الولايات المتحدة –  تراجعت الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات امس الثلاثاء، ولليوم الثاني على التوالي، مع دخول قرار الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم على منتجات كندا والمكسيك والصين حيز التطبيق.

وبذلك، فقد مؤشر “إس أند بي 500” الأوسع نطاقا للأسهم الأمريكية المكاسب التي حققها منذ انتخاب ترامب في نوفمبر.

وحسب ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، انخفض مؤشر “إس أند بي 500″ بنسبة 1.

2% بعد أداء متذبذب اليوم حيث بدأ التعاملات بتراجع نسبته 2% ثم قلص خسائره في تعاملات الظهيرة ليتراجع بنسبة 0.1% فقط، قبل أن يختتم التعاملات بنسبة 1.2%.

كما تراجع مؤشر د”او جونز” الصناعي بمقدار 670 نقطة أي بنسبة 1.6% في ختام التعاملات.

وتراجع مؤشر “ناسداك” المجمع بنسبة 0.4%، رغم ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “إن فيديا” للرقائق.

وساهمت الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة من جهة والصين وكندا والمكسيك من جهة أخرى في استمرار التراجع الأخير للأسهم الأمريكية التي بدأت التراجع بسبب مؤشرات ضعف أداء الاقتصاد الأمريكي.

كما تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية بشدة في حين كان تراجع الأسواق الآسيوية طفيفا.

جدير بالذكر أن تراجع الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء، جاء بعد تراجع كبير يوم الاثنين.

وتسبب الانخفاض بتبديد كل المكاسب التي حققتها الأسواق منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر.

وفي الوقت نفسه تتزايد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية التي قد ترفع أسعار المستهلك وتعيد إشعال فتيل التضخم تشكل عبئا ثقيلا على الاقتصاد و”وول ستريت”.

ومع دخول قرار ترامب حيز التطبيق الثلاثاء، أصبحت الواردات الأمريكية من كندا والمكسيك تخضع لرسوم جمركية بنسبة 25% باستثناء منتجات الطاقة الكندية التي تخضع لرسوم بنسبة 10%، في حين تمت مضاعفة الرسوم التي فرضها ترامب على المنتجات الصينية من 10% في فبراير إلى 20%.

في المقابل ردت كندا بإعلانها خطة لفرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة 100 مليار دولار، في حين أعلنت وزارة التجارة الصينية فرض رسوم بنسبة 15% على مجموعة من المنتجات الزراعية الأمريكية مثل الدواجن والقمح والذرة، ورسوم بنسبة 10% على منتجات أخرى مثل فول الصويا والذرة الرفيعة واللحوم.

 

المصدر: “أ ب”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: بنسبة 1

إقرأ أيضاً:

تليجراف: الهيمنة الأمريكية تتراجع وصفقات ترامب تصطدم بواقع عالمي جديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن الهيمنة الأمريكية لم تعد كافية لفرض الحلول أو رسم ملامح السلام وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بنى سمعته على قدرته في إبرام الصفقات، يكتشف الآن أن العالم لا يسير وفق قواعده، وأن الأطراف المتصارعة لا تنتظر تعليماته.

وأشارت الصحيفة في مقال تحليلي سياسي اليوم الجمعة إلى أن ترامب يجد نفسه محاصرا بالواقع الجديد في قضايا مثل أوكرانيا وقطاع غزة وبكين وتل أبيب وهو: أمريكا لم تعد بالقوة التي كان يعتقدها.

وكان الرئيس الأمريكي، دائمًا يفتخر بقدراته في إبرام الصفقات وطوال حملته الانتخابية، تباهى بأن لديه القدرة على حل النزاعات بسرعة وبشكل فعال، وفي لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، أثناء حديثه عن إمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية قال: "أنا أبرم الصفقات، حياتي كلها صفقات".

لكن مع مرور الوقت، أصبحت تلك الفكرة محل تساؤل، حيث تظهر حقيقة أن القوة الأمريكية لم تعد كما كانت في السابق، وأن ترامب قد يتعلم بالطريقة الصعبة أن لا أحد في العالم على استعداد لتقديم تنازلات بناءً على إرادته وحده.

وقد تكون أوكرانيا هي أبرز مجالات تدخل ترامب في الساحة الدبلوماسية، حيث وعد بإيقاف الحرب في 24 ساعة، كان هذا وعدًا مبالغًا فيه منذ البداية، ولكنه يعكس العجلة التي شعر بها ترامب لإنهاء الصراع الذي كان يعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، كان يجب أن يحله منذ فترة طويلة.

وفي الأيام الأولى لإدارته، بدأ ترامب على الفور، وتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعين مستشاريه في السياسة الخارجية في العواصم الأجنبية لمحاولة التوصل إلى اتفاقات سلام قصيرة الأجل، ولكن كما يعرف أي وسيط خبير، لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي دون أن تكون هناك ظروف ملائمة لذلك، ويجب أن تأتي الإرادة من الأطراف المعنية مباشرة.

