أحمد عاطف (القاهرة)

أخبار ذات صلة أوكرانيا تتمسك بالتعاون مع واشنطن رغم تجميد المساعدات المكسيك تعلن فرض رسوم جمركية رداً على التعرفات الأميركية

أعلنت الولايات المتحدة، أمس، إعادة إدراج جماعة الحوثي في لوائحها باعتبارها «منظمة إرهابية أجنبية».
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان تعليقاً على هذا القرار إن «وزارة الخارجية اليوم تفي بأحد الوعود الأولى» التي قطعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند توليه منصبه في يناير الماضي.


وأشار روبيو إلى الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب في 22 يناير أي بعد يومين فقط على تسلمه منصب رئاسة الولايات المتحدة للمرة الثانية الذي منح الخارجية 30 يوماً لإعادة تصنيف الحوثي باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية بناء على تقييم مفاده أن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية.
وأضاف أنه منذ عام 2023 شن الحوثيون مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك أفراد الخدمة الأميركيون الذين يدافعون عن حرية الملاحة وشركائنا الإقليميين.
وشدد على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين باسم ممارسة الأعمال التجارية الدولية المشروعة.
وأكد أن الإجراء الذي اتخذته وزارة الخارجية يوضح التزام إدارة ترامب بحماية مصالح أمننا القومي وسلامة الشعب الأميركي وأمن الولايات المتحدة.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن التصنيفات المماثلة تلعب دوراً حاسماً في حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وهي وسيلة فعالة للحد من الدعم للأنشطة الإرهابية.
وكانت الولايات المتحدة قررت أثناء الولاية الأولى للرئيس ترامب تصنيف الحوثي منظمة إرهابية أجنبية إلا أن إدارة خلفه جو بايدن ألغت هذا القرار بسبب ما قالت آنذاك إنه أضر بجهود إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين اليمنيين. 
واعتبر رئيس مركز المستقبل للدراسات، الدكتور فارس البيل، أن التصنيف الأميركي للحوثيين جماعة إرهابية، سيدفع العديد من الدول، خاصة في أوروبا، إلى السير في الاتجاه نفسه، خاصة أن اللهجة الأوروبية تجاه الحوثيين قد تغيرت بالفعل.
وقال الدكتور البيل في تصريح لـ«الاتحاد»: إن خطر الحوثيين لم يعد محصوراً في اليمن أو المنطقة، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن والاقتصاد العالمي، وهو ما جعل تصنيفهم كإرهابيين أمراً ضرورياً، بعد أن كثفت الجماعة من انتهاكاتها ضد المنظمات الدولية، مما يفاقم الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر حزماً.
ويرى الباحث في شؤون تعقب الجريمة المنظمة وغسل الأموال في اليمن، علي الشعباني، أن العقوبات الأميركية على الحوثيين يجب أن تمتد إلى المستوى الدولي، لارتباطها الوثيق بالإجراءات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الامتثال لهذه العقوبات ضروري من جميع البنوك والمؤسسات المالية، لأن أي تعامل اقتصادي مع الجماعة قد يعرض الجهات المعنية لمخاطر جسيمة، مما يستدعي موقفاً أوروبياً أكثر صرامة.
وقال الشعباني في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الاتحاد الأوروبي يعد من أبرز المتضررين من ممارسات الحوثيين، خاصة بعد استهداف السفارات الأوروبية في اليمن وتحويلها إلى مقرات عسكرية، بالإضافة إلى الهجمات التي طالت سفناً بريطانية وهولندية ونرويجية، وسيؤدي استمرار تجاهل هذه الممارسات إلى إطالة أمد الصراع في اليمن.
وحول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة مماثلة للتصنيف الأميركي، شدد مراقبون لـ«الاتحاد» على أن الاتحاد الأوروبي يدرك خطورة التهديدات الحوثية، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يعتمد على توافق داخلي بين دوله الأعضاء، حيث يرى البعض أن المشاورات التي ستقودها الولايات المتحدة مع حلفائها قد تؤدي إلى تحرك أوروبي باتجاه فرض عقوبات أشد على الجماعة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أميركا اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن جماعة الحوثي منظمة إرهابية المنظمات الإرهابية ماركو روبيو وزارة الخارجية الأميركية وزير الخارجية الأميركي دونالد ترامب منظمة إرهابیة أجنبیة الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "جي. بوست" العبرية إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه معضلةً بشأن جماعة الحوثي في اليمن التي تشن هجمات على السفن الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، كما تنفذ هجمات بين الفينة والأخرى على إسرائيل.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحوثيين هم القوة الوحيدة الموالية لإيران التي وجهت هجماتها ليس فقط إلى إسرائيل، بل أيضًا إلى أهداف غربية، بما في ذلك الملاحة الدولية.

 

وأضافت "تُعدّ الساحة اليمنية حاليًا الأكثر نشاطًا من بين جميع الجبهات التي فُتحت في أعقاب مجازر حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على يد عناصر موالية لإيران".

 

وقالت الصحيفة "اختارت الميليشيات التابعة لإيران في لبنان والعراق، والتي تعرضت للضرب، ترك المعركة في الوقت الحالي. لقد دُمّرت منظومة الأسد في سوريا. لم ترد إيران نفسها بعد على الضربات الإسرائيلية المضادة المكثفة التي أعقبت إطلاق إيران للصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تتمسك حماس في غزة بقدراتها المتدهورة بشدة. متظاهرون، معظمهم من أنصار الحوثيين، يحملون أسلحةً إحياءً ليوم القدس السنوي في آخر جمعة من رمضان، في صنعاء، اليمن، 28 مارس/آذار 2025 (المصدر: رويترز/خالد عبد الله). صورة مُكبرة".

 

"الحوثيون، الذين اعتُبروا في السابق مجرد عرض جانبي، هم وحدهم من يبقون منخرطين بكامل قواهم، بقدرات عالية، وعازمين على مواصلة القتال. حسب التقرير فإنهم القوة الوحيدة الموالية لإيران التي لم تُعانِ من انتكاسات خطيرة منذ بدء حملتهم. كما أنهم العضو الوحيد في المحور الموالي لإيران الذي وجّه هجماته ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على أهداف غربية".

 

وتابعت "منذ انتهاء وقف إطلاق النار في غزة في 18 مارس/آذار، أطلق التنظيم حوالي 20 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل. لكن استهداف الحوثيين لإسرائيل رمزيٌّ إلى حدٍّ كبير. فالجزء الأهم من جهودهم، منذ انطلاقها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لم يُوجَّه إلى أهداف إسرائيلية، بل إلى الملاحة الدولية على طول طريق البحر الأحمر/خليج عدن المؤدي إلى قناة السويس. قبل الحرب، كانت 15% من التجارة العالمية المنقولة بحرًا تمر عبر هذا الطريق. أما الآن، فقد أغلقته هجمات الحوثيين تقريبًا".

 

قلق أمريكي إزاء تنامي نفوذ الحوثيين

 

وفقا للصحيفة العبرية تتجاوز مخاوف الولايات المتحدة بشأن الحوثيين السياق اليمني المباشر. فعلى مدار الأشهر الستة الماضية، ظهرت أدلة على وجود صلة متنامية بين أنصار الله وحركة الشباب في الصومال. وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في فبراير/شباط إلى أن أفرادًا من الحركتين اجتمعوا في الصومال في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024.

 

وخلال هذه الاجتماعات، وفقًا للتقرير، التزم الحوثيون بتزويد حركة الشباب بالأسلحة والمساعدة التقنية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض-جو. ويبدو أن احتمال استغلال الحوثيين لعلاقتهم بحركة الشباب لنشر الفوضى والنفوذ الإيراني عبر البحر الأحمر وفي القرن الأفريقي يُسهم في تركيز الأنظار في واشنطن.

 

وقالت "لقد وجهت الحملة الجوية الأمريكية ضربة موجعة للحوثيين. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان حجم الأضرار حتى الآن كافيًا لإقناع الحركة الإسلامية الشيعية اليمنية بوقف هجماتها على السفن الغربية وعلى إسرائيل. وهنا، تواجه الولايات المتحدة معضلةً مماثلةً لتلك التي واجهتها إسرائيل في مواجهة حماس في غزة. ففي كلتا الحالتين، لا يكترث العدو الإسلامي إلى حد كبير بخسائر أرواح شعبه، ومن غير المرجح حتى أن يميل إلى تغيير مساره نتيجةً لخسائر في صفوفه أو معداته".

 

"في هذه المرحلة، تواجه الولايات المتحدة خياراتٍ بشأن الحوثيين، تُشبه تلك التي واجهتها إسرائيل بشأن غزة - أي التصعيد أو التنازل فعليًا. إما اتخاذ قرارٍ بتدمير العدو أو إضعافه بشدة، أو التسليم بأن الحوثيين، وإن كان من الممكن إشراكهم في تبادل إطلاق نارٍ مُتبادل يدفعون فيه الثمن الأكبر، لا يُمكن هزيمتهم في الوقت الحالي"، كما جاء في التقرير.

 

في ضوء هذه الخلفية، ينبغي فهم التقارير الأخيرة عن هجومٍ بريٍّ مُحتمل ضد الحوثيين من قِبل الحكومة اليمنية والقوات المُتحالفة معها.

 

وظهرت تقاريرٌ تُشير إلى أن مثل هذا الهجوم قد يكون وشيكًا في وسائل الإعلام الأمريكية والإقليمية الرئيسية خلال الأسبوعين الماضيين. وأشار مقالٌ في صحيفة وول ستريت جورنال في 15 أبريل/نيسان إلى أن فكرة العمل البري جاءت نتيجةً لتصورٍ لدى عناصر الحكومة اليمنية الرسمية بأن حملة القصف الأمريكية قد ألحقت أضرارًا بالغة بقدرات الحوثيين، مما أتاح فرصةً سانحة.

 

ورجحت جي بوست أن يُوجَّه هذا الهجوم، إن وُقِّعَ، ضد المنطقة الساحلية الغربية لليمن. يُعد ميناء الحديدة والمنطقة المحيطة به موقعًا حيويًا لاستقبال واردات الحوثيين. كما يُعد الساحل أساسيًا لمواصلة حملة الحوثيين على الشحن.

 

وأكدت أن الدعم الجوي الأمريكي سيكون حيويًا لأي حملة من هذا القبيل. في الماضي، وتحديدًا في عام 2015، كان أداء القوات المدعومة من السعودية والإمارات ضعيفًا ودون نجاح يُذكر ضد الحوثيين. وقالت "مع ذلك، كانت الولايات المتحدة آنذاك مترددة بشأن الهجوم، وغير مقتنعة بخطر التوسع الإيراني المتمثل في تقدم الحوثيين. أما هذه المرة، فسيكون الوضع مختلفًا، حيث من المرجح أن تلعب الولايات المتحدة دورًا فعالًا في دعم أي هجوم من هذا القبيل".

 

وقالت "ربما لاحظت القوات المرتبطة بالحكومة اليمنية الرسمية النجاح السريع لهيئة تحرير الشام في سوريا، والذي نتج بشكل كبير عن إضعاف إسرائيل السابق لمنظمة حزب الله اللبناني. لولا ذلك، لكان حزب الله قد تدخل لإنقاذ نظام الأسد، وربما أوقف تقدم هيئة تحرير الشام قبل حمص أو حماة. ومع ذلك، سواء أضعفهم القصف الأمريكي أم لا، فإن الحوثيين قوة مختلفة تمامًا عن جيش نظام الأسد الأجوف. ومثل هذا الهجوم، كمثل هذه الأعمال، سيكون بمثابة مغامرة".

 

وخلصت صحيفة جي بوست العبرية إلى القول "بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها المحليين في اليمن، الخيار الآن هو زيادة الرهانات أو الانسحاب".


مقالات مشابهة

  • بريطانيا تشارك الولايات المتحدة في عملية عسكرية ضد الحوثيين
  • التحالف يقلب الموازين: بريطانيا تدخل خط المواجهة ضد الحوثيين في اليمن
  • جولة الجنرال الأميركي تعيد تفعيل لجنة الرقابة
  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • الخارجية الصينية: الولايات المتحدة هي من بدأت حرب التعريفات الجمركية
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على سفن شحن ومالكيها بسبب دعم الحوثيين
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟!