في ظل جهود مصر لتأمين أكبر كميات من السلع الاستراتيجية، تدرس مصر إنشاء مركز لوجستي دولي للحبوب في ميناء دمياط أو أحد موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لاستغلال موقعها في إعادة التصدير لدول القارة الإفريقية. 

 إنشاء مركز لوجستي دولي للحبوب

وفي هذا الصدد، تخطط مصر إنشاء مركز لوجستي دولي للحبوب في ميناء دمياط أو أحد موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لاستغلال موقعها في إعادة التصدير لدول القارة الإفريقية، بحسب ما أعلن وزير التجارة أحمد سمير.

ويأتي ذلك وسط أنباء غير رسمية عن دخول روسيا كشريك في إنشاء المنطقة أو تزويدها بالحبوب، فيما أكد مسؤول بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن المنطقة قيد الدراسة، وأن الهدف منها زيادة المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، وفي الوقت نفسه التصدير لإفريقيا.

ويأتي هذا بعد أقل من عام على إعلان وزير الخارجية المصري سامح شكري، استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل إنشاء مركز دولي لتخزين وتوريد وتجارة الحبوب في مصر، وذلك خلال إلقائه كلمة بلاده أمام الدورة 77 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر من العام الماضي، مشيرًا إلى خطر الجوع الذي يواجه واحد من كل خمسة أشخاص في إفريقيا، وتصل فاتورة القارة السمراء من استيراد الغذاء 43 مليار دولار سنويا.

ومن جانبه، وقال الدكتور علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إن الاتحاد يجري دراسات لتطوير كل القطاعات التابعة له، من بينها إنشاء مركز دولي لتجارة الحبوب في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهدف توفير السلع الأساسية للسوق المحلي مع زيادة مدة المخزون الاستراتيجي من السلع، وفي الوقت نفسه، استغلال الفائض لتصديره للدول المجاورة في إفريقيا استنادا إلى تعدد طرق النقل التي تنفذها الدولة في الوقت الحالي، وتسهل ربط مصر مع وجهات عدة.

هانى عمارة: مصر كلها تصلح أن تصبح مركز لوجيستى للتجارة العالمية الزراعة: تقاوي القمح المستنبطة الموسم الماضي أعطت 18 إردبا للفدان مرحب بكل الدول للاستثمار بالمركز 

وأضاف عز- خلال تصريحات له،  أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء المركز اللوجستي، وجاري بحث إمكانية إنشائه من قبل الدولة أو القطاع الخاص أو من خلال الشراكة بين الطرفين، متابعا أن كل الدول مرحب بها للمشاركة في الاستثمار بالمركز اللوجستي أو إمداده بالحبوب، بما يحقق الغرض الرئيسي منه في زيادة المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، وإمداد الدول الإفريقية باحتياجاتها المختلفة.

وفي إطار هذه الخطة الطموحة، أكدت الإدارة العامة لتوريد السلع، التابعة لوازة التموين، أن على استعداد لإعادة تصدير القمح الروسي، إلى الدول المجاورة، بعدما أنشأت موسكو مركز توزيع لوجستي عالمي في قناة السويس، موضحة أن مصر تزيد مشترياتها من القمح الروسي، ثم تصدر القمح والحبوب مرة أخرى إلى الدول المجاورة.

وأضاف إدارة توريد السلع التابعة لوزارة التموين، في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية، إنه تم إنشاء مركز توزيع لوجستي في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فيما ترى الإدارة المصرية أن هذا المركز اللوجستي بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، سيكون مركزا لتخزين الحبوب والقمح في مصر والمنطقة العربية ودول شمال وشرق إفريقيا.

البرلمان يوافق على اتفاقية مشروع تطوير خط لوجيستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية وزير النقل: قمنا بتنفيذ ممرات لوجيستية للربط بين مناطق الإنتاج والموانئ القمح يصل أول 10 أيام من سبتمبر

وحول مدى تأثر مصر بتعليق روسيا صفقة الحبوب مع أوكرانيا، أكدت وزارة التموين، أن مصر كغيرها من الدول المستوردة، تعاني ارتفاع وتقلب أسعار القمح عالميا، فيما أبرمت القاهرة عقدا لشراء 360 ألف طن من القمح الروسي في 2 أغسطس الجاري لتعزيز المخزون الاستراتيجي، ومن المقرر شحنها بين 1 و10 سبتمبر.

ويقول جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مصر لتصبح مركزا للحبوب من عدة طرق، أولها أنها تتوسط قارات العالم إضافة إلى قناة السويس التي تعتبر ممرا دوليا مهما.

وأضاف صيام- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر مستورد كبير للقمح والحبوب مما يجعلها مؤهلة بالكوادر والصوامع التي أنشأتها وحققت من خلالها طفرة في المخزون الاستراتيجي، الذي يمكن أن يتضاعف مع ضخ استثمارات أجنبية.

والجدير بالذكر، أن روسيا أكدت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، خلال قمة روسيا إفريقيا الأخيرة، على الالتزام التام بتصدير الحبوب والأسمدة، والتبرع بها وإيصالها بالمجان للدول المحتاجة في إفريقيا، وتغطية حاجة السوق العالمية من الحبوب والغذاء بغض النظر عن منتجات أوكرانيا، التي استغلت اتفاق الحبوب لاستجرار الأسلحة من حلفائها، وتنفيذ الأعمال الإرهابية ضد روسيا في البحر الأسود.

روسيا قادرة على تعويض إفريقيا

وشدد بوتين على أن روسيا تعمل على توفير القمح والحبوب لدول إفريقيا، ومستعدة لتقديم الحبوب لـ6 دول إفريقية دون مقابل خلال أشهر، موضحا أن روسيا قادرة على تعويض إفريقيا عن الحبوب الأوكرانية.

ودعا  المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، وفد جمهورية تتارستان للمشاركة في المشروع الجاري دراسته حاليا لإقامة مركز لوجستي دولي للحبوب في ميناء دمياط أو أحد موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وقال وزير التجارة والصناعة، الإثنين الماضي،  إن المشروع يستغل موقع مصر المتميز لإعادة التصدير لدول القارة الأفريقية اعتمادا على شبكة الطرق البرية القائمة والجاري تمهيدها لربط دول القارة وعلى رأسها طريق القاهرة كيب تاون الذي يربط شمال القارة وجنوبها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر السلع الاستراتيجية قناة السويس المنطقة الاقتصادية أوكرانيا المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس المخزون الاستراتیجی إنشاء مرکز من السلع

إقرأ أيضاً:

تفاصيل إنشاء مصنع سيارات جديد باستثمارات 150 مليون دولار في أكتوبر

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم؛ بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مسئولي مجموعة "المنصور للسيارات"، لاستعراض خطط إنشاء مصنعهم الجديد بمدينة أكتوبر الجديدة وبدء الإنتاج، وذلك بحضور الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، و/ محمد منصور، رئيس مجلس إدارة مجموعة المنصور، و/ أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي للمجموعة، وعدد من المسئولين.

ورحب رئيس الوزراء في مستهل اللقاء، بوفد مجموعة "المنصور للسيارات"، مؤكداً حرص مختلف جهات الدولة على دعم قطاع الصناعة خاصة صناعة السيارات، وتقديم مختلف التيسيرات والمحفزات التي من شأنها أن تسهم في النهوض بهذا القطاع الحيوي، تحقيقا لأهداف الدولة في مجال التنمية الاقتصادية وزيادة الصادرات المصرية، لافتا إلى ما يحظى به قطاع صناعة السيارات من اهتمام ودعم من جانب القيادة السياسية، وصولا لتوطين هذه الصناعة المهمة في مصر، تعظيما لما نمتلكه من إمكانات ومقومات في هذا الشأن، وهو الذي من شأنه أن يُمكن من الانطلاق وبقوة لتحقيق المعدلات المرجوة، هذا فضلا عن الجهود المبذولة لدعم مؤسسات القطاع الخاص، وجذبها لضخ المزيد من الاستثمارات وإتاحة التوسع في أنشطتها في مجال صناعة السيارات ومكوناتها.

وأكد الفريق كامل الوزير، أن وزارة الصناعة حريصة على تقديم مختلف أوجه الدعم للشركة من أجل تذليل أيه تحديات أو عقبات أمام إنشاء مصنع الشركة الجديد، مشيدًا بحجم التنوع في إنتاج الشركة من مختلف أنواع السيارات كما هو مخطط عند إنشاء المصنع.

وخلال اللقاء، أشاد/ محمد منصور، بما حققته الحكومة من إنجازات وتطوير في العاصمة الإدارية الجديدة، هذا إلى جانب جهدها المتواصل لتحقيق المزيد من معدلات التنمية الاقتصادية المرجوة، في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مضيفا أن ما يشهده قطاع الصناعة من دعم وتطوير، إنما يبعث على الأمل، باعتباره قاطرة النمو للاقتصاد المصري.

