البوابة نيوز:
2025-04-05@17:24:44 GMT

صوت القاهرة يجلجل في وجه التحديات

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التأمت القمة العربية الطارئة في العاصمة الإدارية الجديدة، في مشهد يعيد إلى الأذهان ألق العروبة حين كانت القاهرة منبرها وصوتها الأعلى، حيث اجتمع القادة العرب في توقيت مفصلي لا يقبل الحياد ولا يحتمل التردد. لم تكن هذه القمة مجرد لقاء بروتوكولي أو بيان ختامي بارد، بل كانت لحظة مصارحة وموقفًا يفرضه التاريخ والجغرافيا.

ولم يكن اختيار القاهرة لاستضافة القمة مجرد مصادفة، بل هو امتداد لدورها المركزي في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي عادت لتتصدر المشهد بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة. وكأن الزمان يدور دورته ليعيد للأذهان مواقف مصر الثابتة، من دعم الشعب العفلسطيني إلى احتضان الحقوق العربية دون مواربة.
ومن قاعة القمة، انطلق صوت مصر واضحًا حاسمًا، لا يقبل المساومة ولا يتلون بلغة الدبلوماسية الزائفة. أكدت القيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القضية الفلسطينية ليست ورقة مساومة، بل هي حق تاريخي غير قابل للتفاوض، وأن حماية الشعب الفلسطيني مسؤولية عربية قبل أن تكون دولية.
لم تكن القمة مجرد تكرار لمواقف سابقة، بل جاءت لتختبر النوايا، وتفرز بين من يتمسك بالمبادئ ومن يلهث وراء التوازنات السياسية. وهنا، برزت مصر كحائط الصد الأول، مطالبة بوقف فوري للعدوان وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأبرياء في غزة.
وفي موقف يعكس حساسية اللحظة، شدد البيان الختامي على رفض كل أشكال التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن أي محاولة لفرض واقع جديد ستكون مرفوضة جملة وتفصيلًا.. موقف عربي موحد تجلى في كلمات القادة، لكن الأهم من الكلمات هو التنفيذ، وهنا يأتي الدور المصري الذي أثبت عبر التاريخ أنه ليس مجرد ناقل للرسائل، بل صانع للأحداث ومحدد لمساراتها.
القاهرة ليست مجرد عاصمة سياسية، بل هي ضمير الأمة حين تتناثر المواقف، وهي بوصلتها حين تفقد الاتجاه. القمة العربية الطارئة لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت نداءً تاريخيًا لإعادة إحياء التضامن العربي، والخروج من أسر البيانات الباردة إلى أفعال تليق بحجم التحديات.
في هذه اللحظة الفارقة، تؤكد مصر دورها كقائدة للموقف العربي، وتثبت أن العروبة ليست شعارًا، بل التزام أخلاقي وسياسي، وأن فلسطين ليست مجرد قضية، بل اختبار حقيقي لمن يستحق أن يكون في صف الأمة... وهنا، كما دائمًا، تتحدث القاهرة بصوتها العميق، فيسمعها الجميع.
ورغم الموقف العربي الموحد الذي برز في القمة، لا تزال هناك تحديات كبرى تواجه مسار العمل العربي المشترك. فالضغوط الدولية والتدخلات الخارجية تلقي بظلالها على القرار العربي، وتحاول التأثير على استقلاليته. وهنا، يأتي الدور المحوري لمصر في التصدي لهذه الضغوط، وإعادة ضبط بوصلة التحرك العربي ليكون نابعًا من الإرادة الذاتية للدول العربية، لا من إملاءات القوى الكبرى.

إن استعادة الدور العربي الفاعل لا يقتصر على التصريحات، بل يتطلب إعادة بناء منظومة التعاون العربي على أسس جديدة، تقوم على الفعل لا رد الفعل، وعلى الوحدة لا التنازع. وهنا، تبرز أهمية مصر كدولة قائدة، تمتلك من الخبرة السياسية والقوة الدبلوماسية ما يؤهلها لإعادة تشكيل المشهد العربي بما يخدم مصالح الشعوب العربية.
ولا يمكن للقمة العربية الطارئة أن تكون مجرد محطة عابرة في تاريخ العمل العربي المشترك، بل إنها بداية لمرحلة جديدة من الفعل العربي الحقيقي. فالمطلوب اليوم ليس فقط إصدار بيانات الإدانة، بل اتخاذ إجراءات عملية توقف نزيف الدم الفلسطيني، وتحد من تغول الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والحقوق العربية.
مصر، بحكم موقعها التاريخي ودورها السياسي، مؤهلة لقيادة هذا التحرك، مستندة إلى شرعيتها العربية والدولية، وقوة موقفها الذي يستمد صلابته من تاريخها الحافل بالدفاع عن القضايا العادلة. ومن هنا، فإن نجاح هذه القمة لا يقاس فقط بما تم التصريح به، بل بما يتم إنجازه على الأرض خلال المرحلة المقبلة.
ومع انتهاء القمة العربية الطارئة في القاهرة، يدرك الجميع أن هذه ليست نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من العمل العربي الجاد. فمصر التي دعت لهذه القمة، والتي صدحت بصوتها عاليًا في وجه التحديات، لن تتوقف عند حدود البيانات، بل ستواصل تحركها الدؤوب من أجل الحفاظ على حقوق الأمة.
إن التاريخ يسجل اللحظات الفارقة، وهذه القمة كانت واحدة من تلك اللحظات التي تميز بين الشعارات والحقائق، وبين المترددين وأصحاب المواقف الحاسمة. ومرة أخرى، كما كان الحال دائمًا، تتحدث القاهرة فيسمعها الجميع، ليس لأنها الأعلى صوتًا، بل لأنها الأصدق نبرةً، والأوفى لقضيتها العربية الكبرى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القمة العربية القاهرة إعمار غزة مصر العربیة الطارئة هذه القمة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية تركيا: سوريا ليست ملكا لإسرائيل

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة، إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لكنه لفت أيضأ أن "سوريا ليست ملكا لإسرائيل"، وذلك بعد أن قوضت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية هناك قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات.

