الجزيرة:
2025-04-26@19:33:50 GMT

خيارات أوكرانيا بعد وقف إمدادات السلاح الأميركية

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

خيارات أوكرانيا بعد وقف إمدادات السلاح الأميركية

كييف– في وضع لا تحسد عليه، أصبح حال أوكرانيا بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الأميركية إمدادات السلاح عنها، على خلفية المشادة الشهيرة بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، وخلافات بينية حول "شكل السلام" الذي يحيكه الرئيس الأميركي بين أوكرانيا وروسيا.

ولم يعد الأمر بالنسبة لأوكرانيا كما كان عليه في الأسابيع الأولى من حربها ضد روسيا قبل 3 سنوات، حين تدفق الدعم الغربي بالمال والسلاح بمليارات الدولارات، وخاصة من أميركا التي زودتها خلال عام 2024 فقط بنحو 40% من حاجتها للسلاح.

"هامش أمان"

وهزَّ وقف إمدادات السلاح الأوكرانيين، ودفعهم للاستنفار على عدة صعد، فسارعوا إلى طمأنة الداخل، واستعجال قرارات أوروبية غربية تسد الفراغ الأميركي، تزامنا مع تزايد الجهود لرأب شرخ العلاقات مجددا مع واشنطن.

ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، فيودر فينيسلافسكي، إن "لدى أوكرانيا هامش أمان يكفيها نصف عام دون مساعدة منتظمة من الولايات المتحدة، وأن السلطات تبحث عن بدائل".

وهو ما أكده رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، حين أعلن "بناء مجمع صناعي دفاعي جديد، وتضاعف حجم الصناعات الدفاعية 35 مرة منذ بداية الحرب، وأن بلاده حددت 20 مجموعة للتفاوض مع الشركاء الغربيين حول الإمدادات".

إعلان

ومن جهته، ناشد البرلمان الأوكراني كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكونغرس والشعب الأميركيين، وثمَّن "جهود ومبادرات ترامب" الشخصية، حسب وصفه، وأكد رغبة الأوكرانيين بتحقيق السلام، وشدد على أهمية "الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة".

قذائف عيار 155 مليمترا أثناء شحنها من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في بداية الحرب الروسية (أسوشيتد برس) حاجة ملحة

وبدت ردود الفعل الأوكرانية هذه وكأن البلاد أقرت بالعجز ورضخت لإرادة ترامب، الذي يضغط على أوكرانيا بحرمانها أكثر ما تحتاج حاليا، وتبدو أيضا كذر للرماد في عيون الأوكرانيين، لأنها لا تغير شيئا من حقيقة الوضع.

ويقول فاليري رومانينكو الباحث في جامعة "ناو" للطيران في كييف للجزيرة نت "المشكلة أكبر بكثير مما يتخيل البعض، فهي لا تقتصر على ذخيرة الجبهات، صواريخ نظام الدفاع الجوي "باتريوت" تنتج فقط في الولايات المتحدة، وكذلك صواريخ طائرات "إف 16" (F16)، ونظم "ناسامز" (NASAMS) و"هايمارس" (HIMARS)، وهي تحديدا الصواريخ التي تحمي المدن والمواقع الحيوية أكثر من غيرها، ونضرب بها مواقع الروس الحساسة بنجاح".

وأضاف "إذا ما قررت أميركا حرمان أوكرانيا أيضا من المعلومات الاستخباراتية التي نحتاجها لاستهداف المواقع الروسية، ستكون تلك الخطوة ضربة قوية جدا بالنسبة لنا، آمل أن نتمكن مع أوروبا من التغلب على هذا الأمر، الذي يُعقِّد قدراتنا الدفاعية دون شك".

بدائل

وبعد القرار الأميركي لم يبق أمام أوكرانيا سوى طريق أوروبا للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية، ولكن، كيف سيكون ذلك؟ وهل سيسد حاجتها الدفاعية كما ونوعا؟

ووفق الخبير فاليري رومانينكو، فإن هذا ممكن إلى حد ما، ودلَّل على ذلك بقوله للجزيرة نت إن شركة نرويجية متخصصة "خططت لإنتاج صواريخ أنظمة الدفاع الجوي "ناسامز" على أراضي أوكرانيا، ربما يكون ذلك، وربما سينقل المشروع إلى النرويج بسبب مخاطر القصف، المهم أنه مشروع ضخم، يعوض إلى حد كبير الخسائر الناجمة عن تعليق إمدادات الصواريخ الأميركية".

ويضيف "في إطار رؤيتهم للسلام، لمَّح البريطانيون إلى إغلاق المجال الجوي الأوكراني، وناقشوا بعض تفاصيل ذلك، وعلى الأرجح ستلعب مطارات بولندا القريبة جدا الدور الأكبر، وخاصة مطار "مينسك مازوفيتسكي" العسكري، ففيه قد تتمركز طائرات قادرة على دخول الأجواء لإجراء دوريات، أو لاعتراض الصواريخ والمسيرات الروسية".

وبتفاؤل حذر، يعتقد المحلل العسكري والخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيفان ستوباك، ومستشار سابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، أن "قرار وقف المساعدات مؤقت"، هدفه الضغط على زيلينسكي وإجباره للاعتذار أو الموافقة على "خطة سلام ترامب".

إعلان

وتابع ستوباك "ليس في مصلحة أميركا خسارة أوكرانيا بعد كل ما قدمته، وانتصار ساحق لروسيا لا يجبرها على السلام فعلا".

ولم يتوقف التعويل على الأميركيين، وهو ما دللت عليه تصريحات حول ذلك، ودعت آراء إلى "التماشي" مع "منطق ترامب".

وصرَّح الرئيس زيلينسكي بأنه مستعد للجلوس على طاولة المفاوضات عاجلا غير آجل، والتوقيع على "اتفاقية المعادة النادرة" مع أميركا.

لا خيارات

ويقول المحلل السياسي سيرهي تاران للجزيرة نت "لا نملك خيارا مثاليا، بل علينا الاختيار بين الأفضل والأسوأ، والأفضل هنا أن توضع العواطف ونوبات الغضب جانبا، وأن تتحسن العلاقات مع واشنطن، وتستأنف الإمدادات".

ويضيف "منطق عملية السلام من وجهة نظر ترامب هو وقف إطلاق النار، ثم الحديث عن الضمانات الأمنية، التي يجب على الأوروبيين أن يلعبوا دورا جديا فيها".

ويرى أن الضمانات الأميركية المنشودة ترتبط بمصالحها الاقتصادية الجديدة في أوكرانيا (اتفاقية المعادن وغيرها)، "وكذلك رفع العقوبات وتعاون اقتصادي واسع النطاق مع روسيا، يضمن تفكيك التحالف الروسي الصيني، الأمر الذي يعتبر جزءا من إستراتيجية السياسة الخارجية الرئيسية لترامب".

ويواصل تاران "ترامب لن يقدم أي ضمانات واسعة النطاق قبل وقف إطلاق النار، ولن يتمكن ترامب من إجبار روسيا على تقديم تنازلات من خلال التفاوض فقط، نريد عكس ذلك طبعا، ولكن هذا سيتناقض مع إستراتيجية تدمير التحالف الإستراتيجي الروسي الصيني، الذي حدد ترامب ثمنه المغري لروسيا، رفع العقوبات والاستثمار في موادها الخام".

ويقول تاران "وفقا لذلك كله، قد يكون كل شيء على ما يرام، يستند هذا المنطق إلى نماذج سابقة لوقف الحروب يعرفها الغرب جيدا".

