عبدالفتاح البنوس
شهر رمضان هو شهر الخير والبذل والعطاء، شهر المثابرة والصبر والتراحم والتكافل، شهر القرآن و الإحسان، شهر الجهاد والتضحية والفداء، ما إن يهل هلاله، حتى تتعطر الأجواء بعبير نفحاته الإيمانية، وتكتسي البلدان الإسلامية حللا من البهاء والألق، وهي تستقبل أفضل الشهور عند الله، حيث يتسابق المسلمون على الظفر بالجوائز الربانية التي أعدها وخصصها المولى عز وجل للصائمين من عباده إيمانا واحتسابا .
حيث حل رمضان هذا العام في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد تشهدها المنطقة العربية نتيجة استمرار العربدة والإجرام والتوحش الإسرائيلي في فلسطين، ومواصلة المسخ الأمريكي العجوز دونالد ترامب سياسته الهمجية تجاه غزة وفلسطين ولبنان وسوريا ودول محور المقاومة، وتنامي حالة الغليان في المحافظات اليمنية المحتلة الخاضعة لسلطة الحاكم بأمره السعودي والإماراتي، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية، واستمرار التدخلات السعودية الإماراتية السافرة في الشؤون الداخلية اليمنية، وفتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا وبريطانيا وفرنسا للتوغل في المحافظات الجنوبية المحتلة في سياق مخطط استعماري قذر يستهدف ثرواتها ومقدراتها والاستفادة من موقعها الاستراتيجي.
اليوم “النتن ياهو” ما يزال يماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال وضعه العقبات والعراقيل التي تحول دون استكمال تنفيذ بنود الاتفاق، وخصوصا ما يتعلق بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية بالكميات والنوعية التي تضمنها الاتفاق، حيث وصلت به الوقاحة لمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق المنافذ التي تدخل منها هذه المساعدات، في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى فرض شروط مسبقة على حركة حماس للموافقة على الإنخراط في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يذهب لمطالبة الوسطاء بالعمل على تمديد فترة المرحلة الأولى لأربعين يوما إضافية، من أجل إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى لدى حماس، ومنحه المزيد من الوقت للمماطلة والمراوغة والتنصل عن التنفيذ الحرفي لمضامين الاتفاق .
في الوقت الذي يواصل كيان العدو الصهيوني ارتكاب جرائمه الوحشية بحق الأبرياء في الضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم أجمع، بما في ذلك (السلطة الفلسطينية)، التي تحولت إلى حليف استراتيجي للكيان الصهيوني، حيث تمارس أجهزة الأمن التابعة لها عمليات الاعتقال والاستهداف للمقاومين، ولم يسلم منها حتى الجرحى، في صورة تعكس ما هي عليه هذه السلطة من خسة وعمالة وهي التي جعلت من نفسها أشبه بكلب حراسة تعمل لحساب كيان العدو الصهيوني.
وفي الشأن الداخلي، تزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية تدهورا في المحافظات اليمنية المحتلة، وهو ما أشعل نيران الغضب في أوساط المواطنين في تلك المحافظات الذين خرجوا الشوارع للمطالبة بإسقاط سلطة السفير السعودي وحكومة الفنادق الذين يتاجرون بأوجاعهم ومعاناتهم دونما ذرة حياء أو خجل، في الوقت الذي يحاول فيه قادة هذه السلطة المزعومة بالهروب من الاستحقاقات الملزمة لهم للنفخ في بوق الفتنة، ومهاجمة سلطة صنعاء للتغطية على فشلهم وعجزهم وإفلاسهم، وعدم قدرتهم على إدارة شؤون المحافظات التي وصفوها بـ(المحررة) و(الوطنية) ولا أعلم عن أي تحرير ووطنية يتحدثون رغم أن الواقع المعاش يحكي خلاف ذلك ؟!!
فعن أي تحرير وهذه المحافظات تخضع للاحتلال السعودي والإماراتي؟ حيث تحكم المكونات الممثلة للسعودية والإمارات تلكم المحافظات، وتعمل على تنفيذ سياستهما الاستعمارية الاستغلالية، وبات الأمر والقرار بيد الحاكم بأمره السعودي والإماراتي، وعن أي وطنية وأعلام الانفصال والمحتلين تعج بها تلكم المحافظات، وتزين صور ملوك السعودية والإمارات قصور ومقرات هذه السلطة التي تصف نفسها بالشرعية، ولم يعد للوطن أي حضور في أجندة مسؤوليها الذين يدينون بالولاء والطاعة لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد ؟!!
واقع مرير جدا تعيشه الأمة العربية والإسلامية التي ما يزال الكثير من قادتها يغردون خارج السرب، ويسعون بكل إمكانياتهم وطاقاتهم ومقدراتهم لضرب الأمة واستهدافها من داخلها، من خلال مشاريعهم التآمرية التي تتناغم مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، الذي يستهدف الأمة في دينها وقيمها وثوابتها ومقدساتها وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي يتآمر الكثير من الزعماء العرب عليها من خلال الاتجاه نحو مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإشعال الفتن والصراعات في المنطقة تحت عناوين وشعارات مناطقية ومذهبية وغيرها خدمة للصهاينة، ودعما لمشروعهم الهادف إلى إقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى)، وأمام هذا الواقع المرير حري بالشعوب العربية والإسلامية أن تكسر حاجز الصمت في وجه قادتها، وتتخذ مواقف مشرفة حيال هذه الممارسات الرعناء، والسقوط المذل لهؤلاء القادة الخونة، والضغط عليهم للعدول عن خيانتهم وعمالتهم، أو الذهاب نحو إسقاطهم وانتخاب قيادات جديدة تمتلك الحرية والاستقلالية في قراراتها، وتنطلق في سياستها من الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية التي لا يمكن المساس بها، أو الأخذ والرد بشأنها، أو المزايدة عليها تحت أي ظرف، وفي أي وقت على الإطلاق.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ما هو الوقت المثالي للنوم من أجل صحة مثالية؟
النوم هو أحد العوامل الأساسية التي تساهم في صحتنا العامة، حيث يُعتبر من أبرز العوامل التي تساهم في إصلاح أجسامنا وتحسين وظائفنا العقلية والبدنية.
جميعنا نعلم أن النوم العميق يساعد في تعزيز المناعة، وتحسين الإدراك، ويعمل على استرخاء الجسم، ولكن هناك جانب آخر مهم يجب أن نتعامل معه بشكل جاد، وهو توقيت النوم.
في حين أن هناك تركيزًا كبيرًا على عدد ساعات النوم (7-8 ساعات)، إلا أن توقيت النوم نفسه قد يكون أكثر أهمية في العديد من الحالات.
أهمية توقيت النوميتميز جسم الإنسان بساعة داخلية تُسمى "الإيقاع اليومي" أو الساعة البيولوجية، وهي المسؤولة عن تنظيم متى نشعر بالنعاس ومتى نستيقظ ومع غروب الشمس، يبدأ الدماغ في إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعد الجسم على الاستعداد للنوم لكن إذا قمت بالتأخر في النوم أو تجاوزت الساعة المناسبة لجسمك، يمكن أن تُربك الساعة البيولوجية، مما يجعل من الصعب عليك النوم بسهولة أو الاستيقاظ بنشاط في اليوم التالي.
ما هو وقت النوم المثالي؟تشير الأبحاث إلى أن أفضل وقت للنوم يتراوح عادة حول الساعة العاشرة مساءً، هذا التوقيت يتوافق مع الإيقاع الطبيعي لجسم الإنسان، ويُساعد على ضمان الحصول على نوم عميق وراحة كافية.
وفقًا للدكتورة كولين لانس، خبيرة النوم في عيادة كليفلاند، فإن "عندما يغرب الشمس ويحل الظلام، يدرك الدماغ أن وقت النوم قد حان، فيحفز إفراز الميلاتونين". هذا يساعد الجسم على التحضير للنوم بشكل طبيعي.
ما هو مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص؟تحتاج الغالبية العظمى من البالغين إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة للمحافظة على صحتهم العامة ونشاطهم طوال اليوم.
ومن المهم أن نفهم أن الاحتياجات تختلف من شخص لآخر. بشكل عام، يجب ألا يبقى الشخص مستيقظًا لأكثر من 16 ساعة متواصلة في اليوم، مما يترك لنا ثماني ساعات من النوم في اليوم.
إذا ذهبت إلى الفراش الساعة 10 مساءً واستيقظت الساعة 6 صباحًا، فهذا يعني أنك ستحصل على الساعات الثماني الموصى بها من النوم.