حتى الآن، تسبّب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول)، في مقتل أكثر من 48 ألف شخص، وإصابة أكثر من 110 آلاف شخص، وتشريد أكثر من مليوني شخص في غزة، مما يجعله الصراع الأكثر دموية في منطقة الشرق الأوسط منذ 20 عامًا.

على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار قد أعطى بصيص أمل لغزة التي تعاني من الدمار، فإن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي حول "إخلاء غزة "و"السيطرة عليها" و"التملك طويل الأمد" و"التنمية الاقتصادية" تخلق عقبة جديدة وأكبر لإعادة إعمار غزة.

أميركا هي الجانب المسؤول الرئيسي عن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل. وفقًا لتقرير إحصائي صادر عن جامعة براون الأميركية، قدمت أميركا ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل خلال عام واحد من الصراع.

في 4 فبراير/ شباط، أصدر البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكنه أعلن في 7 فبراير/ شباط عن خطة لبيع أسلحة بقيمة 7.4 مليارات دولار لإسرائيل، مما يظهر حقيقة أنه "يمكن قطع الإمدادات عن غزة، لكن أسلحة للحليف لا يمكن قطعها ".

لولا الدعم العسكري غير المتوقف من أميركا لإسرائيل، واستخدامها المتكرر حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار في غزة، لما تحوّلت غزة إلى "جحيم على الأرض".

إعلان

إن تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة حول "إخلاء غزة "و"استخدام الحق الأميركي للسيطرة على غزة" تُظهر عدم احترام الإدارة الأميركية للشعب الفلسطيني.

"السيطرة الأميركية على غزة" تُهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. غزة هي ديار الشعب الفلسطيني وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وليست "قطعة أرض عقَارية كبيرة" قابلة للبيع، ولا ينبغي أن تكون ضحية للسياسة الدولية.

إذا قامت أميركا "بالسيطرة على غزة" وتهجير السكان المحليين قسرًا، فإنه سيكون استيلاءً غير مشروع على حقوق الفلسطينيين، وانتهاكًا خطيرًا لسيادة فلسطين، وتدميرًا خطيرًا للقانون الدولي والنظام الدولي، مما سيؤدي إلى تفاقم الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإلى تراجع تاريخي في عملية السلام بينهما.

وقد أصدر عشرات المقررين الخاصين لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بيانًا مشتركًا يدين المقترح الأميركي "بالسيطرة على غزة"، مؤكدين أن ذلك سيدمّر النظام الدولي والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، ويعيد العالم إلى عصر الاستعمار، ويؤدي إلى عواقب كارثية على السلام العالميّ وحقوق الإنسان.

كل شخص ملمّ بشؤون الشرق الأوسط يدرك جيّدًا أن هذه الخطة خطيرة للغاية وستجعل الوضع أكثر تعقيدًا، كما أنَّها تُظهر أنَّ الجانب الأميركي لا يفهم تمامًا ما يحدث هنا. في 21 فبراير/ شباط، صرّح الرئيس الأميركي خلال مقابلة بأنه لن يفرض هذا المقترح قسرًا، مما يشير إلى أنه يعترف أيضًا بأنّ هذا المقترح غير قابل للتّطبيق.

يتطلب حلّ القضية الفلسطينية الالتزام بالعدالة والإنصاف. إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن أن يستمر الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلعات لإقامة دولة مستقلة لا تقبل رفضًا.

إعلان

لقد تعرضت غزة لما يكفي من الدمار الهائل جراء نيران الحرب، فينبغي للمجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى أن تعمل يدًا بيد على تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة الإعمار في غزة في وقت الحاجة، بدلًا من زيادة الوضع سوءًا.

حلّ القضية الفلسطينية يجب أن يحترم توافق الدول العربية، وليس فرض ما يسمى "خطة إخلاء غزة" غير المعقولة وغير الأخلاقية وغير العادلة على الآخرين.

سيواصل الجانب الصيني لعب دور إيجابي في دفع حل القضية الفلسطينية. يدعم الجانب الصيني دائمًا بكل ثبات الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ويرى دائمًا أن "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين" هو المبدأ المهم الذي لا بد التمسك به لحكم غزة ما بعد الحرب، ويرفض التهجير القسري لسكان غزة، ويدعم التنفيذ المستمر والكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث.

إن الصين هي العضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة ودولة كبيرة ومسؤولة، وستواصل الالتزام بالعدالة والإنصاف، والعمل مع المجتمع الدولي للسعي إلى تعزيز السلام والمباحثات بثبات، وباعتماد "حل الدولتين" كمخرج أساسي، ودعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتقديم المساهمات الإيجابية في تحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القضیة الفلسطینیة الأمم المتحدة الشرق الأوسط على غزة

إقرأ أيضاً:

الجبهة الوطنية: رؤية الرئيس في إعمار غزة تمنع تصفية القضية الفلسطينية

قال مصطفى جعفر سالمان، عضو هيئة مكتب أمانة النقابات المهنية بحزب الجبهة الوطنية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أرسل عدة رسائل للعالم خلال كلمته التي ألقاها اليوم، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، حيث جدد موقف مصر الثابت بأنه لا قبول بالتفريط في تراب الوطن، ولا المساس بأمنه، وأن مصرلن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها بتهجير أبناء قطاع غزة من أرضهم لسيناء التي بذل أبناء مصر دماءهم دفاعًا عنها وخاضوا معاركًا شرسًة لاستردادها، كما خاضت مصر معركة كبرى في مواجهة الإرهاب وإجتثات جذوره من سيناء.

وأضاف القيادي بحزب الجبهة الوطنية في تصريحات له اليوم، أن ذكرى تحرير سيناء تعيد إلى الأذهان تضحيات الشعب المصري وإصراره على استرداد كامل الأرض المصرية في معركة دبلوماسية استمرت لسنوات انتصرت فيها الإرادة المصرية الصلبة التى لا تقبل التنازل عن الأرض ولا عن الحق المصري.

وأكد سالمان، أن القيادة السياسية تولي القضية الفلسطينية اهتمامًا بالغًا حيث تقوم مصر بدور رائد وتسعى لحل الأزمة ووقف إطلاق النار و سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، كما يدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي لإقرار السلام في المنطقة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بأحقية الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات سيادة عند حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وثمن سالمان تأكيد الرئيس بأن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدًا منيعًا، أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتأكيده على أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقًا للخطة العربية الإسلامية، دون أي شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، مما يدعم تحقيق السلم في المنطقة ويدعم الأمن القومي المصري.

طباعة شارك مصطفى جعفر سالمان النقابات الجبهة الوطنية عبدالفتاح السيسي تحرير سيناء

مقالات مشابهة

  • الصين تدرس إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية
  • لماذا يتوجّس الأوروبيون من الحماسة الأميركية لصفقة السلام بأوكرانيا؟
  • الجبهة الوطنية: رؤية الرئيس في إعمار غزة تمنع تصفية القضية الفلسطينية
  • الرئيس الفلسطيني: نثمن موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • تفسير حلم رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المنام
  • حركة فتح: مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بحرص تام والقرار الفلسطيني يجب أن يظل مستقلًا
  • الرئيس الأميركي يعيد إشعال فتيل الحرب التجارية مع الصين
  • وزير الخزانة الأميركي: الصين والولايات المتحدة أمامهما "فرصة لإبرام صفقة تجارية كبرى"
  • عاجل - الرئيس الفلسطيني يشكر السيسي والملك عبد الله الثاني على مواقفهم في دعم القضية الفلسطينية
  • الأيديولوجية الدينية في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي