موقع 24:
2025-04-27@02:59:20 GMT

قوةُ القِيمِ الإنسانيةِ في العلاقات الدبلوماسية

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

قوةُ القِيمِ الإنسانيةِ في العلاقات الدبلوماسية

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، وفي مقالة مشتركة مع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، نشرتها صحيفة "ذا ناشونال"، أشار إلى أن "الصداقة الاستثنائية والشراكة الاستراتيجية بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة مبنية على أساس إنساني"، معتبراً أن "العلماء الذين يجرون الأبحاث معاً، والطلاب والفنانون والمهنيون، هم الذين يثرون مجتمعاتنا من خلال تبادلاتهم".


الإشارة إلى موقعية الإنسان في الصلاتِ الدبلوماسية بين الدول، دليل على أهمية العلاقات الشعبية، والدور الذي تمارسه في بناء الجسور والتقريب بين وجهات النظر، وهي بذلك تشكل "قوة ناعمة" حقيقية، وليست مجرد هامش يُزينُ متن هذه العلاقات أو يمنحها بعداً جماهيرياً وحسب!.
الشعوب بما تمتلكه من تأريخ وثقافة وفنون وعلم وصناعة، وما تمارسه من تجارة وتفاعل مع المحيط الدولي، وما بنته أو تؤسس له من حضارة، كل ذلك جزء رئيس من قوة الدول، وحجرُ زاوية في دبلوماسيتها التواصلية، التي تأخذ أشكالاً متنوعة، عبر روابط تاريخية متراكمة، تساهم في فهم الدول لبعضها البعض، وتقربُ من مصالحها، وتخلق بينها شبكة متداخلة تكون مع الوقت ضامناً لديمومة العلاقات المتنامية، وأحد أدوات حل التباينات، وقناة للتنسيق وفكِ أي عقدٍ قد تنشأ لسبب أو آخر.
هنالك بعض الحقول التي قد ينظر لها أنها خارج الدبلوماسية، إلا أنها تتقاطع معها، ومنها "الآثار" والبعثات الاستكشافية العلمية بين الدول. وقد نوه لذلك الشيخ عبد الله بن زايد في مقالته المنشورة في 24 فبراير الماضي، قائلاً "ليس من قبيل المصادفة أن أقدم الإشارات المكتوبة إلى العديد من المواقع في الإمارات العربية المتحدة، مثل صير بني ياس ودبي والشارقة، تظهر في كتاب نشره رحالة من البندقية، غاسبارو بالبي عام 1590، وهو معروض الآن في الأماكن العامة في قصر الوطن، قصر الرئاسة في أبوظبي".
الأدباء والرحالة والذين كانوا يرافقون البعثات الاسكشافية، أو من قدموا لوحدهم في مهام تدوينية – تأريخية أو استشراقية، هم جزء من تكوين التصور العام والمخيال الجمعي بين الدول، خصوصاً أن كثيراً منهم قد عاش بين الناس، والبعض أقام لسنوات أو حتى مات ودفن في المدن والدول التي زارها، بعد أن أعجبوا بها وأخذوا بثقافتها واستوطنوها طواعية.
هذا مثالٌ واحدٌ يسير، ويمكن في هذا الصدد العودة إلى العديد من الكتب التي قام بتعريبها مشروع "كلمة" الذي عمل على سلسلة من الوثائق والمؤلفات المهمة لنخبة مختارة من الرحالة والمستشرقين، كتبَ أصحابها مشاهداتهم للدولِ والأمصارِ التي زاروها!
هذه اللبنات المعرفية أسست تالياً لـ"العلاقة بين أبوظبي وروما"، والتي "تجسد الشراكات القوية القائمة على القيم المشتركة والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل"، وِفقَ ما يراهُ الشيخ عبد الله بن زايد، وهو الأمر الذي جعل الإمارات وإيطاليا تلتزمان "التزاماً عميقاً بالسلام والازدهار والنمو"، ليكون أحد أبرز تمظهر قيمي لذلك "بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، ووثيقة الأخوّة الإنسانية، التي وقّعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف عام 2019 في دولة الإمارات".
ما سبق يؤكد على حقيقة، أن القيمة الإنسانية هي أساسٌ في الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، لأن السياسية بدون قيمٍ أخلاقية عُليا تفقد جوهرها البشري الذي أساسه التعارف والتراحم والتعاون، وتتحول إلى سلوك ذرائعي يتوسم أي وسيلة لتحقيق أغراضه، حتى لو كانت عبر أدوات تنتهك سلامة الإنسان وتهشم مجتمعاته!.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • سفراء يشيدون بالرؤية الإنسانية لرئيس الدولة
  • وزير الخارجية البريطاني: العنف في دارفور “قد يرقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية”
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • الخارجية اللبنانية تدعو السفير الإيراني إلى التقيد بالأصول الدبلوماسية.. ما السبب؟
  • الخارجية السودانية تبلغ البعثات الدبلوماسية بإجراءات استلام مقارها في الخرطوم
  • نهيان بن مبارك: القيم الإنسانية عناصر محورية في توجيه الذكاء الاصطناعي
  • الخارجية: إجراءات لتمكين البعثات الدبلوماسية من استلام مقارها بالخرطوم
  • الخارجية لسفير ايران: للالتزام بالأصول الدبلوماسية
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية