افتتح، شريف فتحي وزير السياحة والآثار الجناح المصري المشارك في بورصة برلين السياحية (2025 ITB) والتي انطلقت فعالياتها بالعاصمة الألمانية برلين وتستمر حتى 6 مارس الجاري.

وقد شارك في الافتتاح السفير محمد البدري سفير مصر في ألمانيا، واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، و عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، بحضور محمد فرج المشرف على المكتب السياحي ببرلين بألمانيا والمكتب السياحي بروسيا ودول الإشراف التابعة لها، و أحمد نبيل معاون الوزير للطيران والمتابعة.

وعقب الافتتاح حرص الوزير على القيام بجولة موسعة داخل الجناح المصري والأجنحة الفرعية الموجودة خارجه، حيث التقى بالعارضين واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لدفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري من الأسواق السياحية المختلفة ولاسيما السوق الألماني.

وأكد شريف فتحي أهمية المشاركة في ITB 2025 التي تعد أحد أهم وأكبر البورصات السياحية التي تُقام على مستوى العالم ويشارك فيها العديد من صناع القرار وممثلي القطاع السياحي من مختلف دول العالم، واصفاً هذه المشاركة بالفرصة لإبراز والترويج للثراء والتنوع السياحي الذي يتمتع به المقصد السياحي المصري والذي لا مثيل له في العالم، في إطار الرؤية والاستراتيجية الحالية للوزارة، بالإضافة إلى إطلاع شركاء المهنة من منظمي الرحلات وشركات ووكلاء السياحة والسفر بأبرز مستجدات القطاع السياحي في مصر وبحث سبل التعاون لزيادة الحركة السياحية الوافدة له من الأسواق المختلفة لاسيما السوق الألماني.

وأشار الوزير إلى أهمية السوق الألماني بالنسبة للمقصد السياحي المصري حيث يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للأسواق المصدرة للحركة السياحية إلى مصر خلال الثلاثة سنوات الماضية لاسيما منتج السياحة الشاطئية.

وقد لاقى الجناح المصري إعجاب الزائرين حيث يعكس تصميمة عراقة الحضارة المصرية القديمة، كما أن شاشات العرض به تُبرز الوجهات السياحية المختلفة بالمقصد السياحي المصري وما يتمتع به من مقومات ومنتجات سياحية متنوعة ومختلفة تخطف الأبصار بالإضافة إلى ما يقدمه لجمهور البورصة من أنشطة تراثية وأكلات شعبية وحرف تقليدية أمتعت الزائرين.

وقد حرص عمدة برلين، وممثل وزارة الاقتصاد الألمانية، ورئيس مجلس إدارة بورصة برلين، ورئيس اتحاد السفر الألماني DRV، على زيارة الجناح المصري والقيام بجولة داخله أثناء زيارتهم للبورصة، كما حرصوا على لقاء السيد الوزير  والتحدث معه عن أبرز مستجدات قطاع السياحة في مصر، والتقاط الصور التذكارية معه، معربين عن إعجابهم بالجناح المصري وما يقدمه من أفلام ترويجية للمقصد المصري وأنشطة وفعاليات تبرز الثراء الثقافي لمصر.

ووفقا لبيانات إدارة البورصة، تعقد البورصة هذا العام تحت عنوان “عالم السفر يعيش هنا”، بمشاركة أكثر من 5800 عارض من أكثر من 170 دولة، مما يسلط الضوء على النمو الكبير في الصناعة، وديناميكيات السوق الجديدة وتقنيات السفر الناشئة ومستقبل السياحة المستدامة.

وتشارك الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، هذا العام بجناح تبلغ مساحته 1500 متر مربع، يضم 119 عارض من بينهم 47 شركة سياحة و 67 فندق، بالإضافة إلى 4 شركات طيران، إلى جانب مشاركة جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية.
كما تم تخصيص أماكن بالجناح لغرفة المنشآت الفندقية وغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: برلين شريف فتحي بورصة برلين السياحية وزير السياحة والآثار المزيد السیاحی المصری الجناح المصری

إقرأ أيضاً:

الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة

في قلب الأراضي المحتلة عام 1948، نشأت الحركة الإسلامية كامتداد طبيعي لصحوة دينية ووطنية بين فلسطينيي الداخل، حاولت أن تُعيد صياغة الهوية الفلسطينية في ظل واقع المواطنة القسرية داخل دولة الاحتلال.

