"فك كربة" من مبادرة إلى جمعية مستقلة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
"وفي كل كربةٍ، أفقٌ ينتظر أن تشرق فيه رحمة القلوب وتكاتف الأيدي".
في أمسياتٍ باردة من ليالي الشتاء؛ حيث يتجمع الناس في دفء منازلهم، هناك من ينتظر في صمتٍ خلف جدران متهالكة، يحمل عبء ديون أثقلت كاهله وحرمته حتى من لحظات الأمان البسيطة، وتأتي مبادرة "فك كربة" كضوءٍ يتسلل إلى عتمة أيامهم، لتعيد لهم الأمل وتثبت أن الخير ما زال ينبض في قلوب أبناء هذا الوطن.
مع كل الأثر الإيجابي الذي حققته مبادرة "فك كربة"، تُبرز الحاجة لتطويرها وتحويلها إلى كيان مستقل يعمل على مدار العام، لضمان استمرارية دعم الغارمين وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل أكبر عدد من المستفيدين، ويمكن أن تتبلور هذه الرؤية المستقبلية في تحويل المبادرة إلى جمعية خيرية مستقلة تسهم بفعالية في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي.
مبادرة "فك كربة" تركز جهودها على مساعدة الغارمين الذين تعثروا في سداد ديون محدودة، غالبًا ما تكون ناتجة عن ظروف معيشية صعبة أو احتياجات أساسية مثل توفير السكن أو العلاج أو التعليم؛ حيث يتم تحديد سقف معين لهذه الديون لضمان توجيه الدعم إلى الفئات الأكثر حاجة وتأثيرًا، مما يحقق أكبر أثر ممكن باستخدام الموارد المتاحة، ومع ذلك، فإن الرؤية المستقبلية لتطوير المبادرة لتُصبِح جمعية مُستقلة يُمكن أن تشمل دراسة الحالات التي تتجاوز ديونها السقف المحدد، خاصةً إذا كانت هذه الديون مرتبطة بظروف قاهرة أو أسباب إنسانية تتطلب النظر بعمق أكبر، مع السعي إلى تقديم حلول مرنة ومتعددة لهذه الفئات.
تتمثل الفكرة الأساسية لهذا التطوير في إنشاء كيان قانوني مستدام، يكون مسؤولًا عن جمع التبرعات وتنظيمها بشكل دائم، من خلال إطلاق صندوق خيري خاص بمساعدة الغارمين، ويمكن أن يتم تمويل هذا الصندوق عبر مساهمات دورية من المؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة إلى التبرعات الفردية، بما يضمن استدامة الموارد المالية ويقلل من الاعتماد على الحملات الموسمية.
كما يمكن للجمعية أن تطلق برامج توعية وتثقيف مالي تستهدف فئات المجتمع المختلفة، لتجنب الوقوع في الديون غير المدروسة، هذه البرامج قد تشمل ورش عمل تقدم استشارات مجانية للمستفيدين حول إدارة الموارد المالية والتخطيط المالي الشخصي، مما يسهم في تحقيق استقرارهم المعيشي على المدى الطويل.
إلى جانب ذلك، يمكن للجمعية بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص والبنوك وشركات التمويل لتقديم حلول مبتكرة لدعم الغارمين. على سبيل المثال، يمكن تصميم برامج لتقسيط الديون بأسعار فائدة منخفضة أو حتى بدون فوائد بالتنسيق مع الجهات المختصة، مما يخفف العبء عن الأسر المتعثرة.
التقنيات الحديثة يمكن أن تكون عاملًا رئيسيًا في تعزيز فعالية الجمعية، من خلال إنشاء منصة إلكترونية تتيح للأفراد والشركات التبرع بسهولة وشفافية. هذه المنصة يمكن أن تعرض تفاصيل الحالات التي تحتاج إلى دعم بشكل مباشر، مع تحديثات دورية حول الحالات التي تمت مساعدتها، مما يعزز الثقة بين المتبرعين والإدارة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استثمار جزء من موارد الجمعية في مشاريع استثمارية صغيرة تدر أرباحًا تخصص لدعم أنشطتها المستقبلية، مما يعزز من قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل مستقل ومستدام.
وأخيرًا.. لا ريب أن تحويل "فك كربة" إلى جمعية مستقلة هو خطوة ضرورية لتعظيم أثرها وتوسيع نطاقها، لتصبح نموذجًا وطنيًا يحتذى به في مجال العمل الخيري والاجتماعي. هذا التطوير لن يخدم فقط الغارمين؛ بل سيُعزِّز قِيَم التكاتف والتعاون في المجتمع، ويؤكد أن سلطنة عُمان قادرة على تطوير مبادراتها لتواكب التحديات وتلبي احتياجات أبنائها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: لا يمكن لأحد المساس بالثوابت لأنها عقيدتنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية الحفاظ على اللغة العربية، وأنه لا يمكن لأحد المساس بالثوابت لأنها عقيدتنا، موضحًا: “الناس كلها ترى أن اللغة العربية ليست لغة العصر، وإنما لغات أخرى هي لغة العصر والمعرفة.
وتابع الرئيس: نرى أن الكثير من الأولاد لا يريدون التحدث بالعربية”، مشددًًا: “لا مانع من تعلم اللغات الأخرى في المدارس، لكن يجب ألا نترك لغة القرآن”.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته بحفل تخريج الأئمة من الأكاديمية العسكرية: ربنا يوفقكم جميعًا، ويبارك جهودكم وجهودنا، ويجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية".