بحضور قادة عرب، عقدت مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، أعمال “القمة العربية الطارئة”، لمناقشة التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، والوصول إلى قرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير”.

ودعا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في كلمته خلال القمة، إلى “اتخاذ موقف يعبر عن الوحدة والتضامن العربي”.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أن “المنطقة العربية تواجه تحديات جسام تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين بسبب الحرب على غزة التي “خلفت وصمة عار في تاريخ البشرية”، وأضاف أن “الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكان في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية”.

وشدد السيسي، “على التزام مصر وتمسكها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن مصر لن تشارك في أي ظلم تاريخي يقع الشعب الفلسطيني أو أي مخطط لإفراغ الأراضي الفلسطينية من شعبها أو تهجير سكانها”.

وركز الرئيس المصري، على أن “بلاده لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل وأن السلام في المنطقة والشرق الأوسط لن يتأتى إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني ضرب مثالا في التمسك بأرضه رغم العدوان الغاشم الذي مارسته إسرائيل عليه”.

وأكد السيسي، أن “مصر عملت على تشكيل لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة انطلاقًا من خبرات أعضائها وبلورة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه وأنها كانت تسعى إلى التوصل لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للأزمة”.

من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في افتتاح القمة العربية، أن “إعادة إعمار غزة في وجود أهلها ممكن”.

وقال أبو الغيط: إن “إعادة غزة للحياة هو نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها وجهودهم”.

وأضاف: “إعمار غزة ممكن إن صمت السلاح وانسحبت إسرائيل بشكل كامل من القطاع”.

وتابع قائلا: “إننا نقدر كل من يعمل من أجل السلام، ونؤكد تقديرنا لدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر ولكن القبول بمشروعات ورؤى غير واقعية وغير مبنية على أساس قانوني لن يكون من شأنه سوى زعزعة استقرار المنطقة”.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يجب أن نمنع بكل الطرق استئناف القتال في غزة، ويجب احترام سلامة أراضي لبنان وسوريا”.

وأضاف: “يجب إطلاق سراح الرهائن والسجناء من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ️إنهاء الأزمة الحالية ليس كافيا ونحن بحاجة إلى إطار سياسي يضع مبادئ للتعافي”.

وأكد أن “غزة يجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية دون اقتطاع أي جزء منها، الوضع في الضفة الغربية مقلق وشهدت مؤخرا أكبر نزوح من نوعه منذ عقود”، ودعا إلى “الدعم الكامل لعمل الأونروا بما في ذلك الدعم المالي”.

وقال الملك الأردني عبد الله الثاني: “علينا التأكيد على رفضنا التام للتهجير وإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني، وعلينا إعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ بشأن إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية”.

وأكد “ضرورة وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية خاصة في شهر رمضان المبارك”، مشددا على أن “حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأضاف: “نرفض قرار إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة الذي يخالف القانون الدولي، وسنستمر في دعم الأشقاء في غزة ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

وقال ‏الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “نشيد بالخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة، وندعو الرئيس الأمريكي لدعم جهود الإعمار على هذا الأساس”.

وأضاف: “خطتنا تنص على أن تتولى دولة فلسطين مهامها بغزة وتستلم أجهزة السلطة مسؤولياتها بعد هيكلة الكوادر في غزة وتدريبها بمصر والأردن”.

وشدد على أنه “يجب مضاعفة الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية” مضيفا “قررنا تعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين كما إصدارنا عفوا عاما عن المفصولين من حركة فتح”.

وأكد أنهم “مستعدون لإجراء انتخابات عامة خلال العام المقبل حال توفرت الظروف”.

من جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون: “لقد علمني لبنان أن فلسطين قضية حق والحق يحتاج لقوة قوة المنطق والموقف، علمني لبنان أن فلسطين قضية ثالوث فلسطيني وعربي وإنساني”، مضيفا “️علمتني حروب لبنان أن نكون مع فلسطين وشعبها وأن نقبل ما يقبله ونرفض ما يرفضونه، ️أن تكون بلداننا قوية ومزدهرة ومتماسكة هو الطريق الامثل لنصرة فلسطين”.

وشدد على أنه “️في بلدي هناك أرض لبنانية محتلة وأسرى في سجونها ولا سلام دون تحرير كل شبر من تراب أرضنا ولا سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية”.

وأضاف: “لقد عانى لبنان كثيرا لكنه تعلم من معاناته ألا يكون ممرا أو مقرا للصراعات الدولية وأن مصالحه مع محيطه العربي”.

الرئيس السوري: انتهاكات إسرائيل تتطلب الوقوف صفا واحدا في مواجهة تهديداتها

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن “انتهاكات إسرائيل تتطلب الوقوف صفا واحدا في مواجهة تهديداتها”.

وفي كلمته خلال القمة العربية الطائرة بالقاهرة، أكد أن “عودة سوريا إلى الجامعة العربية يعتبر تأكيدا على أن دمشق ستسعى لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير مصيره”.

وأضاف الشرع: “نرى اليوم محاولات جديدة لفرض حلول تسعى لإعادة رسم خرائط المنطقة على حساب دم الفلسطينيين، الدعوة لتهجير الفلسطينيين تهديد للأمة العربية بأسرها”، مشددا على أن “التهجير نواة مشروع أوسع يسعى لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم”.

وقال: “ما يحدث اليوم في غزة جرس إنذار لنا جميعا، على الدول العربية توحيد مواقفها وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، ومستعدون لإغاثة غزة ووضع حد للعدوان”، مؤكدا “حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير”.

من جانبه، حذر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، “من الآثار الكارثية للمشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية”، داعيا “المجتمع الدولي للتحرك ضد المشاريع الودعاتي تدعو لتهجير الفلسطينيين، مؤكدا دعم خطة إعادة إعمار غزة”.

إلى ذلك، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: “نرفض بشكل قاطع أي مقترحات تهدد أمن مصر والأردن والدول العربية”.

وتابع: “ندعم كل المبادرات العربية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعمار غزة، يجب العمل على إعادة إعماد قطاع غزة ودعم قيام الدولة الفلسطينية”.

من ناحيته، قال رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي: إن “بلاده لن تقبل بتهجير الفلسطينيين ووقوع أي ظلم عليهم، مضيفا “فلسطين ستظل في قلوبنا ودعائنا ولن نقبل أي ظلم يقع عليها”.

وأكد: “يجب أن يتوقف العدوان ويجب أن يعود الحق إلى أهله، نقف قيادة وشعبا مع فلسطين”.

وقال رئيس جمهورية القمر المتحدة غزالي عثماني: “أؤكد أن السلام هو الخيار لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونعلن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني”.

وأضاف: “نؤكد تمسكنا بالشرعية الدولية وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مراحله وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوقف الدائم للحرب”.

وتابع: “في هذا الصدد أود أن أرحب بالخطة المصرية التي تقدم بديلا عربيا لما بعد الحرب ورؤية شاملة تتضمن إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الشعب الفلسطيني”.

وكشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أنه “لا بديل عن حل عادل للقضية الفلسطينية لدعم الاستقرار في المنطقة”، مشيرا من جهة أخرى إلى أن “إيران تزيد استثمارها في جماعة الحوثي لتعويض خسائرها في لبنان وسوريا”.

وقال ولي عهد الكويت صباح خالد الحمد المبارك الصباح، إنه “يجب صياغة موقف عربي موحد ضد أي مخططات لتهجير الفلسطينيين”، مطالبا المجتمع الدولي “بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: إن :المملكة ترفض أي مسعى لتهجير الفلسطينيين، مؤكدا أنها ندعم إعادة إعمار قطاع غزة”، وتابع: “نقف مع السلطة الفلسطينية في إجراءاتها تجاه الأمن والاستقرار”، وأردف قائلا: “الجزائر تضم صوتها للمواقف العربية الرافضة لتهجير سكان غزة.. ويجب إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني”.

من جهته، ذكر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف: “الخطر اليوم في غزة هو إخراج شعب من التاريخ”.

هذا ومنذ 25 يناير الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية، وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.

وكانت ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: القمة العربية 2025 تهجير الفلسطنيين جامعة الدول العربية دونالد ترامب مصر لتهجیر الفلسطینیین الدولة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین الشعب الفلسطینی إعادة إعمار غزة من جانبه قطاع غزة فی غزة یجب أن على أن

إقرأ أيضاً:

اليماحي: البرلمان العربي ملتزم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين

طشقند/وام
أكد محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، أن «البرلمان» لن يدخر جهداً من أجل دعم الجهود المخلصة في خدمة قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الاجتماع التنسيقي للمجموعة العربية بالاتحاد البرلماني الدولي، والذي عقد في العاصمة الأوزبكية طشقند قبيل بدء الاجتماعات الرسمية للجمعية الـ 150 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها، والتي تستضيفها جمهورية أوزباكستان خلال المدّة من 5 إلى 9 إبريل 2025م.
وعقد هذا الاجتماع بهدف تنسيق المواقف العربية تجاه البنود والموضوعات المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، كما تم تبادل الآراء حول الطلبات الخاصة بإدراج بنود طارئة على جدول أعمال الجمعية العامة، وكذلك الاتفاق على مرشحي المجموعة العربية للمراكز الشاغرة في اللجنة التنفيذية واللجان الدائمة والفرعية للاتحاد البرلماني الدولي.
وألقى رئيس البرلمان العربي كلمة، في بداية الاجتماع، أكد فيها أن هذه المشاركة هي ثمرة وامتداد للتعاون البنَّاء بين الاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي، والذي تعزز من خلال مذكرة التعاون التي وقعها الجانبان على هامش انعقاد المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية في شهر فبراير الماضي، والذي تمت إدارته بشكل مشترك بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي.
وأشار اليماحي إلى أن البرلمان العربي يسعى إلى البناء على هذا التعاون الوثيق، بهدف تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية العربية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وفي خدمة مصالح الشعب العربي الكبير.

مقالات مشابهة

  • مصر والقضية الفلسطينية: دعم ثابت ودعوة لوحدة الصف الفلسطيني بعيدًا عن انفراد أى فصيل
  • عبد الرحيم علي: الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الحل.. ولا مجال للحرب بالنيابة عن الشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفياً تحركات «اللجنة العربية-الإسلامية» لإعادة إعمار غزة
  • التحول الرقمي والأمن الغذائي في مقدمة اهتمامات اجتماع وزراء الاقتصاد العرب.. غدًا
  • ماكرون يزور مصر للمرة الرابعة.. رفح والعريش ضمن جولة الرئيس الفرنسي
  • هيئة الرأي العربية في كركوك ترحب بعودة البارتي: استوعبوا الدرس - عاجل
  • الجامعة العربية.. المجلس الاقتصادي يبحث استعدادات قمة بغداد
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الهدف الاستراتيجي لدولة الاحتلال تجاه فلسطين يقوم على شعار «أرض بلا شعب»
  • اليماحي: البرلمان العربي ملتزم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
  • السيد القائد: تجاهل الشعوب العربية لما يجري في فلسطين انقلاب على كل القيم