سوداني.. إنجليزي.. وطنطاوي أيضًا.. حسن إبراهيم أقدم وافد في مصر من 60 عاما
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
هو أعجوبة الوافدين بمصر، ستون عامًا في وطنه الممتد من مقهى ريش وحتى ميدان التحرير، صورته قاسم مشترك في ألبوم كبار الشعراء والصحفيين، هو تلميذ نجيب للكاتب خيري شلبي، في عام 2017 من دون سابق إنذار فصلته قناة الجزيرة، ربما بسبب موقفه ضد الإخوان، يحمل الجنسيتين الإنجليزية والسودانية، لكنه يقول أنا مصري أصلي، جد أمي من طنطا آل الشيخ محمد البدوي عالم أزهري كما أن جدتي ناحية أبي مصرية تمامًا، معًا نبدأ حكاية أقدم واحد في القاهرة الإعلامي حسن إبراهيم.
جاء صوت الإعلامي القدير من سرير العناية المركزة كما لو كان رسالة حب لمصر المحروسة فقال: أنا نصف مصري- نصف سوداني بالتاريخ وبالحب مصري، أول مرة شفت القاهرة عام 1960، سندوتش فول كان له طعم جميل، كنت مع أبي وأمي وسط القاهرة، يومها أخذتني (النداهة) لمصر، كبرت قليلًا وكنت أهرب للقاهرة من الخرطوم (وهذا سر)، بل تعرف أني أصلًا أكثر من حزن على فصل مصر عن السودان، فقد تم تقسيم وطني، للعلم الطرق بين مصر والسودان في الحدود منطقة وصل وليس فصل ومصر تعلم وتعرف ذلك برغبتها.
أمي الدكتورة سعادة الفاتح رئيس جامعة العين بالإمارات (سنوات طويلة يرحمها الله)، وهي إحدى رائدات التعلم في السعودية، تولت رئاسة جامعة الملك عبد العزيز، قلت لحسن إبراهيم ما هي قصتك مع القاهرة؟
فقال: سحرتني منذ ستين عامًا، هي أجمل من لندن التي ولدت بها وأحمل جنسيتها، لا أحتمل العيش في لندن سوى للعمل فقط، أما وسط القاهرة فهي مدينة رائعة جاذبة تحب الأجانب تحتوي الغريب، حتى الشحاتين وسط القاهرة أصحابي وحضرت فرح (فاطمة) التي كانت أشهر «شحاتة» بوسط البلد، وكان في فندق خمس نجوم
سألت حسن إبراهيم عن عمله بالصحافة المصرية، فقال تعلمت في مدرسة «روزاليوسف» وصباح الخير، كان المرحوم عاصم حنفي أستاذي في الصحافة، وقبلها كنت دائمًا مقيما في مكتب عمنا صلاح جاهين، وتعرفت على الأستاذ هيكل الذي تعلمت منه الكثير، أعتبر نفسي عميد الوافدين العرب والسودانيين بمصر، وقد كتبت عنها في صحف لندن، وقدمت برامج مميزة عن مصر في قناة الجزيرة قبل أن تفصلني وتمنع عني حقوقي المالية، ومعروف عنها إذا فصلت صحفي (تأكل حقوقه).
وعن قصته مع الشاعر الكبير (أبو النجوم) أحمد فؤاد نجم، قال حسن إبراهيم: هذا الشاعر الفذ هو (أبويا).
وأهم صفحة خالدة في تاريخي المهني والإنساني، تعرفت عليه فى مقهى ريش من أربعين عامًا، كنت أعيش في بيته طوال عمري، فليس لي في القاهرة منزلًا ملكي وحتى في الخرطوم ولا لندن (فقط بيتي هو عند أبو النجوم)، منه عرفت تاريخ مصر الشعبي، قصص المعتقلات، حب جمال عبد الناصر، حكايات الأزهر والحسين، أبو النجوم يمثل مصر الشعبية وضميرها الجميل، وقد حكى لي عن سجلات السودانيين الموجودة في وزارة الأوقاف المصرية التي تشهد على تاريخ بلد عظيم، وفي آخر عيد أضحى كنت عنده في المنزل حاضرًا من لندن وكان معي (خروف ضخم وشوال سكر وكيلو شاي وقهوة)، وقد نسى ذات مرة وقال الواد حسن كان معي في المعتقل عام 1965، فقلت له: لم يحدث يا عم أحمد فقال بخفة ظل كنت عاوز أعمل لك تاريخ (يا حمار) عفوًا على اللفظ لكن أبو النجوم صاحب قاموس ساخر لاذع.