تبلورت هذه الحركة بداية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، متأثرة بخطاب جماعة الإخوان المسلمين، لكنها سرعان ما طورت نهجها الخاص تحت قيادة الشيخ عبد الله نمر درويش، خاصة من خلال الجمع بين الدعوة الدينية والعمل الاجتماعي والخيري.

كان عام 1996 لحظة الانقسام الكبير داخل الحركة، فانشطرت إلى جناحين، حدث هذا على وقع اصطدام الحركة بالإجابة عن سؤال: هل تُشارك في الكنيست الإسرائيلي أم لا؟:

• الجناح الجنوبي (البراغماتي): اختار دخول الكنيست والعمل من داخل النظام الإسرائيلي، وركّز على المطالب المدنية والميزانيات وتحسين الخدمات للعرب، على رأسه اليوم منصور عباس.

• الجناح الشمالي (المبادئي): تمسّك برفض المشاركة في مؤسسات دولة الاحتلال، واعتمد خطابا يربط بين النضال الوطني والهوية الإسلامية، خاصة في ملف القدس والمسجد الأقصى، وكان من أبرز رموزه الشيخ رائد صلاح.

بقي هذا الانقسام يُعمّق التباين في الرؤى والأدوار، إلى أن قامت حكومة الاحتلال بحظر الجناح الشمالي عام 2015، واعتبرته "منظمة غير قانونية"، مما جرد هذا التيار من قدرته التنظيمية والإعلامية.

اليوم، ومع تصاعد الجرائم في غزة وتفجر الاستيطان في الضفة، يُعاد طرح السؤال نفسه بشكل أكثر إلحاحا: أين تقف هذه الحركة الآن؟لكن الأهم: ماذا يفكر الشباب؟ وماذا يريدون أن يصنعوا؟

الحركة الإسلامية بين مبادئية مخنوقة وواقعية مراوغة

أمام مشهد الدم والتهجير في غزة والضفة، تظهر مفارقة صارخة في مواقف الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

• الجناح الشمالي ما يزال، رغم الحظر، محافظا على خطابه المناهض للاحتلال، ويُدين بوضوح الجرائم، لكنه فاقد للفاعلية بسبب التضييق والملاحقة الأمنية وربما بسبب ضعف الإرادة والقدرة على التحدي.

• أما الجناح الجنوبي، وبعد دخوله الحكومة الإسرائيلية عام 2021، فقد غابت مواقفه الحاسمة، ومال إلى الصمت أو التبرير، ما أفقده شعبيته، خاصة في الأوساط الشبابية.

النتيجة؟ حركة تبدو مشتتة بين جناحٍ مكمّم وجناحٍ مُهادِن، وكلاهما عاجز عن أن يكون تعبيرا صادقا عن النبض الشعبي المتفاعل مع مآسي الشعب الفلسطيني في كل الجغرافيا.

لماذا لا يعرف العرب كثيرا عن "الداخل الفلسطيني"؟

رغم أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تعرف عن غزة كل تفصيل، وتتابع أخبار الضفة الغربية منذ عقود، إلا أن الداخل الفلسطيني -أو ما يُعرف بأراضي 48- بقي في الظل، خارج دوائر الاهتمام الشعبي والإعلامي وحتى النضالي في كثير من الأحيان.

هذا الغياب لم يكن صدفة، بل نتيجة لتراكمات متعددة:

فالانخراط القسري لعرب الداخل في منظومة المواطنة الإسرائيلية جعلهم في نظر الكثيرين "خارج معادلة الاحتلال المباشر"، ما حرمهم من الرمزية النضالية الواضحة.

كما أن القبضة الإسرائيلية على فضائهم الإعلامي والاجتماعي حالت دون إيصال صوتهم بحرية إلى العالم العربي، في الوقت الذي كانت فيه ساحات غزة والضفة مرئية، دامية، وصاخبة بالمقاومة والقهر.

يُضاف إلى ذلك أن الأنظمة العربية -تواطؤا أو خوفا- تجنبت دعم الداخل خشية الصدام مع إسرائيل، فتركتهم في فراغ تمثيلي، حتى في الخطاب الإسلامي العابر للحدود، ظل الداخل حاضرا في المناسبات، غائبا عن الاستراتيجية.

والمحصلة أن الوعي العربي تشكّل برواية ناقصة، عزلت الداخل عن قلب القضية، رغم أن فلسطينيي 48 هم من يواجهون يوميا سياسات الأسرلة والتهويد والاستيطان ضمن قلب الدولة العبرية ذاتها.

إن إعادة الاعتبار للداخل الفلسطيني ليست مسألة معرفة فقط، بل مسؤولية وعي ومقاومة، لأن تحرير الرواية مقدمة لتحرير الأرض والإنسان.

الجيل الجديد: بين الحُلم بالخلاص ورفض الترويض

الجيل الفلسطيني الشاب داخل أراضي 48 لم يعد مقتنعا بهذه المعادلة. هؤلاء لا يرون أنفسهم في خطابات الخضوع، ولا ينتظرون منابر قد أُطفئت، بل ينحازون تلقائيا إلى من يقف مع غزة، ومع الأقصى، ومع كل وجه فلسطيني مكلوم.

إنهم يرفضون التعايش المفروض، ويُصغون إلى أنين الخليل، ويرون في الشيخ جراح قضيتهم كما النقب والجليل. لا يثقون بالكنيست، ولا بمن يتحدث عن "تحسين ظروف الحياة" في حضرة الموت، بل ويبحثون عن بديل، صوت، منصة، حركة تشبههم.

ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه هذا الجيل؟

• خطاب تحرري إسلامي وطني جامع، يربط الداخل بكامل الجغرافيا الفلسطينية دون انفصام.

• تنظيم غير تقليدي، لا زعامة فيه ولا بيروقراطية، بل قيادة جماعية ولا مركزية.

• منصات مستقلة إعلامية ومجتمعية تعبّر عن الهوية وتقود الفعل.

• توظيف أدوات العصر من وثائقيات وبودكاست وفن بصري لمخاطبة الداخل والعالم.

ما الذي قد يدفعهم للانطلاق؟

• الإحباط من الأحزاب والمؤسسات، التي لم تعد تمثلهم.

• الانتماء الوجداني المتجدد للقضية الكبرى، والتي لم تعد حكرا على الضفة أو غزة، بل تمتد إليهم.

• احتكاكهم بنماذج عالمية لحركات شبابية صنعت التغيير من الهامش.

جيل يبحث عن فعل.. ليس لهذا الجيل ما يخسره، لكنه يرى كل ما يمكن أن يُستعاد، يريد أن يفعل لا أن يُدار، أن يشارك لا أن يُستدرج، جيل يبحث عن أن يكون جزءا من التحرر، لا مجرد متلقٍ للميزانيات أو وعود "العيش المشترك".

ربما لم يُولد بعد التنظيم الذي يُشبه لكنه يلوح في الأفق. وهو، إن قرر أن يتحرك، لن يسير خلف أحد.. بل سيقود الجميع.

مقالات مشابهة

  • مقترح برلماني بإصدار رخص مؤقتة لجذب السياح وتنشيط السياحة المصرية.. خبراء: تعد خطوة استراتيجية للتنمية السياحية والانفتاح على الأسواق العالمية.. وتحفيز الاستثمارات الجديدة في القطاع السياحي
  • وزير الرياضة يفتتح بطولة كأس العالم للجمباز الفني ويشيد بالاتحاد المصري
  • الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة
  • السياحة والآثار تشارك فى المعرض السياحي الدولي WTM Latin America بالبرازيل
  • وزارة السياحة والآثار تشارك فى المعرض السياحي الدولي WTM Latin America بالبرازيل
  • تطوير العلاقات السياحية السورية الباكستانية في اجتماع بوزارة السياحة ‏
  • «شركات السياحة»: معرض سوق السفر العربية فرصة لزيادة الدفقات السياحية من الخليج
  • هيئة السياحة: مؤتمر دولي مرتقب لتنمية القطاع السياحي بمشاركة عربية ودولية
  • "الموارد البشرية" بالشراكة مع "السياحة": توطين 41 مهنة في القطاع السياحي
  • عاجل - "الموارد البشرية" بالشراكة مع "السياحة": توطين 41 مهنة في القطاع السياحي