نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفية أليسا روبين، من معبر فيش خابور الحدودي، بين العراق وسوريا، قالت فيه إنّ: "الزعيم الجديد للبلاد استضاف مؤتمرا للوحدة الوطنية في العاصمة السورية دمشق، ورحّب بكبار الشخصيات الأجنبية بينما تجمعت الحشود في المقاهي، وتحدثت بحرية لأول مرة منذ عقود".

وأضافت روبين في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "على بعد 400 ميلا في شمال شرق سوريا، وهي منطقة خارجة عن سيطرة حكومة دمشق، لا تزال المعارك التي استمرّت لسنوات مستعرة.

إذ تحلق المُسيّرات في السماء ليلا ونهارا بينما أجبرت الغارات الجوية ونيران المدفعية الآلاف على الفرار من منازلهم".

وتابعت: "تدور المعركة هناك بين مليشيات متعارضة ضد بعضها البعض -قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تدعمها الولايات المتحدة، وميليشيا عربية سورية في الغالب تدعمها تركيا. واشتدّت المعركة منذ أطاح الثوار بالديكتاتور السوري بشار الأسد، في أوائل كانون الأول/ ديسمبر".

وأكدت: "هناك الكثير على المحك في هذا الصراع، بما في ذلك قدرة الرئيس المؤقت الجديد أحمد الشرع على توحيد البلاد بأكملها، والسيطرة على العديد من الجماعات المسلحة الدينية والعرقية، وعلى تنظيم الدولة، الذي بدأ يكتسب القوة مرة أخرى في أجزاء من سوريا. وتخشى الدول المجاورة أن يمتد عدم الاستقرار الناجم عن أي عدد من الفصائل عبر حدودها".

وأبرزت: "كما أن مصير الأكراد في سوريا معلّق في الميزان، وهم أقلية عرقية تشكل حوالي 10% من السكان. وعلى مر السنين، نجح الأكراد في إقامة منطقة شبه مستقلة في شمال شرق سوريا".

واسترسلت: "من بين القوى الدّافعة وراء القتال في الشمال الشرقي الميزة المتزايدة التي تتمتع بها الحكومة التركية على الأكراد، الذين تنظر إليهم تركيا باعتبارهم تهديدا في الداخل وفي سوريا المجاورة لأن بعض الفصائل الكردية العنيفة دفعت باتجاه إقامة دولة منفصلة".


"في الداخل، حقق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، انتصارا، عندما دعا زعيم حزب العمال الكردستاني، الحركة الانفصالية الكردية التي خاضت تمردا دام عقودا ضد الدولة التركية، مقاتليه لإلقاء أسلحتهم وحل أنفسهم" بحسب الصحفية نفسها، مردفة: "يوم السبت، بعد يومين من النداء الذي وجّهه الزعيم عبد الله أوجلان، أعلن حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار في تركيا".

ومضت بالقول: "كما برزت تركيا في الأشهر القليلة الماضية بنفوذ أكبر في سوريا بسبب علاقاتها بجماعة الثوار التي أطاحت بالأسد. وترددت أصداء قرارات حزب العمال الكردستاني على مدى الأسبوع الماضي في جميع أنحاء شمال شرق سوريا".

ووفق المقال نفسه، فإنّ: "بعض المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية لديهم جذور في حزب العمال الكردستاني، وكان مظلوم عبدي، الزعيم الكردي للقوة السورية، من أتباع إيديولوجية أوجلان. ولكن في معرض حديثه عن دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني إلى نزع السلاح، قال: إنها لا علاقة لها بقوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف: "تضغط الحكومة الجديدة في دمشق على قوات سوريا الديمقراطية لنزع سلاحها والاندماج في قوة عسكرية وطنية، كما طالبت كل جماعة مسلحة أخرى في البلاد. ولكن حتى الآن، كانت قوات سوريا الديمقراطية مترددة، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تهديد استقلال الأكراد في شمال شرق سوريا".

