رغم كونه اضطرابا دماغيا.. أدلة جديدة تدعم فرضية بدء مرض باركنسون في القناة الهضمية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
Estimated reading time: 10 minute(s)
“الأحساء اليوم” – الأحساء
يعرف مرض باركينسون بأنه اضطراب في الدماغ، وجميع أعراضه، مثل الرعاش وبطء الحركة، تنبع من فقدان الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ تساعد على التحكم في الحركة.
لكن العديد من الباحثين يعتقدون أن هذا الاضطراب التنكسي العصبي قد يبدأ بعيدا عن الدماغ، في الأمعاء، وقبل ظهور العلامات العصبية الأولى للمرض بسنوات.
وتدعم نتائج دارسة جديدة توصل إليها باحثو جامعة كولومبيا، ديفيد سولزر ودريتان أغاليو، طالبا الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، فرضية بدء باركينسون في الأمعاء، وأظهروا أن ما يحفز التغيرات المعدية المعوية الأولية في مرض باركنسون قد يكون هجوما مناعيا خاطئ التوجيه.
ويقول سولزر: “إذا كانت هذه هي بداية مرض باركنسون لدى العديد من الأشخاص، فمن المحتمل أن نتمكن من تحديد المصابين بالمرض قبل أن يصل إلى الدماغ. ونأمل أن نوقفه في مساراته”.
المناعة الذاتية والأمعاء
بدأت نظرية ارتباط الأمعاء بمرض باركنسون، التي تم اقتراحها في الأصل قبل 20 عاما، تثير فضول سولزر بعد أن أشار بحثه الخاص إلى دور استجابة المناعة الذاتية في مرض باركنسون.
وفي مرض باركنسون، أو كما يعرف بالشلل الرعّاش، يصبح البروتين المسمى ألفا سينوكلين غير مطوي، ويتراكم داخل الخلايا العصبية، ويسمم الخلايا ببطء.
وأظهر مختبر سولزر بالتعاون مع علماء المناعة في معهد لا جولا لعلم المناعة أن أجزاء صغيرة من ألفا سينوكلين غير المطوي يمكن أن تظهر أيضا على السطح الخارجي للخلايا العصبية، ما يجعل الخلايا العصبية عرضة للهجوم من الجهاز المناعي.
ويمكن أن يسبب الهجوم المناعي ضررا أكثر حدة للخلايا العصبية من الرواسب الداخلية للألفا سينوكلين.
ويوضح سولزر: “يحتوي دم مرضى باركنسون غالبا على خلايا مناعية مهيأة لمهاجمة الخلايا العصبية، لكن ليس من الواضح أين أو متى يتم تجهيزها”.
وكانت القناة الهضمية احتمالا مثيرا للاهتمام لأنها تحتوي على نفس الخلايا العصبية ولأن معظم مرضى باركنسون يعانون من الإمساك قبل سنوات من ظهور أعراض الدماغ وتشخيص المرض.
ولمتابعة هذه الفرضية، تعاون سولزر مع أغاليو، اختصاصي المناعة العصبية الذي يتمتع بخبرة في نماذج الفئران لاضطراب عصبي آخر (التصلب المتعدد) والذي يملك سمات المناعة الذاتية نفسها.
الاستجابة المناعية للألفا سينوكلين تؤدي إلى أعراض القناة الهضمية
لمعرفة ما إذا كان رد الفعل المناعي تجاه ألفا سينوكلين يمكن أن يؤدي إلى ظهور المرض، قامت فرانشيسكا غاريتي وكونور موناهان، طلاب الدراسات العليا الذين يديرهم أغاليو وسولزر، بإنشاء فأر قادر على عرض أجزاء من ألفا سينوكلين غير مطوية على أسطح الخلايا. (الفئران الطبيعية لا تملك هذه القدرة). ثم قاموا بحقن الفئران بمادة ألفا سينوكلين وراقبوا ما يحدث في الدماغ والأمعاء.
ولم يرَ الباحثون أي علامات تشبه مرض باركنسون في الدماغ، لكنهم وجدوا أن الهجوم المناعي على الخلايا العصبية في الأمعاء يؤدي إلى الإمساك وتأثيرات أخرى على الجهاز الهضمي تشبه تلك التي تظهر في معظم مرضى باركنسون قبل سنوات من تشخيص إصابتهم بالمرض.
ويقول سولزر: “يُظهر هذا أن رد فعل المناعة الذاتية يمكن أن يؤدي إلى ما يبدو أنه المراحل المبكرة من مرض باركنسون، وهو ما يدعم بقوة أن مرض باركنسون هو في جزء منه أحد أمراض المناعة الذاتية”.
وتثير النتائج أيضا احتمال أن الاكتشاف المبكر للاستجابة المناعية في القناة الهضمية يمكن أن يمنع حدوث هجوم لاحق على الخلايا العصبية في الدماغ ويوقف مرض باركنسون في مساراته.
ومع ذلك، ليس من الواضح حاليا مدى حجم الدور الذي يلعبه الجهاز المناعي في دماغ مرضى باركنسون. وقد تصبح الإجابة على هذا السؤال أكثر وضوحا إذا اكتشف الباحثون سبب عدم ظهور أي علامات لمرض باركنسون في أدمغة فئرانهم.
ويفترض الفريق أن الخلايا المناعية في نموذج الفأر الخاص بهم قد لا تصل إلى الدماغ لأن الحيوانات صغيرة السن ولم يضعف بعد حاجز الدم في الدماغ بما يكفي للسماح للخلايا المناعية بالضغط. وقد يؤدي فتح الحاجز أو تسريع عملية الشيخوخة إلى إصابة الفئران بأعراض الجهاز الهضمي والدماغ.
ويقول سولزر: “هدفنا النهائي هو تطوير نموذج لمرض باركنسون في الفئران الذي يعيد خلق عملية المرض لدى الإنسان، وهو أمر غير موجود في الوقت الحالي. سيكون ذلك حاسمًا في الإجابة على الأسئلة حول المرض الذي لا يمكننا استكشافه لدى البشر وفي نهاية المطاف تطوير علاجات أفضل”.
نشرت النتائج الجديدة في مجلة Neuron.
المصدر: الأحساء اليوم
كلمات دلالية: الخلايا العصبية الرعاش القناة الهضمية الخلایا العصبیة المناعة الذاتیة فی الدماغ یمکن أن
إقرأ أيضاً:
إيمان الهاشمي تُطلق جمعية للاستشفاء بالفنون
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
صرحت الموسيقية والملحنة، د. إيمان الهاشمي بأنها تستعد لإطلاق جمعية متخصصة برعاية المصابين باضطراب المناعة الذاتية، بمختلف الوسائل الابتكارية، وأهمها العلاج بالموسيقى والفنون، والعلاج بالرسم والكتابة والذبذبات الصوتية، موضحةً أن الجمعية من المقرر الإعلان عنها قريباً، بحسب قوانين الجمعيات الأهلية ذات النفع العام، وتحت إشراف دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي.
وأشارت إيمان الهاشمي، إلى أن جمعية «المناعة الذاتية»، تُعتبر الرابعة على مستوى العالم، وستكون منبراً فنياً وطبياً واجتماعياً هادفاً، يجمع الاستشاريين والأكاديميين وأصحاب المهارات المتميزة، للمساهمة المجتمعية في رعاية أصحاب المناعة الذاتية، لافتة إلى أنها المؤسس وصاحبة الفكرة، إلى جانب نخبة من الأعضاء المعروفين بخدماتهم المجتمعية البارزة وأنشطتهم الفنية والموسيقية الفعالة، كما تضم مجموعة من الأطباء.
ولفتت إلى أن الجمعية ستضم باقة من الأنشطة التفاعلية والبرامج التعليمية والتثقيفية والترفيهية، الخاصة بتحسين حالات المناعة الذاتية، ومنها الأنشطة الرياضية، ومتابعة ما يتناسب مع الطب البديل والعلاج بالأعشاب، وفقرات علمية أكاديمية، وورش فنية متخصصة بالعلاج بالرسم والموسيقى والكتابة، وسواها من الأنشطة المجتمعية الأخرى.
تحديات
الهاشمي المتخصصة في الأوركسترا والموسيقى التصويرية، وعازفة البيانو، والرسامة، والكاتبة والشاعرة، كشفت أن إصابتها بالمناعة الذاتية، وتجربتها المرهقة، وتغلبها على التحديات التي واجهتها، أمور دفعتها إلى التفكير في تأسيس الجمعية، بهدف تقديم الرعاية والدعم الكامل لمثل هذه الحالات، وتقديم العلاج عن طريق الموسيقى والأنشطة المجتمعية، إيماناً منها بتأثير الفنون الفاعل على الصحة البدنية والنفسية.
وقالت: «يوجد أكثر من 80 نوعاً من أمراض المناعة الذاتية لخلايا الجسم وأنسجته وأجهزته الداخلية، ودورنا الجوهري في الجمعية سيكون من خلال التعاون مع مختلف القطاعات لنشر الوعي حول المناعة الذاتية، ولتثقيف الجيل الجديد والمجتمع ككل، وتوفير كل ما يلزم لتعزيز ثقافة الرعاية الوقائية، وتنظيم فعاليات رياضية وترفيهية وفنية وثقافية وأدبية وعلمية للأفراد، للنهوض بالوعي المجتمعي حول المناعة الذاتية».
«ابنة صياد اللؤلؤ»
تحدثت الهاشمي عن نشاطها الفني، وأوضحت أنها قدمت عرض «ابنة صياد اللؤلؤ»، في حفل بدولة قطر، يروي قصص النواخذة والصيادين الباحثين عن اللؤلؤ في مياه الخليج العربي، سعياً للحفاظ على الموروث والتعريف به عالمياً، لافتة إلى أن العمل يمزج بين أحدث التقنيات مع تصميم الرقصات والموسيقى والسرد لاصطحاب المشاهدين، من مختلف الأعمار، في رحلة ساحرة مع أمواج الخليج وحكايات البحارة.
وقالت: «أنجزت في العرض أطول مقطوعة موسيقية تمتد قرابة الساعة، ومزجتُ فيها الألحان العربية والغربية من تأليفي وتوزيعي بصورة تختلف بشكل كبير عن الموسيقى التقليدية، وكان هذا أكبر تحدٍ، إذ لم يسبق لي تقديم مقطوعة بهذا الطول».
حفل في كازاخستان
صرّحت الهاشمي بأنها شاركت بألحانها الإماراتية في تقديم حفل موسيقي في كازاخستان، لتمثيل دولة الإمارات في الخارج، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة وسفارة الدولة في كازاخستان، بهدف تبادل الثقافات والإثراء الفني المعرفي بين الإمارات وكازاخستان.
جوائز
حصدت إيمان الهاشمي جائزة «الشرق الأوسط لتميز المرأة القيادية في مجال الثقافة والفنون»، وجائزة «دبي سينسيشن لتميز الأعمال»، تقديراً لأعمالها المتميزة في مجال الموسيقى، وجائزة «إماراتية لا تعرف المستحيل» عن إنجازاتها الفنية والأكاديمية، معتبرة أن الجوائز تحفزها على تقديم الأفضل، لتكون خير سفيرة لدولة الإمارات في المحافل المحلية والعربية والعالمية.