رمضان في سوهاج حاجة تانية.. عادات متوارثة تعكس روح الشهر الكريم| شاهد
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزين محافظة سوهاج بأجواء روحانية خاصة، حيث يحافظ أهلها على عادات وتقاليد متوارثة تعكس قيم التكافل الاجتماعي والترابط الأسري.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز العادات الرمضانية التي تميز سوهاج عن غيرها من المحافظات المصرية.
موائد الرحمن.. كرَم الصعيد في أبهى صورهيحرص أهالي سوهاج على إقامة موائد الرحمن في الشوارع والميادين، في مشهد يعكس كرم الصعايدة وحبهم للخير.
في القرى والمراكز المختلفة، اعتاد الأهالي على تنظيم إفطارات جماعية تضم العائلات والجيران في أجواء يغمرها الدفء والمحبة. تُمد الموائد في الشوارع أو الساحات الكبيرة، ويتشارك الجميع الطعام، ما يعزز روح التلاحم الاجتماعي.
لا تخلو مائدة الإفطار في سوهاج من الأكلات التقليدية التي تحمل نكهة الصعيد الأصيل. ومن أشهرها:
"الكشك الصعيدي": يُحضر من القمح واللبن ويُقدم كوجبة مغذية على الإفطار.
"المكمورة": خبز محشو باللحم أو الدجاج، ويُخبز في الفرن البلدي.
"شوربة المغاربة": طبق مميز يعتمد على الحبوب والبهارات، ويمنح الجسم الطاقة بعد يوم طويل من الصيام.
رغم التطور التكنولوجي، لا يزال المسحراتي يجوب أحياء سوهاج، مناديًا على النائمين للاستيقاظ وتناول السحور. يحمل طبله الصغيرة، ويردد أهازيجه المشهورة، ما يضفي على ليالي رمضان طابعًا خاصًا يعيد للأذهان ذكريات الزمن الجميل.
المجالس الرمضانية والأمسيات الدينيةيحرص أهالي سوهاج على حضور حلقات الذكر في المساجد عقب صلاة التراويح، حيث تُقام دروس دينية ومدائح نبوية، في بعض المناطق، يتجمع الرجال في "الدواوين" لتبادل الأحاديث عن التراث.
بينما تتجمع النساء في السهرات العائلية، حيث يتبادلن الأكلات الرمضانية والمشروبات التقليدية مثل "الخشاف" و"العرقسوس".
الأسواق الرمضانية.. نشاط تجاري مزدهرمع دخول الشهر الكريم، تشهد الأسواق في سوهاج حركة نشطة، حيث يُقبل الأهالي على شراء الياميش والمكسرات، إلى جانب الحلوى التقليدية مثل الكنافة والقطايف.
الوداع المميز لرمضان في سوهاجمع اقتراب نهاية الشهر الكريم، يحرص الأهالي على الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان، والتي تُعرف بـ"ليلة القَدْر"، حيث يُقام الاحتفال في المساجد وتُوزع الصدقات، كما تُقام حفلات ختم القرآن الكريم للأطفال في الكتاتيب والمساجد.
يبقى شهر رمضان في سوهاج تجربة استثنائية تحمل عبق التراث وروحانيات الشهر الفضيل، فمع كل أذان مغرب، تتجدد معاني المحبة والتراحم، ويزداد الشعور بالانتماء للمجتمع، في أجواء تحمل عبق الماضي ودفء العادات المتوارثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان سوهاج تكريم موائد الرحمن اخبار محافظة سوهاج شهر رمضان بسوهاج المزيد رمضان فی سوهاج
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان.. صينية الشهر الكريم من كل بيت إلى مائدة البسطاء
في خضم أيام شهر رمضان المبارك، حين تهب رياح الذكريات على أرواحنا وتغمر قلوبنا بأجواء الماضي، نجد أنفسنا نستعيد طقوسًا مميزة وعاداتٍ ما زالت تروي لنا حكايات من زمن مضى.
ومن أبرز هذه العادات التي ما زالت حية في بعض المناطق الشعبية والريفية والصعيدية، هي "صينية رمضان" التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالروح الطيبة للمجتمع المصري في الشهر الكريم.
كانت البيوت المجاورة للمساجد هي أول من يشعر بالواجب تجاه المصلين الذين يأتون لصلاة المغرب، فيستشعرون أن لحظات الإفطار يجب أن تكون مُفعمة بالرحمة والمشاركة.
فلا يتأخر هؤلاء القاطنون عن حمل صواني الطعام – كل حسب استطاعته – ليضعوها بين يدي عامل المسجد، الذي يبدأ فورًا في توزيع الطعام على المصلين بعد الصلاة، وكأن هذه الصواني ليست مجرد طعام، بل هي تعبير عن الإنسانية والروح المشتركة التي تزداد بريقًا في هذا الشهر المبارك.
ورغم أن الأطعمة التي كانت تقدم في هذه الصواني لم تكن فاخرة أو مكلفة، إلا أنها كانت مليئة بالحب والعطاء، غالبًا ما كانت الأطباق تتكون من خضروات مطبوخة بسيطة، خالية من اللحم، لكن ذلك لم يكن ناتجًا عن البخل أو التقشف، بل كان انعكاسًا لحال معظم البيوت في تلك الفترة، كان الجزارون يقتصرون على العمل يوم الجمعة فقط، بينما في الأيام الأخرى كان الكثير من البيوت يعتمدون على الدواجن والبط التي تربى في المنازل.
كانت تلك اللحظات أكثر من مجرد تقديم طعام، كانت رمزًا للتكافل الاجتماعي، وتعبيرًا عن المساواة في أيام رمضان المباركة.
هذه الصواني التي كانت تدور بين الأيدي، لم تكن تحمل الطعام فقط، بل كانت تحمل رسالة مفعمة بالعطاء، والمحبة، والرحمة، لتظل واحدة من أبرز الذكريات التي تجعل رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة، بل هو شهر لتجديد الروابط الإنسانية.
ولم تكن تلك المائدة السريعة التي تُعد بعناية سوى رمز من رموز المحبة، التي تزداد إشراقًا بين قلوب البشر في أيام الخير، وتبقى هذه العادة محفورة في ذاكرة كل من عاش تلك اللحظات.
رمضان، شهرٌ يمسح الغبار عن أرواحنا ويعلمنا أن العطاء ليس في المال فقط، بل في الوقت، والمشاركة، والتضامن.
مشاركة