"قال عبدي إنه يريد أن تصبح قواته جزءا من جيش سوري وطني جديد، لكنه يريد أيضا أن تكون القوة قادرة على الاحتفاظ بأسلحتها ومواصلة العمل في شمال شرق سوريا" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

ومع ذلك، يعارض أردوغان أي استقلال للمجموعة. وأشار مؤخرا إلى قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها "قتلة انفصاليين"، مشيرا إلى أنهم يشبهون حزب العمال الكردستاني وقال إنهم يجب أن "يودعوا أسلحتهم وإلا سيدفنون" معها.

وأبرزت: "بالنسبة لجيران سوريا والعديد من الآخرين في المجتمع الدولي، فإن القلق هو أنه إذا تم دمج الأكراد السوريين في قوة وطنية، فقد لا يعودوا قادرين على إبقاء تنظيم الدولة تحت السيطرة".


"بدأت قوات سوريا الديمقراطية القتال خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما عندما سيطر تنظيم الدولة على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق المجاور. ونالت دعما عسكريا أمريكيا حاسما -بما في ذلك الأسلحة والتمويل والتدريب- بعد أن أثبتت أنها القوة الأكثر فعالية على الأرض بسوريا عندما يتعلق الأمر بمحاربة تنظيم الدولة" أردف التقرير.

وأضاف: "كما تحرس القوة التي يقودها الأكراد أكثر من 20 سجنا في شمال شرق سوريا تضم حوالي 9500 من مقاتلي تنظيم الدولة والمعسكرات القريبة التي تضم حوالي 40 ألف فرد من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية".

وقال وزير الخارجية العراقي الأسبق والكردي الذي لا يزال على اتصال وثيق بالعديد من الزعماء الإقليميين، هوشيار زيباري: "سوريا هي القضية الأكثر أهمية الآن". وقال زيباري إنّ: "القضية الكردية، وخاصة فيما يتعلق بإبقاء تنظيم الدولة تحت السيطرة، كانت مهمة بشكل خاص لأن عدم الاستقرار يميل إلى الامتداد إلى البلدان المجاورة".

وقال زيباري: "نحن نعلم أن أي شيء يحدث في سوريا لن يتوقف عند الحدود السورية العراقية"، مشيرا إلى أنه: "خلال الحرب الأهلية السورية، امتد الصراع للعراق، حيث استولى تنظيم الدولة على جزء كبير من شمال العراق. وفرّ ملايين اللاجئين السوريين إلى البلدان المجاورة وأوروبا".

وأوضح التقرير: "وضعت الضغوط للانضمام للحكومة السورية الجديدة والدفاع عن الحكم الذاتي الكردي داخل سوريا عبدي في موقف صعب. يمكنه قبول الحكومة السورية الجديدة على أمل أن يضمن هذا قدرا من الأمن الطويل الأجل للأكراد السوريين. لكنه يواجه أيضا دعوات من بعض الفصائل الكردية للتمسك بمنطقة شبه مستقلة".

واسترسل: "في إحاطة مع الصحفيين الأسبوع الماضي، سار عبدي على خط رفيع. وقال إن الأكراد رحبوا بالحكومة الجديدة في دمشق، لكنه أوضح أيضا أنه متردد في حل قواته، وخاصة التنازل عن القتال ضد تنظيم الدولة لجيش سوري جديد لم يتم اختباره بعد"، مضيفا: "تتمتع قوات سوريا الديمقراطية بخبرة كبيرة في القتال ضد تنظيم الدولة، ولدينا نقاط قوة لنقدمها للجيش السوري الجديد".

ووفق التقرير: "من غير الواضح أيضا ما إذا كان  الشرع سيكون قادرا على إقناع الميليشيات المدعومة من تركيا بالتوقف عن مهاجمة الأكراد"، مبرزا: "هناك أمر آخر غير معروف هو ما ستقرره إدارة ترامب بشأن التدخل الأمريكي في سوريا. خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، حاول إخراج القوات الأمريكية من سوريا، ما أدّى لتقليص الدعم لقوات سوريا الديمقراطية والمخاطرة بفتح المجال أمام مقاتلي تنظيم الدولة لاستعادة الأرض".

ودفع البنتاغون إلى الاحتفاظ بقوة أمريكية صغيرة في سوريا لتنفيذ عمليات معقدة وتدريب قوات سوريا الديمقراطية والتحقق من أفرادها. ولكن الآن هناك خوف بين سكان شمال شرق سوريا من أن الدعم ينحسر من العديد من الجهات للقوات التي يقودها الأكراد في سوريا. 