يضيف حسن إبراهيم: عاشق القاهرة التي سجل حياتها بالكاميرا والأفلام الوثائقية في البي بي سي، فهي مدينة لها مكانة في كل بلاد العالم، بعكس الخرطوم المكونة من عدة قرى، أما القاهرة بنيت مدينة كاملة فوق سبعة بحور (منهم بطن البقرة)، ولعل حب أهل السودان ومصر للقاهرة يعود لحرمانهم منها سنوات البشوات، ولم ندخلها سوى بعد أن تملك المصريون المقاهي وسط العاصمة، وطبعًا دخل معهم السودانيون، والمدينة التي بها بعض من روح السودان هي أم درمان فقط، لكن العاصمة المصرية عجيبة، في يوم كنت مع صاحب ريش مجدي عبد الملاك، وراهنته وقال لي أنت في القاهرة تعيش ولو كنت مغسلًا، بالفعل وقفت في الشارع أمام ريش قلت لسائق تاكسي أنا من السودان ومفلس وعاوز أروح المعادي، فرحب بي وأوصلني وأعطاني فلوس للطعام، وقال عيب مفيش سوداني غريب في مصر، من سنوات طويلة صاحبت الفتوة سراج الذي كان (يسيطر على وسط العاصمة ليلًا) وقلت له: أنا مفلس، ومنحني الأموال، خلاصة الكلام القاهرة هي قلبي وروحي.
حسن عاش أيضًا في بيروت متنقلًا مع زوجته الإنجليزية لينا التي ماتت في الغزو الإسرائيلي لبيروت، وله بنت (سندس) تعيش في لندن وهي أيضًا تحب القاهرة، لكنها إنجليزية فقط، قدم حسن برامج باللغة الإنجليزية في تليفزيون السودان و«بي بي سي»، عاش في مصر أحداث ستين عامًا وصور وقائع ثورة 25 من يناير وصور الأحداث من مائة دولة وهو خريج جامعة ايزرز، ويتمني حسن إبراهيم (أن تقيم مصر مشروع منخفض القطارة) الذي صوره وقدم عنه عدة برامج تليفزيونية.
وأخيرًا في ألبوم حسن صور مع عاصم حنفي، والأبنودي وصلاح جاهين، وبيومي قنديل الذي أسس معه الحزب المصري السوداني ويومها استدعاه صفوت الشريف، وقال له: كيف لمواطن إنجليزي يقيم حزبًا سياسيًا في مصر، فقال أنا مصري حتى لو كنت أحمل جنسيه إنجليزية أنا جدي طنطاوي حتى لو كنت سودانيا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر والسودان خيري شلبي حسن إبراهيم مقهى ريش حسن إبراهیم فی مصر
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى: عودة ترامب للبيت الأبيض «تاريخية بكل المقاييس»
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض هي تاريخية بكل المقاييس وتعطي أمثلة كبيرة للواقع في كل العالم، موضحًا أن الدروس المستفادة من فوز ترامب المفاجئ والكاسح هو أننا أمام حالة من المثابرة والصمود للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
وأوضح إبراهيم عيسى، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هناك حالة من الدأب والصمود والتصميم ومواجهة الحملات التي كانت تشوه صورته طوال 4 سنوات ماضية، واعتمد على مبدأ في الهجوم والتهجم والنيل من الخصوم وهذه القدرات خلقت له حالة من الصمود والاستمرار والإصرار والعزيمة والإرادة.
وأشار إبراهيم عيسى، إلى أن ما شهده ترامب وعاشه طوال الـ8 سنوات الأخيرة تؤكد أنه جزء كبير من النجاح لأي سياسي في العالم هو قدرته على الصلابة وأنه لا تهزه الأزمات والصعوبات والتحديات.