يمانيون:
2025-04-27@03:20:23 GMT

أمريكا.. قبلة الضلال ومشنقة الأمم!

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

أمريكا.. قبلة الضلال ومشنقة الأمم!

غيداء شمسان

لكل من يتشبث بوهم الصداقة الأمريكية، وَيعلّق آماله على وعد من واشنطن، وَيحلم بدعم من البيت الأبيض، أقدم هذه الوقفة المتأملة، لنستقرئ معًا سجلات التاريخ، وَنتدبر في أحوال الأمم التي وثقت بهذه الدولة، فلم تجنِ إلا الخسائر، وَلم تحصد إلا الندامة.

إن مقولة الرئيس الباكستاني الراحل، محمد ضياء الحق، ليست مُجَـرّد عبارة عابرة، وَإنما هي خُلاصة تجربة مُرة، وَحكمة مستقاة من واقع معاش، يؤكّـد أن “أمريكا ليس لها صاحب، ومن يتعامل معها كمن يتعامل مع بائع الفحم؛ لن ينالَه إلا سواد الوجه واليدَين”.

هذا التشبيه البليغ، يصور بدقة طبيعة العلاقة مع أمريكا، فهي كبائع الفحم، يغريك بدفئه الظاهر، وَيغذي فيك الأمل بالخير القادم، لكنك سرعان ما تكتشف أنك لم تجن إلا السواد، سواد الوجه بالذل وَالمهانة، وَسواد اليدين بالخسران وَالندامة.

إن التاريخ يا سادة، ليس مُجَـرّد قصص تروى، وَأحداث تسرد، بل هو مرآة تعكس الحقائق، وَميزان يزن الأمور، وَدليل يرشد التائهين. فلنقرأ التاريخ بعيون متفتحة، وَعقول متنورة، وَقلوب واعية، لنستخلص العبر، وَنتعلم الدروس، وَنتجنب الأخطاء.

ألم نر كيف خذلت أمريكا حلفاءها في كُـلّ مكان؟ ألم نر كيف تركتهم يواجهون مصيرهم المظلم، وحدهم؟ ألم نر كيف تآمرت عليهم، وَدبرت لهم المكائد، وَسلمتهم لأعدائهم؟

هذه فيتنام، التي تركتها أمريكا تواجه وحدها ويلات الحرب، وَمآسي الدمار، وَأهوال القتل، وهذا العراق، الذي غزته أمريكا بحجج واهية، وَدمّـرت مدنه، وَقتلت أبناءه، وَنهبت ثرواته، ثم تركته غارقا في الفوضى وَالاقتتال، وهذه أفغانستان، التي احتلتها أمريكا لسنوات طويلة، وَعاثت فيها فسادًا، وَأشعلت فِتَنًا، ثم انسحبت منها بخزي وَعار، وَتركتها تئن تحت وطأة الفقر وَالتخلف.

وأوكرانيا، كيف عاثت فيها الفساد، وهذه فلسطين، التي تدعم أمريكا احتلالها، وَتغطي على جرائم الصهاينة، وَتمنحهم الدعم السخي، ليستمروا في قتل الأبرياء، وَتهجير السكان، وَتدنيس المقدسات.

إن القائمة طويلة، وَمؤلمة، وَمخزية، تكشف زيف الشعارات الأمريكية، وَتظهر الوجه الحقيقي لسياساتها، القائمة على الخداع وَالمكر، وَالانتهازية وَالتآمر.

فإلى متى نستمر في تصديق الأكاذيب؟ وإلى متى نردّد الشعارات الجوفاء؟ وإلى متى نعلق آمالنا على قوة غاشمة، لا تهتم إلا بمصالحها الخَاصَّة؟

ألم يأن الأوان لأن نستيقظ من سباتنا، وَنتخلص من أوهامنا، وَنعتمد على قدراتنا الذاتية، وَنوحد صفوفنا، وَنبني مستقبلنا بأيدينا؟ ألم يحن الوقت لأن ندرك أن العزة وَالكرامة، وَالنصر وَالتمكين، لا تأتي من الخارج، وَإنما تنبع من الداخل، من قلوب مؤمنة، وَعقول متنورة، وَأيد متواضعة؟

إن رسالتي واضحة، وَصريحة، وَمخلصة: أيتها الأُمَّــة العربية والإسلامية، كفوا عن التعامل مع بائع الفحم، فَــإنَّه لن يعطيكم إلا السواد. وَابحثوا عن النور في داخلكم، فهو وحده القادر على أن يضيء طريقكم، وَيحقّق آمالكم، وَيحرّر أوطانكم.

وختامًا، فلنتذكر دائمًا، أنّ أمريكا ليست إلا قبلة للضلال، وَمشنقة للأمم، وَسجنٌ للأحرار.

فلنعتصم بالله، وَلنعتمد على أنفسنا، وَلنوحد صفوفنا، وَلنبنِ مستقبلَنا بأيدينا، فبذلك فقط نستحقُّ الحياة، وَنحقّق العزة، وَننصر الحق، وَنعيد للأُمَّـة مجدها الغابر.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة

أكّد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك خلطًا كبيرًا بين مفهومي الحجاب والنقاب، مشددًا على أن الحجاب فرض شرعي مؤكد، بينما النقاب ليس فرضًا ولا واجبًا، بل هو من العادات أو المباحات التي يمكن للمرأة أن تختارها، دون أن يكون ذلك إلزامًا دينيًا.

وأوضح أمين الفتوى، في فتوى له: "الحجاب الذي يشمل تغطية الجسد كله ما عدا الوجه والكفين هو الفرض، كما هو حال ما ترتديه أغلب النساء المسلمات اليوم، أما النقاب، وهو تغطية الوجه بالكامل، فليس فرضًا شرعيًا، والدليل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين".

وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنتقب المرأة المحرمة"، والحديث رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهذا دليل صريح على أن تغطية الوجه ليست فرضًا، لأن لو كان النقاب فريضة شرعية، لكان أَولى أن يُفرض في الحج، وهو أعظم عبادة، لكنه منهي عنه للمحرمة".

واستدل كذلك بحديث آخر، جاء فيه أن سيدنا الفضل بن عباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت امرأة تسأل النبي، وكانت مكشوفة الوجه، وكان الفضل ينظر إليها، فصرف النبي وجه الفضل عنها ولم يأمر المرأة بتغطية وجهها، ما يؤكد أن كشف الوجه لم يكن مخالفة شرعية.

وأشار إلى أن جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية – في غير قول – والحنابلة في رواية، قالوا إن النقاب ليس بفرض، وأن الوجه والكفين ليسا بعورة، وبالتالي لا يجب تغطيتهما.

وتابع: "الحجاب فرضٌ بإجماع العلماء، أما النقاب فهو اختيار شخصي، ومن اختارته من باب الاحتياط أو الورع فلهن أجرهن، ومن لم تلبسه فلا إثم عليها، بشرط الالتزام بالحجاب الشرعي الكامل".

ما الوقت المناسب لارتداء البنت الحجاب؟.. الأزهر للفتوى يجيبمتى يطالب الأب والأم بناتهم بارتداء الحجاب؟.. عضو العالمي للفتوى يجيبعباس شومان يرد بالأدلة على فتوى سعد الدين الهلالي: الحجاب فرض على المرأةهشام ربيع: الحجاب فريضة ربانية وليس عادة اجتماعية ولا يخضع للمزاج

هل الحجاب فرض أم سنة ؟

حدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، 7 نقاط للإجابة عن حكم حجاب المرأة المسلمة، وهي:

1:- حِجاب المرأة فريضة عظيمة، وهو من هدي أمَّهاتنا أمَّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ زوجات سيِّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
2:- ⁩فرضية الحجاب ثابتة بنصِّ القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية الصَّحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى يومنا هذا.
3- ⁦⁩احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشَّرائع السَّماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها.

4-⁩حجاب المرأة لا يُمثِّل عائقًا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.

5-⁩لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المُتعلقة بظاهر المُسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.

6- ⁩حِجاب المرأة خُطوة في طريقها إلى الله سُبحانه، تنال بها أجرًا، وتزداد بها قُربى، والثَّبات على الطَّاعة طاعة.

7- ⁩لا يعلم منازل العِباد عند الله إلَّا الله سُبحانه، ولا تفاضل عنده عزّ وجلّ إلا بالتقوى والعمل الصَّالح، ومَن أحسَنَ الظَّنَّ فيه سُبحانه؛ أحسَنَ العمل.

الحجاب فرض ثبت وجوبُه بنصوص قرآنية

قال مركز الأزهر العالمي الفتوي الإلكترونية: إن الحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين - مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها.

واستشهد ببعض من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل النساء المسلمات، قول الله تعالى: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ…» [المؤمنون: 31]، وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا» [الأحزاب: 59].

حجاب المرأة

وأوضح أن المتأمل بإنصافٍ لقضيةِ فرضِ الحجابِ يجدُ أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزِّيُّ الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشىٰ مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويُبقي علىٰ أنوثتها، ومكانِها في قلب الرجل.

وواصل: كذلك التزامُ المرأة بالحجاب يساعدها علىٰ أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقلًا ناجحًا، وفكرًا مثمرًا، وعاملَ بناءٍ في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدًا وشهوةً، خاصةً أن الله ﷻ قد أودع في المرأة جاذبيةً دافعةً وكافيةً لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كي لا تُعاملَ علىٰ اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ.

ولفت إلى أن الطبيعة تدعو الأنثىٰ أن تتمنع علىٰ الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتىٰ تظل دائمًا مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.

حجاب المرأة

وأفاد: من خلال ما سبق أن الذي فرضه الإسلام علىٰ المرأة، من ارتداء هذا الزي الذى تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليحافظ به علىٰ فطرتها.

وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، بمن يروِّجون مثلَ هذه الأحكام والفتاوىٰ أن يكفُّوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل، وأن يتركوا أمر الفتوىٰ للمتخصصين من العلماء، وألا يزجّوا بأنفسهم في أمور ليسوا لها بأهل، وأن ينتبهوا لقول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰل وَهَـٰذَا حَرَام لِّتَفۡتَرُوا۟ عَلَى اللهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَفۡتَرُونَ عَلَى اللهِ ٱلۡكَذِبَ لَا یُفۡلِحُونَ» [النحل: 116]، ولقول بعضِ السلف: «أجرؤكم علىٰ الفُتيا أجرؤكم علىٰ النار» أخرجه الدارميُّ في سننه.


 

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. طاقة الشمس والرياح تتفوق على الطاقة الحرارية بالصين
  • مش هترميها تاني.. 4 فوائد لفرك قشر البطيخ على وجهك |طريقة الاستخدام
  • خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
  • لحظة مفصلية في التاريخ السوري: العلم الجديد يرفرف لأول مرة في سماء الأمم المتحدة بنيويورك
  • طبيب نساء سوداني ــ  برليني عند بحيرة ليتزينزي
  • هاني رمزي: «لام شمسية» من أعظم الأعمال الدرامية التي قدمت على مدار التاريخ
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • متلازمة نادرة تمنع رضيعة من الرمش أو الابتسام
  • ترامب يعلنها ويجدد المخوف.. العد التنازلي بدأ للدول التي لم تتوصل لاتفاق تعرفة مع أمريكا
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية