فوزي بشرى: متى يكف حمدوك عن هذا العبث اللفظي؟
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
شغبنا العظيم يستحق ألا تخاطبه أبدا.
* فأنت من أهدرت طاقة أكبر موجة ثورية عرفتها البلاد.
*وأنت من جاء بك عبدالرحيم دقلو لتضع يدك في يد الانقلابيين في خطوة أنكرها الشارع بثواره وكأن أجدر بك أن تلزم شارعك بدل التهافت على الانقلابيين حتى ذهبت مستقيلا غير مأسوف عليك وكانت تلك أكبر خيانة لثورة ديسمبر.
* العدالة الانتقالية التي تطلبها لجرائم الحرب أنت عن تحقيقها أعجز منك عن تحقيق ما كان ميسورا وأنت رئيس وزراء فغادرت مشيعا بالخيبة وبحسرات الثوار فيك.
*كعادتك تعجز عن قول الحقيقة كاملة لأن في فمك ماء كثيرا. حقا لا تعلم من يقف وراء هذه الحرب تسليحا ودعما سياسيا ودبلوماسيا فضلا عن إيواء (القوى المدنية) وأنت في مقدمتهم.
* متى يصحو ضميرك فتعرف الحرب تعريفا صحيحا.. أقول أنا إنها حرب ضد الشعب قبل أن تكون ضد الجيش..
* أين كنت طيلة سني الحرب التي توشك أن تكمل عامها الثالث؟ صحوت الآن؟!
* لا يمكن إخفاء الهزال الأخلاقي البادي في الخطاب رغم نبرته التي تصطنع مسؤولية تاريخية بلا تاريخ من العمل السياسي الحصيف. يشفع لها. فلا أحد يعرفك في الشعب السوداني قبل انتباهة الإنقاذ إليك في سعيها البائس لتجميل وجهها بوجه ظنت فيه الفطانة والحصافة وهي ما أثبتت الأيام فيما بعدخلو يدك منها. فقد ظللت تتحرك منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير لك في السلطة بعقلية الموظف لا عقلية القائد الفذ. ومن غرائب الأشياء أن رفضك عرض الإنقاذ سيكون كل رأسمالك السياسي الذي تعهدته مجموعة مو ابراهيم بمزيد من المكياج السياسي لتنزل قائدا لثورة أدنى شبابها كان يمكن أن يقودها أفضل مما فعلت.
* قلة الحصافة السياسية هي التي دفعتك بجهل تحسد عليه لترويج مفهوم (التناغم) بين العسكر والمدنيين ولم يكن هناك من تناغم إلا في خيالك (المشوش) (بالمشوشات).
* لا يمكن لأي سياسي مبتدئ أن ينظر إلى الحرب الدائرة بكل وقائعها المشهودة على أنها صراع بين طرفين ثم يدس لسانه في فمه ويضع يديه على صدره بافتراض أنه قال كل الحقيقة. هذه حرب لا حياد فيها. ولا يمكن تغطية انحيازك لأعداء السودان بهذه النبرة التي تكرر ما بات يعرفه الجميع عن علل السودانية. فليس ثمة جديد يا حمدوك فقد سبقك ساسة عظام ومناضلون حقيقيون إلى بيان علل هذه الدولة ، فليس لك من ميزة في بيانها إلا القراءة من دفتر كبير في مشاكل الدولة السودانية.
* لماذا هذا الحديث الآن؟ أهو لكبح تقدم الجيش وإيقاف انتصاراته؟ هل كان هذا الخطاب سيكون بهذه النبرة المتباكية على الضحايا لو كانت قوات الدعم السريع هي التي لها القول الفصل في الميدان اليوم؟
أين كانت تقدم؟التي خرجت إلى الحياة بمزاعم كبرى فلم يقع لها مثل هذا الحديث المفصل حتى ماتت وانبعثت من ركامها (صمود) .
كيف سكت يا حمدوك في هذا الخطاب أيها القائد العظيم في عين نفسه) البائس في عين شعبه، كيف صمت عن نشاط على قدر من الخطورة هو نشاط (تأسيس أخت صمود) وهي توقع على دستور لسودان جديد بمزاعم لا تقل عن مزاعمك في الحكمة والرشاد؟ كيف فات عليك ذلك؟
* هل حقا لا تعرف من هم موردو السلاح ؟
*ستكون واحدة من مساخر التاريخ الكبرى أن يكون خلاص الشعب السوداني على يد رجل لا يكاد يعرف أي درك قاد إليه أعظم ثورة هو رهطه الذين هم في أحسن حالاتهم أصداء لصوت حمدوك المنبت عن شعبه. فما عرفه في سنوات حكمه في مدنه وقراه وبواديه إلا حالة كونه تجريدا سياسيا يدفع إلى مسامعه بين وحين بهذه الخطابات الديوانية الباردة..
هذه الأمة ستنتصر بجيشها وبشعبها بالأحرار الشرفاء من أبنائها طال الزمن أو قصر.
* المشكلة الكبرى التي يواجهها السودان الآن هوي تجفيف بؤر العمالة المتدثرة بأردية رجال الدولة الذين لا يصلح أحسنهم حيلة لإدارة قرية.
*متى يكف حمدوك عن هذا العبث اللفظي ويترك في هذه المسرحية السمجة دور المنقذ الذي تورط فيه مخرج ليس أكثر ذكاء منه؟!!
فوزي بشرى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان"
في خطوة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ عامين، أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك يوم الثلاثاء دعوة جديدة تحت اسم "نداء سلام السودان".
تأتي هذه الدعوة في وقت بالغ الحساسية، حيث يواجه السودان تدهورا غير مسبوق في الوضع الإنساني، مع تدمير واسع للبنية التحتية، نزوح جماعي للسكان، وارتفاع حاد في معدلات الجوع والعنف.
ماذا ينص "نداء سلام السودان"؟ضمن "نداء سلام السودان"، حدد حمدوك مجموعة من الخطوات التي تسهم في دفع العملية السياسية والإنسانية للأمام. وأولى هذه الخطوات هي دعوته إلى عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي.
وسيشمل الاجتماع الأطراف الرئيسية في النزاع، وهم: قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان في شمال السودان عبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى القائد عبد الواحد نور.
ويهدف الاجتماع إلى تحقيق هدنة إنسانية ووقف فوري لإطلاق النار، فضلاً عن إنشاء آليات لبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، في خطوة تهدف إلى وقف التصعيد وتحقيق السلام في البلاد.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، دعا حمدوك إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة سواء داخل السودان أو عبر الحدود.
هذه المساعدات تشمل الأغذية، الأدوية، والمساعدات الأساسية التي تساهم في دعم المدنيين المتضررين. كما شدد على ضرورة التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية لضمان الحصول على الدعم اللازم.
وأوضح حمدوك، أن الاتفاق سيتضمن ترتيبات دستورية انتقالية تستند إلى توافق بين الأطراف السودانية، العسكرية والمدنية، لإعادة البلاد إلى مسار ثورة ديسمبر 2018، التي طالبت بانتقال إلى حكومة مدنية ديمقراطية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام.
كما أشار إلى ضرورة إعادة بناء النظام الأمني والعسكري في السودان بشكل موحد بعيدًا عن التسييس. وشدد على أهمية تفعيل عملية العدالة الانتقالية التي تشمل محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، واستعادة الحقوق إلى أصحابها.
وفي ختام دعوته، أكد حمدوك على ضرورة تشكيل حكومة مدنية انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لقيادة البلاد إلى انتخابات حرة بعد تصفية آثار الحرب وإعادة الإعمار.
وفي وقت تعصف فيه الحرب بالسودان، وقّعت "قوات الدعم السريع" السودانية والجماعات الحليفة لها اليوم دستورا انتقاليا يعكس توجهاتها نحو تأسيس حكومة موازية.
وقد تسببت الحرب في نزوح جماعي للمدنيين، فضلا عن تفشي الجوع والعنف، بما في ذلك العنف العرقي والجسدي. في هذا السياق، شنت "قوات الدعم السريع" هجوما على محطة توليد الكهرباء في سد مروي باستخدام الطائرات المسيرة، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بشمال السودان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.
يهدف الدستور الذي طرحته "قوات الدعم" إلى استبدال الدستور الموقع بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019. ويشمل الدستور الجديد خططًا لإنشاء دولة فيدرالية علمانية مقسمة إلى 8 مناطق، مع ضمان حقوق الإقليم في تقرير مصيره في حال عدم تحقيق شروط أساسية مثل فصل الدين عن الدولة.
كما ينص الدستور على ضرورة وجود جيش وطني موحد ويعتبر الموقعين عليه "نواة" هذه القوات.
وبينما يشير الدستور إلى الانتخابات كإحدى مخرجات الفترة الانتقالية، فإنه لا يحدد جدولًا زمنيًا واضحًا لها، مما يترك الغموض قائمًا بشأن تفاصيل الحكومة المقترحة، والأسماء التي ستشغل المناصب الحكومية أو مكان الحكومة المنتظرة.
وعلى الرغم من إعلان" قوات الدعم السريع" عن نيتها تشكيل حكومة في الأسابيع القادمة، إلا أن التفاصيل المتعلقة بمن سيشغل المناصب الحكومية والمكان الذي ستعمل منه هذه الحكومة تبقى غير واضحة.
ومع استمرار التوترات العسكرية، تبقى مخاطر الانقسام السياسي قائمة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل الوضع السياسي في السودان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان الصحة العالمية تدعو لوقف الهجمات على المنشآت الصحية في السودان بعد مقتل 70 شخصاً أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟ قوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)عبد الفتاح البرهان محادثات - مفاوضاتجمهورية السودان