واشنطن-رويترز

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما وصفها بالبداية القوية لفترة رئاسته الثانية في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونجرس، مما أثار استهجان ومقاطعات مشرعين ديمقراطيين رفعوا لافتات تنديد وغادروا القاعة في منتصف الخطاب.

ومثل ذلك الخلاف الحزبي انعكاسا للاضطرابات التي صاحبت الأسابيع الستة الأولى من تولي ترامب منصبه والتي قلبت السياسة الخارجية الأمريكية رأسا على عقب وأشعلت حربا تجارية مع حلفاء مقربين وخفضت من قوة العمل الاتخادية.

وجاء الخطاب الذي ألقاه في وقت الذروة، وهو الأول له أمام الكونجرس منذ توليه منصبه في 20 يناير كانون الثاني، في ختام يوم ثان من الاضطرابات في السوق أثارها فرضه رسوما جمركية جديدة شاملة على المكسيك وكندا والصين.

وأفاد مشروع الرئاسة الأمريكية بأن هذا كان أطول خطاب رئاسي أمام الكونجرس في تاريخ الولايات المتحدة الحديث بعد أن استمر 100 دقيقة.

ويذكر الخطاب بتجمعات حملة ترامب الانتخابية، رغم أنه تجنب إلى حد بعيد عادته في الابتعاد عن التصريحات المعدة مسبقا لتقديم ملاحظات جانبية.

ووجه الرئيس سهام النقد لسلفه الديمقراطي جو بايدن، وشن هجوما على المجرمين المهاجرين باعتبارهم "متوحشين" وعلى ما أسماه "فكر المتحولين جنسيا".

* الميزانية الاتحادية

وتعهد ترامب بإحداث توازن في الميزانية الاتحادية، حتى في الوقت الذي حث فيه المشرعين على وضع برنامج شامل لخفض الضرائب والتي يقول محللون غير حزبيين إنها قد تضيف أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى عبء ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36 تريليونا. وسيتعين على الكونجرس التحرك لرفع سقف الديون في وقت لاحق من هذا العام أو المخاطرة بالتخلف عن السداد المدمر.

وكان زعماء العالم يراقبون خطاب ترامب عن كثب، بعد يوم من إيقافه جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وجاء التعليق بعد سجال في المكتب البيضاوي، حيث وبخ ترامب بغضب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام كاميرات التلفزيون.

وقال ترامب إن زيلينسكي بعث له رسالة أمس الثلاثاء يقول فيها إن أوكرانيا مستعدة لتوقيع صفقة المعادن النادرة التي يلفها الغموض بسبب سجالهما.

وأضاف ترامب "في الوقت نفسه، أجرينا مناقشات جادة مع روسيا وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام. ألا يكون ذلك جميلا؟"

وقد هدد توقف المساعدات جهود كييف لمواجهة روسيا، التي شنت غزوا واسع النطاق قبل ثلاث سنوات، وأثار قلق الزعماء الأوروبيين الذين يخشون أن يقرب ترامب الولايات المتحدة من موسكو للغاية.

* احتجاجات ديمقراطية

استهل ترامب الخطاب بالقول "إلى مواطني بلدي، عادت أمريكا"، وسط تصفيق حار من رفاقه الجمهوريين. وأضاف "بلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل، وربما لن يشهده مرة أخرى".

ورفع الديمقراطيون لافتات تحمل رسائل مثل "لا ملك" و"هذا ليس طبيعيا"، وخرج العشرات في منتصف الخطاب.

وأُخرج آل جرين، أحد أعضاء الكونجرس من تكساس، بعد رفضه الجلوس.

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بعد تنبيهه الديمقراطيين إلى ضرورة الحفاظ على اللياقة "أخرجوا هذا الرجل من القاعة".

وبدا أن جرين، الذي كان يهز عصا تساعده على المشي في وجه ترامب، يرفع صوته بالقول إن ترامب لم يفز بتفويض في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني بعد أن تفاخر الرئيس بانتصارات الجمهوريين.

وقال ترامب بعد طرد جرين "أنظر إلى الديمقراطيين أمامي، وأدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني قوله لإسعادهم أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون".

تحدث ترامب في مجلس النواب، حيث تجمع المشرعون خوفا على حياتهم قبل أكثر من أربع سنوات بقليل بينما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء فوز الديمقراطي جو بايدن عليه في 2020، حين كان في السلطة.

أشاد الرئيس برجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك وإدارة الكفاءة الحكومية التي قلصت عدد الموظفين الاتحاديين بأكثر من 100 ألف وخفضت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية وأغلقت وكالات بأكملها.

* مزيد من الرسوم في الطريق

أكد ترامب عزمه فرض رسوم مضادة إضافية في الثاني من أبريل نيسان، وهي الخطوة التي من المرجح أن تهز الأسواق المالية أكثر.

وقال "لقد استخدم الآخرون الرسوم الجمركية ضدنا لعقود، والآن حان دورنا لبدء استخدامها ضد تلك البلدان الأخرى".

وفي هذه النقطة، ظل العديد من الجمهوريين جالسين، في إشارة إلى كيف أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى انقسام حزبه.

وقد أدت الرسوم التي فرضها ترامب بنسبة 25 بالمئة على المكسيك وكندا، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، و10 بالمئة إضافية على الواردات الصينية إلى تعميق مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد.

وانخفض المؤشر ناسداك المجمع بأكثر من تسعة بالمئة عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 16 ديسمبر كانون الأول.

وحث ترامب الكونجرس على تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرها في عام 2017. وتقدم الجمهوريون في الكونجرس بخطة شاملة قيمتها 4.5 تريليون دولار من شأنها أن تمدد التخفيضات الضريبية وتعزز أمن الحدود وتمول زيادة هائلة في عمليات الترحيل.

وتدعو الخطة إلى خفض الإنفاق تريليوني دولار على مدى عقد، مع احتمال تقليص تمويل التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية

رئيس موازنة النواب: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو لتوتر حصيلة النقد الأجنبي
نائب: الدعم القبرصي لمنح مصر 4 مليارات يورو تتويج لتعاونها في ملف المهاجرين
برلماني: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو يعكس ثقة الدول الأوروبية في البلد
 

أكد عدد من أعضاء لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو يأتي في إطار إقرار حزمة من التفاهمات منذ فترة بين أوروبا ومصر متعلقة بالدعم الاقتصادي المالي القوي من أوروبا، وهذا كان بموافقة البرلمان الأوروبي بشكل عام والحكومات الأوروبية، وأشاروا إلى أن  الاتحاد الأوروبي يشاهد النهضة التي أصبحت عليها مصر، الأمر الذي يعطي ثقة الدول الأوروبية في مصر، وهذا له رمزية عالمية ومحلية بالنسبة لدول الخارج في قدرة مصر على استغلال مواردها من منح وقروض في تنمية الإقليم المصري بكل متطلباته، من خلال استخدام الشعب المصري.

في البداية قال النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو ، جاء باعتبار أن الاتحاد الأوروبي شريك تجاري واقتصادي وسياسي منذ أمد طويل.

وأشار الفقي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه مؤخرا نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة، ومصر تحديدا، خاصة بعد الحرب في غزة، والصراع الدائر على باب المندب، وتوتر حصيلة قناة السويس من النقد الأجنبي، فإنه تم رفع هذه الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية منذ أشهر قليلة، وبالتالي التزم الاتحاد الأوروبي، نظرا لأن مصر بالنسبة للاتحاد الأوروبي تقوم بدور مهم جدا ، خاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية من خلال البحر المتوسط إلى أوروبا.

وأكد رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن مصر لديها 9 ملايبن نازح من السودان وغيرها من الدول المجاورة، وبالتالي تقديرا من الاتحاد الأوروبي لدور مصر في تقليل عدد النازحين ومنع النازحين، وتحمل هذا العبء الثقيل، مع تداعيات ما يدور في العالم  بصفة عامة، فلذلك تم رفع الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا ، وتم رصد 7.4 مليار يورو ، بما يعادل 8.1 دولار بسعر الصرف السائد ، منها 5 مليارات يورو قروضا لمصر وبها قروض ميسرة في شروطها، والبقية 1.8 مليار دولار، تعتبر ضمانات يقدمها الاتحاد الأوروبي ، إذا ما لجأ القطاع الخاص إلى استيراد أي سلعة من الاتحاد الأوروبي ، فإنه يحتاج إلى ضمانه ، ولكل نقلل الضمانات على وزارة المالية ، لأن القطاع الخاص لن يجد من يضمنه في هذه الحالة.

وتابع: كما أن القطاع الخاص هو من سيستفيد من قيمة 1.8 مليار دولار قيمة الضمانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر ، ما يذلل كافة العقبات ، حتى يستطيع الاستيراد بأسعار فائدة ميسرة، طالما هناك ضمانات موجودة ، وهناك 600 مليون يورو تعتبر منحة منها 200 مليون يورو لتحمل عبء بعض النازحين من الدول الأفريقية المجاورة، و400 مليون يورو تقدم للحكومة المصرية والقطاع الخاص أيضا.

وقال النائب محمد بدراوي ، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو ، يأتي في إطار إقرار حزمة من التفاهمات منذ فترة بين أوروبا ومصر متعلقة بالدعم الاقتصادي المالي القوي من أوروبا ، وهذا كان بموافقة البرلمان الأوروبي بشكل عام والحكومات الأوروبية.

وأشار بدراوي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن الـ 4 مليار يورو كانوا جزء من برنامج ممتد وليست اخر دفعة ولكن هناك دفعات لاحقة ، مؤكدا أن أوروبا تعلم مدى دور مصر الحالي ، خصوصا في حفظ الأمن الإقليمي وفي ملف المهاجرين .

وأضاف أن الدعم الذي يقدمه البرلمان الأوروبي لمصر حلقة مستمرة من التعاون المشترك ، الذي يحقق مصالح الطرفين ، مشيرا إلى مصر لا تحصل على مساعدات أو معونات بدون مقابل ، ولكن مصر لها دور كبير في الحفاظ على أمن أوروبا واستقرارها من خلال التعاون في ملف المهاجرين والملفات الاقتصادية المختلفة ، وبالتالي مصر تقدم خدمات جليلة لأوروبا وهناك تعاون متبادل كبير بين مصر وأوروبا وليس مجرد مساعدات أو معونات.

وقال النائب إبراهيم نظير، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصريحات وزير الخارجية بشأن تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو، يؤكد أن مصر تستثمر علاقاتها الخارجية، من خلال جولات الرئيس الخارجية في الفترة التي تولى فيها حكم مصر.

وأوضح أن الرئيس السيسي في توطيد علاقة مصر بالدول الخارجية، الأمر الذي عكس  ثقة الدول الأوروبية في مصر، نظرا لبرنامج الإصلاح  الاقتصادي من تنمية زراعية وصناعية.

وأضاف نظير، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الاتحاد الأوروبي يشاهد النهضة التي أصبحت عليها مصر، الأمر الذي يعطي ثقة الدول الأوروبية في مصر، وهذا له رمزية عالمية ومحلية بالنسبة لدول الخارج في قدرة مصر على استغلال مواردها من منح وقروض في تنمية الإقليم المصري بكل متطلباته، من خلال استخدام الشعب المصري.

وأكد عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن ترحيب مصر باعتماد البرلمان الأوروبي لقرار تقديم شريحة الدعم المالى الثانية لمصر بقيمة ٤ مليارات يورو، إشارة جيدة، لأنه يأتي في وقت تواجه فيه مصر معركة شرسة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، كما أن الدولة المصرية تقف حكومة وشعبا وشرطة وجيشا خلف القيادة السياسية ممثلة في الرئيس السيسي للدفاع عن الأمن القومي المصري، وهذا يعكس ثقة الشعب في الرئيس وثقة الدولة في الشعب المصري.

وكان قد أشاد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع "كونستانتينوس كومبوس" وزير خارجية قبرص، بالعلاقات "المصرية - القبرصية" المتميزة والتعاون المشترك على مختلف المستويات.

ويأتي الاتصال الهاتفي في إطار التنسيق والتشاور الدوري لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. 

وأعرب الوزير عبدالعاطي، خلال الاتصال، عن التطلع لتطوير العلاقات في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذا تطوير التعاون في مجال توظيف العمالة المصرية في قبرص. 

وأكد وزير الخارجية تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو. 

كما أكد الوزيران أهمية مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والحرص على تكثيف الجهود المشتركة لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.

طباعة شارك قبرص مصر الاتحاد الأوروبى الشريحة الثانية الحزمة المالية الأوروبية

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يهاجم أمازون بسبب نيتها عرض تأثير الرسوم الجمركية في الأسعار
  • الرئيس اللبناني يشيد بالدعم الإماراتي.. ويؤكد: الدولة تعود بثبات
  • سرقة الخطاب، كارني يهزم المحافظين بتبني أجندتهم
  • 4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية
  • فيديو رد ترامب على امرأة قاطعته بخطاب الـ100 يثير تفاعلا
  • البيت الأبيض يهاجم أمازون بعد ظهور أنباء حول تخطيط الشركة لإدراج تكاليف الرسوم الجمركية
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • العفو الدولية تهاجم سياسات ترامب في تقريرها السنوي
  • البرادعي يهاجم ترامب بعد طلبه الإعفاء من رسوم عبور قناة السويس
  • المعارضة بغينيا بيساو تتفق على تحدي الرئيس في الانتخابات