حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
المعتصم محمد العزب
إن أخطر ما يواجهه الإنسان في مسيرة حياته هو تزييف الحقائق، وتشويش البوصلة الداخلية التي تهديه إلى سواء السبيل. فإذا اختل معيار الولاء، وانحرف مسار البوصلة، تحول الإنسان إلى أدَاة طيعة في يد قوى الشر، يخدم مصالحها دون وعي، ويعادي من يجب أن يكون حليفًا له وفي صفه.
إن بعض الناس، الذين لم يصحّحوا ولاءهم لله ورسوله وأولياء الله، والذين لم يرسخوا في قلوبهم حبَّ الحق والعدل والمسؤولية، يسهل عليهم الانزلاق إلى خدمة الصهاينة، ومعادَاة أعداء أمريكا وإسرائيل.
وقد وصف الله تعالى هؤلاء في كتابه الكريم بأبلغ تصوير، فقال عنهم: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَو تَتْرُكْهُ يَلْهَث} (الأعراف: 176). هذا هو حالهم، لا يهدأون ولا يستقرون، سواء حُمِّلوا بالمسؤولية أم تُركوا وشأنهم، فهم دائماً في حالة لهث وراء الدنيا الزائلة، وتلبية لرغبات النفس الأمارة بالسوء.
إنهم ينشدون إلى الدنيا التي هي زائلة، وإلى الملذات الفانية، ويبيعون آخرتهم بعرض قليل من الدنيا. ينسون أن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة، وأن السعادة الأبدية لا تتحقّق إلا بطاعة الله ورسوله، والوقوف في وجه الظالمين والمستكبرين.
ومنهم من هو كالـ {حِمَارٍ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.
يحملون أفكارًا ومعلومات لا يفقهون معناها، ولا يدركون خطورتها، ويستخدمهم الصهاينة لتمرير مخطّطاتهم الخبيثة، وهم لا يعلمون شيئاً. إنهم كالبهائم، يساقون إلى، حَيثُ يريدون، دون أن يكون لهم رأي أَو إرادَة.
يثقفوهم الصهاينة ضد أولياء الله، ويصورون لهم الحق باطلًا، والباطل حقًا، فينقادون إليهم طائعين، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقيق. إنهم كالـ (الحمار)، يحمل أثقالًا لا يدري ما فيها، ولا يعرف قيمتها.
وكلاهما، الحمار والكلب، على نفس القدر من البؤس والشقاء. فرغم ما قد يتمتع به الكلب من ذكاء ووفاء، إلا أنه يبقى منبوذًا أكثر عند الناس، لأنه يمثل الخسة والدناءة. وهكذا هم هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم للصهاينة، فإنهم وإن حقّقوا بعض المكاسب الدنيوية، إلا أنهم يبقون منبوذين في أعين الشرفاء، وملعونين في الدنيا والآخرة.
وكذلك هم أُولئك الصهاينة المتسترون بعباءة “العمل لأمريكا، الذين يبيعون أوطانهم ويخونون أمتهم، مقابل قليل من الدولارات. إنهم لا يختلفون كَثيراً عن الكلاب والحمير، فهم مُجَـرّد أدوات في يد قوى الشر، تستخدمهم لتحقيق أهدافها الخبيثة.
إن هؤلاء جميعاً قد فقدوا بوصلة الولاء الصحيحة، وانحرفوا عن طريق الحق، فاستحقوا غضب الله ولعنته. إنهم عبرة لمن يعتبر، ومثل لمن يتعظ.
فلنحرص جميعاً على تصحيح ولائنا لله ورسوله وأولياء الله، ولنتمسك بالحق والعدل، ولنقف في وجه الظالمين والمستكبرين، ولنكن جنودًا لله في أرضه، حتى ينصرنا الله ويؤيدنا، ويجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: لله ورسوله
إقرأ أيضاً:
تخوف إسرائيلي: التناغم مع ترامب مؤقت وقد ينقلب علينا كما حصل مع أوكرانيا
صحيح أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتفاخر بعلاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الأخير يتوقع نتائج سريعة في قطاع غزة، وهناك خشية تسود أوساط الاحتلال أن هذه العلاقة قد تتعرض في أي لحظة لهزّة عنيفة، ويتكرر سيناريو سلوك ترامب الإذلالي مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
آنا بارسكي المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف" العبرية، أكدت أن "نتنياهو دأب مؤخرا على منح قدر كبير من الوقت لوصف انسجامه العجيب مع ترامب، والحاجة للحفاظ على هذا الانسجام، وعدم السماح لأحد بأن يدفع هذه الحالة المثالية إلى مسار غريب، ويبدو أن هذا أحد الأهداف الرئيسية لرئيس فريق التفاوض الجديد الوزير رون ديرمر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "داخل التعريف الغامض لـمصطلح "التنسيق مع واشنطن" يختبئ مزيج من عدة مواقف، وفي حواره الوثيق والمستمر مع ستيف ويتكوف مبعوث وشريك ترامب، ومع كبار المسؤولين الآخرين في الإدارة، يُفترض أن يلعب ديرمر كحارس مرمى، وقائد، ومدافع، وفي بعض الأحيان حتى لاعب خط وسط، ويحمي مصالح الاحتلال، ولا يسمح لأي مصلحة أجنبية بالتسلل لأرض الملعب، وصدّ الأفكار الخطيرة، والحفاظ على هذا الانسجام الذي يُخبر عنه نتنياهو الوزراء غالبًا في مختلف المنتديات".
وأشارت أن "الموقف الأقل قوة في الفريق الإسرائيلي هو موقف الطليعة، بما يُقلق أي إسرائيلي يفضّل الواقع على الوهم، لأنه لمدة عام كامل، وفي مواجهة الإدارة الديمقراطية القابلة للتنبؤ والمنطقية والمتوازنة، كان لدى الاحتلال ترف عدم أخذ المبادرة، واليوم من المستحسن القيام بذلك للتعامل مع الإدارة الجديدة التي بدأت للتو بمبادرة واضحة ومنظمة، بما في ذلك جدول واقعي للتنفيذ".
وأكدت أن "من يعتقد من الإسرائيليين أن عرض ترامب يشكل بوليصة تأمين بلا حد زمني قد يشعر بخيبة أمل شديدة لعدم وجود إمكانية لطلب وقت إضافي في الميدان، فهو ليس مستعدًا لرحلة طويلة، بالنسبة له، "الوقت هو المال"، والحرب في غزة ليست حدثا غير عادي، وما نجح مع بايدن لن ينجح معه، خاصة عندما يتعلق الأمر بفترة زمنية محدودة للمفاوضات حول شروط إنهاء الحرب".
وأوضحت أن "التأكيد بداية على أن ترامب يقف مع الاحتلال بالفعل، لكن ليس بأي ثمن، وليس للأبد، وإذا اكتشف أن تل أبيب ليس لديها خطة واقعية وقابلة للتنفيذ، في حين أن الجانب الآخر لديه بالفعل ما يقدمه، فقد يجد نتنياهو نفسه ذات يوم في مكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع أن الرجل الحكيم، كما نعلم، يتعلم من تجربة الآخرين، وعلى كل إسرائيلي عاقل يتابع الإثارة الجارية في ملف أوكرانيا وروسيا أن يقلق ويستخلص استنتاجات لنفسه من هزّات غير متوقعة في سلوك ترامب".
وأشارت أن "ترامب شعاره "الوقت هو المال"، حتى عندما يتعلق الأمر بالحلفاء مثل أوكرانيا، وما اعتبره بايدن استثمارا طويل الأجل للحفاظ على قيم الديمقراطية، فإنه بالنسبة لترامب إهدار للمال يستدعي الإدانة، ويجب وقفه منذ أمس، وزيلينسكي الذي تلقى مليارات الدولارات من أميركا وأوروبا لشنّ الحرب ضد روسيا، ولم يفز، هو خاسر ومبذّر".
وختمت بالقول إنه "إذا لم يتمكن ترامب من هزيمة روسيا، ولن يتمكن من ذلك في ساحة المعركة، بل سيعمل فقط على إطالة أمد الوضع الحالي، فمن وجهة نظره، لا يوجد شك في أي جانب يجب دعمه لإنهاء الحرب، ودفعها للأمام، ترامب، مثل ترامب، يقدّر المال والوقت ومن يراهم أقوياء، باعتبارهم "فائزين"، ومن يتصور، ولو للحظة أن ما حدث في أوكرانيا لن يحدث في إسرائيل لأنها مختلفة، فهو يسير في الطريق الخطأ".