في لحظة تاريخية هامة، استضافت العاصمة الإدارية بمصر القمة العربية الطارئة، التي تمحورت حول مناقشة تطورات القضية الفلسطينية في ظل تحديات غير مسبوقة تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني.

 وقد شهدت القمة مشاركة واسعة من القادة والزعماء العرب الذين أكدوا على ضرورة تنسيق الجهود من أجل حماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة محاولات فرض واقع جديد يخدم الاحتلال الإسرائيلي.


 في هذا الإطار، أعرب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تقديره للقادة العرب على الجهود التي بذلوها خلال القمة، مشددًا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لضمان المصالح القومية وصون الأمن القومي العربي.

شكر وتقدير من الرئيس السيسي للقادة العرب
خلال كلمته الختامية في القمة، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شكره الكبير للقادة والزعماء والأمراء العرب على جهودهم الصادقة ومساهماتهم القيمة. 
وأوضح أن انعقاد هذه القمة غير العادية جاء في وقت بالغ الحساسية، مما يعكس أهمية وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات الإقليمية.
 كما خص بالشكر ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، تقديراً لما بذله من جهود لضمان نجاح القمة.
موقف عربي موحد يدعم الفلسطينيين
أكد الدكتور علي عجوة، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن انعقاد القمة الطارئة في مصر يعكس مدى الثقة في القيادة المصرية ودورها الريادي في دعم القضية الفلسطينية، ويبرز الموقف العربي الموحد في مواجهة الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
 وأشار إلى أن هذه القمة تمثل لحظة فارقة بتاريخ الأمة العربية، حيث تسعى الدول المشاركة لاتخاذ قرارات حاسمة لضمان حماية حقوق الفلسطينيين والتصدي لأي محاولات تهدف إلى فرض واقع جديد لصالح الاحتلال.
وأكد عجوة أن القمة تمثل فرصة تاريخية لتعزيز الدعم العربي للسلطة الفلسطينية، ورفض أي تغييرات ديموغرافية قسرية تسعى إلى تهجير الفلسطينيين أو إضعاف وجودهم على أرضهم.
 كما شدد على أهمية إعادة إعمار قطاع غزة مع الحفاظ على وجود سكانه الأصليين، وليس وفق أي خطط تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للقطاع.
 

 الدكتور علي عجوة


الدور المصري في حماية الحقوق الفلسطينية

واضاف الدكتورعجوة،ان مصر كانت دائما السند الحقيقي لفلسطين، إذ لم تتوانَ يومًا عن دعم القضية الفلسطينية بكل السبل الممكنة، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني أو الدبلوماسي.
 فقد لعبت مصر دورًا حاسمًا في وقف العدوان على غزة، وهي تسعى باستمرار لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للأهالي المتضررين من النزاع، مما يعكس التزامها التاريخي بحماية الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن القمة العربية لم تقتصر على إدانة الانتهاكات الاسرائيلية بل وضعت رؤية متكاملة لحل الأزمة الفلسطينية، تركز على ضرورة وقف العدوان فورًا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، بالإضافة إلى دعم الحقوق الفلسطينية في إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

موقف عربي قوي ورسالة للعالم
مع تزايد الانتهاكات، أكد المشاركون في القمة على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد وقوي يوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الدول العربية لن تقبل بأي تغييرات تفرض واقعًا يتعارض مع القرارات الدولية.
 كما دعا القادة العرب إلى زيادة الضغط السياسي والدبلوماسي من خلال التحركات المنسقة بالأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
في هذا السياق، أكد عجوة أن مصر، بفضل حكمة قيادتها وعلاقاتها المتوازنة، تقود جهوداً دؤوبة لحشد التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية، وتعمل على فرض ضغوط على القوى الكبرى لإنهاء العدوان، مما يجعل الصوت العربي أكثر تأثيرًا وقرارات القمة أكثر فاعلية على الساحة الدولية.
تأكيد على إعادة إعمار غزة دون تهجير السكان
إحدى النقاط المحورية التي تناولتها القمة العربية كانت مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، حيث أكد القادة العرب على ضرورة أن تُنفذ هذه العملية مع بقاء سكان القطاع وعدم تهجيرهم.
 فقد رفضت الدول المشاركة أي محاولات لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة، مشيرة إلى أن أي مساعٍ تهدف إلى إضعاف الوجود الفلسطيني لن تجد قبولًا في المحافل العربية والدولية.