وأضاف فيدان في مقابلة مع وكالة "رويترز" على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، أن تصرفات إسرائيل في سوريا تمهد الطريق لعدم استقرار المنطقة في المستقبل.

وقال فيدان "لا نريد أن نرى أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا لأن سوريا ملك للسوريين. سوريا ليست ملكا لتركيا، وسوريا ليست ملكا لإسرائيل".

وأضاف "لا يمكننا التحدث نيابة عن السوريين. الأمن السوري يجب أن يقرره السوريون. إذا أرادوا الدخول في شراكة مع دول معينة وتجمعات دولية معينة، فمرحبا بهم. وإذا أرادوا أن تكون لديهم تفاهمات معينة مع الإسرائيليين، فهذا شأنهم".

ومضى يقول "للأسف، تقضي إسرائيل على كل هذه القدرات، واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة الجديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وفي (صد) هجمات وتهديدات إرهابية أخرى. لذا، وبشكل أساسي، ما تفعله إسرائيل في سوريا لا يهدد أمن سوريا وحدها، وإنما يمهد الطريق أيضا لزعزعة استقرار المنطقة في المستقبل. لا أعتقد أنه أمر جيد لمستقبل إسرائيل في المنطقة".

وقال إنه يعتقد أن الولايات المتحدة "تراجع سياستها لأن لديها إدارة جديدة. وتراجع كل ملف، والملف السوري أيضا. وتدرك الحاجة لتغيير سياسة العقوبات لأنها اتُبعت مع نظام مختلف و(بناء على) تقييم مختلف للتهديدات. والآن لدينا سوريا جديدة. أعتقد أن سوريا الجديدة تحتاج إلى نهج مختلف. أعتقد أننا نسدي أخلص النصح، كأصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". 

 ووجهت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب هجماتها المستمرة على غزة منذ عام 2023، وقالت إنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتقدمت بطلب للانضمام إلى دعوى مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وأوقفت جميع أشكال التجارة معها. وتنفي إسرائيل اتهامها بممارسة الإبادة الجماعية.

وامتد العداء بين تركيا وإسرائيل إلى سوريا حيث تشهد قصفا إسرائيليا منذ أسابيع مع تولي الإدارة الجديدة السلطة في دمشق.

وتصف تركيا الضربات الإسرائيلية بأنها تعد على الأراضي السورية، بينما تقول إسرائيل إنها لن تسمح بوجود قوات معادية في سوريا.

وكانت صحيفة جيروساليم بوست قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تلك الضربات "تهدف إلى إيصال رسالة إلى تركيا: لا تقيموا قاعدة عسكرية في سوريا ولا تتدخلوا في النشاط الإسرائيلي في سماء البلاد".

وأضاف المسؤول أن إقامة قاعدة جوية تركية في سوريا قد تمثل "تهديدا محتملا" يؤثر على حرية العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

وفي الشهر الماضي، قالت إسرائيل إنها قصفت قاعدة التيفور العسكرية مرتين، مستهدفة قدرات عسكرية في الموقع. 

وبحسب صحيفة تركيا، القريبة من الحكومة التركية، فقد اتخذت أنقرة خطوات رسمية للسيطرة على قاعدة مطار التيفور، أو تي 4، الواقعة شرق مدينة تدمر في محافظة حمص.

وأضافت أنه من المتوقع أن تبدأ تركيا، خلال أبريل أعمال إعادة تأهيل القاعدة وتوسيعها فور تركيب المنظومة الدفاعية، لتشمل مرافق متكاملة تدعم العمليات العسكرية والاستخبارية.

مقالات مشابهة

  • ارسم حلمك .. "محمد فضة" طفل استثنائي يجمع العالم العربي في لوحة فنية
  • اليماحي: البرلمان العربي ملتزم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
  • عبدالرحيم دقلو ليست لديه الجرأة الآن أن يظهر مباشرة أو يتجول بين المواطنين
  • هل يوجد الآن-وهنا بديل لـتصحيح المسار في تونس؟
  • وزير خارجية تركيا: سوريا ليست ملكا لإسرائيل
  • على هامش «القمة العالمية للإعاقة».. الكيلاني تشارك بـ«الحدث العربي رفيع المستوى» في برلين
  • ليست حرب مدن.. هكذا يلعب اطفال اليمن (فيديو)
  • المجر ليست الأولى.. "انسحابات سابقة" من الجنائية الدولية
  • فوز باحثة بـبيطري القاهرة بجائزة اتحاد الجامعات العربية لأفضل رسالة ماجستير
  • طاقم المستشفى الميداني الإماراتي برفح يدعم مصابي غزة