أكملت المظاهرات في محافظتي السويداء ودرعا السوريتيين، أسبوعها الأول بشكل متواصل، وسط ترديد شعارات الثورة الأولى، المطالبة بإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وسجلت محافظتا السويداء ودرعا في اليوم السابع للاحتجاجات، الثلاثاء، أكثر من 50 نقطة تظاهر، بالتزامن مع تنظيم وقفات تضامنية في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، لدعم الحراك المدني في الجنوب السوري.

وتأتي المظاهرات المستمرة منذ أسبوع، عقب دعوات مدنية لتنفيذ احتجاجات وعصيان مدني في مناطق النظام، وذلك بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، وعدم اتخاذ السلطات أي قرارات جدية من شأنها تخفيف المعاناة، قبل أن تتطور المطالبات لتصل إلى الدعوة لإسقاط الأسد.

وجاءت الاحتجاجات بعد يوم واحد من مباركة الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، إذ حضر الشيخ الروحي للطائفة حكمت الهجري للقاء محتجين في بلدة قنوات بريف السويداء، معبرًا عن دعمه للحراك السلمي.

وقال خلال الوقفة: "لا نزال نعتبر أن القائمين على الدولة السورية هم إدارة وطنية، سننتظر ماذا يمكن أن نرى منهم خلال الأيام المقبلة (…) محتاجينكم في الساحات والميادين".

كما أصدرت "مضافة الكرامة" التي تشكل مرجعًا لشريحة من أبناء السويداء، ويمثلها الشيخ ليث البلعوس، بيانًا أيدت عبره "مطالب الشعب المحقة"، وأبدت جاهزيتها لرد أي اعتداء على "الشعب الثائر".

نحن مع أهل درعا والشام وحلب.. نحن مع ادلب اللي مدت إيدها للعون والمساعدة مش مع اللي ذلونا.
من مظاهرات السويداء الغاضبة pic.twitter.com/2hEAZ2ZqJt

— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) August 22, 2023 https://www.facebook.com/Suwayda24/posts/pfbid0i3mbxKpf13NZ9ByXuKr5scWfRierUipfMiqxdNJkKQuzvvfVAsWhwN2yxPckhrrTl

اقرأ أيضاً

مطالبات بإسقاط الأسد.. مظاهرات في السويداء ودرعا احتجاجا على ارتفاع الأسعار

وأسس "مضافة الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة "رجال الكرامة" العسكرية، وهي أكبر فصيل عسكري في المحافظة.

وأغلق المحتجون خلال الأيام الماضية، الطرق الرئيسية في الجنوب السوري، وعددا من مقار حزب البعث الحاكم، فيما أعرب ناشطون عن مخاوفهم من لجوء النظام السوري إلى القبضة الأمنية لقمع الاحتجاجات المناهضة لرئيس النظام بشار الأسد.

كما رفعوا شعارات سياسية تحاكي شعارات الثورة الأولى عام 2011، مطالبين برحيل الأسد، وداعين المحافظات السورية للانضمام إلى حراكهم السلمي.

ونشرت "شبكة السويداء 24" المحلية تسجيلات مصورة من الاحتجاجات، تظهر تجمعًا للمحتجين ينادون بإسقاط النظام السوري.

كما وثقت صفحة "الراصد" نقاط الاحتجاج في عموم محافظتي السويداء ودرعا، طالبت بتحسين الأوضاع المعيشية وإسقاط النظام السوري.

ومنذ الأسبوع الماضي، تشهد محافظتا درعا والسويداء احتجاجات يومية، رُفعت فيها هتافات وشعارات معارضة للنظام السوري، ونادت بتحسين الأوضاع المعيشية، بينما رفع المتظاهرون في درعا أعلام الثورة السورية.

"بشار ولاك .. ما بدنا ياك" من مظاهرات السويداء الآن pic.twitter.com/brAvvED0IQ

— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) August 23, 2023 https://www.facebook.com/Suwayda24/posts/pfbid0K6iWtyUQBzAamV2SJSydpzNjPNTpq6j9moYSbmmNeCikziV6G9SvpnZQm8JvdTNSl

اقرأ أيضاً

سوريا.. السويداء تنتفض ضد الأسد وتحرق مبني السرايا الحكومي

وفي 16 أغسطس/آب الحالي، أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للإضراب العام في عموم المحافظات السورية، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية التي وصل إليها السكان.

وتعطلت حركة المواصلات في عديد من المحافظات السورية نتيجة إضراب السائقين وامتناعهم عن نقل الركاب، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود، مطالبين بإصدار تسعيرة جديدة لأجور النقل تناسب الزيادة في أسعار المحروقات.

وكان الأسد أصدر مرسومين زاد بموجبهما رواتب العاملين في القطاع العام بنسبة 100%، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع رفع الدعم الكلي عن البنزين والجزئي عن المازوت، وخسارة الليرة السورية أكثر من 99% من قيمتها.

وتضمن المرسوم الصادر عن الأسد زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين في القطاع الخاص إلى قرابة 13 دولارًا، في حين يراوح راتب الموظف العام بين 10 و25 دولارًا حسب سعر الصرف في السوق السوداء، قبل صدور المرسومين.

ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليونًا منهم من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.

ولا تعتبر الاحتجاجات جديدة على المحافظات الجنوبية، إذ سبق وخرج أبناء السويداء ودرعا بمظاهرات في أوقات زمنية متفرقة، نادت بإسقاط النظام السوري، محملة إياه مسؤولية الأوضاع المعيشية والأمنية في سوريا.

مدينة السويداء قبل ساعة من الموعد المحدد لانطلاق مظاهرة ساحة السير pic.twitter.com/Z64xbrpJvs

— السويداء 24 (@suwayda24) August 23, 2023 https://www.facebook.com/Suwayda24/videos/1028415538525378/

اقرأ أيضاً

سوريا: ما الذي يجري في السويداء؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السويداء درعا سوريا مظاهرات الأوضاع المعیشیة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

هل ينخرط النظام السوري في مخطط تحجيم إيران؟

أثارت الأنباء التي كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مساع من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة لتحجيم نفوذ إيران في سوريا، بالتعاون مع رئيس النظام السوري بشار الأسد؛ تساؤلات حول قدرة النظام على الحد من نفوذ حليفته طهران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن تل أبيب وواشنطن تريدان مساعدة النظام في منع إيران من الاستمرار في إمداد "حزب الله" اللبناني، عبر الحدود السورية، مؤكدة أن "الأسد قد يدعم منع إيران من إمداد حزب الله عبر سوريا، لأنه أصبح مستاء من الوجود الإيراني في العاصمة دمشق".

وذكرت مصادر "واشنطن بوست" أن "الإدارة الأمريكية مستعدة لمنح بشار الأسد بعض الفوائد إذا تمكن من إيقاف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله"، موضحة أن "إدارة بايدن تبدو راغبة في تحقيق بعض المصالح للأسد، فيما لو قبلَ المضي في هذا الطريق".

ولم يصدر تعليق رسمي من أي طرف، على الأنباء التي ذكرتها الصحيفة الأمريكية.

هل بمقدور النظام تحجيم إيران؟
الباحث والخبير بالشأن الإيراني، نبيل العتوم، يقول إنه على الرغم من أن النظام السوري برئاسة بشار الأسد قد يتلقى دعماً مادياً وسياسياً إذا انخرط في أي تعاون لتحجيم إيران، إلا أن قدرته الفعلية على الحد من النفوذ الإيراني تبقى محل شك.

ويوضح لـ"عربي21" أن لدى إيران النفوذ العسكري والاقتصادي الواسع في سوريا، الذي يشمل قواعد عسكرية، وميليشيات محلية تابعة، وتعاوناً سياسياً طويل الأمد، وهو ما يجعل أي تقليص لهذا النفوذ يتطلب قرارات استراتيجية صعبة قد لا يمتلك النظام السوري القدرة أو الإرادة على اتخاذها.


في الاتجاه ذاته، يشكك الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي، بقدرة النظام السوري، ويقول لـ"عربي21": "حتى روسيا لم تستطع ضبط الميليشيات الإيرانية، بدلالة وجود الأخيرة بمحاذاة الحدود السورية مع الأردن ومع الجولان المحتل، رغم تعهد موسكو سابقاً بإبعاد المجموعات الإيرانية عن الحدود لمسافة عشرات الكيلومترات".

ووفق النعيمي، فإن انخرط النظام في مخطط تحجيم إيران في سوريا، يعني فتح باب الاغتيالات التي قد تستهدف شخصيات من ضمن دائرته الضيقة، وخاصة أن طهران حددت دور النظام بدعم "محور المقاومة" سياسياً.

النظام متمسك بتحالفه مع إيران
وبالبناء على ما سبق، يستبعد النعيمي أن يكون لدى النظام أي توجه حقيقي للانفكاك عن إيران، التي ربطت الدولة السورية بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتعليمية والسياسية، ويلفت إلى "انتشار الميليشيات الموالية لإيران في مختلف مناطق سوريا".

على النسق ذاته يؤكد نبيل العتوم، أن النظام السوري يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، خاصة بعد سنوات الحرب التي أضعفت بنيته التحتية وعلاقاته الدولية، ويقول: "إيران كانت من الداعمين الأساسيين للنظام السوري، وفقدان هذا الدعم أو تضييقه قد يشكل تهديدا للنظام في ظل عدم وجود بديل قوي، ومن هنا، قد يكون النظام متمسكا بالحفاظ على علاقاته مع إيران"، ويستدرك: "لكن ربما يقبل بتقليص محدود لبعض الأنشطة الإيرانية بهدف تعزيز علاقاته مع الدول العربية وتحقيق بعض الانفتاح الدولي".

بهذا المعنى لا يستبعد العتوم أن يفرض النظام رقابة أو بعض القيود على الأنشطة العسكرية الإيرانية، أو الحد من حرية حركة الميليشيات التابعة لإيران في المناطق الاستراتيجية، مضيفاً: "قد تكون هناك أيضاً إجراءات محدودة ضد المنشآت الإيرانية، وذلك بالتنسيق مع الأطراف العربية والدولية لتقديم بدائل اقتصادية، ولكن دون القطيعة الكاملة مع إيران".


ويكمل قائلاً: "بالعموم تظل هذه الاستراتيجية معقدة، إذ تتطلب توافقات داخلية وإقليمية دقيقة، نظراً لتشابك المصالح السياسية والاقتصادية في سوريا، والواقع أن النظام قد يتخذ خطوات بسيطة، ولكن من غير المرجح أن يكون بمقدوره تحجيم النفوذ الإيراني بشكل كامل".

مصلحة مضاعفة
من جهته، يتحدث الكاتب والباحث بالشأن الإيراني عمار جلو، عن "مصلحة مضاعفة" للنظام في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، ويقول لـ"عربي21": إن "النظام ممتعض من وجود هذا العدد الكبير من الميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرته، وخصوصاً أنها تسبب الحرج الدبلوماسي والسياسي له، لجهة استهدافها من الاحتلال ومن الولايات المتحدة".

واعتبر أن التقليل من وجود الميليشيات غير المنضبطة يخدم النظام كذلك لجهة المطالب العربية، المتعلقة بتجارة وتهريب المخدرات.

أما بخصوص قدرة النظام على تحجيم الميليشيات، يقول جلو إن النظام يستطيع بكل تأكيد ذلك، فهو بالحد الأدنى يستطيع تسريب المعلومات عن وجودها ونشاطها في سوريا، وكذلك يستطيع أن يطالب إيران بعد شكرها على مساندتها له في "الحرب"، بسحب وجودها العسكري.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال قدرة النظام السوري في مجال المناورة السياسية، بحيث يمكن أن يُظهر النظام استجابة للخطة "الأمريكية- الإسرائيلية"، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، من دون أن ينفذ المطلوب منه، كما هو الحال مع المطالب العربية منه، قبل إعادته إلى جامعة الدول العربية، وفق قراءات أخرى.

يذكر أن بعض الأوساط الإيرانية كانت قد عبرت عن غضبها، من مواقف النظام السوري "الخجولة" من التصعيد الحالي الذي تشهده المنطقة.

مقالات مشابهة

  • النظام السوري يُصدر قوائم اعتقال بحق أكثر من 100 ناشط .. ما السبب؟
  • هل ينخرط النظام السوري في مخطط تحجيم إيران؟
  • السويداء السورية... من الحياد إلى الغضب الشعبي
  • البزري وسعد عرضا الأوضاع المعيشية والإغاثية في صيدا ومنطقتها
  • مفاجأة.. الدفاعات السورية تسقط مسيرة للفصائل العراقية ومخابرات النظام تتحرك
  • شاب ينهي حياته في صنعاء نتيجة تدهور أوضاعه المعيشية
  • البزري وسعد بحثا في الأوضاع المعيشية والإجتماعية والإغاثية في صيدا ومنطقتها
  • إسرائيل.. مظاهرات تطالب بعودة غالانت
  • شاب يمني ينهي حياته شنقاً في صنعاء وسط تدهور الأوضاع المعيشية
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا