ديب ضد هيرد وثائقي يعرض أحداث أشهر محاكمة زوجية في القرن
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بدأت منصة نتفليكس عرض المسلسل الوثائقي "ديب ضد هيرد" (Depp V. Heard) من 3 حلقات، يعيد سرد أحداث محاكمة "جوني ديب" و"آمبر هيرد" بعيون فنية، ليعرض ما لم يظهر في المرة الأولى، ويحلل كل العوامل التي آلت بالقضية لهذا المصير.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد اشتعلت منذ أكثر من عام خلال متابعة المحاكمة الشهيرة بين الزوجين السابقين، وتركت هذه القضية أثرا كبيرا لشهور على طرفيها.
يُعرض مسلسل "ديب ضد هيرد" -المكون من 3 أجزاء وأخرجته إيما كوبر- على منصة "نتفليكس" بعد أكثر من عام على انتهاء محاكمة جوني ديب بتهمة التشهير ضد آمبر هيرد، ووصول القضية إلى خط النهاية.
الأمر الذي أتاح للعمل ترك مسافة بما يكفي بينه وبين الحدث الذي يتناوله، لإلقاء نظرة أكثر موضوعية وبعيدة عن زخم وسائل التواصل الاجتماعي، الذي جعل كل شيء ضبابيا وقت المحاكمة.
باستخدام ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وقت المحاكمة، إلى جانب اللقطات المجمعة لشهادات قاعة المحكمة، استطاعت المخرجة تقديم نظرة عامة عما قد تكون عليه أول محاكمة على تطبيق "تيك توك"، الذي ازدادت شهرته بسببها.
رصدت المخرجة ارتباك العملية القانونية والتحيزات المذهلة، نتيجة زخم المشاعر عبر الإنترنت، الأمر الذي لم يكن واضحا للكثيرين بالفعل في ذلك الوقت.
المسلسل عمد إلى مقابلة شهادات ديب وهيرد واستعان أيضا بمقاطع فيديو لمحبيهما (الفرنسية)ويشرح المسلسل الوثائقي تفاصيل المحاكمة التي وقعت في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، بصيغة المضارع دون الاهتمام بالإدراك المتأخر والوقت الذي مر على نهاية الحدث أو الاستفادة من هذا الإدراك، ووضع صناع العمل جانبا الأساليب المستخدمة عادة في مثل هذه الوثائقيات مثل إجراء الحوارات المباشرة.
يستعرض المسلسل -بدلا من ذلك- تدفق المعلومات التي نشرت خلال المحاكمة المصورة بالكامل وتم بثها حول العالم، بالإضافة إلى ردود الفعل كذلك على مواقع التواصل المختلفة.
وهي تقنية تعطي نتائج متميزة إذا كانت المخرجة قادرة على العثور على نصوص أو حقائق لم يسبق الإفصاح عنها أو تستخدم المونتاج للقطات نفسها التي نعتقد أننا نعرفها جيدا بطريقة تقدم سياقا جديدا أو تجبرنا على فهمها بشكل مختلف.
في مسلسل "ديب ضد هيرد" تتمثل الإضافة الهيكلية الكبرى التي قامت بها المخرجة والمونتير المتعاون معها في وضع شهادات ديب وهيرد جنبا إلى جنب بالتوازي، الأمر الذي لم يحدث في الحقيقة، وذلك حتى نتمكن من فهم كيف ينظر كل منهما للأحداث المسيئة التي دارت بينهما، مثل معركة الطائرة أو قطع أصبع ديب وغيرها.
تقنية المونتاج تسمح للمشاهدين باكتشاف أنهم في تجربة تتلخص في "ماذا قيل؟"، وأن ما قيل في الواقع أشياء مختلفة، الأمر الذي يحدث صدمة، لأن هذه السردية مختلفة عما كان شائعا خلال زخم المحاكمة نفسها، التي شكلتها -بقصد أو بغير قصد- وسائل التواصل الاجتماعي، والذي كان وراءه عدد مهول من محبي جوني ديب المخلصين، الذين رغبوا بالتأكيد في رؤيته ضحية، ولذلك ساهموا في صنع حقيقة موازية، أو ما يشبه حقيقة صدقها الجميع.
قضية حكمت فيها وسائل التواصلولكن من الجمهور المثالي لمسلسل "ديب ضد هيرد"؟ من المؤكد أن بعض مؤيدي جوني ديب الأكثر صخبًا وتألقًا عبر الإنترنت سيكونون سعداء برؤية أنفسهم في المسلسل، وقد تم استخدام مقاطع مصورة كثيرة لهم، مأخوذة من حساباتهم على وسائل التواصل، لذلك ربما سيكون المسلسل خاصة في بدايته رحلة زمنية ممتعة لهم.
يحاول المسلسل في بدايته خلق إحساس بالتوازن والحياد، فهو لا يفضل جانبا على الآخر من طرفي القضية، بل يراقب بموضوعية كل هذه الفوضى، ولكن في الحلقة الأخيرة يلقي الكثير من الأسئلة حول طبيعة التداخل بين جنون وسائل التواصل والحكم القانوني الذي تم الوصول إليه؟
كررت القاضية لمرات لا تحصى خلال المحاكمة أن المحلفين، الذين يتخذون في النهاية قرارا يحدد من هو الجاني في هذه القضية، يجب ألا يستخدموا أيا من وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة القضية، أو قراءة الصحف أو مشاهدة البرامج التلفزيونية، وعليهم ببساطة عدم التأثر بأي شيء لا يقال داخل قاعة المحكمة، والتزام الحياد التام.
على الجانب الآخر يتساءل المسلسل الوثائقي عن ضمان عدم التأثر هذا، وقد استمرت المحاكمة لعدة أسابيع، عاد خلالها المحلفون بشكل يومي إلى منازلهم وأسرهم، الذين لا يقع هذا الحظر عليهم، وبالتالي هل بالفعل لم يتأثر هؤلاء المحلفون بهذا الرأي العام الجارف؟
يلقي المسلسل الضوء على استفادة مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي من هذه المحاكمة، وقد أعربوا بأنفسهم وعبر حساباتهم عن زيادة عدد مشاهداتهم، والتبرعات التي حصلوا عليها من متابعيهم بسبب المحتوى الذي يقدمونه عن قضية جوني ديب وآمبر هيرد، وتطرح سؤالًا ضمنيًا، هل قدم هؤلاء المؤثرون محتوى يدفع بالرأي العام بناء على قناعاتهم أم لاسترضاء محبي جوني ديب؟
ويشير المسلسل كذلك إلى العدد المهول من الحسابات الزائفة التي كانت تندد بأي دفاع عن آمبر هيرد على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستخدم المقاطع الساخرة، أو المسيئة سواء لها أو لطاقم المحامين الخاص بها.
حتى النهاية، لم تفصح المخرجة عن رأيها بشأن هوية الجاني والضحية في القضية، ولكنها فقط تدعو المشاهدين لإلقاء نظرة أكثر موضوعية ليس فقط على الحدث، ولكن على التأثير المخيف لوسائل التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تؤثر بشكل لا يتخيله أحد على أحداث أهم من قضية بين زوجين، بل أمور مثل الانتخابات الرئاسية على سبيل المثال، أو التلاعب الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الأمر الذی جونی دیب
إقرأ أيضاً:
حظر تطبيق "تيك توك" لمدة عام.. في هذه الدولة الأوروبية
أعلنت ألبانيا حظر تطبيق "تيك توك" لمدة عام بعد مقتل مراهق يبلغ من العمر 14 عاما الشهر الماضي مما أثار مخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وقال رئيس الوزراء، إيدي راما، بعد اجتماعه مع مجموعات للآباء والمعلمين من جميع أنحاء البلاد إن الحظر، وهو جزء من خطة أوسع لجعل المدارس أكثر أمانا، سيدخل حيز التنفيذ في أوائل العام المقبل.
وأضاف راما: "لمدة عام واحد، سنغلقه تماما أمام الجميع. لن يكون هناك تيك توك في ألبانيا".
وفرضت العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبلجيكا قيودا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال.
وفي واحدة من أكثر اللوائح صرامة في العالم التي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى، وافقت أستراليا في نوفمبر تشرين الثاني على حظر كامل لوسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاما.
وألقى راما باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتيك توك على وجه الخصوص، في تأجيج العنف بين الشباب داخل وخارج المدارس.
ويأتي قرار حكومته بعد أن طعن تلميذ زميله البالغ من العمر 14 عاما حتى الموت في نوفمبر.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث جاء بعد خلافات بين الصبيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ظهرت مقاطع فيديو على تيك توك لقاصرين يدعمون القتل.
وقال راما: "المشكلة اليوم ليست أطفالنا، المشكلة اليوم هي نحن، المشكلة اليوم هي مجتمعنا، المشكلة اليوم هي تيك توك وغيرها التي تستحوذ على أطفالنا".