ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ«المصاحبة» محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقة جديدة من حلقات "ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية"، لمناقشة قضية «الأمن الفكري.. رؤية قرآنية»، وذلك في إطار سعيه المستمر لمعالجة القضايا الفكرية الراهنة.
أدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، واستضاف الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، حيث تناولوا قضية الأمن الفكري وأثرها في استقرار المجتمعات الإسلامية في ظل التحديات الفكرية المعاصرة.
وأكد الدكتور حبيب الله حسن، في كلمته، أن الأمن الفكري هو أحد الركائز الأساسية لاستقرار أي مجتمع، موضحًا أن الفكر السليم يمر عبر الحواس والعقل ليستقر في القلب، وأن الاضطراب الفكري يؤثر سلبًا على الإيمان والسلوك، مما يؤدي إلى خلل في المجتمعات.
وأوضح أن من أخطر مظاهر هذا الاضطراب انتشار التقليد الأعمى، حيث يتبع البعض أفكارًا دون تمحيص أو تفكير، وهو ما يعوق الوصول إلى إيمان راسخ ومستقر.
وأضاف أن القرآن الكريم شدّد على أهمية إعمال العقل والتدبر، وحذّر من التمسك بالموروثات الفكرية دون وعي، كما في قوله تعالى:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾،
مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى التجديد والاجتهاد في الفهم، بعيدًا عن الجمود الفكري والتقليد الذي يعوق تقدم الأمة.
كما شدّد الدكتور حبيب الله حسن على أن الانحراف الفكري ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة غياب المنهجية العلمية السليمة في تلقي المعرفة.
وأوضح أن القرآن الكريم وضع أسسًا واضحة لحماية الفكر والعقل من الانحراف، من خلال التأكيد على استخدام الحواس والعقل والتأمل في الكون، حيث قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَٱخْتِلَافِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾.
وأكد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا بوعي فكري متكامل يدمج بين الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفصل العقل عن الإيمان أو الإيمان عن العقل تؤدي إلى خلل فكري عميق ينعكس سلبًا على سلوك الأفراد واستقرار المجتمعات.
من جانبه، تحدث الدكتور علي مهدي عن مفهوم الأمن الفكري في ضوء القرآن الكريم، موضحًا أن الأمن الفكري يعني تحصين المجتمع من الغزو الثقافي والأفكار الوافدة التي تهدف إلى تفكيك ثوابته الدينية وقيمه الأخلاقية، حتى يصبح هشًّا يسهل اختراقه والسيطرة عليه.
وأشار إلى أن القرآن الكريم تعامل مع الإنسان باعتباره كائنًا مركبًا من عقل وفطرة، ودعاه إلى إعمال الفكر والنظر للوصول إلى الإيمان الحق، حيث قال تعالى:
﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا تُغْنِى ٱلْءَايَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍۢ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾.
كما حذّر من التيارات الفكرية التي تسعى إلى تدمير القيم الأخلاقية من خلال الترويج للإباحية والشذوذ، وطرحها على أنها حقوق مشروعة للإنسان، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات الإسلامية.
وأوضح أن هذه المحاولات لم تعد مجرد نظريات خفية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا، يتم تسويقه عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بهدف تقويض الأسرة المسلمة وإضعاف دورها في بناء المجتمع.
وشدد على ضرورة تعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمعات لمواجهة هذه الأفكار الهدامة، من خلال العودة إلى تعاليم الإسلام الراسخة التي تدعو إلى الفضيلة وتحفظ كيان الأسرة والمجتمع.
وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن هناك مخططات تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي، واستهداف الشباب تحديدًا لإبعادهم عن القيم والمبادئ الإسلامية.
وأشار إلى أن بعض الدعوات التي نسمعها اليوم، مثل استبدال الزواج الشرعي بما يسمى «المصاحبة»، ليست سوى محاولات لضرب القيم الإسلامية وإفساد الشباب بحجة الحد من نسب الطلاق، لكنها في الحقيقة تقود إلى مزيد من الانحلال والانهيار الأخلاقي.
وأضاف أن هذه الأفكار الهدامة تأتي ضمن خطط ممنهجة لإضعاف المجتمعات الإسلامية من الداخل، إلا أن القرآن الكريم قدّم الحلول الكفيلة بمواجهتها، من خلال ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعزيز القيم الأخلاقية بالحكمة والموعظة الحسنة، مما يجعل الأمة الإسلامية قادرة على التصدي لهذه التحديات بعقيدتها الراسخة وكتابها الكريم وسنة نبيها ﷺ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشباب الزواج الصيام شهر رمضان ملتقى الأزهر الجامع الأزهر المصاحبة المزيد المجتمعات الإسلامیة أن القرآن الکریم الأمن الفکری من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب الأردني: نرفض أي ممارسات تمس الأمن الوطني
قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، الأربعاء، إن الأردن دولة مؤسسات راسخة يسود فيها القانون على الجميع، ولا توجد جهة خارجة عن سلطة وقوة الدولة التي يقف أبناؤها جميعا في صف واحد لرفض أي ممارسات تمس الأمن الوطني.
وأكد الصفدي أن مجلس النواب يقف مع كل الخطوات التي أعلنها وزير الداخلية من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المملكة بوجه أي محاولات عابثة موجهة من الخارج وتسعى لتقويض أمن المملكة خدمة لمشاريع وأجندات مشبوهة.
وقال إن الأردن سيبقى قويا وراسخا رغم التحديات التي لن تزيده إلا عزماً وإصرارا على استكمال مسيرة البناء الوطني بسواعد الأردنيين وخيارهم الوطني النابع من الحرص على بقاء جبهتنا الداخلية موحدة على الدوام، وعصية على كل محاولات العبث الخبيثة.
وكانت السلطات الأردنية قد اتخذت قرارا بحظر كافة أنشطة جماعة الإخوان "المنحلة"، ومصادرة ممتلكاتها المنقولة وغير المنقولة، بالإضافة إلى إغلاق جميع مكاتبها المنتشرة في أنحاء المملكة.
وأوضح وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، في مؤتمر صحفي أن التحقيقات أثبتت تورط عناصر من الجماعة في أنشطة تهدد الأمن الوطني وتعرض حياة المواطنين للخطر.
كما أشار إلى أن الجماعة قامت، في الليلة التي تم فيها الكشف عن تفاصيل المخطط الإرهابي، بإتلاف وتهريب مستندات من مقارها في محاولة لإخفاء أنشطتها وارتباطاتها المشبوهة.