مع تولي قائد جيش الاحتلال الجديد آيال زامير منصبه في فترة أمنية مضطربة وصعبة، من الواضح أن كل جبهة من الجبهات معرضة للانفجار في أي لحظة، ويتعين عليه أن يعيد بناء الجيش، ويستعيد ثقة الجمهور، ويقود تغييرات دراماتيكية، فيما تنتظره أزمة تجنيد الحريديم على الأبواب، فضلا عن انتظار خطته العسكرية للمعركة القادمة.



نير دافوري المراسل العسكري للقناة 12، زعم أنه "بعد دقائق من اغتيال حسن نصر الله، ومض هاتف زامير، مدير عام وزارة الحرب، قبل ترشيحه لمنصبه الجديد، وظهرت رسالة من زعيم عربي على الشاشة، وفيها رمز تعبيري للتصفيق، وهذه القصة القصيرة تلخص جزءًا من التغيير الدرامي الذي تمر به المنطقة، وتشهد على علاقات رئيس الأركان القادم من حيث العلاقات الشخصية الواسعة التي أقامها، والقدرة على الاستفادة منها لبناء تحالفات إقليمية، وترجمته لتعاون في مجالات الأمن بين الاحتلال وسلسلة طويلة من الدول العربية "المعتدلة"".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الأفكار التي يحملها زامير معه من حياته المهنية في الجيش، تأتي من أيامه كقائد لواء قاد معركة جنين في عملية السور الواقي في 2002، واليوم يبدو أنه ذاهب باتجاه تفعيل الخطط التشغيلية، والمعدات، والأفراد المناسبين والمهرة، لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهه".

وأوضح أن "زامير الذي عاد للجيش، وارتدى الزي العسكري، وأصبح رئيس الأركان الرابع والعشرين للدولة، يتولى منصبه في الفترة الأكثر صعوبة وتحدياً التي شهدتها على الإطلاق، وكل من تحدثوا معه مؤخراً خرجوا بانطباع مفاده أنه يسعى لبناء القوة والاستراتيجية لتحصين الجيش للسنوات القادمة، وأهمية الحفاظ على العلاقات ورعايتها مع البنتاغون في واشنطن، باعتباره أحد أفراد الأسرة تقريبًا، وزار مقرّه خلال حرب غزة أكثر من مرة، وأقام علاقة ثقة حاسمة في أوقات التوتر بين بايدن ونتنياهو، عبر جلب الأسلحة والميزانيات رغم أزماتهما، واليوم لدى الاحتلال صفقات أسلحة بثمانية مليارات دولار مع الولايات المتحدة في العقد المقبل".


وأشار إلى أن "زامير يدرك جيدًا ضرورة تلقي الدعم الأمريكي في كل خطوة تقوم بها الدولة الآن، وفي المستقبل، فالأمريكيون لديهم قوة هائلة في الشرق الأوسط، تؤثر على جميع أعداء الاحتلال، وهو بحاجة للاحتفاظ بهم معه، وعدم خذلانهم، والاستماع إليهم، والعثور على طريقة للعمل معهم في كل قضية".

وأكد أن "زامير يستلم مهامه فيما لا يزال 2025 عام حرب، وهذا له آثار هائلة على الموارد والقوى العاملة (الدائمة والاحتياطية) والميزانيات وبناء القدرات، وهو يدرك أن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو الاحتفاظ بأفضل العناصر، ومكافأتهم، وتحفيزهم، سواء الجنود النظاميين والاحتياط الذين سيقضون عشرات الأيام في الخدمة الاحتياطية في العام المقبل".

وأضاف أن "زامير سيكون مطالباً بتعزيز الذراع الاستراتيجية، وهي العبارة الغامضة التي تصف القدرة على ضرب إيران، لأن الهجوم لا يقتصر على القوات الجوية، ولا يتعلق فقط بالهجوم، بل بقدرات الدفاع الصاروخي، بجانب بناء تحالفات الدفاع الإقليمية مع جيراننا في الخليج".

وأوضح أن "زامير يدرك أن آلاف الجنود المعاقين ومن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب حرب غزة لن يعودون إلى جيش الاحتياط، مما سيضطره لمنع الساسة من محاولة إضفاء الشرعية على التهرب من الخدمة العسكرية الخاص بالحريديم، وفي هذه القضية، قد نشهد بالفعل أول مواجهة له مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، فالمؤسسة العسكرية قلقة للغاية من أن الأخير قد يتنازل عن متطلبات التجنيد في الجيش، وأن القانون الذي سيتم إقراره سيلحق ضررًا بالغًا به".


وأكد أن "زامير سيكون مطالباً ببناء استراتيجية جديدة تعالج الواقع الأمني المتغير على حدود الدولة، والتغيرات الدراماتيكية من حولها، ويحتاج لصياغة تعريف واضح للأهداف والتوصية بها للمستوى السياسي، على أن تكون قابلة للتحقيق في كافة القطاعات والمجالات، واستكمال التحقيقات في الجيش، وتطبيق الدروس المستفادة من حرب غزة".

وختم بالقول أن "زامير سيكون مطالبا بوقف الانفصال بين المستويين العسكري والسياسي، واستعادة الثقة مع الجمهور، وعدم اتباع أهوائه، تحقيقا لمصلحة الجيش، وفي هذه الحالة سيحتاج لعمود فقري من حديد للوقوف في وجه المستوى السياسي والسياسيين، ولابد له أن يرى فقط مصلحة الجيش والدولة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية جيش الاحتلال آيال زامير حسن نصر الله رئيس الأركان حسن نصر الله جيش الاحتلال رئيس الأركان آيال زامير صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان

في خضم التوتر السياسي والعسكري حيال مستقبل الهدنة في غزة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي أمني علّق على زيارة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هذا الأسبوع، بالقول إنها قد "تنقذ المفاوضات". مع هذا لا يزال الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة بشكل جدي، لكنه رهن بعدة عوامل بحسب المسؤول.

اعلان

بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير، ثماة خشية من اسئناف الدولة العبرية للحرب على غزة بعد أن قررت قطع المساعدات. إذ قال مصدر لـ"هآرتس" إن المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية، وهي خطوة ترضي الأوساط اليمينية الرافضة للسلام مع حماس، حسب الصحيفة.

هذا وقد واجهت إسرائيل انتقادات حادة بعد قرارها وقف إدخال جميع المساعدات إلى غزة، معيدة الشاحنات من مصر أدراجها.

موعد استئناف الحرب

ورغم التلويح بالخيار العسكري، لا يزال موعد "استئناف" تل أبيب للحرب على غزة محل نقاش، لكونه مرتبطًا بعدة عوامل داخلية وخارجية، منها قرار إسرائيل بالصبر على المسار الدبلوماسي أملًا في حدوث اختراقات، وضمان إعادة ترتيب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد مغادرة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي لمنصبه، كما هو مقرر في 6 مارس/آذار المقبل.

حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الوسطاء طالبوا ببضعة أيام قبل استئناف الحرب، فهم يعتقدون أنهم قادرون على دفع حماس إلى تسوية، وهو ما وافقت عليه تل أبيب، وفقًا للإعلام العبري.

كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن "إمكانية العودة للحرب مطروحة لكن ذلك ليس هدفنا".

المباني التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من جنوب إسرائيل، الأحد، 2 مارس/آذار 2025.Leo Correa/ APRelatedنتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضانحماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزةترك المجال لاستلام زامير

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أنه "لا يُتوقع" استئناف القتال على الأقل خلال الأسبوع المقبل، لأن تل أبيب، حسب الصحيفة، تريد أن تترك مجالًا لرئيس الأركان المقبل، إيال زامير، ليقوم بمهامه ويثبت نفسه، خاصة وأن لدى زمير جدول أعمال مزدحم. إذ نقلت القناة 12 الإسرائيلية أنه سيطرد عددًا من قادة الجيش بمجرد توليه منصبه هذا الأسبوع، ومنهم قادة سلاح الجو والجبهة الداخلية والعمليات والاستخبارات.

صورة من الأرشيف- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث مع إيال زامير أثناء حضوره الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مكتبه في القدس، الأحد، 2 يونيو 201Sebastian Scheiner/APنتنياهو بين إرضاء اليمين وعائلات الرهائن

في هذا السياق، تستمر إسرائيل بالضغط على حماس لقبول مقترح ويتكوف حيال هدنة مؤقتة في شهر رمضان، مستعملة الموضوع الإغاثي والإنساني كورقة لصالحها، بحيث نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر إسرائيلية قولها إنه إذا لم تطلق حماس مزيدًا من "الرهائن" فإن إسرائيل ستقطع الماء والكهرباء عن القطاع.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح يوم الأحد أن حماس لن تتمكن من الاستفادة مجددًا من المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار كما كان الوضع في المرحلة الأولى من الاتفاق، ما لم تفرج عن الرهائن الإسرائيليين، على حد قوله.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في القدس، الأحد، 2 مارس 2025. Ohad Zwigenberg/ AP

وفيما أرضت التهديدات الإسرائيلية الأوساط اليمينية، أثار أداء حكومة تل أبيب قلق عائلات الأسرى التي تظاهرت ضد القرار، إذ نقلت إذاعة الجيش عن والد أسير في غزة قوله إنه من "المؤسف أن تعلق أسر الرهائن آمالها على الأمريكيين والحكومات الأجنبية لا على حكومتها"، مشيرًا إلى أن القوة التي تمارسها دولته قد تكلفهم حياة هؤلاء، وهو ما حدث سابقًا، على حد قوله.

هآرتس: "إسرائيل تلعب دور الضحية ونتنياهو يعزز مكانة سموتريتش"

من جهتها، قالت "هآرتس" إن الحكومة الإسرائيلية خرقت الاتفاق مع حماس، الذي جرى توقيعه في الدوحة في 17 يناير، والآن تتهم الحركة وتلعب دور الضحية، مشيرة إلى أن "التصعيد والاستفزازات من خلال النزاعات حول نهج تتبعه إسرائيل"، ومنها عندما قامت حكومة غولدا مئير بخرق الهدنة مع مصر في سيناء، وهو ما أسفر عن مقتل 80 جنديًا وإصابة 120 آخرين.

وأردفت الصحيفة أن نتنياهو بهذه الخطوة يهتم فقط بالبقاء في الحكم، ويسعى لكسب رضا قاعدته السياسية، لاسيما اليمين، كما يريد تعزيز مكانة وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، وهو ما يمكن أن يودي بالاتفاق إلى التهلكة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انخفاض طلبات اللجوء إلى أوروبا بنسبة 11% في 2024 لكن العدد تجاوز المليون مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسيا مزاد السيجار الكوبي يحطم الأرقام القياسية: 18.6 مليون دولار في نسخته الـ25 حركة حماسغزةإسرائيلقطرحروببنيامين نتنياهواعلاناخترنا لكيعرض الآنNext انخفاض طلبات اللجوء إلى أوروبا بنسبة 11% في 2024 لكن العدد تجاوز المليون يعرض الآنNext رفضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود يعرض الآنNext ألمانيا تدرس إنشاء صندوقين بمئات المليارات لتمويل ميزانية الدفاع والبنية التحتية يعرض الآنNext فون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا يعرض الآنNext نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيأوكرانياروسياسورياإسرائيلحركة حماسفلاديمير بوتينالاتحاد الأوروبيقطاع غزةرمضانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • زامير يجري تعديلات بقادة الجيش الإسرائيلي ويعلن 2025 عام حرب
  • «حماس»: سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال امتداد لحرب الإبادة ضد غزة
  • جديد التعيينات.. إسم يُحسم لـقيادة الجيش وآخر يُرجح لـأمن الدولة
  • مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان