الصراع على السلطة في تيغراي يهدد باندلاع حرب جديدة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
لا تزال تداعيات الحرب تلقي بظلالها على إقليم تيغراي بعد أكثر من عامين على توقيع اتفاق بريتوريا بين الحكومة الفدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي لإنهاء الحرب التي تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح حوالي 1.7 مليون نسمة.
ورغم انتهاء القتال رسميا، لا يزال سكان تيغراي يعانون من المجاعة وانهيار الخدمات الصحية وغياب المؤسسات التعليمية، ما يعكس استمرار الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وتم الاتفاق برعاية الاتحاد الأفريقي، ولقي ترحيبا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات والهيئات الدولية.
خلاف داخليوتفيد التقارير الواردة من الإقليم بأن الانقسامات الداخلية في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي زادت من صعوبة الأوضاع، وباتت تهدد اتفاق المصالحة الموقع في بريتوريا عام 2022، وتنذر باندلاع حرب جديدة.
وتعود الانقسامات داخل جبهة التحرير إلى الخلاف بين زعيمها منذ زمن الحرب، ديبريتسيون جبريمايكل، وقائد الإدارة الإقليمية المؤقت، غيتاتشيو ريدا.
ومع تصاعد الخلاف بين زعيمي الإقليم، انحازت القيادات الأمنية في الجبهة إلى جبريمايكل، واتهموا ريدا بالخيانة والعمل خارج نطاق المصالح الشعبية.
وفي أغسطس/آب الماضي، قررت اللجنة المركزية في جبهة تحرير تيغراي طرد 15 عضوا، من بينهم حاكم الإقليم المؤقت الذي رفض الأمر، واتهم رفاقه بتدبير انقلاب ضده.
إعلانوفي فبراير/شباط الماضي، قال ريدا إن الإقليم يتجه إلى الهاوية ويمكن أن يعيش صراعا في أي لحظة، وطالب خصومه بالابتعاد عن التصعيد والعبث بمصالح السكان.
وحذر مراقبون من خطورة استمرار التوتر والانقسام بين أعضاء جبهة التحرير، إذ بات من الواضح أنه يؤثر على تقسيم المساعدات والصحة والتعليم والبنية التحتية.
وينشغل أعضاء الجبهة بالصراع على مناجم الذهب والاستيلاء على الشركات المملوكة للدولة في إقليم تيغراي، وقد حاولت مجموعة من رجال الدين القيام بوساطة تهدف إلى التقارب بين أنصار جبريمايكل وريدا لكن ذلك التحرك لم يأت بنتائج ملموسة.
ملامح الصراعورغم أن اتفاق بريتوريا حقق لجبهة تحرير تيغراي بعض المكاسب المهمة مثل الرفع من قائمة الإرهاب في إثيوبيا، الأمر الذي يتيح لها العودة إلى الساحة السياسية، فإن التوترات الداخلية تشير إلى إمكانية تجدد الصراع المسلح.
وبينما يواصل حاكم الإقليم ريدا محاولة تنفيذ الخطط المدعومة من الحكومة الفدرالية لإعادة النازحين وتوزيع المساعدات، يصر أنصار جبريمايكل على أن الجبهة الشعبية أصبحت حزبا معارضا ولا تمثلها أفعال الحكومة المؤقتة للإقليم.
ويعد إقليم تيغراي واحدا من 10 أقاليم مكونة لدولة إثيوبيا، ويمثل 6% من سكانها الذين يتجاوزون 100 مليون نسمة ويتوزعون على 80 مجموعة عرقية.
وتعتبر الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالنسبة للكثير من سكان الإقليم أكثر من مجرد حزب أو تكتل سياسي، حيث قاتلت على مدى 3 عقود وضحت بالكثير من الأرواح في سبيل أهدافها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية فرنسا: روسيا قرّبت منا خط جبهة القتال
في حديث حول الحرب بأوكرانيا، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من اقتراب جبهات القتال من دول الاتحاد الأوروبي.
وقال جان نويل بارو، الاثنين، إن "خط الجبهة يقترب منا باستمرار" بسبب "الطموحات الإمبريالية" الروسية.
وقال بارو متحدثا لإذاعة "فرانس إنتر" إن "خطر حرب على القارة الأوروبية، داخل الاتحاد الأوروبي، لم يكن يوما مرتفعا بقدر ما هو اليوم، لأن الخطر يقترب منا باستمرار منذ حوالي 15 عاما، وخط الجبهة يقترب منا باستمرار"، وذلك قبل ساعات من نقاش يجري في البرلمان حول الحرب بأوكرانيا وأمن أوروبا.
وتابع "لوضع حد لحرب العدوان الروسي في أوكرانيا، نريد أن تتمكن الولايات المتحدة عبر الضغط من حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والموافقة على التخلي بشكل نهائي عن طموحاته الإمبريالية، التي قربت خط الجبهة أكثر وأكثر إلينا".
وأعرب بارو عن ارتياحه لنتائج القمة التي عُقدت الأحد في لندن، وتعهّد خلالها 15 زعيما أوروبيا، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بدعم كييف وتعزيز تسلحهم في وجه روسيا.
يقظة أوروبية
وقال "ما شهدناه هو يقظة قسم كامل من الأوروبيين الذين كانوا يرفضون رؤية واقع الأمور كما هو"، مؤكدا أن هذه الدول الأوروبية باتت مقتنعة بضرورة "أن تتمكن أوروبا من تولي دفاعها وأمنها بنفسه، وأن نطبّق كل الوسائل الضرورية حتى لا نضطر يوما إلى أن نسأل الولايات المتحدة ما يمكنها القيام به من أجل الأمن الأوروبي".
إعلانوكانت فرنسا وبريطانيا اقترحتا هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر ومنشآت الطاقة".
وقال بارو إن هذه "وسيلة للتثبت من أن روسيا عازمة فعلا على وضع حد لهذه الحرب"، مشيرا إلى أن "هذا لا يعني سحب القوات الروسية على الأرض في مرحلة أولى".
وتابع "عندها تبدأ مفاوضات السلام الحقيقية، لأننا نريد السلام، لكننا نريد سلاما متينا وسلاما مستديما".
رغبة مشتركة
واعتبر بارو أنه من "الممكن" في الوقت الحاضر استئناف الحوار بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد السجال الحاد بينهما الجمعة في البيت الأبيض.
وقال "أعتقد أن هناك رغبة من الجانبين، وإدراك مشترك بأن من مصلحة أوكرانيا ومن مصلحة الأوروبيين ومن مصلحة الأميركيين التحرك لوقف الميول الإمبريالية" الروسية.
في السياق ذاته، قال بارو إنه يجد "بعض الصعوبة في فهم" ما أوردته تقارير إخبارية أميركية عدة عن وقف العمليات السيبرانية الأميركية ضد روسيا بأمر من وزير الدفاع بيت هيغسيث.
وأوضح أنه "فيما يتعلق بالهجمات السيبرانية، فإن دول الاتحاد الأوروبي تواجه باستمرار هجمات من هذا النوع من روسيا".