من الضيافة إلى الوقود: المال العام ينفق بعيدًا عن احتياجات الشعب
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
5 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي يمر بها العراق، حيث يعاني المواطنون من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتتالية، تزداد القضايا المتعلقة بسوء الإدارة والهدر غير المبرر للأموال العامة، خاصة في الحكومات المحلية، حيث تتواصل التحذيرات من الخبراء والمحللين الذين يشيرون إلى أن سوء ترشيد الإنفاق أصبح أكثر من مجرد مشكلة إدارية، بل قضية تتعلق بمصير البلاد ومستقبل أجيالها القادمة.
وتزداد الأوضاع تعقيدًا مع عدم اكتراث الحكومات المحلية بمطالب الشعب، في وقت تتفاقم فيه الأزمات المعيشية والاقتصادية.
وفقًا لما كشفه المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي، فإن وثائق رسمية تبرز صرف أموال على أمور لا تخدم المواطن في شيء، إذ تظهر هذه الوثائق أن حكومة البصرة قد خصصت ميزانيات ضخمة لتمويل قضايا شكلية ورفاهية، مثل مستلزمات الضيافة ووقود السيارات. ويعد هذا نوعًا جديدًا من الاستئثار بالمال العام، حيث يتم توجيه الموارد بعيدًا عن احتياجات الناس وأزماتهم اليومية.
و هذه الممارسات لا تقتصر على البصرة فقط، بل ظاهرة منتشرة في العديد من الحكومات المحلية الأخرى.
وتحدثت مصادر عن أن هذه السياسات تساهم في تعميق فجوة الثقة بين الشعب والحكومة، حيث أن المواطنين يشعرون أن المال العام يُهدر على ترف واحتياجات غير ضرورية في الوقت الذي يعانون فيه من تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والتعليم.
وقال مراقب : “أصبح من الواضح أن إدارة المال العام أصبحت أسيرة للمصالح الخاصة لبعض المسؤولين، دون مراعاة للوضع المعيشي الكارثي الذي يعيشه المواطن العراقي.”
من جهتها، أفادت مصادر بأن المواطنين في مناطق متعددة من العراق بدأوا في التعبير عن استيائهم من هذا السوء في إدارة الأموال العامة. حيث ذكرت مواطنة من مدينة بغداد: “إنه أمر محبط للغاية أن نسمع عن ملايين الدولارات التي تُصرف على أمور ترفيهية، بينما نعيش في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.”
ورغم التشخيص الدقيق للمشكلة، لا يزال هناك تردد في اتخاذ خطوات فعالة لتغيير هذا الواقع. ووفقًا لتحليل اقتصادي حديث، فإن هناك إشارة إلى أن الحكومة المركزية قد تشدد رقابتها على الإنفاق المحلي في المستقبل، لكن شكوكا عديدة تحوم حول قدرة هذا التحرك على الحد من هذه الظاهرة. ويعتقد محللون أن أي تحرك حقيقي يجب أن يكون مرتبطًا بإصلاحات هيكلية على مستوى الحكم المحلي وتعديل الآليات الرقابية.
وقالت تغريدة على منصة إكس تبرز حالة الإحباط التي يشعر بها المواطن العراقي: “بينما نرى الأموال تُهدر على ترف المسؤولين، نعيش في ظل قلة الخدمات الأساسية. هل هذه هي العدالة التي ننتظرها؟”
و المعضلة لا تكمن فقط في سوء إدارة المال العام، بل أيضًا في غياب المساءلة الحقيقية، وهو ما يعمق الفجوة بين الشعب والمسؤولين. وعليه، فإن معركة ترشيد الإنفاق تظل من القضايا المحورية التي يجب أن تكون على رأس أولويات أي حكومة محلية أو مركزية في العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: المال العام
إقرأ أيضاً:
الضأن.. رمز سحور الضيافة العُمانية
أحمد عاطف (القاهرة)
طقوس وموروثات خاصة، تمتاز بها المائدة الرمضانية في سلطنة عُمان، تتصدرها ثلاثة مكونات أساسية، هي:
الماء، التمر والقهوة، وهي ما يبدأ بها الصائمون إفطارهم قبل الذهاب لصلاة المغرب استعداداً للمأدبة الرئيسية. يُعد تقديم القهوة في المساجد واحداً من أبرز الطقوس الرمضانية العُمانية، حيث يحملها الآباء وكبار السن إلى المساجد ليتشارك الصائمون تناولها بعد الإفطار، ويميل البعض إلى إضافة نكهات مميزة لها مثل ماء الورد، الحبهان، الزعفران، والتوابل العطرية التراثية، ما يجعلها ضيفاً دائماً على مائدتي الإفطار والسحور.
وعلى عكس العديد من الدول العربية والإسلامية، تُعد وجبة السحور في عُمان أكثر دسامة من الإفطار، حيث لا تخلو من أطباق اللحم، الدجاج، والأرز، بجانب أطباق لحم الضأن المشوي الذي يُعد رمزًا للضيافة العمانية.
وتشترك المائدة العمانية في بعض العناصر مع دول الخليج العربية، حيث تضم حلوى اللقيمات، السمبوسك المحشو باللحم أو الخضار، وأطباق الأرز مثل البرياني، الكبسة، الثريد، والمضروبة، إلا أن الثقافة العمانية أضافت لمساتها الخاصة بأطباق مميزة مثل صالونة اللحم بالخضار، البلاليط، والعرسية.
وتتصاعد روائح الحلويات من المطابخ العمانية قبل الإفطار، حيث اعتاد الجيران على تبادل الأطباق قبل أذان المغرب، ورغم تنوع الحلويات الرمضانية مثل سخانة الثمن، الساقو، وصب الجفشة، إلا أن الحلوى العمانية تظل الأكثر شهرة وأصالة.
أما الحلوى العمانية فقد بدأت في الظهور قبل أكثر من 200 عام، وحققت رواجاً واسعاً بفضل بساطة مكوناتها التي تشمل الماء، العسل، النشا، السمن، والمكسرات، وسرعان ما انتشرت في الأسواق العربية، لتصبح واحدة من أكثر الحلويات مبيعاً في سوق واقف، أحد أشهر الأسواق القطرية. وحسب خبراء التراث، فإن الحلوى العمانية تكتسب أهمية تاريخية إضافية، وورد ذكرها في الكتب القديمة وكتابات الرحالة والمستشرقين الذين زاروا السلطنة ووثّقوا مكوناتها الفريدة، مما يعكس عمق ارتباطها بالثقافة العمانية والتراث الأصيل.