صدى البلد:
2025-03-06@03:13:34 GMT

عبد السلام فاروق يكتب: صرخة عربية مدوية

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

اجتمعت الأمة العربية في قمة طارئة بالقاهرة كأنما الصحوة تدق أبواب الزمن الغافل؛ ليست قمة كالقمم ولا خطابا كالخطابات، بل هي صرخة مدوية في وجه عالم يغرق في صمته المريب، هنا وقفت مصر كعادتها حاملة لواء الحق بعيدة عن درب المساومة بقيادة رجل يعرف أن التاريخ يسجل اللحظات لا السنين.  

لقد لخصت كلمة الرئيس  السيسي رؤية مصر على زمن يختزل آلام الماضي وآمال المستقبل في كلمات كالسهام تخترق ضمائر القادة، تحدث عن غزة لا كرقعة أرض بل كقلب ينبض بدماء الأجداد حرب ضروس.

قالها وكأنما يستحضر روح صلاح الدين وهو يحرر القدس من ظلام الصليبيين، اليوم يريدون لغزة أن تتحول إلى مقبرة جماعية أو ساحة تهجير؛ لكن مصر التي عرفت معنى المقاومة تقف كالسد العالي ترفض أن تكرر مأساة النكبة.  

وأكدت كلمة السيسي أن القدس ليست حجرا يباع في سوق المساومات ولا الأقصى سقفا من خشب، بل هي قبلة الأحرار التي لا تنحني إلا لله وحده. تحذيرات السيسي من انتهاكات المحتل لم تكن خوفا من خسارة أرض بل خشية على هوية أمة تذوب كالثلج تحت نيران التطبيع.  

الحق أن إعمار غزة طبقا للخطة المصرية؛ هو بمثابة إعلان حرب على عمليات الإبادة الصهيونية فإعادة البناء ليست إسمنت يعلو فوق الأنقاض بل إرادة تحيي الأمل في صدور أنهكها اليأس وان غزة لن تكون سجنا مفتوحا ولا أهلها لاجئين بلا مأوى فالتاريخ يعلم أن من يسكت عن الظلم شريك فيه . 

ففي زمن يتنكر فيه الأقوياء لمواثيقهم تبقى مصر قلعة الشرف التي لا تنام على ضيم هنا يتجدد المشهد عبد الناصر يصيح في وجه المستعمر والسادات يرفض أن تكون الأرض ملكا للمتاجرة والسيسي يذكر العالم أن السلام لا يبنى على دموع الأبرياء.  

فهل تسمع الأمة نداء التاريخ ! القمة الطارئة محطة في درب طويل لكنها شمعة تضيء في ظلام الليالي الباردة فإما أن تقوم الأمة كالأسد المدافع عن شرعيتها أو تظل أسيرة أحلام الوهن.  

ومصر التي علمت الدنيا معنى الكرامة تقول اليوم للعالم لن نسمح باغتيال الحق مرة أخرى؛ فلسطين ليست قضية عابرة، بل هي امتحان الضمير الإنساني؛ فمن يسقط اليوم في هذا الامتحان لن تجوزه شعوب المستقبل.  
السؤال الذي يطار الجميع هو : هل تستطيع القمة أن تحول الصرخة إلى فعل والكلمة إلى حرية ؟ الزمن يجيب وحده؛ لكن المؤكد أن مصر ستظل كما عهدناها صاحبة الدور والرسالة، تحمل في يدها غصن زيتون وفي الأخرى سيف العدل.

فقد اجتمعت الأمةُ العربية على مائدة الأزمات، لا لتسكب دموع العجز، بل لتشعل شمعة الأمل في ظلام الليل البهيم. قمةٌ طارئةٌ، لكنها كالصاعقة هزت أركان الصمت الدولي، لتقول للعالم: "كفى!". هنا، حيث تلتقي إرادات القادة على درب القدس، تعلو أصواتٌ ترفض أن تُختزل فلسطين إلى مجرد "ملف" يُناقش في أروقة الأمم المتحدة، أو ورقة مساومة في أيدي لاعبي السياسة.  

لماذا الآن؟  

لأن الزمنَ لم يعد يحتمل انتظاراً. خططُ التهجير التي تُحاك في غرفٍ مظلمةٍ، تريدُ تحويلَ غزةَ إلى سجنٍ مفتوحٍ، وأهلها إلى لاجئين بلا هوية. نتنياهو يحلمُ بإخراج الفلسطينيين من معادلة الوجود، لكن الأمةَ تذكره أن الدمَ الذي سالَ على أرض غزة سيكون حبراً يكتب نهاية المشروع الصهيوني. القمةُ جاءت لتقطع الطريق على أحلام التطهير العرقي الجديدة، وتُعيد للذاكرة العربية أن فلسطين ليست أرضاً تساوم، بل جرحاً نازفاً في جسد الأمة.  
القدس هي البوصلة ..

