الاقتصاد نيوز - بغداد

أكدت رئيسة لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهرة البجاري، الثلاثاء، أهمية إنشاء طريق التنمية للعراق، مشيرة إلى أنه سيسهم في إنشاء مدن جديدة، بما فيها مدن صناعية، دون الضغط على المحافظات.

وأوضحت البجاري في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، أن "مشروع طريق التنمية يعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة، وقد بدأت شركة استشارية متخصصة بوضع المخططات اللازمة لتنفيذه".

وأضافت، أن "المرحلة الأولى من المشروع ستُمول من الموازنة العراقية، وتتضمن إنشاء سكة حديد تربط بين ميناء الفاو والشعيبة وتأهيل الشبكة القديمة، بالإضافة إلى إنشاء شبكة سكة حديد لربط بيجي وفيشخابور".

وأشارت البجاري إلى، أن "هذه المرحلة ستكون بمثابة رسالة طمأنة للشركات العالمية بأن العراق جاد في تنفيذ المشروع، ويمتلك المقومات اللازمة لإنجاحه، بما في ذلك الاستقرار الأمني وتوافر المتطلبات الفنية واللوجستية"

ونوهت، بأن "إنشاء طريق التنمية والطرق الجديدة خارج المدن سيسهم في إنشاء مدن جديدة، بما فيها مدن صناعية، ما يعزز التنمية الاقتصادية ويوفر فرص عمل جديدة"، لافتةً إلى، أن "هذه المدن لن تضغط على المحافظات؛ لأن مسارات طريق التنمية ستكون خارجها".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار طریق التنمیة

إقرأ أيضاً:

وسط الركام.. غزة تضغط على جرحها النازف وتتزين في رمضان

على رصيفٍ صغيرٍ وسط مدينة خان يونس، يقف أبو زهير أمام بسطته المتواضعة، يبيع المعجنات التي كان يقدمها ذات يوم في مطعمه الأثري في البلدة القديمة بمدينة غزة. نظرته حزينة، لكنها تحمل إصرارًا عنيدًا. لقد كان مطعمه مَعلمًا سياحيًا بجوار الباب الشرقي للمسجد العمري، وملاذًا للعائلات والزوّار خلال ليالي رمضان. اليوم، لم يعد هناك سوى الركام، وصدى الذكريات.

«كنت أُزيّن الشوارع وأُجهّز مطعمي قبل رمضان بأسابيع. كنت أستقبل المئات كل ليلة للإفطار. أما اليوم، فلا بيت ولا مطعم، ولا حتى ولدي عمر، الذي استشهد في الحرب. كيف أستقبل رمضان وأنا نازح، بلا مأوى، بلا عمل؟» يقولها أبو زهير بحزن.

أضاف لـ«عُمان» أن فقدان ابنه جعله عاجزًا عن إحياء أجواء رمضان كما كان يفعل دائمًا: «كان عمر يساعدني في تزيين المطعم، ويشرف على الطهاة. كان هو روحي في العمل. اليوم، لا زينة ولا فرحة، بل حزن يخيّم على قلبي».

فقد مطعمه السياحي لكنه لم يفقد الأمل، يستذكر أبو زهير أجواء رمضان قبل الحرب: «كنا نفرح بتزيين الشوارع، نستقبل الزبائن من كل الطبقات، السياسي والطبيب والعامل. اليوم، أقف في خان يونس أبيع المعجنات، وأحمد الله أني لا زلت قادرًا على العمل ولو بأقل الإمكانيات».

ورغم الألم، يرى بصيصًا من الأمل في تجار المدينة الذين أزالوا الركام، وأعادوا فتح محالهم المدمرة على هيئة شوادر بسيطة؛ لبث الحياة مجددًا في الأسواق.

يواصل حديثه بنبرة مليئة بالإصرار: «نحن شعب فلسطين، شعب الجبارين. لن نستسلم. سنعيد بناء حياتنا من جديد. الحرب لم تكسرنا، لكنها علّمتنا أن نصنع من الرماد حياة».

ومع ذلك، يعترف بأن رمضان هذا العام مختلف تمامًا، فكيف له أن يكون كما كان، والبيوت مدمّرة، والشوارع مليئة بالحطام، والغائبون لا يعودون؟: «لقد فقدنا شغفنا الكبير للمناسبات ، بسبب ما فعله الاحتلال بنا».

رمضان وسط الركام: إصرار على الحياة رغم الألم

في أسواق غزة المدمرة، يصر الباعة على فتح محالهم، حتى وإن كانت مجرد بسطات خشبية. الفوانيس تُباع على الأرصفة، وأصوات بائعي التمر والياميش تعلو في الشوارع التي كانت يومًا تعج بالحياة.

رغم الجراح، تعلّق الأطفال الزينة على ما تبقى من الجدران. رمضان هذا العام، رغم شحّ الإمكانيات، يحمل رغبة جامحة في استعادة الحياة. يتذكر الغزيون رمضان 2024 حين عاشوه في أجواء الحرب، بلا زينة، بلا صلاة تراويح، بلا فوانيس. كان رمضان قاتمًا، لم يكن فيه سوى الرعب والدمار.

واليوم، مع الهدنة، عادت بعض المظاهر الرمضانية، لكن بحذر. فما زالت المخاوف قائمة من عودة القصف، وما زالت العائلات تحاول لمّ شملها وسط النزوح. الحنين إلى رمضانات ما قبل الحرب لا يفارقهم. حين كان رمضان كرنفالًا من الفرح، حيث الأسواق تعج بالمشترين، والمنازل تكتسي بحبال الزينة، والمآذن تصدح بنداء التراويح.