فشل محاولات السلام

ومنذ بداية الحرب، كانت محاولات السلام تتعرض للفشل، وعندما وافقت واشنطن وكييف على هدنة لمدة 30 يومًا في مارس، تم عرقلتها من قبل بوتين، الذي كثف العملية بأسئلة فنية معقدة تسببت في انهيارها قبل توقيعها، ومع مرور الوقت، ظهرت مواقف متباينة بين بوتين وزيلينسكي حول بنود الاتفاقات، ما جعل المحادثات تتوقف بشكل كامل.

وفي النهاية، أصبح الأمر واضحًا: لا يمكن فرض السلام من الخارج، والقرار يجب أن يأتي من الأطراف المباشرة في النزاع، ولكن الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط، فعلى جبهة أخرى، كانت محاولات ترامب للتوسط في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني تسير في اتجاه مشابه، فبعد أن تمكن من فرض وقف إطلاق نار على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبين أن الاتفاق لم يكن يحظى بتأييد كامل من قبل جميع الأطراف. فنتنياهو، الذي كان يواجه ضغوطًا داخلية من حلفائه السياسيين، كان يفضل استخدام القوة العسكرية بدلًا من المفاوضات، وترامب، الذي اعتاد الحصول على نتائج سريعة، بدا غير مبالٍ عندما خالف نتنياهو بنود الاتفاق بعد فترة وجيزة.

وحتى في ملف التجارة، حيث يسعى ترامب إلى فرض اتفاقيات جديدة مع الدول الكبرى مثل الصين، فإن الأمور لم تسر كما كان يأمل. فبالرغم من فرض الرسوم الجمركية العالية على البضائع الصينية، لم تتمكن الولايات المتحدة من دفع الرئيس شي جين بينج إلى طاولة المفاوضات، بل على العكس، يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تدفع الصين بعيدًا. ومؤخرًا، بدأ ترامب يظهر علامات على التراجع في موقفه، ما يعكس فشل سياسته التجارية السابقة.

ويمكن إلقاء اللوم على ترامب في العديد من هذه الفشل، لكن من المهم أيضًا النظر في كيفية تغير موازين القوى العالمية، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تزال القوة العظمى العسكرية والاقتصادية في العالم، ولكنها لم تعد تستطيع فرض إرادتها على الآخرين كما كانت في السابق، ففي عالم اليوم، تمتلك كل دولة مصالحها الخاصة التي لا يمكن تجاهلها، فبالنسبة لروسيا، فإن الخط الأحمر هو عدم الخسارة في أوكرانيا، وبالنسبة لإسرائيل، فهو ضمان عدم تمكن حركة حماس من الحفاظ على نفوذها في غزة، أما بالنسبة للصين، فإن الخط الأحمر هو الحفاظ على هيبتها الاقتصادية والسياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدرس الأهم هنا هو أن الرؤساء الجيدين يجب أن يتعلموا العمل ضمن الواقع الدولي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل كل النزاعات أو فرض إرادتها على بقية العالم، وفي النهاية، تقتضي السياسة الدولية أن تتعامل مع الحقائق على الأرض، وأن تفهم أن قوة التفاوض لا تأتي فقط من القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل من قدرة الرئيس الأمريكي على فهم وتقدير مصالح الأطراف الأخرى والعمل ضمنها.

وخلصت الصحيفة بالقول إن ترامب، الذي كان يعتقد أن "إبرام الصفقات" هو كل ما يحتاجه لتحقيق السلام، بدأ يدرك ببطء أن السياسة العالمية تتطلب أكثر من مجرد وعود كبيرة.

مقالات مشابهة

  • لليوم الثاني على التوالي.. الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار
  • تليجراف: الهيمنة الأمريكية تتراجع وصفقات ترامب تصطدم بواقع عالمي جديد
  • قوافل تعليمية مجانية لطلاب الثانوية العامة بطامية لليوم الثاني على التوالي
  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع وسط حالة من عدم اليقين التجاري
  • ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية لليوم الثالث مع ترقب تهدئة الحرب التجارية
  • زخم الأسهم الآسيوية يتلاشى بعد تضارب الأنباء بشأن رسوم ترامب الجمركية
  • بسبب الرسوم الجمركية .. 12 ولاية أمريكية ترفع دعوى ضد إدارة ترامب
  • مفاجأة في الحرب التجارية.. أمريكا تتراجع عن قرارات ترامب الجمركية
  • انتعاشة لأسواق الأسهم الأوروبية وسط آمال بتهدئة التوترات التجارية.. وستوكس 600 يرتفع 1.7%
  • تراجع ترامب عن تهديد رئيس الاحتياطي الاتحادي يرفع أسواق الخليج