قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن مصر قادت بنجاح القمة العربية الطارئة غير المسبوقة، التي عقدت في القاهرة /الثلاثاء/، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي. 


وأضاف اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الأربعاء/، أن نتائج القمة العربية الطارئة جاءت معبرة تماماً عن موقف عربي جماعي قد يكون غير مسبوق منذ فترة طويلة من حيث تأكيد التكاتف والتضافر العربي في مواجهة مشروعات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والرفض المطلق لكافة المقترحات المتعلقة بهذا الشأن، وهو الأمر الذي يؤكد القدرة العربية على التصدي للمخاطر التي تحيط بالمنطقة، والتي لا تصب إلا في مصلحة إسرائيل التي تتحرك دون أي وازع أو مسئولية وتضرب بعرض الحائط القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.


وتابع أنه ومن الجوانب الإيجابية أن الدول العربية لم تكتف فقط برفض مقترحات أو مشروعات التهجير بل كانت على مستوى المسئولية عندما طرحت بديلاً عملياً قابلاً للتنفيذ من خلال اعتمادها لخطة إعادة الإعمار المقدمة من مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ومن ثم أصبح لدى العرب خطة عربية متكاملة متوازنة المراحل تؤكد على مبدأ إعمار قطاع غزة دون تهجير مع حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية على تقديم الدعم اللازم لخطة الإعمار.


وأكمل: "وكما كان الأمر مفيدا عندما أشارت القمة إلى بعض الخطوات المهمة التي سيتم تنفيذها لدعم الخطة المتوافق عليها ومن بينها عقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة الإعمار في أسرع وقت، وحث المجتمع الدولي على المشاركة به من أجل الإسراع في تنفيذ الخطة، وكذا إنشاء صندوق إنمائي يتلقى التعهدات المالية من المانحين لتنفيذ مشروعات الإعمار".


وأبرز اللواء محمد إبراهيم حرص القمة على ألا تفصل بين خطة الإعمار وعملية السلام، حيث أكدت ضرورة أن تسير الخطة جنباً إلى جنب مع خطة شاملة للسلام.
ورأى أنه وعلى المستوى الجهة التي سوف تحكم غزة خلال المرحلة القريبة المقبلة كان لافتاً ترحيب القمة بتشكيل لجنة لإدارة القطاع تحت مظلة الحكومة الفلسطينية يتم تشكيلها من كفاءات أبناء غزة، وذلك لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع.


وأشار إلى أن قمة القاهرة قد تعاملت مع الجانب الأمني، حيث أكدت أن ملف الأمن في قطاع غزة يعد مسئولية فلسطينية خالصة يتم إدارته من جانب المؤسسات الفلسطينية الشرعية وفقاً لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد وبدعم دولي مع الترحيب بالطرح المصري والأردني لتأهيل وتدريب كوادر الشرطة الفلسطينية، بما يضمن قدرتها على أداء مهامها في حفظ الأمن في غزة على الوجه الأكمل، بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في كل من الضفة الغربية وغزة.


ونوه بحرص القمة على التأكيد أن تحقيق السلام العادل والشامل هو الخيار العربي الاستراتيجي وحق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة مستقلة ذات سيادة على أساس حل الدولتين مع إبداء الاستعداد للانخراط الفوري مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى لاستئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين، بالإضافة إلى رفض أية محاولات لضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية.


ولفت إلى أنه وبالنسبة لاتفاق الهدنة فقد طالبت القمة بضرورة استكماله وتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، وأن تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه، مع أهمية انسحاب إسرائيل الكامل من غزة بما في ذلك محور فيلاديلفيا، بالإضافة إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع الإشادة بالدور الإيجابي الذي قام به الرئيس ترامب في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالتعاون مع كل من مصر وقطر.


وأوضح أنه وفي مجال إصلاح السلطة الفلسطينية، فقد حرصت القمة على الترحيب بجهود السلطة الفلسطينية في إطار الإصلاح الشامل على كافة المستويات وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية عندما تتهيأ الظروف.


وشدد على أنه وفي ضوء النتائج الإيجابية للقمة العربية فإن الأمر يتطلب أن تبدأ التحركات العربية خلال الأيام المقبلة مع كافة الأطراف المعنية خاصة الولايات المتحدة؛ لعرض ماتوصلت إليه القمة من نتائج ومدى التوافق العربي على خطة الإعمار بدون تهجير، بالتوازي مع ضرورة البدء في عملية سلام في أسرع وقت ممكن.


واختتم اللواء محمد إبراهيم، بتسليط الضوء على أن القمة العربية عالجت بصورة موضوعية كافة الشواغل المرتبطة ليس فقط بالأوضاع في غزة، وإنما بلورت رؤيتها بشكل أشمل لمعالجة أسباب النزاع حتى لاتتكرر هذه الكارثة مرة أخرى، وذلك من خلال التأكيد على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية يعد السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين القمة العربية الطارئة المزيد اللواء محمد إبراهیم السلطة الفلسطینیة القمة العربیة

إقرأ أيضاً:

القصبي: القمة العربية الطارئة جاءت في توقيت حاسم لدعم القضية الفلسطينية

أعرب الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عن تقديره العميق لمخرجات القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة، مؤكدًا أنها جاءت في توقيت حاسم لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه القضية الفلسطينية.

وأكد "القصبي" أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء ثابتًا وشجاعًا، حيث جسّد القيادة الحكيمة لمصر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، ورفض تهجير الفلسطينيين، مع الإصرار على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أن كلمة الرئيس السيسي خلال القمة حملت رسائل واضحة للمجتمع الدولي، إذ شدد على أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، وأن مصر لن تتخلى أبدًا عن دورها التاريخي في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن الحل العادل والشامل هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

واختتم الدكتور عبد الهادي القصبي تصريحه قائلًا: "في زمن عزّ فيه الشرف، نجد أن مصر ورئيسها يقفون بكل قوة إلى جانب الحق، ملتزمين بالمبادئ الوطنية والقومية، ورافضين أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول مجحفة بحقوق الفلسطينيين."

مقالات مشابهة

  • القصبي: القمة العربية الطارئة جاءت في توقيت حاسم لدعم القضية الفلسطينية
  • القمة العربية تعتمد خطة مصر لإعادة إعمار غزة.. وتؤكد على عدم المساس بثوابت القضية الفلسطينية.. أساتذة علاقات دولية: «رفض التهجير والإسراع في إعادة الإعمار» أبرز المخرجات
  • برلماني: القمة العربية الطارئة تعكس التزام مصر الراسخ بدعم القضية الفلسطينية
  • «الرئيس السيسي»: مصر تعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة
  • بث مباشر.. توافد القادة والزعماء إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة
  • قمة فلسطين.. 4 بنود حاسمة تتصدر مشروع بيان القمة العربية الطارئة بالقاهرة
  • اليوم.. القاهرة تستضيف القمة العربية الطارئة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية
  • تعرف على شعار القمة العربية الطارئة بالقاهرة
  • مباحثات «مصرية-أردنية» حول القمة العربية الطارئة والقضية الفلسطينية