احتفى المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء، بافتتاح "حيز الأعمال الخضراء" (Pal-Green Hub)، الذي يوفر مساحات عمل للمبادرين والمبدعين في مجال المشاريع الخضراء.

واستعرض رئيس مجلس إدارة المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء الدكتور عفيف عقل، طبيعة عمل وأنشطة المجلس منذ تأسيسه، إضافة إلى أهمية دور حيز الأعمال الخضراء كمكان يقدم الدعم اللوجستي لبلورة وتطوير أفكار إبداعية في مجال الأبنية والأعمال الخضراء والاستدامة بشكل عام.

وأعرب عقل عن تقديره لمجموعة بنك فلسطين، منوهًا إلى أن البنك هو عضو مؤسس في المجلس، وداعم لنشاطاته منذ التأسيس، كما تقدم بالشكر الجزيل لممثلي سلطة جودة البيئة، وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية، ونقابة المهندسين، والجامعات الفلسطينية، والمؤسسات الداعمة، والمشاركين في حفل الافتتاح.

وقال عقل إن فكرة هذا الحيز تأتي استمرارا لجهود المجلس في السنوات الماضية وأبرزها إحراز شهادة لييد للمتحف الفلسطيني، والعمل مع عدد من البلديات لبلورة حوافز للبناء الأخضر، وإنجاز مؤتمر البناء الأخضر في حزيران 2022، والذي ساهم بنك فلسطين في رعايته، إضافة لترميم عدد من الأبنية ضمن معايير البناء الاخضر في المخيمات الفلسطينية والعديد من الدورات المتخصصة في ترشيد وكفاءة الطاقة والبناء الاخضر ومعاييره وغيرها من الأنشطة والمشاريع.

بدوره، هنأ السيد محمود الشوا مدير عام بنك فلسطين المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء، بافتتاح "حيز الأعمال الخضراء"، الذي يُعد أحد الركائز الهامة للمجلس، والتي من شأنها توفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع في مجال المشاريع الخضراء. معبراً عن سعادته لدعم هذا المشروع الذي يأتي ضمن استراتيجية الاستدامة التي يتبناها البنك.

من جهته، أكد مدير عام دائرة السياسات والتخطيط في سلطة جودة البيئة السيد زغلول سمحان، أهمية هذا النوع من المشاريع والمبادرات التي ينفذها المجلس والمؤسسات الأخرى، مشيرًا إلى عملية تأهيل البناء وتبني نهج "صديق للبيئة" وموفر للطاقة في آن معًا.

وتطرق إلى عملية تأسيس حيز الأعمال الخضراء الذي يمثل حاضنة مكانية لأصحاب الأفكار والريادة والمبادرات الخضراء، الذي من المتوقع أن يقوم بتوفير بعض الدعم الفني وتوجيه الأفكار ورعايتها ما أمكن.

وأكد أن سلطة جودة البيئة تشجع مثل هذه المبادرات التي تهدف لحماية البيئة وصونها من جهة، والتكيف مع التغير المناخي من جهة أخرى، مشددا على أهمية شراكة القطاع العام والخاص والمجتمع المدني معا لتحقيق الكثير لحماية البيئة، معربًا عن شكره لبنك فلسطين الذي يعتبر رائدًا في مجال التمويل الأخضر، حيث اهتم بهذا المجال منذ فترة طويلة.

من ناحيتها، استعرضت مديرة المجلس وجدان الشريف عملية تأهيل البناء التي راعت معايير التعديلات التحديثية والبيئية للأبنية، خاصة عملية تأهيل غلاف البناء التي نتج عنها توفير كبير في استهلاك الطاقة وصلت لحوالي 30%، متطرقة إلى عملية استنباط الشعار الخاص بحيّز الأعمال الذي نتج عن دمج شعار المجلس مع شعار الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة.

وفي نهاية الحفل، تم تكريم بنك فلسطين على دعمه إطلاق حيز الأعمال الخضراء.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی مجال

إقرأ أيضاً:

تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر

 

في عالم الفن المعاصر، تتكرر بشكل لافت الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان، حيث يتم استكشاف هذه القضايا ليس فقط من منظور نفسي ولكن أيضًا من خلال التفاعل مع التاريخ والثقافة والهويات الجماعية والفردية. من خلال هذه الأعمال، يُطرح جريدة وموقع الفجر في هذا المقال السؤال الأكثر إثارة للجدل: هل الفن قادر على "استرجاع" الذاكرة بشكل دقيق، أم أنه في الواقع يعيد تشكيل الماضي عبر الأبعاد الإبداعية للنسيان؟

الأعمال الفنية التي تتناول الذاكرة والنسيان تثير الجدل في العديد من الأوساط الثقافية والفكرية. فالبعض يرى أن الفن يستطيع أن يعيد الحياة للذكريات ويمنحها شكلاً ملموساً، في حين يرى آخرون أن هذه الأعمال لا تسعى إلا لإخفاء أو تشويه الحقيقة، خاصة عندما تكون الذاكرة الجماعية للثقافات مليئة بالصراعات السياسية أو التاريخية التي لم يتم حلها بعد. قد تثير بعض الأعمال الفنية غضب جمهورها لأنها تقدم سرديات بديلة عن تلك التي يتم تعليمها في المدارس أو تنقل روايات تاريخية مشوهة.

من الأمثلة البارزة على هذا الاتجاه، يمكن الإشارة إلى الأعمال التي تركز على أحداث الذاكرة الجماعية، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية. هذه الأعمال لا تقتصر على مجرد إعادة سرد التاريخ، بل هي غالبًا ما تطرح تساؤلات حول كيفية تأثير الذاكرة على تشكيل الهويات الثقافية والسياسية، وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات أن ينسوا أو يختاروا أن يتذكروا. الفن هنا يتحول إلى أداة لإعادة تقييم ما يتم "نيسانه" عمداً أو ما يتم "استعادته" من خلال الغموض والتلاعب البصري.

لكن السؤال الأكبر الذي يثيره هذا النوع من الفن هو: هل يُعد النسيان عملية ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، أم أنه مجرد آلية دفاعية تؤدي إلى مسح الأثر الفعلي للماضي؟ هذه الأسئلة تزداد تعقيداً في الأعمال التي تتلاعب بالزمن والذاكرة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الفيديو والتركيب، حيث يتم عرض الماضي بطرق غير خطية وغير تقليدية. بهذه الطريقة، يطرح الفنانون معضلة فلسفية: هل الذاكرة تتحكم بنا، أم أننا نحن من نتحكم في كيفية تذكرنا للأشياء؟

وفي سياق آخر، يتعامل بعض الفنانين مع مفهوم النسيان كعملية من عمليات التطهير الثقافي أو الشخصي. ربما يكون النسيان في هذه الحالة نوعاً من الحرية، من دون التعلق بالذكريات السلبية أو المحزنة. ولكن، وعلى النقيض، يرى بعض النقاد أن هذه الفكرة قد تكون خطراً يهدد الذاكرة التاريخية للأمم والشعوب. في هذه النقاشات، نجد أن الفن لا يقدم إجابات، بل يفتح المجال لتساؤلات مستمرة حول ما يجب تذكره وما يجب نسيانه.

أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في هذه الأعمال هو استخدام الذاكرة الجماعية في سياقات اجتماعية وسياسية. في بعض الأحيان، يتم تقديم أعمال فنية تحاول إعادة كتابة التاريخ عبر تفسيرات فنية خاصة، مثلما يحدث في بعض البلدان التي تشهد صراعات عرقية أو دينية. في هذا السياق، يمكن أن تكون الأعمال التي تتناول الذاكرة والنسيان مجالًا لتحدي السرديات الرسمية، ولكن قد تكون أيضًا ساحة للصراع الثقافي، حيث يتم تكريس أو تفكيك الهويات الجماعية.

في النهاية، تظل الأعمال الفنية التي تعالج موضوعات الذاكرة والنسيان محط اهتمام ونقاش طويل. بين من يرى أنها تؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، ومن يعتبرها مجرد محاولة للتلاعب بالواقع والماضي، يبقى السؤال مفتوحاً حول حدود الذاكرة، وما إذا كان النسيان يعد حلاً أم خيانة لتاريخنا المشترك.

 

مقالات مشابهة

  • تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • هذه هوية رجل الأعمال الذي لقي حتفه في رحلة قنص بشفشاون
  • وزيرة البيئة تعلن إطلاق مشروع تطوير الإرشادات التوجيهية للعلامة الخضراء
  • البيئة تطلق مشروع تطوير الإرشادات التوجيهية للعلامة الخضراء للمنتجات البلاستيكية
  • البيئة: إطلاق مشروع تطوير الإرشادات التوجيهية للعلامة الخضراء للمنتجات البلاستيكية (Green label)
  • وزيرة البيئة تعلن عن إطلاق مشروع تطوير الارشادات التوجيهية للعلامة الخضراء للمنتجات البلاستيكية
  • تحديد الرسوم والمقابل المالي للخدمات التي تصدرها " تنمية المؤسسات"
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • جامعة عدن تُبهر ببحث علمي في ملتقى الجامعات العربية بالشارقة