صحيفة البلاد:
2025-03-05@18:34:50 GMT

أدباء فقراء «2»

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

أدباء فقراء «2»

كما أنه لا يوجد تلازم بين الأدب والفقر، فلا يوجد أيضًا تلازم بينه وبين الغنى والثراء؛ ذلك أن الفقر والغنى مرتبطان بمجموعة كبيرة من العوامل والظروف المتعددة التي تتضافر معًا لتؤدي إلى نتيجة نراها في الأديب وغيره. ومن ثم فلا بد من إعادة التفكير في دقة المقولة العربية: “من أدركته حرفةُ الأدب وقع في مصيدة الفقر”، التي ربما قالها من قالها بسبب مجموعة شواهد عاصرها لأدباء عاشوا الفقر طوال حياتهم.

ومع ذلك، فممَّا يثير العجب أن هؤلاء الأدباء رغم الفقر الذي يعيشونه، يصرون على مواصلة الكتابة والإبداع.
ومن هؤلاء الأديب والكاتب الشهير تشارلز ديكنز، الذي فَقَدَ حبيبته (ماريا بيرنل) بسبب فقره، حين قالت عنه: إن ديكنز شاب لطيف لكنه أديب، فهل يستطيع أن يعولني بقلمه؟ لكن حال ديكنز تغير فيما بعد إلى الأحسن. في حين كان الروائي الإنجليزي وليم ثاكري يرى أن الأدب ليس تجارة ولا مهنة، بل هي الحظ الأنكد.
أما الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور، فقد كتب في عام 1844م كتابًا مهمًّا بعنوان (العالم إرادة وتمثلًا) ، لكنه لم يبع منه إلا نسخًا معدودة، والبقية بيعت أوراقًا تالفة، ولم يلتفت له أحد، ولم يتزوج، وأقام في آخر حياته وحيدًا في غرفة فندق، وهو في السبعين من عمره حتى تنبه له البعض، وقد أشرف على الموت فقال: بعد أن عشت حياتي وحيدًا منسيًّا، جاؤوا فجأة يزفُّونني إلى قبري بالطبول!
هناك- عربياً- الكاتب الكبير أبو حيان التوحيدي، الذي عاش فقيرًا حيث كان يعمل في الوراقة، فينسخ عشر ورقات في اليوم بعشرة دراهم.
أما الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري (1887-1984م) فقد هاجر إلى البرازيل، وعمل هناك بائعًا متجولًا، وقد كان شاعرًا، وهناك تعرف على فتاة جميلة كان يطمح إلى الزواج بها، لكنها رفضته، وأرسلت إليه مالًا أعاده إليها، وقال:
بعدت همتي فعفت كنوز
الأرض لما عرفت قيمة كنزي
لا أبالي شبعت أم جعت والفن
شرابي وعزة النفس خبزي
أما مقولة “أدركته حِرفة الأدب”، فقد قالها شعراء عديدون بطرق مختلفة، منهم أبو تمام، إذ قال:
إذا قصدتُ لشأوٍ خلتُ أني قد أدركتُه
ولكن أدركتني حُرفة الأدب
وابن بسام البغدادي الذي قال:
ما فيه لوٌّ ولا ليتٌ فتنقِصهُ
لكنما أدركته حُرفَةُ الأدب
أما دعبل الخزاعي فقال:
لقد علمت وما لي ما أعيش به
أن التي أدركتني حرفة الأدب

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: لابد أن يسود الأدب والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على ضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي والرأي الآخر، قائلا «حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا»، مؤكدا أن هذا المحور هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي.

وأوضح شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن أول شيء هو وقف التنابز، مؤكدا أن هذا التنابز جعل من الشعب الواحد أعداء، وأن إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار وقوي التأثير، وهذا ما يريده العدو ويحرص عليه حرصا شديدا، حيث أنه يعتمد على مبدأ «فرق تسد»، موضحا أن الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي وهو الاختلاف في الفكر فقد يكون له مآلات خطيرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن الأمة الإسلامية تمتلك الكثير من مقومات الوحدة، أولها المقومات الجغرافية، فالأمة العربية تقع تجمعها لغة واحدة، كما أننا كمسلمين بتعدادنا الذي يتخطى المليار ونصف مسلم، عقيدتنا واحدة، ونعبد إلها واحدا ونتجه إلى قبلة واحدة، ولدينا قرآن واحد ما اختلفنا فيه.

وتابع شيخ الأزهر، أن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية والإلهية، والتي منها حديث قوله صلى الله عليه وسلم «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، فلا تخفروا الله في ذمته»، مؤكدا أن أعداء المسلمين ليس من مصلحتهم أن يتوحد المسلمون، لأنهم أنهم يؤمنون بأن المسلمين لو توحدوا سيمثلون مصدر قوة، فهم يحاولون قدر إمكانهم وقدر مكرهم أن يبقى المسلم كالغريق، عندما يغطس يرفعونه قليلا كي يتنفس ثم يعودونه مرة أخرى، وهكذا، موضحا أنه لا يخرجنا من ذلك إلا الوحدة، بمعنى أن يكون لنا في مشاكلنا الكبرى رأي واحد.

وعن دور الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي الإسلامي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر كان له دور كبير في هذا الحوار منذ فترة مبكرة مع علماء الشيعة، وأن فكرة «دار التقريب» نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام ١٩٤٩م، واستمرت هذه الدار حتى ١٩٥٧، وأصدرت تسعة مجلدات تضم أكثر من ٤٠٠٠ صفحة، مبينا أنه ستتم محاولة إعادة الوضع من جديد، لكن على مصارحة وأخوة.

مقالات مشابهة

  • مفيدة شيحة تهاجم مسلسلات رمضان: إيه كم الانحطاط وقلة الأدب دي
  • "فليحيَ الشِعر" كتاب يسلط الضوء على أهمية الأدب في تعليم البابا فرنسيس
  • دفعوا بها لـ «الأمم المتحدة» .. «التغيير» تنشر مذكرة كُتّاب و أدباء و نشطاء سودانيين بشأن وقف الحرب
  • مفيدة شيحة منتقدة مسلسلات رمضان: كم من الانحطاط وقلة الأدب!
  • اليمن يودع الفقر.. اكتشاف كميات كبيرة من الألماس والمناطق الغنية بالكنوز والثروات
  • رغيف الفقر بكردستان.. مشروع المليون كرصة خبز يثير الجدل وسط تصاعد معاناة الأكراد- عاجل
  • شيخ الأزهر: لابد أن يسود الأدب والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية
  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
  • هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