وكالات إغاثة تحذر من نتائج كارثية لاستمرار قطع المساعدات عن غزة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار إسرائيل لليوم الرابع على التوالي في قطع إمدادات الطعام والوقود والأدوية وغيرها من المساعدات إلى أكثر من مليوني فلسطيني من سكان القطاع، مما وضع المنظمات الإنسانية في حالة استنفار لمحاولة توزيع الإمدادات المتناقصة على الأكثر احتياجا.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن تجميد المساعدات عرّض للخطر التقدم الهش الذي قال عمال الإغاثة إنهم حققوه لمنع المجاعة في الأسابيع الستة الماضية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
فبعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، أصبح سكان غزة يعتمدون بالكامل على المساعدات التي تدخل القطاع، ومعظمهم بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، كما يعتبر الوقود ضروريا لتشغيل المستشفيات ومضخات المياه والأفران ووسائل الاتصالات، بالإضافة إلى وسائل النقل وفي مقدمتها الشاحنات التي توصل المساعدات.
تبرر إسرائيل الحصار بالضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مستعد لزيادة الضغط ولم يستبعد قطع الكهرباء بالكامل عن غزة إذا لم توافق حماس على الرؤية الإسرائيلية لمستقبل وقف إطلاق النار.
ووصفت منظمات حقوقية الإجراءات الإسرائيلية بأنها "سياسة تجويع"، وأكدت شاينا لو مستشارة الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين عدم توفر مخزون كبير من الخيام في غزة يمكن للفلسطينيين الاعتماد عليه خلال توقف المساعدات، وقالت إن المساعدات التي وصلت خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار كانت "بعيدة كل البعد عن تلبية جميع الاحتياجات".
إعلانوأضافت "لو كانت كافية، لما توفي أطفال رضّع بسبب التعرض للبرودة نتيجة غياب المأوى المناسب والملابس الدافئة والمعدات الطبية اللازمة لعلاجهم".
مخزون المساعداتوتحاول فرق الإغاثة الآن تحديد ما تبقى لديهم من إمدادات في غزة، وقال جوناثان كريكس رئيس الاتصالات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "نحاول أن نعرف ما لدينا؟ وما هي أفضل طريقة لاستخدام مواردنا؟.. لم نقم بتخزين الإمدادات، لذلك ليس لدينا كمية كبيرة متبقية لتوزيعها".
وحذر كريكس من "نتيجة كارثية" إذا استمر تعليق دخول المساعدات إلى القطاع.
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، سارعت الوكالات الإنسانية لإدخال الإمدادات وزادت قدراتها بسرعة، وقام عمال الإغاثة بإنشاء المزيد من مطابخ الطعام والمراكز الصحية ونقاط توزيع المياه. ومع دخول مزيد من الوقود تمكنوا من مضاعفة كمية المياه المستخرجة من الآبار، وفقا لما ذكرته وكالة التنسيق الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (أوتشا).
وجلبت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية نحو 100 ألف خيمة لتوفير مأوى مؤقت للعائدين إلى مناطقهم المدمرة ، لكن ذلك التقد التقدم اعتمد على استمرار تدفق المساعدات.
وقال كارل بيكر منسق الأزمات الإقليمي في المنظمة الدولية للهجرة إن لدى المنظمة الآن 22500 خيمة في مستودعاتها في الأردن، بعد أن عادت الشاحنات بإمداداتها غير المسلمة بمجرد تعليق دخول المساعدات.
بدوره، أكد بوب كيتشن نائب رئيس قسم الطوارئ والعمل الإنساني في لجنة الإنقاذ الدولية أن المنظمة لديها حاليا 6.7 طن من الأدوية والإمدادات الطبية تنتظر الدخول إلى غزة، وقال "من الضروري الآن استئناف دخول المساعدات فورا. مع الاحتياجات الإنسانية العالية للغاية، هناك حاجة إلى دخول المزيد من المساعدات، وليس تقليلها".
وقالت منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين إن لديها شاحنات عالقة على الحدود تحمل أدوية، مراتب، وأجهزة مساعدة لذوي الإعاقة، ولا تملك مخزونا يسمح لها بتغطية الاحتياجات لفترة طويلة دون استئناف دخول المساعدات.
إعلان ارتفاع الأسعارورصد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ارتفاع أسعار الخضروات والدقيق بعد إغلاق المعابر أمام شاحنات المساعدات، وقال سيد محمد الديري الذي كان يتجول في سوق مزدحم في غزة فور الإعلان عن الحصار "التجار يذبحوننا، التجار ليسوا رحيمين بنا.. في الصباح كان سعر السكر 5 شيكل، الآن، أصبح السعر 10 شيكل".
وفي دير البلح، انتقل سعر كيلوغرام الدجاج من 21 شيكل إلى 50، وارتفعت أسعار غاز الطهي من 90 شيكل إلى 1480.
ومع تعثر الاتفاق على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار وتجميد دخول المساعدات، يخشى الفلسطينيون التعرض لحرب جديدة، وقالت عبير عبيد، وهي امرأة فلسطينية من شمال غزة "نحن خائفون من أن يشن نتنياهو أو ترامب حربا أشد قسوة من الحرب السابقة".
وأضافت "المعابر هي الوسيلة التي يحصل الناس من خلالها على أساسيات الحياة، لماذا يغلقونها؟ من أجل تمديد الهدنة يجب أن يجدوا أي حل آخر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار دخول المساعدات
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تُدين إيقاف العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، بأشد العبارات إيقاف العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر مع القطاع.
واعتبرت الوزارة في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه هذه الخطوة انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م.
وأكدت أن الكيان الصهيوني الغاصب لم يكتف بالخرق المتواصل لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني، بل أقدم على وقف إدخال المساعدات الإنسانية، ما يؤكد مجدداً أنه لا يحترم العهود والمواثيق ويضرب بها عُرض الحائط.
وحذر البيان من قيام الكيان الصهيوني بنسف اتفاق وقف إطلاق النار والعودة مجدداً للعدوان على الشعب الفلسطيني الصابر في غزة.. مجددا التأكيد على أن ذلك سيؤدي لاستئناف اليمن لعملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ودعت وزارة الخارجية القمة العربية الطارئة التي ستلتئم غداً في القاهرة إلى الخروج بموقف عربي قوي يساند الحقوق الفلسطينية المشروعة وينتصر لمظلومية الشعب الفلسطيني.
كما دعت المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن إلى إجبار الكيان الصهيوني الغاصب على الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية منه والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون شروط.