ترامب في أطول خطاب على الإطلاق لرئيس أميركي أمام الكونغرس: "أميركا عادت"
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الثلاثاء أن « أميركا عادت » والحلم الأميركي « لا يمكن إيقافه »، وذلك في أول خطاب له أمام الكونغرس الذي بدا منقسما أكثر من أي وقت مضى بسبب التوترات التي تسود البلاد منذ عودة الملياردير الجمهوري إلى البيت الأبيض.
وبعد مرور شهر ونصف على بدء ولايته الثانية، استهل ترامب خطابه أمام الكونغرس بعبارة « أميركا عادت ».
وأضاف « الحلم الأميركي ينمو — أكبر وأفضل من أي وقت مضى. الحلم الأميركي لا يمكن إيقافه، وبلادنا على وشك تحقيق عودة لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل، وربما لن يشهد مثيلا لها مجددا ».
واستمر خطاب ترامب ساعة و40 دقيقة ليصبح بذلك أطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أميركي أمام الكونغرس.
وما أن بدأ ترامب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديموقراطيين إلى إطلاق صيحات استهجان لمقاطعته، بينما رفع آخرون لافتات تندد بسياساته.
وعندما تواصلت صيحات الاستهجان، هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بإخراج مطلقيها من القاعة إذا لم يكفوا عنها، فرفض النائب المخضرم من ولاية تكساس آل غرين الاستجابة ووقف رافعا عصاه وصاح بوجه الملياردير الجمهوري.
وفي خطوة نادرا ما تحدث في الكابيتول، عمد موظفو الكونغرس إلى مرافقة المشرع الأسود إلى خارج القاعة أمام ناظري ترامب.
بالمقابل، راح البرلمانيون الجمهوريون يصف قون بحرارة لترامب ويهتفون باسم بلدهم « يو إس إيه! يو إس إيه! يو إس إيه! ».
وقال ترامب « لقد أنجزنا في 43 يوما أكثر مما أنجزته معظم الإدارات الأميركية في أربع أو ثماني سنوات، وما زلنا في البداية ».
ولم يفوت الرئيس الجمهوري أي فرصة لمهاجمة خصومه الديموقراطيين، وقال « ليس هناك ما أستطيع فعله » لإرضائهم، مضيفا « إنه لأمر محزن للغاية ولا ينبغي أن يكون على هذا النحو ».
وعلى جري العادة تم الإعلان بصوت عال عن وصول الرئيس البالغ من العمر 78 عاما إلى قاعة مجلس النواب.
واخترق الملياردير صفوف البرلمانيين الجمهوريين، قبل أن يصل إلى المنصة ليلقي خطابه تحت أنظار رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس جاي دي فانس الذي يتولى رسميا منصب رئيس مجلس الشيوخ.
وفي قاعة المجلس جلست السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومستشار الرئيس المقرب جدا منه إيلون ماسك وقد نال كل منها تصفيفا حارا من الحضور.
بالمقابل، ارتدى نواب ديموقراطيون الأصفر والأزرق، لوني العلم الأوكراني، في لفتة أرادوهاا دعما لأوكرانيا بعد أن قرر ترامب قطع المساعدات العسكرية الأميركية عن كييف، في أعقاب مشادة غير مسبوقة في المكتب البيضوي بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعلن ترامب أنه تلقى من زيلينسكي رسالة يبلغه فيها بأنه « مستعد » للتفاوض مع روسيا لوقف الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، وكذلك أيضا لأن يوقع « في أي وقت » اتفاقية مع الولايات المتحدة تمنحها حق استغلال المعادن الأوكرانية النادرة.
وقال ترامب « لقد تلقيت رسالة مهمة من الرئيس الأوكراني زيلينسكي. تقول الرسالة إن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن للاقتراب من سلام دائم ».
وفي خطابه دافع الملياردير الجمهوري عن سياساته الاقتصادية، معترفا في الوقت نفسه بأن الرسوم الجمركية التي باشر بفرضها على دول عدة قد تتسب بـ »ببعض الاضطرابات » في اقتصاد الولايات المتحدة.