الطفلة راند: رمضان بدون خوف

الطفلة راند، البالغة من العمر 12 عامًا، لا تزال تتذكر أول ليلة في حرب السابع من أكتوبر 2023، حين كانت تظن أن أصوات القصف ما هي إلا أصوات الرعد. تقول ببراءة: «كنا نحسبها رعدًا، لكن فجأة عرفنا أنها صواريخ. بدأ رمضان الماضي بالحرب والخوف، واليوم يأتي ونحن نعلّق الزينة».

وتتمنى خلال حديثها لـ«عُمان» أن يكون رمضان 2025 مليئًا بالسعادة، وأن تستمر الهدنة: «لا نريد أن نعيش ما عشناه من رعب العام الماضي، على الأقل في رمضان».

تبتسم راند وهي تشير إلى الزينة التي علقتها في الشارع مع أصدقائها: «في رمضان الماضي، لم يكن لدينا القدرة على فعل ذلك. اليوم، رغم كل شيء، نحاول أن نعيش الفرحة ولو بجزء بسيط منها».

الخوف من الغدر

سنان صقر، بائع مخلل من خان يونس، يرى أن رمضان هذا العام مختلف، لكنه لا يزال يحمل القلق: «في رمضان الماضي، لم يكن هناك شيء يُسمى رمضان، بل حرب ودمار وشهداء. لم يكن هناك طعام، لا سحور، لا إفطار. هذا العام، رغم الدمار، نحاول أن نعيش رمضان بأقل الإمكانيات».

لكن سنان لا يخفي قلقه من غدر الاحتلال يقول لـ«عُمان»: «نخشى أن يكون وقف إطلاق النار مؤقتًا، وأن تعود الحرب فجأة. نريد أن نعيش رمضان كما كنا نفعل قبل الحرب، ثم نحتفل بالعيد، مثل أي شعب في العالم. نريد أن نحيا بسلام».

محاولات لاستعادة الفرحة

يسري يوسف خميس، بائع رمضان، يتحدث عن معاناة رمضان الماضي، حين لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر الشهر الفضيل: «لم تكن هناك إمكانيات، كنا نعيش على المساعدات وعلى أطعمة التكيات، في ظل جوع وتشريد كبيرين. أما الآن، فرغم شحّ المال، نحاول أن نجلب الحد الأدنى من البضائع ليشعر الناس بفرحة رمضان».

لكنه يوضح لـ«عُمان» أن رمضان هذا العام لا يشبه رمضانات ما قبل الحرب: «رمضان كان عندنا أشبه بحفل كبير. الأسواق ممتلئة، الناس تشتري كل شيء، الأولاد يلهون في الشوارع. أما الآن، فمحلاتنا مدمرة، والمساجد أيضًا، سنصلي التراويح في العراء. فالاحتلال لن يستطيع منعنا من أداء شعائرنا».

ويتابع يسري بأسى: «الأطفال كانوا يشترون الحلوى والمكسرات، يتزاحمون أمام محلي فرحين برمضان. اليوم، أرى في أعينهم تساؤلات موجعة، هل سيأتي العيد وهم بلا بيوت؟ هل ستعود ألعابهم التي دُفنت تحت الأنقاض؟ نحاول جاهدين أن نعيد إليهم جزءًا من الفرحة، لكن كيف نفرح وسط هذا الكم من الخسائر؟».

بين التمني والواقع: غزة تحلم بوقف دائم لإطلاق النار

الهدنة الحالية أعادت بعض الحياة إلى غزة، لكن الغزيون يخشون التفاف الاحتلال على وقف إطلاق النار. يتمنون أن تستمر، ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم، واستعادة طقوس رمضان كما كانت قبل الحرب.

في كل زاوية من غزة، هناك قصة، هناك حزن، لكن هناك أيضًا إصرار على الحياة. رمضان هذا العام ليس كأي رمضان، لكنه شهادة على صمود شعب يرفض أن يُمحى. وبينما تتعالى أصوات المآذن، وتتلألأ الأنوار الخافتة في الأزقة، يبقى الأمل معلقًا: أن يكون رمضان 2025 أكثر أمنًا، وأكثر فرحًا، وأن تعود غزة كما كانت، أو ربما أجمل.

مقالات مشابهة

  • مخرج مسلسل "طريق إجباري" عبد العزيز حشاد يكشف في حوار مع "الموقع بوست" تفاصيل الإخراج ويؤكد: كسر التابوهات وفتح آفاق جديدة للدراما اليمنية
  • وسط الركام.. غزة تضغط على جرحها النازف وتتزين في رمضان
  • بري: إسرائيل تعيد إنشاء شريط حدودي لإقامة منطقة محتلة جديدة
  • تصريحات جديدة من صنعاء حول فتح طريق القصر-الكمب في تعز
  • البرنامج السعودي يدعم قطاع التعليم في اليمن
  • الانتهاء من إجراءات طرح إنشاء 36 مدرسة جديدة في كفر الشيخ
  • وزير النقل: الشركة الإيطالية أبدت استعدادها لطرح المقطع الأول في آب
  • التنمية المحلية: إقبال كبير من المواطنين على معارض أهلاً رمضان بالمحافظات
  • وزير التربية والتعليم الأستاذ نذير القادري لـ سانا: سيتم لاحقاً إصدار قوائم جديدة تشمل المعلمين المفصولين على مستوى مديريات التربية بجميع المحافظات