رسوم ترمب تهز الأسواق وبشكل مفاجئ وسريع وسط تراجع حاد في وول ستريت
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
ولليوم الثاني على التوالي، تغلق كل مؤشرات البورصات الأميركية على انخفاض قوي، خصوصاً لمؤشر "داو جونز الصناعي"، إذ من المتوقع أن تتأثر الصناعة الأميركية بالرسوم الجديدة.
وتراجع "داو جونز" 1.5 في المئة في جلسة أمس، بينما فقد فوق خمسة في المئة منذ بداية مارس (آذار) الجاري، أما مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" فانخفض بنسبة 1.
تخفيف متوقع للرسوم وكان غالب التوقعات بالأسواق ترجح تراجع ترمب في اللحظات الأخيرة عن تطبيق الرسوم التي تعد الأعلى منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه أصر على تطبيقها، فيما وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك لمح إلى أن إدارة الرئيس ترمب قد تعلن مساراً لتخفيف الرسوم الجمركية على السلع المكسيكية والكندية في وقت لاحق، اليوم الأربعاء، وهو أمر قد يعيد الزخم في "وول ستريت".
مخاوف من التضخم وأكثر ما يخيف المستثمرين حالياً، من هذه الرسوم التاريخية التي بلغت 25 في المئة على المكسيك وكندا و10 في المئة على الصين، تضاف إلى 10 في المئة مطبقة مسبقاً، هو عودة ارتفاع أسعار السلع في الولايات المتحدة، الذي قد يقود لاشتعال التضخم من جديد، والإبقاء على الفائدة الأميركية مرتفعة وربما عودة زيادة الفائدة من جديد.
وتاريخياً، أدت الرسوم المرتفعة إلى ركود في الاقتصاد الأميركي كما حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهناك مخاوف من تكرار هذا السيناريو، يدفع المستثمرين نحو البحث عن فرص آمنة مثل السندات الأميركية والذهب وغيرها من الأصول، بانتظار وضوح اتجاهات الإدارة الأميركية.
وفي أول خطاب له أمام الكونغرس، بدا ترمب واثقاً من مسار تطبيق الرسوم رغم قوله، إن الرسوم الجمركية قد تتسبب "ببعض الاضطرابات" في اقتصاد الولايات المتحدة لكنه أكد أن إدارته راضية عن ذلك.
وقال ترمب، إن "الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنية وعظيمة مرة أخرى، هذا الأمر سيحدث بسرعة كبيرة.
وستكون هناك بعض الاضطرابات، لكننا راضون عن ذلك، وتأثيرها لن يكون كبيراً". وحذر الرئيس الجمهوري من أن أولئك الذين لا يصنعون منتجاتهم في الولايات المتحدة سيضطرون إلى دفع رسوم جمركية "ستكون في بعض الحالات كبيرة إلى حد ما".
ولا يوجد وضوح حول من المقصود في هذه التهديدات الجديدة، إن كانت الشركات المصنعة بالخارج، وما إذا كان هناك خطة لفرض رسوم على شركات معينة أم على الدول فقط.
وفي خطابه هاجم ترمب الاتحاد الأوروبي ودولاً مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية بسبب ما عدها ممارسات تجارية "غير عادلة". ورأى أن هذا يحدث من قبل "الأصدقاء والأعداء" كما وصفهم، وأن هذا النظام ليس عادلاً للولايات المتحدة.
ويعتقد ترمب أن اتفاقات التجارة الحرة التي دعمتها واشنطن في تسعينيات القرن الماضي انتهت إلى وضع الحلفاء رسوم جمركية أعلى على الواردات الأميركية، وهو ما أضعف الصناعة في الولايات المتحدة، وخلق عجزاً في الميزان التجاري مع دول عدة، خصوصاً أكبر الشركاء التجاريين مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، بينما كان الوضع كذلك مع المنافسين الرئيسين مثل الصين.
ويحاول من خلال الرسوم إعادة التوازن في التجارة الثنائية بحيث تصبح الرسوم متساوية بين الطرفين، مما يشجع من جديد الصناعات الأميركية على التصدير وخلق الوظائف.
وقال ترمب، إن الولايات المتحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من أبريل (نيسان) تعريفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها، ووعد بأن تدر هذه الرسوم الجمركية عائدات بـ"تريليونات الدولارات"، مؤكداً أنها ستخلق كذلك فرص عمل. ورأى ترمب في خطاب امتد ساعة ونصف الساعة أن "أميركا عادت" وأن الحلم الأميركي "لا يمكن إيقافه"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تستعيد اليوم ثقتها بنفسها بعد مرور شهر ونصف على بدء ولايته الثانية.
وما إن بدأ ترمب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات الاستهجان لمقاطعة الرئيس، وبعدما قاطع البرلمانيون مراراً خطاب ترمب هددهم رئيس مجلس النواب بإخراجهم من القاعة إذا لم يكفوا عن المقاطعة
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فی المئة
إقرأ أيضاً:
خبير ألماني: رسوم ترامب الجمركية قد تضر بالموانئ
يعتقد الخبير الألماني في مجال الشحن البحري، بوركهارد ليمبر، أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد يكون لها تأثير على الموانئ الألمانية.
وقال ليمبر، الذي يرأس معهد اقتصاد النقل البحري والخدمات اللوجستية في مدينة بريمن الألمانية، إنه "إذا خضعت منتجات الاتحاد الأوروبي بالفعل للرسوم الجمركية، فإن هذا سيؤثر على الأقل على الموانئ التي تتميز بحركة شحن كبيرة إلى الولايات المتحدة"، موضحاً أن تلك الموانئ قد تشهد انخفاضاً في معدلات النمو أو خسائر في حجم التداول.
وأوضح أنه من الصعب تحديد مدى الأضرار مسبقاً، مشيراً إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن أن يحل الإنتاج المحلي محل الواردات، وما إذا كان الطلب سينخفض بسبب ارتفاع الأسعار، مضيفاً أن القيود التجارية بين الولايات المتحدة وبقية العالم، أثرت بشكل رئيسي على شركات الشحن العالمية في قطاع النقل البحري.
وذكر ليمبر أن ميناء بريمرهافن يرتبط بحركة شحن قوية بالولايات المتحدة، كما يرتبط ميناءا هامبورغ وفيلهلمسهافن أيضاً بحركة شحن بالولايات المتحدة.
وبحسب إحصائيات شركة "بريمنبورتس" المشغلة لموانئ بريمن وبريمرهافن، كانت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكثر أهمية لموانئ الشركة في حركة الحاويات، بحصة بلغت حوالي 17% عام 2023، وفي هامبورغ بلغت حصة الولايات المتحدة في نشاط حركة الحاويات حوالي 8.8% عام 2024، وذلك بحسب أرقام شركة "هامبورغ هافن ماركتينغ". ولم تتوفر أي بيانات عن فيلهلمسهافن.
ويستخدم ترامب بشكل متكرر التهديد بفرض رسوم جمركية كتكتيك تفاوضي. ومن المقرر أن تتضاعف الرسوم الجمركية الأمريكية الحالية على السلع الصينية من 10% إلى 20%، وأن تدخل الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 25% على المكسيك وكندا حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الثلاثاء.
ومن المقرر أيضاً أن تخضع واردات الصلب والألومنيوم لرسوم جمركية أمريكية بنسبة 25%. وهدد ترامب أيضاً بفرض رسوم جمركية بنفس الحجم على واردات الاتحاد الأوروبي.