وقال ترامب إن « الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنية وعظيمة مرة أخرى. هذا الأمر سيحدث، وسيحدث بسرعة كبيرة. ستكون هناك بعض الاضطرابات، لكننا راضون عن ذلك، وتأثيرها لن يكون كبيرا ».
وأضاف أن « الرسوم الجمركية لا تتعلق فقط بحماية الوظائف الأميركية. بل تتعلق بحماية روح بلادنا ».
وحذر الرئيس الجمهوري من أن أولئك الذين لا يصنعون منتجاتهم في الولايات المتحدة سيضطرون إلى دفع رسوم جمركية « ستكون في بعض الحالات كبيرة إلى حد ما ».
وفي خطابه هاجم ترامب الاتحاد الأوروبي ودولا مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية بسبب ما اعتبرها ممارسات تجارية « غير عادلة ».
وقال « هذا يحدث من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء. هذا النظام ليس عادلا للولايات المتحدة، ولم يكن كذلك أبدا ».
وأضاف أن الولايات المتحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من أبريل تعرفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها.
ووعد ترامب بأن تدر هذه الرسوم الجمركية عائدات بـ »تريليونات الدولارات »، مؤكدا أنها ستخلق كذلك فرص عمل.
وفي الشأن الداخلي، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة « لن تكون بعد اليوم +يقظة+ »، وهو مصطلح مهين يستخدمه المحافظون لوصف ما يعتبرونه تشددا مفرطا في تلبية مطالب الأقليات.
كذلك، تعهد ترامب « شن حرب على عصابات المخدرات المكسيكية » التي تشكل « تهديدا خطرا للأمن القومي » للولايات المتحدة.
وقال إن « العصابات تشن حربا على أميركا، وقد حان الوقت لأميركا لأن تشن حربا على العصابات، وهذا ما نفعله »، مذكرا بأنه أدرج العديد من هذه الكارتيلات على قائمة المنظمات الإرهابية.
وجدد ترامب التعبير عن رغبته بأن تسيطر بلاده على غرينلاند، مؤكدا لسكان الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي أن الولايات المتحدة « ستحافظ على سلامتكم ».
وقال « نحن بحاجة إلى (غرينلاند) حقا من أجل الأمن العالمي الدولي – وأعتقد أننا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها (…) معا، سنأخذ غرينلاند إلى آفاق لم تتخيلها من قبل ».
كما أعلن أن بلاده باشرت « استعادة » قناة بنما، وذلك إثر إبرام شركة من هونغ كونغ اتفاقا مبدئيا مع كونسورتيوم أميركي لبيعه ميناءين يقعان على طرفي القناة.
وقال إنه « من أجل تعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، ستستعيد إدارتي قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في القيام بذلك. نحن نستعيدها ».
X
كلمات دلالية المتحدة الولايات ترامب خطابالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المتحدة الولايات ترامب خطاب الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة أمام الکونغرس
إقرأ أيضاً:
سفارة أميركا بجنوب أفريقيا تبدأ استقبال طلبات لجوء الأفريكانرز
بدأت السلطات الأميركية إجراء مقابلات مع مواطنين بيض من جنوب أفريقيا يسعون للحصول على صفة لاجئ في الولايات المتحدة، بسبب ما يصفونه بالاضطهاد الناجم عن النزاعات على الأراضي، وارتفاع معدلات الجريمة، والتمييز العرقي المزعوم ضدهم.
يأتي هذا في وقت يُمنع فيه لاجئون من دول أخرى من دخول الولايات المتحدة أو يُرحّلون منها.
وأفاد 3 من المتقدمين بأنه تم إجراء مقابلات معهم من قبل مسؤولين أميركيين في بريتوريا، العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا، حيث أكدوا أن اللقاءات تميزت بالتعاطف والاستماع الإيجابي.
وحسب مصادر مطلعة، تمت الموافقة على أكثر من 30 طلبًا حتى الآن.
وقال مارك، مزارع جنوب أفريقي رفض ذكر اسمه الكامل حفاظًا على سرية العملية "كان طاقم السفارة ودودًا بشكل استثنائي… شعرت بأن لديهم تعاطفًا حقيقيًا معنا".
ورغم ذلك، امتنعت الإدارة الأميركية وسفارتها في بريتوريا عن التعليق أو الكشف عن أعداد المتقدمين أو الطلبات المقبولة.
هذا التحرك جاء بعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في 7 فبراير/شباط الماضي، يدعو فيه إلى إعادة توطين لاجئين من "الأفريكانرز" –وهم أحفاد المستوطنين الهولنديين في جنوب أفريقيا– معتبرًا أنهم "ضحايا تمييز عنصري غير عادل".
وقد أثار القرار جدلا واسعًا، خاصة بعد أن علّق ترامب استقبال اللاجئين من دول أخرى لأسباب أمنية واقتصادية، مما أدى إلى حرمان آلاف اللاجئين من أفغانستان والكونغو من فرصة الدخول رغم اجتيازهم جميع مراحل التحقق الأمني.
إعلانوفي حين قالت منظمة الأمم المتحدة للهجرة إنها رفضت طلبًا من الإدارة الأميركية للمساعدة في إعادة توطين هؤلاء اللاجئين، يواصل العديد من المتقدمين تقديم مطالباتهم وسط موجة من الجدل السياسي والأكاديمي في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
أسباب اللجوءتحدث بعض المتقدمين عن تعرضهم لهجمات عنيفة في مزارعهم، وعبروا عن شعورهم المستمر بالخطر، حيث ذكر مارك، الذي كان يعمل في قطاع الصناعات الغذائية، أنه أصبح عاطلا عن العمل بسبب سياسات "التمكين الاقتصادي للسود". هذه السياسات تهدف إلى معالجة إرث التمييز العنصري في البلاد.
وفي الوقت الذي أشارت فيه شرطة جنوب أفريقيا إلى أن 44 فقط من أصل 26 ألف جريمة قتل العام الماضي كانت مرتبطة بالمجتمعات الزراعية، يصر المتقدمون على أنهم مستهدفون بسبب عرقهم.
تباين الآراء داخل إدارة ترامبفي مواجهة هذه المطالبات، أعرب بعض المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي عن وجود "ضغوط إدارية" للموافقة على هذه الطلبات، في حين عبّر آخرون عن "استياء صامت" حيال تلك المزاعم التي يعتقدون أنها لا تستند إلى تعريف قانوني واضح للاضطهاد.
ولا يقتصر النقاش فقط على الأوساط السياسية، بل يمتد إلى الأوساط الأكاديمية. تقول نِكي فالكو، مديرة مركز دراسات التنوع في جامعة ويتواترسراند "فكرة الضحية البيضاء تقوم على أن ما يحدث للبيض هو دائمًا أسوأ من غيرهم… فعندما تقع جريمة ضدهم، تصبح مذبحة عرقية".
في المقابل، تشير كاتيا بيدن، إحدى الناشطات في مساعدة البيض على الهجرة إلى أميركا، إلى أنها تشعر بأنها ضحية دائمًا بسبب لون بشرتها، وهي تدير موقعًا إلكترونيًا متخصصًا في هذا المجال.
اللاجئون والأرقام الديمغرافيةيشكل الأفريكانرز نحو 60% من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، التي تمثل 7.2% فقط من إجمالي السكان البالغ عددهم 63 مليون نسمة.
إعلانورغم أن الأغلبية السوداء تعاني من معدلات بطالة أعلى وامتلاك أقل للثروة، فلا تزال ثلاثة أرباع الأراضي الخاصة مملوكة للبيض، دون تنفيذ فعلي لأي عمليات مصادرة.
وفقًا لغرفة التجارة في جنوب أفريقيا بالولايات المتحدة، أبدى أكثر من 67 ألف شخص اهتمامهم بعرض ترامب.
وحتى عام 2024، لم يكن هناك سوى 70 لاجئًا جنوب أفريقيًا و2043 طالب لجوء في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة التي لا تحدد عرقهم.
وعقب صدور أمر ترامب، أنشأ مئات من المتقدمين مجموعات دردشة على تطبيق "واتساب" لتبادل المعلومات، حتى أنهم ناقشوا إمكانية استئجار طائرة خاصة لنقل كلابهم الأليفة معهم.