وقدم/ محمد منصور، عرضا تقديميا، خلال اللقاء، حول مصنع السيارات الجديد لمجموعة المنصور، ومصنع المنصور لفلاتر المركبات، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات في المصنعين يصل إلى 150 مليون دولار، ويُعد خطوة هامة واستراتيجية نحو تطوير صناعة السيارات في مصر، لافتا إلى أن المجموعة قامت بتوقيع عقد حق انتفاع أرض لبناء مصنع مجموعة "المنصور للسيارات" في المنطقة الصناعية بمدينة أكتوبر الجديدة بين شركة منصور لتصنيع وسائل النقل، الذراع الصناعي الجديد لمجموعة "المنصور للسيارات"، والهيئة العامة للموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، حيث تختص الشركة الجديدة بعمليات التصنيع لوسائل النقل المتنوعة بالمصنع.

وأوضح/ محمد منصور، أن مجموعة "المنصور للسيارات" تخطط لبدء الإنتاج من مصنعها الجديد خلال الربع الثالث من عام 2026، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف وحدة بالمرحلة الأولى، على أن يتم مضاعفة الإنتاج في المرحلة الثانية إلى 100 ألف وحدة سنويًا، بنسبة مكون محلي تزيد على 45%، وسيضم المصنع وحدات متنوعة لتصنيع السيارات تمتد على مساحة إجمالية تصل الي ٤٧،٥٠٠ متر مربع وعلى مساحة أرض تقدر بـ ١٢٦،٠٠٠ متر مربع.

ونوه/ محمد منصور، خلال اللقاء، إلى أن ‏مصنع المنصور لفلاتر المركبات بمدينة العاشر من رمضان، إنما يأتي تأكيدا على التزام مجموعة "المنصور للسيارات" بتطوير ودعم الصناعات المغذية وتوطين صناعة مكونات السيارات وقطع الغيار، حيث استثمرت المجموعة أكثر من عشرة ملايين دولار لتطوير المصنع وتجهيزه بأحدث معدات الإنتاج، وهو ما يمكنه من الوصول إلى طاقة إنتاجية تتعدى عشرة ملايين فلتر سنويا تلبي احتياجات مختلف أنواع المركبات مع فرص تصديرية واعدة.

وأكد/ محمد منصور، أن الاستثمار في صناعة السيارات أصبح أولوية ملزمة لتحقيق النمو المرجو لسوق السيارات في مصر، وأن التعاون مع كبرى شركات السيارات يزيد من فرص التوسع والتقدم في مجال صناعة السيارات ونقل الخبرات ودعم قاطرة الصناعة في مصر.

بينما وجه/ أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لمجموعة "المنصور للسيارات"، الشكر للحكومة على جهودها في توفير بيئة مشجعة لتعزيز تطوير صناعة السيارات، وقطع الغيار، وتبني سياسات لتشجيع التصنيع المحلي، مضيفًا أن هذا الدعم يعزز من قدرة الشركات على تنفيذ مشاريعها ويسهم في جعل مصر مركزًا رئيسيًا لتصنيع السيارات في المنطقة.

وتمت الإشارة، خلال اللقاء، إلى أن المشروعين يعدان من أكبر الاستثمارات في قطاع صناعة السيارات في مصر، ويأتيان في إطار دعم استراتيجية الحكومة المصرية لتعزيز صناعة السيارات المحلية والصناعات المغذية والمكونات وزيادة القدرة التصديرية، وأنه من المتوقع أن تسهم المشروعات في توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما تقدم فرصة حقيقية لتدريب كوادر جديدة وتأهيلها للسوق المصرية، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة السيارات وتعزيز قدرة مصر على التوسع في الأسواق العالمية.

وفى ختام اللقاء، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لجهود مجموعة "المنصور للسيارات" لتحقيق الأهداف المرجوة من صناعة السيارات في مصر، وسعى المجموعة المستمر لزيادة حجم استثماراتها في السوق المصرية، مؤكدًا دعمه لتوسعات الشركة، وتطلعه لزيادة حجم استثماراتها في مصر.

مقالات مشابهة

  • المغرب ينفتح على كازخستان لاستيراد الحبوب بعد ارتقاء العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى رفيع
  • اجتماع بعدن يناقش إنشاء مركز التميز والإصلاح المؤسسي في وزارة المياه والبيئة
  • وزير الفلاحة: إستلام 290 مركز جواري لتخزين الحبوب واستقبال المحصول بداية من شهر ماي
  • القصبي: لدينا فرصة أمام المنطقة اللوجستية بقناة السويس لتعزيز الصادردات
  • عُمان تعيد هندسة الدبلوماسية.. إشادات دولية بنجاح جولة المفاوضات الأولى بين أمريكا وإيران
  • تفاصيل إنشاء مصنع سيارات جديد باستثمارات 150 مليون دولار في أكتوبر
  • استقرار أسعار صرف الدولار في السوق المحلية
  • العراق أكبر مستورد للحبوب من تركيا في الربع الأول من العام 2025
  • السوق النموذجي بالمحاميد 9 منشأة عمومية فارغة تستدعي تحقيقا عاجلا :
  • ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية