لبنان في القمّة العربية.. حضور استثنائي ورسائل نوعيّة!
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
"اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً. فإلى اللقاء. وحتى ذاك لكم من لبنانَ كلُ التحية وكلُ الأُخوّة".. بهذه الجملة "المعبّرة"، اختتم رئيس الجمهورية جوزاف عون كلمته خلال القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية في القاهرة، كلمة أكّد فيها "الثوابت" اللبنانية إزاء القضية الفلسطينية، لكنّه ضمّنها أيضًا رسائل "نوعية" تنسجم في مكانٍ ما مع "العهد الجديد" الذي يفتتحه، داخليًا وخارجيًا.
لعلّ أهمّ ما في هذه العبارة، التي أراد عون من خلالها أن "يثبّت" عودة لبنان، بما يختزله موقع رئاسة الجمهورية تحديدًا، إلى القمة العربية، جنبًا إلى جنب الرؤساء والقادة العرب، بعد فراغ رئاسي طويل، غيّب رئيس الجمهورية عن المشاركة في مثل هذه الاستحقاقات، أنها تحمل بين طيّاتها "رمزية" فتح صفحة جديدة، قوامها "الاحتضان والالتفاف"، انسجامًا مع مبدأ "التضامن العربي" الذي تسبّب الخروج عنه سابقًا باهتزاز العلاقات.
بهذا المعنى، يمكن القول إنّ رئيس الجمهورية الذي حرص على زيارة العاصمة السعودية الرياض، ولقاء وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل الذهاب إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية، أراد أن يقول للعرب إن "شوائب" الماضي ولّت، وإنّ لبنان ينتظرهم جميعًا، بل لعلّه بحاجة إليهم في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية في تاريخه، بعد حرب إسرائيلية عبثيّة ومدمّرة، قد تكون الأقسى عليه منذ عقود طويلة..
حضور لبناني استثنائي
صحيح أنّ لبنان كان حاضرًا دومًا في القمم العربية، حتى في مراحل الفراغ الرئاسي، حيث كان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يمثّل الدولة اللبنانية، إلا أنّ ما لا شكّ فيه أنّ حضوره في هذه القمّة بالتحديد في القاهرة كان استثنائيًا، حتى إنّ هناك من رأى لبنان معنيًا بهذه القمّة بقدر فلسطين، ولو كانت القضية الفلسطينية العنوان الأساسيّ لها، وقد تمّت الدعوة إليها بصورة طارئة من أجل مناقشة مخططات التهجير ما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
تجلّى ذلك في كلمة الرئيس اللبناني جوزاف عون، التي تعمّد تضمينها العديد من الرسائل السياسية، سواء في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو العلاقة مع المحيط العربي، أو في اللقاءات التي عقدها على هامش القمة، وقد شملت معظم القادة والرؤساء العرب، والتي كان استهلّها في الرياض عشيّة القمة، بما يعكس الإصرار على أن تكون السعودية وجهته الخارجية الأولى، لما لهذا الأمر من رمزيّة خاصة واستثنائية لا يمكن القفز فوقها.
كما تجلّى أيضًا في البيان الختاميّ للقمّة، الذي أفرز للبنان مساحة استثنائية وخاصة، انسجمت مع ما قاله رئيس الجمهورية في كلمته أمام القادة العرب، بما عكس روحًا من التوافق أو الإجماع، غابت عنها الانقسامات أو التحفّظات المعتادة في مثل هذه القمم، بما ينسجم أيضًا مع أدبيّات "العهد الجديد"، بدءًا من خطاب القسم، وصولاً إلى البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وهي أدبيات تتلاقى بشكل كبير مع الإرادة العربية الخالصة.
رسائل في السياسة
على أهمية الحضور اللبناني في القمة العربية، من حيث الشكل، جاءت مواقف رئيس الجمهورية خلالها لتضفي أهمية إضافية، فهو إلى جانب تأكيده على الثوابت من القضية الفلسطينية، حرص على تضمين كلمته رسائل سياسية نوعيّة، على أكثر من مستوى، خصوصًا لجهة تحقيق التضامن العربي مع لبنان، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من الحدود المعترف بها دوليًا، إضافة إلى تسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة، وإدانة الخروقات المتواصلة.
