خطاب عون في القمة العربية.. انقلاب التوازنات بدأ
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
في خطابٍ ألقاه الرئيس جوزاف عون خلال لقاء القمة العربية في مصر، برزت إشاراتٌ قويّة إلى تحوّلٍ استراتيجي في السياسة الخارجية اللبنانية، يُنظر إليه على أنه انتقالٌ من مرحلةِ الانقسامات والمواقف المتباينة إقليمياً إلى مرحلةِ المصالحة الشاملة مع الدول العربية. جاء الخطاب في سياقٍ دبلوماسيٍ حذر، لكنه حملَ في طيّاته رسائل واضحة حول رغبة لبنان في طي صفحة الماضي والانخراط في شراكات تعيد توازنه الإقليمي، خصوصاً في علاقته مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التي شهدت توتراتٍ خلال السنوات الماضية بسبب تأثيرات الملفّات الإقليمية وانقسامات الداخل اللبناني.
ركّز عون في خطابه على فكرة التصالح مع العرب وتبني خطاب يغمز من الجانب الايراني وتحميله مسؤولية ما حصل في العواصم العربية، وقد اعتُبر هذا التوجّه ابتعادا عن الخطاب السابق الذي اتّسم أحياناً بالغموض أو التردد في تبني مواقفٍ واضحةٍ تجاه القضايا الإقليمية الشائكة، لا سيّما في ظلّ التأثير الكبير لتيّاراتٍ محليةٍ متحالفة مع إيران أو النظام السوري السابق.
اللافت ايضا هو اللقاء الذي عقده عون مع الرئيس السوري الجديد احمد الشرع ما يوحي بأن الشرع وعون هما تمظهر لانتصار فريق على اخر في المنطقة وهما ينتهجان الخط السياسي الواحد اقله حتى اللحظة من خلال التقارب مع الدول العربية ومعاداة ايران، وهذا ما قد يؤدي الى انفتاح خليجي كبير على سوريا ولبنان لكن ليس بهذه السرعة والسهولة.
هذا التحوّل لا يعبّر فقط عن تغييرٍ في الخطاب، بل يُترجم تحوّلاتٍ داخليةً في خارطة التحالفات السياسية اللبنانية، حيث بدت السلطة في بيروت أكثرَ تماسكاً في تبني موقفٍ موحّدٍ تجاه الخارج، بعد سنواتٍ من الانقسامات التي عكستها الحكومة والبرلمان. ويبدو أن المصالحة العربية، التي تزامنت مع تحسّنٍ تدريجيٍ في العلاقات بين السعودية وإيران، قد مهّدت الطريقَ لبيروت لتلعب دوراً أكثر فعالية في الإقليم، معوّلة على دعمٍ عربيٍ يُعيدها إلى الحضن العربي بعد شبهِ غيابٍ خلال العقد الماضي، وهذا كله ترافق مع ضعف "حزب الله" داخليا واقليميا بعد الحرب الاخيرة.
يُمكن قراءة خطاب عون كعلامةٍ على نضوجِ رؤية لبنانيةٍ جديدة تدركُ أن انكفاء لبنان عن محيطه العربي كان أحد أسباب أزماته المتلاحقة، فيما المصالحةُ مع الدول العربية، وخصوصاً السعودية، قد تكونُ بوابةَ الخروج نحو استقرارٍ مُنتظَر. لكنّ نجاحَ هذه الرهان سيعتمدُ على قدرةِ الداخل اللبناني على الحفاظ على توازنه بعيداً عن التجاذبات الإقليمية، وتحويل الخطاب السياسي إلى فعلٍ ملموسٍ على الأرض.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
البرهان يصل إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصل قبل قليل عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة.
وتستضيف مصر قمة عربية طارئة اليوم الثلاثاء 4 مارس الجاري بالقاهرة، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يشارك في القمة قادة الدول العربية أو ممثلوهم، حيث ستتم مناقشة: وقف الحرب وإعادة الإعمار، وسبل دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وتعزيز الجهود الدبلوماسية لوقف الانتهاكات المستمرة والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل.