في ظل تزايد المغالطات التي تثار بين الحين والآخر بداية من التقليل من أهمية المشروعات التنموية والمساعي الصادقة لإحداث نقلات نوعية في التنمية الشاملة، وصولًا إلى النيل من ثقافة المجتمع العماني التي تسمو بالعزة والشموخ والأصالة، عبر الاستهانة بشخصيته ومحاولات إظهاره بالضعف و«السماجة» وغيرها التي لا تعبر عن واقع العماني وثقافته وما يستند إليه من إرث حضاري وتاريخي عميق حافل بالبطولات والتضحيات والمواقف المشرفة.
ومع هذا المشهد الذي بدأ يتزايد، تتعمق الحاجة إلى الحضور المكثف والفاعل للأكاديميين والمفكرين والمثقفين، للتصدي من خلال تحليل الواقع بالمنطق والحجة والأرقام والاستدلالات والشواهد، ليكون المتلقي والمجتمع على قدر من الاطلاع عن كل ما يحيط به وما يقع من أحداث ومشاريع حاضرة، على المستويين المحلي والإقليمي، كما نحن بحاجة إلى نشر دور الإنسان العماني البارز في مختلف الميادين ومنجزاته عبر التاريخ، لشحذ همم الأجيال لمتابعة المسيرة ولجم الأصوات الناشزة التي تحاول أن تزعزع الثقة في نفوسهم.
أين الأكاديميون وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والخبرة، أين هم من المشهد؟ سؤال يطرح نفسه في ظل نهضة يناهز عمرها نصف قرن من الزمان، نهضة شيدت فيها المؤسسات التعليمية والأكاديمية والفكرية، لتخرج أجيالا متعلمة متفتحة تتمتع بفكر ناضج وعقل راجح، وكلمة مبنية على فكر وعلم ودراية، لتسهم بفكرها ورأيها وتحليلها وصوتها في التحليل والكتابة والإرشاد والتوضيح، وليكون لها صوت مسموع وكلمة تنطق بالحق والمنطق، بحكمة وفكر علمي وأكاديمي يحلل بالأرقام والمعطيات والوقائع، وليكون صوتهم وكلمتهم مرجعًا يُستنار به، فتسمعه آذان المجتمع، وتدركه العقول، ويستفيد منه الشباب والأجيال الناشئة.
وعندما نتساءل عن غياب هؤلاء، هنا لا ننكر وجود من يبذلون جهودا - مشكورة - في الساحة الإعلامية، ولكن في واقع الأمر نحن نفتقر إلى الكثير من المحللين في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على الرغم من وجود كوادر أكاديمية تمارس أدوارًا مهمةً في المؤسسات الحكومية والخاصة، سواء التعليمية أو الأكاديمية أو غيرها من المؤسسات، ولكن إلى الآن صوت تلك الكوادر غير كافٍ، ويكاد لا يسمع وكلماتها غائبة عن المشهد المحلي والخارجي، لذلك نحن أمام مرحلة يحق لنا فيها أن نسأل أين الخبراء والأكاديميون والمختصون والمحللون، ولماذا لا نجد لهم صوتا ولا كلمة وسط كل هذا الضجيج الذي يجتاح المجتمع، الذي هو بحاجة إلى صوت ينقل ويحلل المعلومة بتفاصيلها ودقتها وعمقها دون تهويل أو تقليل أو استنقاص.
إن الأحداث العمانية والمشروعات التنموية التي تشهدها هذه الأرض الطيبة، لا تجد من يعطيها حقها في التحليل والتفنيد وتبيين أهميتها الحالية والمستقبلية، والتأكيد على قوة ووحدة النسيج الاجتماعي، وصلابة الإنسان العماني وما يتمتع به من صفات ومعان عربية أصيلة، وأن محاولات النيل منها هي محاولات بائسة لا تقبلها العقول والوقائع.
لذلك فإن الحضور الفاعل للأصوات الأكاديمية والمحللين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ضرورة وواجب وطني لدحض المغالطات وكل ما من شأنه التقليل من مقدرات الوطن وشموخ أبنائه وتلاحمهم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محاسبة عسيرة قادمة وباتت على الابواب!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-بماذا وكيف سيُجيبون عند ساعة الصفر التي اقتربت جدا .. هؤلاء الذين صاروا ايرانيين اكثر من الإيرانيين أنفسهم في العراق فظلموا الناس ودمروا البلاد ؟ … وصاروا اتراك اكثر من الأتراك ، وكويتيين اكثر من الكويتيين انفسهم ؟ .. وصاروا صهاينة اكثر من الصهاينة أنفسهم ؟
ثانيا؛-هل فكروا بهذه النهاية القادمة وباتت على الابواب ؟ هل فكروا كيف تهب ضحاياهم لتبحث عنهم من شارع لشارع ؟ هل فكروا ان الذين ظلموهم وقمعوهم وانتهوا كراماتهم يعدون الزمن دقيقة دقيقة لكي يثأروا لظلمهم وقمعهم ؟
ثالثا: فكم من وزير ومسؤول ومدير وقائد وضابط ورجل دين تاجر في الدين في العراق وتمادى في الظلم والروتين والغدر والنهب والاغتصاب لخدمة اجندات خارجية ؟ وكم من هؤلاء مارس الظلم والقمع وهتك الكرامات والإعراض واستغلال الوظيفة والدين والمنصب ؟ …وكم من هؤلاء نشّفَ جيوب الناس وخزينة الدولة ؟هل فكروا بساعة الصفر والحساب التي باتت على الابواب ؟
رابعا:- كم طغيتم وكم تفاخرتم بحمايتكم وعسسكم وبنادقكم وجيوشكم الإلكترونية لتسقيط خصومك وتسقيط الشرفاء والوطنيين …. وكم مارستم من الظلم والترهيب ..لقد دنت ساعة الصفر والحساب !
خامسا:- فالضحية لن تنسى جلادها اطلاقا!…. وهنيئا للمسؤول والوزير والضابط والقائد والمدير ورجل الدين الذي بدأ ابن أوادم وسيخرج ابن أوادم ومحترم مع الناس ولم يستغل منصبه لتعذيب الناس واهانة الناس وسرقة جيوب الناس والنصب على الناس !
٥ آذار ٢٠٢٥
سمير عبيد