بنك الإمارات للطعام يُطلق مبادرة بالعطاء نجتمع
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
بتوجيهات ومتابعة حرم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام، أطلق البنك - إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية - مبادرة "بالعطاء نجتمع" لتوفير سبعة ملايين وجبة من فائض الطعام وإيصالها إلى المستحقين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال ثلاث مبادرات فرعية تضم؛ "سلال النعم"، و"إفطار زعبيل"، و"فائض الخير"، فضلاً عن تشجيع أفراد المجتمع على تبني أفضل الممارسات التي تساهم في تعزيز الإدارة المستدامة للطعام والحدّ من هدره وفقده.
وقال المهندس مروان أحمد بن غليطة، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بنك الإمارات للطعام إن مبادرة بالعطاء نجتمع لتوزيع وجبات الطعام خلال شهر رمضان المبارك مثال صادق على أن قيم الخير والإحسان والعطاء اللامحدود هي جزء أصيل من قيم المجتمع الإماراتي، وتمثل دعوة إنسانية لأفراد المجتمع والمؤسسات والمساهمين لتعزيز أواصل الرحمة والإسهام في تحسين حياة الملايين. كما تجسّد المبادرة رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لترسيخ مكانة دولة الإمارات كنموذج عالمي متكامل في مجال العمل الخيري والإنساني، وتعزيز ثقافة البذل والعطاء وتحفيز أفراد المجتمع وأصحاب الأيادي البيضاء على المساهمة المجتمعية الفعالة في الحملات الخيرية والإنسانية.
وأضاف سعادته أنه بمتابعة سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، يواصل بنك الإمارات للطعام جهوده ونهجه في إدارة فائض الطعام وجمعه وإيصاله إلى أكبر شريحة من مستحقيه حول العالم، وفق منظومة إنسانية مستدامة، تسعى إلى الحفاظ على استدامة الخير وإغاثة المحتاجين، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والحد من فقد وهدر الطعام الذي ينعكس على تحقيق أثر بيئي إيجابي.
من جهتها، قالت منال بن يعروف، رئيس الفريق التنفيذي في بنك الإمارات للطعام إن مبادرة "سلال النِعَم" تهدف إلى توزيع أكثر من 200 ألف وجبة يومياً خلال الشهر الفضيل داخل الدولة وخارجها، حيث ستُجمع تلك الوجبات على شكل تبرعات وطرود غذائية من شركاء البنك من محلات البيع بالتجزئة، والمؤسسات الغذائية، وشركات ومصانع الأغذية، إلى جانب جمع فائض الطعام المطبوخ وغير المطبوخ من الفنادق والمطاعم والمتبرعين من الشركات والأفراد وتوزيعها على المستفيدين بالتنسيق مع شركائه من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية والخاصة".
وأشارت بن يعروف إلى أن بنك الإمارات للطعام سينظّم مبادرة "إفطار زعبيل" لتوفير وجبات إفطار لأكثر من 3 آلاف عامل، تماشياً مع جهود البنك في ترسيخ قيم التكافل المجتمعي واعترافاً وتقديراً لفئة العمال ودورهم في المجتمع.
وأوضحت رئيس الفريق التنفيذي في بنك الإمارات للطعام، أن المبادرة الرئيسة ستضم مبادرة "فائض الخير" وهي تعاون استراتيجي بين بنك الإمارات للطعام و"قناة فتافيت" الفضائية، تهدف إلى إعادة استخدام فائض الطعام بطرق إبداعية ومستدامة. أخبار ذات صلة
وقالت إنه سيتم تنظيم وإعداد 6 حلقات تلفزيونية بخمس لغات مختلفة (العربية، والإنجليزية، والأثيوبية، والإندونيسية، والأوردية) لوصفات جديدة ومبتكرة عبر محتوى مرئي واحترافي بمشاركة طهاة ومتطوعين وفئات متنوعة من خلفيات ثقافية متعددة لضمان وصول الرسالة إلى أوسع شريحة ممكنة، وتحقيق تأثير مستدام في مجال الحدّ من الهدر الغذائي.
وضمن مستهدفات المبادرة؛ سيعزز بنك الإمارات للطعام شراكاته الاستراتيجية الداعمة لأهدافه ورؤيته ونهج عمله الإنساني، وذلك من خلال 12 اتفاقية تعاون وشراكة ومذكرة تفاهم مع شركاء القطاع الحكومي والخاص، والمنظمات الإنسانية، والمؤسسات الغذائية، والفنادق، إضافةً إلى شركات من القطاع الخاص.
ويعمل البنك وفق خطته الاستراتيجية 2023 -2027 على تنفيذ مبادرات وحملات وأنشطة إنسانية، إضافةً إلى تقليل نفايات الطعام عبر عقد شراكات شاملة لإدارة الفائض منه، ودعم الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية من خلال المساهمة في تنفيذ مبادرات مشتركة مع جهات حكومية، فضلاً عن تعزيز علاقات التعاون مع بنوك الطعام الدولية، وشبكة بنوك الطعام العربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بنك الطعام الإمارات بنک الإمارات للطعام فائض الطعام آل مکتوم
إقرأ أيضاً:
رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي
يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لتجديد الروحانيات والتقرب إلى الله، إلا أنه يحمل أيضًا أهمية كبيرة في تعزيز الاستدامة البيئية. ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي، يمكن للمسلمين دمج الممارسات الصديقة للبيئة في عاداتهم الرمضانية، مما يحقق توازنًا بين العبادة وحماية البيئة، فالقيم الإسلامية لا تقتصر فقط على الممارسات الروحية، بل تمتد لتشمل علاقتنا بالبيئة، حيث يمكننا من خلال الاستهلاك الواعي وتقليل النفايات تعزيز اتصالنا بالطبيعة، وفي الوقت نفسه تكريم التزامنا الروحي.
الحد من الهدر الغذائي
في هذا السياق، يؤكد علي بن سعيد البوسعيدي على أهمية التخطيط الجيد للوجبات كأداة فعّالة لتجنب هدر الطعام. وتشير إحصائيات منظمة الفاو إلى أن ثلث الطعام على مستوى العالم يُهدر سنويًا، مما يستدعي ضرورة تقدير الكميات بعناية وتخزين الطعام بطرق ذكية. كما يوصي باختيار الخضروات والفواكه الموسمية، حيث تساهم هذه الخطوة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النقل والتخزين.
وفيما يتعلق بالجانب البيئي، يلفت البوسعيدي إلى أهمية إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد طبيعي. كما يشدد على ضرورة استخدام الأطباق القابلة للتحلل في الولائم الجماعية، ويحث المساجد على تبني أواني قابلة لإعادة الاستخدام خلال الإفطارات الرمضانية.
ويقول البوسعيدي: "الاستدامة في رمضان ليست مجرد تضحية، بل هي امتداد لقيم الإسلام الداعية إلى الاعتدال وحفظ النعم، إذن، يمكن لشهر رمضان أن يكون فرصة لتعزيز العادات البيئية المستدامة، مما يساهم في حماية كوكب الأرض في وقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوات فعّالة لمواجهة تحديات التغير المناخي".
نحو شهر أكثر وعيًا بيئيًا
وتعتبر العادات الغذائية والاجتماعية خلال شهر رمضان محورية في تحديد كيفية التفاعل مع البيئة والموارد المتاحة، بحسب ما أكدته فاطمة العبرية إحدى المهتمات بالاستدامة، حيث تشير إلى أن التفكير في جعل رمضان أكثر استدامة لا يتطلب تغييرات جذرية بل يمكن أن يتم من خلال خطوات بسيطة ولكن فعّالة. من أبرز هذه الخطوات، التخطيط الجيد للوجبات، حيث يمكن تجنب شراء كميات كبيرة من الطعام قد تُهدر. بدلاً من ذلك، يمكن للأفراد إعادة استخدام الفائض أو مشاركته مع الجيران والمحتاجين. وتشير العبرية إلى أن استخدام الأطباق القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيكية يُعدّ من الخيارات الفعالة لتقليل النفايات، ما يعزز من الاستدامة ويقلل من التلوث.
مبادرات مجتمعية
وفيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية، يؤكد حميد المحروقي على أن شهر رمضان يمثل فرصة للتوفيق بين الروحانية والاهتمام بالبيئة. فمن خلال التخطيط الجيد والاختيارات الذكية، يمكن للجميع المساهمة في جعل الشهر الفضيل أكثر استدامة، كما يشدد على أهمية التبرع بالفائض من الطعام للمحتاجين، مشيرًا إلى أن العديد من المنظمات المجتمعية تتطلع لاستقبال التبرعات، خصوصًا في هذا الشهر المبارك.
من جانبه يؤكد محمد الحوسني على دور الفعاليات المجتمعية في تعزيز المسؤولية البيئية وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع. ويقترح تنظيم حملات تنظيف محلية أو فعاليات إفطار صديقة للبيئة، حيث يتشارك الضيوف في تناول أطباق نباتية. هذا النوع من الفعاليات يسهم في نشر الوعي حول أهمية الأكل المستدام ويشجع على اتباع نمط حياة أكثر احترامًا للبيئة.
ومن خلال هذه العادات والمبادرات، يمكن أن يصبح رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة؛ بل فرصة لتبني ممارسات غذائية واجتماعية تعود بالنفع على البيئة وتدعم الاستدامة.
تحديات ومقترحات
ومع اقتراب شهر رمضان، تتزايد الجهود من أجل دمج مفاهيم الاستدامة في العادات الرمضانية، لكن هناك أيضًا تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذه الرؤية، بحسب ما أكدته سميرة البحرية التي تقترح عددًا من المبادرات التي يمكن أن تسهم في جعل رمضان أكثر استدامة. من بين هذه المبادرات، تقترح تنظيم "تحدي 30 يومًا" لترشيد استهلاك الموارد طوال الشهر الفضيل، واستبدال الزينة الكهربائية بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، ما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء. كما تدعو إلى تطوير تطبيق ذكي يقدم نصائح يومية تساعد الأسر على تقليل الاستهلاك، وتشجيعهم على تقليل عدد الأطباق في الإفطار والسحور لتقليل الهدر.
التجارة الرمضانية
من جانبه، يعلق مروان الشكيلي قائلاً: "في الأشهر التي يجب أن يتحول فيها تركيزنا نحو الروحانية والإخلاص لله، نلاحظ أنها أصبحت أكثر تركيزًا على القوة الشرائية، وتأثرت الشركات بنا بسهولة لتحويل رمضان إلى حالة تجارية." ويؤكد الشكيلي أن رمضان يجب أن يكون مساحة لتعزيز أساليب الحياة المستدامة، ودعوة الجميع إلى تقليل هدر الطعام، والحفاظ على المياه، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.
ويضيف الشكيلي أنه من المهم أن نوجه شهر رمضان ليكون رسالة قوية لزيادة الوعي حول تأثير أفعالنا على البيئة، وأن نلهم الآخرين لتغيير سلوكياتهم من أجل إحداث فرق حقيقي، ويشدد على أن الالتزام بالقيم البيئية في حياتنا اليومية يمكن أن يساهم في صون النظم البيئية وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مع الحفاظ على التوازن بين البشر والطبيعة.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجه الاستدامة خلال رمضان، فإن المقترحات المختلفة تتسم بالواقعية والفعالية، وإذا تم تنفيذها بالشكل المناسب، يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة رائعة لإحداث تغيير إيجابي في سلوكياتنا البيئية.