ويضيف مستشهدا بالحرب الكورية "توقف إطلاق النار بين الكوريتين دون توقيع اتفاق سلام حتى الآن، ومع ذلك، عقود من السلام حلت على كوريا الجنوبية، أصبحت خلالها تحت جناح الغرب، وبفضل المال الغربي أيضا، باتت واحدة من أقوى اقتصادات العالم".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: ترامب يرى أن أوكرانيا تعرقل فرص السلام

أعرب البيت الأبيض عن استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وتيرة المفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يسير في الاتجاه الخاطئ" في ما يخص المفاوضات مع روسيا. 

جاء ذلك في تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، مساء الأربعاء، التي أكدت أن ترامب يشعر بخيبة أمل متزايدة من موقف كييف الرافض لتقديم تنازلات اعتبرها ضرورية لإحراز تقدم ملموس على طريق السلام.

وأضافت ليفيت في مؤتمر صحفي أن ترامب "يريد إنهاء القتل وتحقيق السلام، لكن ذلك يتطلب إرادة حقيقية من طرفي النزاع"، موضحة أن "الرئيس بدأ يفقد صبره لأن الجانب الأوكراني لا يُظهر ما يكفي من المرونة أو الواقعية".

أوكرانيا: إصابة 21 شخصا في القصف الصاروخي الروسي على كييفالخارجية البريطانية: محادثات لندن أحرزت تقدما لتوحيد الرؤى بشأن أوكرانياالكرملين: روسيا تؤكد مجددا معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانياالكرملين: لا مواعيد نهائية لتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانياترامب: نحن قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا

وكان ترامب قد انتقد علنًا تصريحات زيلينسكي الأخيرة بشأن شبه جزيرة القرم، التي أعلنت روسيا ضمها عام 2014. وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، وصف ترامب تصريحات زيلينسكي بأنها "تحريضية" وتُعرقل أي أمل في التوصل إلى اتفاق مع روسيا. 

وكتب ترامب أن "القول إن القرم ليست قابلة للنقاش هو تصريح مضر للغاية بمفاوضات السلام"، مضيفًا أن القرم "فُقدت منذ سنوات ولم تعد حتى ضمن المواضيع المطروحة".

من جهته، جدد زيلينسكي، يوم الثلاثاء، موقف بلاده الرافض للاعتراف بالسيادة الروسية على القرم، مؤكدًا أن هذا الأمر "يتعارض مع الدستور الأوكراني" ولا يمكن التفاوض بشأنه بأي شكل من الأشكال. وقال في تصريح مقتضب: "لا مجال للحديث هنا. هذا مخالف لدستورنا".

أوكرانيا: إصابة 21 شخصا في القصف الصاروخي الروسي على كييفالخارجية البريطانية: محادثات لندن أحرزت تقدما لتوحيد الرؤى بشأن أوكرانياالكرملين: روسيا تؤكد مجددا معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانياالكرملين: لا مواعيد نهائية لتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانياترامب: نحن قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتكثف فيه الضغوط الغربية، لا سيما من جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإيجاد صيغة تتيح إنهاء النزاع، في ظل القلق المتزايد من تشدد الموقف الأمريكي مع دخول الحملة الانتخابية في واشنطن مرحلة أكثر حساسية. 

وكانت تقارير قد أفادت في وقت سابق بأن بعض الحلفاء الأوروبيين يبحثون إمكانيات للتسوية تتضمن حلاً وسطًا، قد يشمل "خطوات رمزية" من أوكرانيا في قضايا السيادة على بعض المناطق، مقابل التزام روسي بوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • لماذا يتوجّس الأوروبيون من الحماسة الأميركية لصفقة السلام بأوكرانيا؟
  • ما مستقبل العلاقات الأميركية الأوروبية بعد لقاء ترامب وميلوني؟
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع لي لوقف الضربات على أوكرانيا
  • البيت الأبيض: ترامب يرى أن أوكرانيا تعرقل فرص السلام
  • صحفية أوكرانية: الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات وتترك أوكرانيا دون مساعدة
  • بيسكوف: بينما تتحدث الولايات المتحدة وروسيا عن السلام يطالب الأوروبيون بالحرب