ويقول كل من السكان الأكراد والعرب في المنطقة إنهم سئموا من الصراع، لكن احتمالات التوصل إلى حل سلمي تبدو بعيدة.

خوخ، وهي امرأة تبلغ من العمر 40 عاما تعبر الحدود من سوريا إلى العراق مع عائلتها، قالت إنّ: "معظم أسوأ المعارك كانت بعيدة عن قريتهم، ديريك، لكن ضجيج مسيّرات المراقبة التركية كان مستمرا في الأشهر القليلة الماضية". طلبت أن: "يتم تحديد هويتها باسمها الأول فقط خوفا على سلامتها".

وقالت: "نشعر بالخوف كل يوم عندما نسمع صوت المسيّرات والطائرات، وأحيانا لا يخرج أطفالي لمدة أسبوع، لأننا نخشى حتى إرسالهم إلى المدرسة، ابنتي البالغة من العمر 11 عاما لن تذهب حتى إلى الحمام بمفردها".

ووفق التقرير: "لا يثق الكثيرون في أن الحكومة الجديدة في دمشق ستكون قادرة على حمايتهم من تنظيم الدولة أو ستحترم خلفيتهم العرقية. في الماضي، كان الأكراد يتمتعون بحقوق أقل من العرب، ولم يُمنح بعضهم الجنسية".

واختمم بقول الشيخ خليل الجيداء الهلالي، 75 عاما، زعيم قبيلة مختلطة من العرب والأكراد السوريين: "لا نعرف ماذا ستفعل الحكومة الجديدة بنا. نريد أن تتوقف الحرب والقتال".


واستطرد: "بالنسبة لجيران سوريا العرب، فإن الشّاغل الأكثر إلحاحا هو أن الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة المحتجزين في السجون التي يديرها الأكراد في شمال شرق سوريا يظلون تحت حراسة مشددة وأن المخيمات المترامية الأطراف لعائلاتهم تخضع لمراقبة دقيقة".

وأردف: "إذا تمكّن حتى عدد صغير من سجناء تنظيم الدولة الإسلامية البالغ عددهم 9500 سجين -كثير منهم من المقاتلين المتمرسين- من الهروب من السجن، فإن هذا سيمثل تهديدا كبيرا. وقال  زيباري إن السجون: قنابل موقوتة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية دمشق سوريا شمال شرق سوريا سوريا دمشق شمال شرق سوريا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات سوریا الدیمقراطیة حزب العمال الکردستانی فی شمال شرق سوریا الحکومة الجدیدة الأکراد فی من سوریا فی سوریا فی دمشق

إقرأ أيضاً:

إنشاء مركز عمليات مشترك بين سوريا وتركيا.. وانفتاح واسع على دمشق

أعلنت وزارة الدفاع التركية “عن إنشاء مركز عمليات مشترك مع الحكومة السورية الجديدة بناءً على طلب دمشق والتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الدول المعنية”، وذكرت صحيفة “زمان” التركية “أن هذا الاتفاق جاء في إطار التقارب بين البلدين بعد سقوط النظام السوري السابق”.

وصرحت الوزارة في بيان لها: “الموارد والإمكانات في سوريا ملك للشعب السوري، ونحن نتابع عن كثب عملية تسليم سد تشرين إلى الحكومة السورية الجديدة”. وأشارت إلى أن طلبات الإدارة السورية تركز على التعاون في مكافحة التهديدات الإرهابية، خاصة تنظيم “داعش”.

كما أوضح البيان “أن اجتماعًا وزاريًا عُقد في الأردن في 9 مارس الماضي بمشاركة تركيا والعراق وسوريا ولبنان، حيث اتفقت الدول الخمس على دعم دمشق في حربها ضد الإرهاب، وخاصة مواجهة تنظيم “داعش””.

ووفق البيان، “تم التطرق خلال الاجتماع إلى آليات التعاون لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة بالإضافة إلى التحديات الأمنية المشتركة”، وأضافت وزارة الدفاع التركية: “بناءً على طلب الحكومة السورية الجديدة والتفاهمات مع الدول المعنية، تم الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك”.

وأكدت “أن الاجتماعات الفنية بين الدول المشاركة لا تزال مستمرة لتنفيذ مركز العمليات الموحد المزمع إنشاؤه في سوريا”.
يُذكر أن اجتماع الأردن “تناول أهمية تعزيز التنسيق بين دول الجوار السوري لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب، أمن الحدود، والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات”.

في سياق متصل، أوضح وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن “أنقرة ودمشق أحرزتا تقدماً في مناقشات تتعلق بتسهيل إجراءات العبور عبر المعابر الحدودية بين البلدين، في إطار محادثات أوسع شملت ملفات النقل والتعاون الفني”.

وأضاف أورال أوغلو في حديث لوسائل إعلام تركية في العاصمة السورية دمشق: “ملف المعابر كان في صلب المباحثات مع الجانب السوري”.

وأضاف: “تحدثنا عن كل شيء يتعلق بالنقل، البري والجوي والبحري والسكك الحديدية وحتى الاتصالات، وكانت نقطة البداية هي الربط بين السكك الحديدية والطرق البرية، حيث بحثنا كيفية تسهيل إجراءات العبور عبر المعابر الحدودية، وقد توصلنا إلى مرحلة متقدمة في هذا الصدد”.

وأشار أورال أوغلو إلى أن “المحادثات شملت أيضاً كيفية إنشاء خط سكك حديدية يربط مدينة غازي عنتاب التركية بالأراضي السورية، إضافة إلى سبل زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، والتعاون في مجالات الموانئ وتوفير الإنترنت”.

إلى ذلك، رحبت وزارة الخارجية السورية “بقرار بريطانيا تعديل أنظمتها الخاصة بالعقوبات المفروضة على سوريا، التي شملت رفع العقوبات عن 12 كيانا سوريا”.

وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على منصة “إكس”، اليوم الخميس، إن “هذا القرار يمثل خطوة بناء نحو تطبيع العلاقات الدولية ودعم الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، بعد الحرب المدمرة التي عانى منها على مدى نحو 14 عاما”.

وأعلنت لندن “رفع العقوبات عن 12 جهة سورية بينها وزارتا الدفاع والداخلية، إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام السورية”.

وقالت وزارة الخزانة البريطانية، اليوم الخميس، إن “12 جهة سورية لم تعد موجودة على قائمة العقوبات، التي تم إعدادها سابقا”.

روسيا تدعو البنك الدولي لتقديم دعم عاجل وضروري للشعب السوري

خلال اجتماع لجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، دعا نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك مجموعة البنك الدولي “لتقديم دعم عاجل وضروري للشعب السوري، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية والظروف الصعبة التي تواجهها البلاد”، وشدد أوفرتشوك “على أهمية التدخل العاجل للتخفيف من الأعباء التي يعانيها السوريون”.

وأصدر الجانب الروسي بيانًا رسميًا خلال الاجتماع “أشار فيه إلى أن الأزمة الإنسانية تتطلب دعمًا فوريًا”، قائلاً: “نحث البنك الدولي على اتخاذ خطوات سريعة لمساعدة الشعب السوري، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها”.

من جانبه، أعلن عثمان دايون، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “استعداد البنك لدعم سوريا في مجالات حيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا الرقمية”، موضحاً أن “هذا الدعم قد يُسهم في معالجة بعض التحديات التي تواجه البلاد”.

وفي سياق متصل، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية “أن حضور سوريا اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يأتي بهدف تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية وفتح قنوات جديدة للدعم الفني وبناء القدرات”.

تأتي هذه التصريحات في ظل خطوات دولية أخرى تشمل رفع المملكة المتحدة العقوبات عن عدة كيانات سورية، مما يعكس توجهًا متزايدًا نحو تحسين الأوضاع في البلاد.

نائب أميركي يكشف شروط الشرع للانضمام للاتفاقات الإبراهيمية

كشف النائب في الكونغرس الأميركي، مارلين شتوتسمان، عن “رغبة الرئيس السوري أحمد الشرع في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك مرهون بشروط أبرزها ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها”.

وأضاف شتوتسمان في حديث مع صحيفة “جورزاليم بوست” عقب زيارته إلى سوريا: “الشرع مستعد للانخراط في اتفاقيات أبراهام، وهو ما سيجعله في وضع جيد مع إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، وبالطبع مع الولايات المتحدة”.

وأوضح شتوتسمان “شروط الرئيس السوري لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث كان أبرزها أن تبقى سوريا دولة موحدة وذات سيادة”.

وقال شتوتسمان: “مخاوف الشرع تتعلق بتقسيم سوريا إلى مناطق، وهو لا يريد أن يرى ذلك يحدث، كما أشار إلى أن التعدي الإسرائيلي بالقرب من هضبة الجولان يجب معالجته، ويجب ألا تكون هناك مزيد من الغارات الإسرائيلية في سوريا”.

ووصف شتوتسمان لقاءه مع الرئيس الشرع قائلا: “كان متحمسا للحديث عن التجارة، والسياحة، وتطوير طرق التجارة من الجنوب إلى الشمال وصولاً إلى أوروبا، مما قد يقلل من أوقات النقل بشكل كبير”.

وأضاف: “أجرينا محادثة جيدة جدا، هو شاب في أوائل الأربعينيات، كان هادئا ومتفكرا، كان من الواضح أنه يعمل بجد مع كل ما يحدث منذ توليه السيطرة على سوريا”.

فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا، أوضح شتوتسمان: “الشرع لا يطلب المال من الولايات المتحدة، بل يطلب رفع العقوبات، وأعتقد أنه شيء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار”.

وأكد النائب الأميركي أن “الإدارة الأميركية لديها شروط لرفع العقوبات، بما في ذلك تحسين العلاقات مع إسرائيل”.

وأوضح أن: “الخطوات التي يجب اتخاذها تشمل ضمان احترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحريات الدينية، ومعاملة جميع السوريين بكرامة، لا يجب أن يُعامل أحد كمجرد أقلية أو أقل من إنسان”.

وتابع قائلا: “وبالطبع، الحفاظ على علاقة محترمة وآمنة مع إسرائيل، وأن لا تصبح سوريا أرض تدريب للإرهاب، ولا تصبح وكيلا لإيران أو الصين أو روسيا، وأن تعمل كدولة ضمن المنطقة”.

وفد حكومي عراقي يصل إلى دمشق

وصل وفد رسمي حكومي عراقي، اليوم الجمعة، إلى العاصمة السورية دمشق، بتوجيه من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان: “بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل إلى العاصمة السورية دمشق، وفد رسمي حكومي عراقي، برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري، للقاء رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين”.

وحسب ما نقلت الوكالة الأنباء العراقية “واع” عن البيان، “يضم الوفد الرسمي، مسؤولين عن قيادة قوات الحدود في وزارة الداخلية، ووزارتي النفط والتجارة، وهيئة المنافذ الحدودية”.

وبين أن “الوفد العراقي سيبحث مع الجانب السوري، التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك ضد أي خروقات أو تهديدات محتملة”.

كما أشار البيان إلى “بحث التوسع في فرص التبادل التجاري بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، فضلا عن دراسة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط”.

واختتم البيان بالتأكيد أن “مباحثات الوفد العراقي في دمشق ستتضمن تأكيد دعم العراق وحرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأهمية استقرار سوريا بالنسبة للأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة”.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أعلن، في وقت سابق، أنه وجّه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد في  مايو المقبل.

مقالات مشابهة

  • إنشاء مركز عمليات مشترك بين سوريا وتركيا.. وانفتاح واسع على دمشق
  • الفاشر بين الحرب والمأساة.. تصاعد القتال وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • مباحثات سورية تركية لتعزيز التعاون في مجالات تنظيم العمل المدني في سوريا
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم
  • الداخلية السورية تعتقل أحد مسؤولي مخابرات الأسد.. مسؤول عن تغييب 200 شخص
  • تضمنت رفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل رسالة أحمد الشرع إلى ترامب
  • تصاعد المعارك في “الفاشر” وعدد النازحين السودانيين يتجاوز المليون 
  • رئيس سوريا يسلم ميلز رسالة إلى ترامب عقب زيارته إلى دمشق
  • تصاعد المعارك في الفاشر غربي السودان وعدد النازحين يتجاوز المليون
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى