ضياء الدين بلال: حمدوك .. الحكيم المزيف ..!
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
أصدقكم القول، كنتُ في إطلالته الأولى من المستبشرين بتولي الدكتور عبد الله حمدوك منصب رئيس وزراء الفترة الانتقالية.
فقد كنت أكتب مراراً وتكراراً في تلك الفترة، وقبلها، عن حاجة البلاد إلى خبير اقتصادي غير مُثقَلٍ بالأجندة السياسية، يتعامل معنا بالأرقام لا بالشعارات، ويخاطب العقول لا العواطف. وقلت وقتها:
نحن في حاجة مُلحّة لإعادة تعريف السياسي، وتغيير أساليب العمل في السياسة، حتى تصبح السياسة فنَّ التباري في خدمة الجماهير وحل مشكلاتهم عبر وزراء من أهل الكفاءة، يُقدِّمون الحلول ولا يستثمرون في الأزمات، ولا يزرعون الألغام حين يغادرون.
وزراء يُضيئون الطرقات ولا يكتفون بلعن الظلام.
حتى نضمن استمرار وجود بلادنا على الخارطة، مُتماسكةً ومُوحّدة.
لنختلف بعد ذلك ونتنافس على أرضٍ صلبة، لا في رمالٍ متحركة تبتلع المُنتصر قبل المهزوم.
لكن سرعان ما اتضح للجميع ـــ باستثناء المخدوعين والسذّج ـــ أن قرارات الدكتور حمدوك في أغلبها كانت خاطئة، تفتقد للحس السياسي والوعي الاجتماعي.
لم يُدهشنا بفكرة جديدة، ولم يُبهرنا بتصور مُبدع. قاموسه السياسي محدود، لا يتجاوز المحفوظات الكلاسيكية والأفكار المُسطّحة.
كان هو في وادٍ، وحاضنته السياسية في وادٍ آخر.
وزاد الأمر تعقيداً في تلك الفترة، تحوُّل الحاضنة الواحدة إلى حواضن متعددة ومتشاكسة، كما وصفها وزير ماليته الأسبق الدكتور إبراهيم البدوي في تصريحات له حينذاك.
خفضتُ حينها من سقف توقعاتي، وقلت إن الدكتور عبد الله حمدوك لا يتعدى كونه رجلاً محترماً ومهذباً، يحمل كثيراً من الأماني الخيّرة لوطنه.
ليس في خطابه ما يضرِّس سامعيه، ولا في لسانه ما يُؤذي مخالفيه. نظيف القلب، عفيف اللسان ولكنه غير قادر على الانجاز .
ولكن بعد أن أصبح في الفترة الأخيرة رهيناً لوظيفة وهمية، اختارها له الكفيل المُموِّل لحرب العدوان على السودان، ورئيساً لتكوينات مشبوهة الأجندة والتمويل، كان عليّ أن أخفض ذلك الظن إلى ما هو أدنى.
بالنسبة لي، وخاصة بعد خطابه اليوم، لم يعد عبد الله حمدوك سوى رمزٍ للعمالة والارتزاق، يتكسب بقضايا الشعب، ويتاجر بدماء أبنائه على موائد الفرنجة.
يفعل ذلك بلغة ناعمة وتعابير وجهٍ مخادعة، تدس السم في الدسم، وبأصابع خفيفة ماكرة تزوّر الحقائق وتشوه القضايا العادلة.
إن أخطر أنواع الخيانة هي تلك التي تتدثر برداء الحكمة، وتُمارس بأدوات الخداع الناعم، وتختبئ وراء أقنعة الطهر الزائف.
لقد سقط القناع تماماً، وما عاد صوت حمدوك يعبّر عن أشواق الشعب… بل صار صدىً باهتاً لرغبات الممولين، وواجهةً زجاجيةً لمشاريع لا علاقة لها بوطنٍ يُذبح من الوريد إلى الوريد.
يريد أن يعيد المليشيا المندحرة للواجهة لتصبح جزءاً من مستقبلنا بعدما دمّرت الحاضر وسعت لتحطيم كل ركائز الماضي المعنوية والمادية.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حمدوك… أعرض عن هذا ولاتكن من الخاسرين
د. فراج الشيخ الفزاري
======
جاء في الأخبار السودانية ثمة محاولات تجري مع الدكتور عبدالله حمدوك واستقطابه للتيار المنشق عن حركة( تقدم) والعودة به كرمز وطني في صفوفها..وأن حمدوك لازال يدرس في خياراته بعد قراءته لميثاق الجماعة
عندما كانت الأمور علي درجتها العليا من الوطنية..والتفاف الناس حول الحكومة السودانية المنبثقة من رحم ثورة ديسمبر المجيدة..وقفنا بقوة مع الشخصيات المختارة من الشق المدني والشق العسكري.. وكان حمدوك في المقدمة..
ثم ساءت الأمور وتحولت الخصومات الي حروب وعداوات مدمرة بين أصدقاء الأمس، أعداء اليوم..فتفرقت بهم وبنا السبل ولكن ظل الهاجس الوطني هو المسيطر علي توجهاتنا ولازلنا..ولم يعد الدعم السريع خيارا أو شريكا لحكم البلاد...بل أصبح مهددا رئيسيا لتفتيت الوحدة وتقسيم السودان...
لا ينكر احد بأن شخصية عبدالله حمدوك لازالت تتمتع بالقبول الدولي ربما لأسباب كثيرة ,نعرف بعضها ونجهل أغلبها..وفي اعتقادي اذا اراد حمدوك أن يمحي مراسم شخصيته البهية من ذاكرة المجتمع السوداني...فعليه الانضمام الي تلك الفئة الخارجة عن جادة الطريق..وعندها سيفقد كل شيئ قد ناله خلال فترة الحكومة الانتقالية الأولي..
حمدوك، اعرض عن هذا واني لك من الناصحين..فلازلنا نحفظ في دواخلنا الشيئ الكثير والجميل عن ثورة ديسمبر المجيدة ورموزها وفرسانها.. من العسكر والمدنيين..وكنت انت أملا لمستقبل هذا السودان ووحدته ..فإذا خسرتم الرهان في التوافق علي وقف القتال وعودة الحكم المدني..وهذا شيئ طبيعي في عالم السياسة ..فلا تخسر ذاتك وتوجهاتك الوطنية..وابسط هذه التوجهات ...الحفاظ على وحدة الوطن..وليس الاشتراك مع الانفصاليين مهما تدثروا بلباس الوطنية المزيف..
حمدوك..أعرض عن هذا حتي لا تكون من الخاسرين...
د.فراج الشيخ الفزاري