المأكولات الرمضانية في الساحل تراث ترسخه العادات ومنتجات البيئة المحلية
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
اللاذقية-سانا
يتميز شهر رمضان في الساحل السوري بمزيج فريد من العادات والتقاليد التي تعكس غنى التراث السوري وتنوعه، بما في ذلك المأكولات الرمضانية التي تحمل نكهاتها عبق التاريخ وروح المكان، فضلاً عن كونها تشكل وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم التكافل والتآخي بين أفراد المجتمع.
وتلعب العادات ومنتجات البيئة المحلية دوراً كبيراً في تحديد المأكولات الرمضانية، التي تتوارث وصفاتها من جيل إلى آخر، ولا سيما للأطباق التي تحتوي على المأكولات البحرية، كما يوضح الباحث في التراث اللامادي بسام جبلاوي في تصريح لـ سانا، حيث تتقن النساء في اللاذقية وعموم الساحل السوري طهي السمك بمختلف أنواعه وخاصة ”سمكة حرة “.
ويرى جبلاوي أن وجبة “الصيادية” تبقى الوجبة الأشهر المرتبطة بالساحل، حيث تتميز ربات البيوت والطهاة بإعدادها وطريقة تقديمها، ويجتهد البعض منهم بإضافات غذائية عديدة لإعطائها مكانتها، وهي تجمع بين الرز والسمك مع البصل المقلي، ومرقة عظام السمك، ومن الممكن أن تحضر صلصة خاصة بها.
ومن الأكلات التي يتميز الساحل السوري بها كما يضيف جبلاوي الكبب، ولاسيما كبة السمك والتي اشتهر بها أهل اللاذقية قديماً عن طريق جبل البرغل بلحم السمك بدلاً من لحم الضأن، إضافة لكبة السلق أو التي تسمى “الكبيبات بالسلق” وهي طبق تراثي، يستخدم البرغل لإعداد الكبة، وعند التقديم يضاف إليها خليط الثوم المدقوق ودبس الفليفلة وعصير الليمون وزيت الزيتون الساحلي الدسم والمعروف بـ ”زيت الخريج”.
ويشير جبلاوي إلى أن أكلات اللبن كذلك لا يمكن الاستغناء عنها في رمضان ويفتتح بها الكثيرون الصيام، مثل الشيش برك وشيخ المحشي الذي يعد من أكثر الأطباق تقديراً على مائدة رمضان.
ويرتبط الطعام في رمضان في الساحل السوري وفق جبلاوي بعادات اجتماعية تظهر التكافل المجتمعي وتعلي من القيم الإنسانية مثل ”السكبة”، وهي عادة مازال الكثيرون يحافظون عليها، ويتم فيها تبادل الأطباق بين الجيران، إضافة إلى الموائد الرمضانية والتي تُقام في الأحياء، بمبادرة من أهل الخير والمجتمع الأهلي.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الساحل السوری
إقرأ أيضاً:
قصة كفاح مصرية.. حوّلت خيوط المكرمية إلى منصة رقمية تحمي تراث مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط زحام الحياة ومسؤوليات الأسرة والعمل، كانت هناك دائمًا مساحة صغيرة تحتفظ بها انتصار صلاح لنفسها، مساحة من الألوان والخيوط واللوحات التي تأبى أن تُنسى، ولم يكن طريقها مفروشًا بالإبداع منذ البداية، بل كان محفوفًا باختيارات مفروضة، وأحلام مؤجلة، ورسالة لم تنطفئ، و“انتصار صلاح” ليست فقط سيدة مصرية ناجحة؛ بل هي قصة كفاح مكتوبة بالخيوط والألوان، صنعت من التحديات فرصًا، ومن الشغف مشروعًا، ومن الحلم منصة.
منذ طفولتها في أحد أحياء القاهرة، كانت انتصار تحمل شغفًا لا يُقاوم للفنون، وتعلمت بحب وإصرار فنون المكرمية، الكروشيه، والتطريز، والرسم على الزجاج. كان والدها أول من انتبه لتميزها، فدفعها لتحويل هذا الشغف إلى مشروع بسيط، تنتج فيه مرايا مزينة يدويًا، ولوحات فنية زيتية، ومنتجات من الخيوط تحمل بصمتها.
لكن التنسيق الجامعي لم يكن رحيمًا بها، وبدلًا من الفنون الجميلة، وجدت نفسها في كلية التجارة، ولم تيأس، وأنهت دراستها، ثم قررت أن تعود لحلمها القديم. قدمت أوراقها مجددًا، وهذه المرة دخلت كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير، حيث تعلمت فنونًا دقيقة مثل الزجاج المعشق والنقش على الزجاج.
بعد التخرج، بدأت مرحلة جديدة كمدرسة للحاسب الآلي بمدرسة الأورمان الثانوية للبنات، وحققت نجاحًا ملحوظًا دفع وزارة التربية والتعليم لاختيارها لتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا في التعليم، تزوجت، وأنجبت طفلها الأول، لكنها لم تتوقف، وخلال إجازة رعاية الطفل، تعلمت تصميم المواقع واكتسبت مهارات في الدعاية والإعلان، لكنها لم تنس ما تحب. كانت الفنون تناديها دومًا.
في عام 2015، أطلقت مبادرة كدعوة حقيقية لإحياء الحرف اليدوية المصرية، وبدأت بتنظيم معارض وورش تدريب، تستهدف فيها النساء والشباب، وتنقل إليهم ما كانت قد تعلمته طوال رحلتها. كانت تحلم ألا تندثر الحرف القديمة، وأن تجد لنفسها مكانًا في العصر الرقمي.
هذا الحلم تطور ليأخذ شكلًا جديدًا، أسست انتصار منصة “إيجيبتا للفنون”، كأول منصة رقمية تهدف إلى تحويل الحرف اليدوية من مجرد منتجات إلى علامات تجارية رقمية لها هوية ومكان في السوق العالمي، وسعت من خلالها إلى تمكين الحرفيين وربطهم بالأسواق الحديثة.
وفي إطار اهتمامها بالاستدامة، أنشأت خط إنتاج خاص بشنط صديقة للبيئة، مساهمة منها في الحفاظ على كوكبها، الذي تسعى أن تتركه أفضل لأبنائها الثلاثة،
IMG_0272 IMG_0271 IMG_0270 IMG_0268 IMG_0269 IMG_0267 IMG_0266