5 مارس، 2025

بغداد/المسلة :

تأجلت المحادثات بين حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة النفط العراقية بشأن استئناف صادرات النفط إلى تركيا، بعدما فشلت المحادثات الأولية في التوصل إلى اتفاق بشأن بعض النقاط الجوهرية المتعلقة بالمدفوعات المستحقة لشركات النفط العاملة في الإقليم.

وكان من المقرر عقد الاجتماع يوم الثلاثاء، إلا أن الخلافات قد أدت إلى تأجيله إلى الخميس المقبل.

النقاط المثارة تشمل كيفية دفع المستحقات المتأخرة من قبل الحكومة العراقية لشركات النفط الأجنبية التي تعمل في الإقليم، الأمر الذي لا يزال غير محسوم، كما أفادت  “رويترز”.

في هذه الأثناء، جاءت دعوة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني لاستئناف صادرات النفط من كردستان بعد التصريحات الأخيرة لوزير النفط العراقي حيان عبد الغني التي أكدت قرب استئناف الخط الأنبوبي بين العراق وتركيا بعد إغلاق دام نحو عامين. بينما أشار اتحاد صناعة النفط في كردستان إلى أن الشركات الأعضاء فيه والتي تمثل 60% من إنتاج الإقليم لم تتلقَ أي توضيح رسمي بخصوص اتفاقيات الدفع المستقبلية أو المستحقات السابقة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

في سياق متصل، أفاد تقرير نشره موقع “أويل برايس” الأميركي أن المكالمة الأخيرة بين رئيس الحكومة العراقية ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تناولت قضية صادرات النفط من كردستان وضرورة دفع مستحقات الشركات الأميركية التي تعمل في العراق. التقرير ذكر أن روبيو طالب من بغداد الالتزام بعدد من الإجراءات التي تشمل استئناف صادرات النفط من كردستان إلى تركيا، والتوقف عن استيراد الطاقة من إيران، بالإضافة إلى سداد مستحقات الشركات الأميركية. كما أوضح التقرير أن واشنطن قدمت وعداً بزيادة الاستثمارات الأمريكية في العراق في حال تم الوفاء بتلك الشروط.

المحادثة بين السوداني وروبيو كانت بمثابة إعلان واضح بأن الولايات المتحدة تسعى إلى منع استمرار التدخلات الإيرانية في الطاقة العراقية عبر استيراد الغاز والكهرباء من إيران. ويأتي هذا في وقت حساس للعراق الذي شهد توترات متزايدة بسبب الخلافات الداخلية حول إدارة قطاع النفط، خصوصاً بعد فرض الحظر على صادرات كردستان إلى تركيا في مارس 2023، عقب حكم من غرفة التجارة الدولية يلزم أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار كتعويض.

على الرغم من تأكيدات الحكومة العراقية بأن الجهود لاستئناف الصادرات مستمرة، فإن المواقف المتباينة بين بغداد وأربيل، فضلاً عن الضغوط الدولية التي تُمارَس على العراق، تشير إلى أن الطريق نحو تسوية النزاع النفطي بين الجانبين لن يكون سهلاً. كما أكدت مصادر أميركية أن أي تقدم في هذا الملف يعتمد على التزام بغداد بتحقيق الشروط المطلوبة، لا سيما فيما يتعلق بتوقف العراق عن الاعتماد على إيران في تزويدها بالطاقة.

في الوقت نفسه، يزداد القلق داخل العراق من التدخلات الخارجية، خاصة بعد تصريحات مختار الموسوي عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي، الذي اعتبر التدخل الأميركي في شؤون العراق الداخلية مسألة غير مقبولة. ورغم هذا الموقف، فإن التحليل السياسي يوضح أن العراق في وضع معقد، حيث يسعى للحفاظ على علاقاته مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، مع استمرار الاعتماد على بعض الحلفاء الإقليميين مثل إيران وروسيا.

إلى جانب ذلك، تبرز الاستثمارات الأجنبية باعتبارها أحد محاور التنافس الدولي في العراق. وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة تأمل في الاستفادة من إعادة فتح خطوط الأنابيب النفطية كمنصة لإعادة التأكيد على نفوذها في المنطقة. ويعتبر تطوير حقول النفط في كركوك عبر شركة “بي بي” البريطانية مثالاً على هذا التعاون الاستثماري المتوقع.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة صادرات النفط

إقرأ أيضاً:

برلمان كردستان معطّل.. امتيازات بلا عمل وجدلية قانونية

بغداد اليوم - كردستان

رغم مرور خمسة أشهر على انتخابات برلمان كردستان، إلا أن المؤسسة التشريعية لا تزال معطلة دون أي جلسات رسمية، ما يثير تساؤلات حول استمرار حصول النواب على امتيازاتهم المالية دون أداء مهامهم.

ويرى عضو برلمان كردستان السابق عن حزب العدل الكردستاني، مسلم عبد الله، في حديث لـ"بغداد اليوم"، الثلاثاء (4 آذار 2025)، أن "تلقي الرواتب والامتيازات يجب أن يكون مقابل عمل ملموس"، مؤكدًا أن "التعطيل الحاصل غير منطقي ولا يمكن القبول به".

وأضاف، أن "البرلمانيين يجب أن يؤدوا واجباتهم، سواء من خلال الجلسات أو عبر اللجان البرلمانية ومراقبة الأداء الحكومي".

من ناحيته، يؤكد المحلل السياسي رعد عرفة، في تصريح خص به "بغداد اليوم"، الثلاثاء (4 آذار 2025)، أن "استمرار صرف رواتب النواب رغم تعطيل البرلمان يشكل مخالفة قانونية واضحة"، مشيرًا إلى أن "الأحزاب الحاكمة تقف وراء هذا التعطيل بسبب عدم اتفاقها على تقاسم المناصب والامتيازات".

وشدد عرفة، على أن "نواب المعارضة مطالبون بالتحرك لجمع التواقيع والضغط من أجل عقد الجلسات، حتى وإن لم يحققوا النصاب"، معتبرا أن "ذلك سيكون بمثابة موقف سياسي مهم". كما دعا نواب المعارضة إلى "رفض الامتيازات المالية والمعنوية في ظل غياب الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان".

ويعيش برلمان إقليم كردستان حالة من الجمود السياسي منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية، حيث لم تُعقد أي جلسات رسمية حتى الآن، وسط خلافات عميقة بين الأحزاب السياسية بشأن توزيع المناصب الرئيسية وتقاسم النفوذ داخل البرلمان والحكومة.

هذا التأخير تسبب في تعطيل العديد من القوانين والتشريعات التي ينتظرها المواطنون، كما أنه أثار جدلا واسعا حول مشروعية استمرار صرف رواتب النواب وامتيازاتهم في ظل عدم قيامهم بأي مهام برلمانية. يأتي هذا في وقت يواجه فيه الإقليم تحديات اقتصادية وسياسية، منها أزمة الرواتب المتكررة لموظفي القطاع العام.

مقالات مشابهة

  • الرواتب العراقية تواجه اختبار أسعار النفط
  • السوق العراقية.. متنفس البضائع الإيرانية الذي تتجاذبه المصالح بين النفوذ والتحديات الدولية- عاجل
  • ملف تصدير نفط كوردستان.. نفقات الشركات تعرقل الاتفاق بين بغداد وأربيل
  • انخفاض أسعار الدولار في بغداد وأربيل
  • برلمان كردستان معطّل.. امتيازات بلا عمل وجدلية قانونية
  • انخفاض أسعار الدولار في بغداد وأربيل مع الإغلاق
  • مع إغلاق البورصة.. ارتفاع يطرأ على أسعار الدولار في بغداد وأربيل
  • نائب يحدد خيارات بغداد لمواجهة عاصفة العقوبات الأمريكية المرتقبة - عاجل
  • تراجع طفيف بأسعار الدولار في بغداد وأربيل