عندما يتحدث العرب عن القدس، فإنهم لا يناقشون عقاراتٍ، بل يخوضون معركةَ وجود. الأقصى ليس قبةً ذهبيةً، بل شاهدٌ على عروبة الأرض. انتهاكاتُ المستوطنين اليوم ليست مجرد استفزازات، بل محاولةٌ لطمس الهوية. القمةُ وضعت قدسَ الأسرى في قلب المواجهة، لتقول لإسرائيل: "كل حجرٍ تنهبونه سيصير شاهداً عليكم أمام محكمة التاريخ".  

الرابع من يونيو.. 

رسمت القمة حدود الحل على خطوط عام 1967، لا لأن العرب عاجزون عن استرداد الحق كاملاً، بل لأن العدالةَ تبدأ من حيث سُلبَت. هذا التاريخُ يصيح في وجه المطبعين: "لا شرعيةَ لسلامٍ يُبنى على دكّ الأنقاض فوق صدور الأبرياء". الرئيس السيسي يعلم أن المبادرة العربية للسلام ما زالت على الطاولة، لكنها مبادرةٌ معلّقةٌ بشرط واحد: أن تعترف إسرائيل بأنها احتلالٌ، لا دولةٌ.  

هل تكفي القمة؟  

سؤال يلاحق كل لقاء عربي. الإجابة تكمن في تحويل الكلمات إلى فعل. العالم ينتظر من العرب أن يكونوا جبهة واحدة:  
- مقاطعةٌ اقتصاديةٌ لكلّ من يدعم التهجير.  
- ضغطٌ سياسيٌ لإجبار إسرائيل على وقف العدوان.  
- حملةٌ إعلاميةٌ تكشف جرائم الاحتلال للرأي العام العالمي.  
- دعم مادي وقانوني لملف الفلسطينيين في المحاكم الدولية.  
الخطر اليوم ليس على غزة وحدها، بل على مصداقية النظام العربي كله. القمةُ نجحت في لمّ الشمل، لكن المعركة الحقيقية تبدأ حين يعود القادة إلى عواصمهم. هل سيترجمون الصرخة إلى قراراتٍ تغير الواقع ؟

هذا لأن الأمم لا تهزم حين تخسر المعارك، بل حين تفقد إرادة الخوض فيها. 

العرب اليوم أمام امتحان وجود: إما أن يتذكّروا أنهم حملة رسالة حضارية، أو يسمحوا لليل الطويل أن يبتلع آخر شمعة في درب القدس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الأمة العربية الإبادة الصهيونية المزيد

إقرأ أيضاً:

كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟

استعرضت قناة المحور قصة الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم -عليه السلام- بتوزيعها على الجبال  وتعد من القصص القرآنيّة التي تحمل معاني عميقة ودروسًا عظيمة عن قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، وفي هذا المقال سنتحدث عن عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل، وكذلك سنعرض التفاصيل المرتبطة بهذه القصة كما وردت في القرآن الكريم.

عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها

بناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، فإن عدد الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يوزعها على الجبال هو أربعة طيور. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة: 260]
وهكذا، أمر الله تعالى إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور ويقوم بذبحها وتوزيع أجزائها على جبال مختلفة، ثم دعا الطيور لتعود إليه بعد إحيائها بإذن الله.

 قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل

جاء في القرآن الكريم أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- طلب من الله تعالى أن يُريه كيف يحيي الموتى، فقال: "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ". فكان السؤال من إبراهيم عليه السلام بناءً على رغبته في زيادة إيمانه وطمأنينة قلبه، ولم يكن من شك في إيمانه بالله وقدرته على الإحياء والإماتة. فأجابه الله تعالى قائلاً: "أَوَلَمْ تُؤْمِن؟"، فأجاب إبراهيم عليه السلام: "بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".

ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور، ويذبحها، ويقطعها إلى أجزاء، ويوزع كل جزء منها على جبل مختلف. بعد أن فعل إبراهيم عليه السلام ما أمره الله به، دعاهن ليأتين إليه سعيًا، فبعث الله تعالى الروح في هذه الطيور، فأتت إليه سعيًا بعد أن كانت قد ماتت، وذلك لكي يظهر له قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ويطمئن قلبه.

هذه الحادثة تعتبر دليلاً عظيماً على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وعلى البعث الذي يحدث في يوم القيامة، وهو أمر يفوق إدراك الإنسان ولكنه يشهد لعظمة الله عز وجل.

دلالة القصة وأهميتها

قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل تأتي لتظهر لنا قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، كما تبرز أهمية اليقين بالله والتأكد من قدرته على كل شيء. ولقد أكد القرآن الكريم في هذه الآية على أن الإيمان بالله يتطلب تسليمًا كاملًا بعظمته، فحتى إبراهيم -عليه السلام- وهو نبي مرسل، طلب من الله أن يُريه كيفية إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه.

مقالات مشابهة

  • ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • السيسي: القدس ليست مدينة.. بل رمز لهويتنا وقضيتنا
  • الرئيس السيسي: القدس ليست مدينة بل هي رمز لهويتنا وقضيتنا
  • «الرئيس السيسي»: القدس ليست مجرد مدينة بل رمز لهويتنا وقضيتنا
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • مستشار ترامب: زيلينسكي غير مستعد لمحادثات السلام ومحفظة أمريكا ليست بلا حدود
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