"، تقديم الفنان المصري رامز جلال، بجانب برنامج "بروود كاست" تقديم حسن عسيري، حيث يقومان على إيقاع الضيف في مقالب مختلفة يتخللها سخرية.