لكنّ ما أثار الاهتمام أكثر تمثّل في الرسائل التي تعمّد الرئيس عون على توجيهها إلى العرب، بما يطمئنهم في مكان ما، ويبدّد الهواجس التي أدّت إلى التباعد في فترات سابقة، ويندرج في هذا السياق قوله إنّ لبنان "تعلّم ألا يكون مستباحًا لحروب الآخرين، وألا يكون مقرًا ولا ممرًا لسياسات النفوذ الخارجية، ولا مستقرًا لاحتلالات أو وصايات أو هيمنات، وألا يسمح لبعضه بالاستقواء بالخارج ضد أبناء وطنه، حتى لو كان هذا الخارج صديقًا أو شقيقًا".
وفي الرسائل أيضًا، يلفت حديث الرجل عن رفضه السماح لأحد باستعداء أي صديق أو شقيق، "أو إيذائه فعلاً أو قولاً"، ولعلّه بذلك يسمّي الأشياء بمسمّياتها، باعتبار أن أزمة لبنان مع محيطه العربي نتجت في مكانٍ ما عن بعض المواقف التي فُسّرت سلبًا في هذا المحيط العربي، علمًا أنّ ذلك يأتي ليكمّل ما سبق أن قاله عون في الأسابيع الماضية، خصوصًا لجهة قوله إنّ لبنان لن يكون منصّة للهجوم على الدول، ولا سيما الدول العربية.
قد تكون القمة العربية الطارئة التي التأمت في القاهرة، عقدت من أجل فلسطين، إلا أنّ ما لا شكّ فيه أنّ لبنان نجح في اغتنامها في مكانٍ ما، لتسليط الضوء على قضيته، وما لا شكّ فيه أيضًا أنّ الرئيس جوزاف عون تحديدًا وجد فيها خير منبرٍ من أجل "فتح صفحة جديدة" يريدها مع كلّ العرب، في انطلاقة عهده، صفحة اختصرها بقوله إنّ لبنان عاد إلى شرعيته الميثاقية أولاً، والعربية ثانيًا، راميًا بذلك الكرة في ملعب العرب، لملاقاته في منتصف الطريق..
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة رئیس الجمهوریة القمة العربیة ة العربیة فی مکان
إقرأ أيضاً:
البطولة العربية للرماية.. محمد أيمن يتوج بذهبية العرب في الإسكيت للناشئين برقم قياسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خطف الرامي المصري محمد أيمن الأضواء وحقق إنجازا رياضيا عربيا مشرفا خلال مشاركته في منافسات البطولة العربية للرماية (فئة الإسكيت ناشئين)، والتي تستضيفها مصر على ميادين الرماية بالمركز الأوليمبي بالمعادي، ونادي الصيد المصري بمدينة السادس من أكتوبر، خلال الفترة من 22 أبريل حتى 1 مايو 2025، بمشاركة نحو 300 رام ورامية من 19 دولة عربية.
نجح محمد أيمن في تحقيق المركز الأول والميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق، مسجلًا رقمًا عربيًا جديدًا بلغ 119 طبقًا من أصل 125، ليضع اسمه بين كبار الرماة العرب في هذه الرياضة الواعدة.
وحل في المركز الثاني السعودي نايف سعيد المطيري، بينما جاء المصري أمية أشرف فاروق في المركز الثالث، لتؤكد النتائج سيطرة مصرية-سعودية على منصات التتويج في فئة الناشئين.
نتائج منافسات الفرق – رجال:المركز الأول: الكويت (سعود عبدالرحمن، محمد نايف، عبدالعزيز السعد)
المركز الثاني: مصر (عمر هشام، سركيس كريكور، سيف الله محمد محمود)
المركز الثالث: البحرين (تمار علي، خالد وليد، حسن ماجد)
نتائج منافسات فردي – رجال:
المركز الأول: عبدالعزيز السعد – الكويت
المركز الثاني: ناصر صالح العطية – قطر
المركز الثالث: تمار علي الوطاه – البحرين
المركز الأول: ريم الشرنشي – قطر
المركز الثاني: شهد أشرف – مصر
المركز الثالث: عائشة أحمد – قطر
نتائج نهائيات مسابقة 10م مسدس مختلط:
المركز الأول (الذهبية): مصر
المركز الثاني (الفضية): مصر
المركز الثالث (البرونزية الأولى): البحرين
المركز الثالث (البرونزية الثانية): الكويت
يشارك في البطولة 19 دولة عربية هي: مصر (البلد المضيف)، السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، الأردن، فلسطين، سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، السودان، لبنان، وموريتانيا.
شهدت البطولة منافسات قوية وأداءً متميزًا من جميع المشاركين، ما يعكس تطور مستوى رياضة الرماية في الدول العربية، ويؤكد على أهمية دعم الناشئين والكوادر الرياضية الصاعدة، بما يعزز حضور الوطن العربي في المحافل الرياضية الدولية مستقبلاً.