رسالة تضامن وإصرار على الحقوق الفلسطينية
اختُتمت القمة العربية الطارئة برسالة واضحة تعكس تضامن الدول العربية مع الشعب الفلسطيني وإصرارها على دعم حقوقه المشروعة في مواجهة الاحتلال. 
وقد أكدت القمة أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية، وأن الدول العربية ستواصل العمل بكل الوسائل الممكنة لضمان تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وتعزيز الجهود الدبلوماسية والسياسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وضمان حقوق الفلسطينيين التي لا يمكن التنازل عنها.
في ظل هذه التطورات، يبقى التحدي الأساسي هو مدى قدرة الدول العربية على تحويل هذه القرارات إلى تحركات فعلية على أرض الواقع، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن له حقوقه المشروعة والعادلة في مواجهة الاحتلال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر السيسي العرب القمة العربية القضية الفلسطينية المزيد الحقوق الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الدول العربیة القمة العربیة على ضرورة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو

صرّح السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، بأنّ مصر لم ولن تتعرض لأي ضغوط تتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن مصر لا يمكن أن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني، تحت أي مسمّى أو ظرف.

وزير الخارجية: مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 10 ملايين لاجئوزير الخارجية: الشركات المصرية تلعب دورا بارزا في إعادة إعمار ليبيا

وأضاف عبد العاطي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "آخر النهار"، المُذاع على قناة "النهار" الفضائية، أن جميع أشكال التهجير مرفوضة رفضًا قاطعًا، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم تمثل مساسًا خطيرًا بجوهر القضية الفلسطينية، التي تتعلق بحق شعب في البقاء على أرضه التاريخية.

وأكد أن مصر والأردن تعتبران هذا الملف خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن أي تحرك نحو التهجير يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مضيفًا أن الموقف المصري راسخ وثابت ولا يقبل المساومة.

10 ملايين لاجئ

وكشف وزير الخارجية أن مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 10 ملايين لاجئ، نصفهم من السودانيين، يعيشون مندمجين في المجتمع المصري، ويستفيدون من مختلف الخدمات العامة، مشددًا على أن ذلك يأتي في ظل أوضاع اقتصادية شديدة الصعوبة تتحمّل فيها الدولة المصرية أعباءً متزايدة.

وأوضح أن مصر لا تدفع أحدًا إلى مغادرة أراضيها قسرًا، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن طاقتها على التحمّل ليست بلا حدود.

وتابع: "نؤكد أن هناك طاقة وسقفًا لا يمكن تجاوزه، وحدودًا لما يمكن أن تتحمله مصر، وإذا لم يكن هناك دعم كافٍ لمساعدة الدولة والحكومة المصرية على تحمّل جانب من هذه التكلفة، فلن نتمكن من تحمّل أعباء اللاجئين إلى ما لا نهاية".

وقال السفير بدر عبد العاطي إنّ الشركات المصرية تلعب دورًا بارزًا في جهود إعادة الإعمار داخل ليبيا، بالتعاون مع الحكومة الليبية.

وأضاف عبد العاطي أن ما تشهده ليبيا الآن من تعاون مثمر في مجالات التنمية والبنية التحتية يُعد تحولًا إيجابيًا كبيرًا بعد سنوات من الظروف الصعبة التي مرّ بها الأشقاء هناك.

وأشار إلى أن هذه التجربة المتراكمة أصبحت محل تقدير دولي، إذ يتم الآن الاعتماد على الشركات المصرية، ليس فقط في ليبيا، بل في دول إفريقية وعربية عديدة، وفي مقدمتها شركة "المقاولون العرب"، التي أصبحت رمزًا للجودة والاحتراف في تنفيذ المشروعات الكبرى.

طباعة شارك وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي مصر تهجير الفلسطينيين الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • ممثل الجامعة العربية بمجلس الأمن: دعم كامل للخطة المصرية والعربية لإعادة إعمار غزة
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: ندعو كل الدول لـ دعم الحكومة الفلسطينية وخطة إعمار غزة
  • مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • وفد الأمانة العامة للجامعة العربية يصل بغداد للاطلاع على استعدادات القمة العربية
  • جلسة لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية اليوم
  • نائب رئيس فلسطين يشكر القيادة المصرية والشعب المصري على موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني
  • الجامعة العربية تعقد اجتماعا لمناقشة قانون موحد لمنع خطاب الكراهية